تقديم

ينابيع الإيمان 20

يعقوب السروجيّ : من ملكيصادق وهرون إلى يسوع المسيح

في هذه السنة الكهنوتيَّة التي أعلنها قداسة البابا بنديكتُس السادس عشر، أردنا أن نقرأ بعض الميامر أو المقالات عند يعقوب السروجيّ ما أردنا لها ترتيبًا، بل قرأناها في العظات المختارة التي نشرها الأب اللعازريّ بولس بيجان في بداية القرن العشرين.

الميمر الأوَّل يتحدَّث عن المسيح الذي هو على رتبة ملكيصادق، بحسب مز 110 وفي خطِّ ما نقرأ في سفر التكوين (14: 17-20). فهذا الكاهن "الكنعانيّ" كما يدعوه السروجيّ، قدَّم الخبز والخمر بدل الذبائح الدمويَّة، فكان صورة بعيدة عن يسوع.

الميمر الثاني يتأمَّل في كلام بطرس إلى الربّ: تركنا كلَّ شيء وتبعناك (مت 19: 27). فالمسيح الفقير اختار الفقراء لكي يحمل إلينا الغنى بفقره.

الميمر الثالث عنوانه: تعزية الكهنة. هنا يودِّع يعقوب السروجيّ أحد الكهنة المتوفَّين: ماذا كانت حياته على الأرض وكيف صار إلى الموت، غير أنَّه تاجر بالوزنات وسوف ينال جزاء العبد الأمين.

الميمر الرابع يقدِّم حوار الكاهن مع رعيَّته في ساعة موته. طلب صلاتهم فأعلنوا رجاءهم بأن يكون ذاك الذي خدمهم بين أجواق القدّيسين.

الميمر الخامس يصوِّر لنا الشابَّ الغنيَّ الذي جاء يسأل عن الحياة الأبديَّة. ولمّا طلب منه الربُّ أن يتخلَّى عن كلِّ شيء ويتبعه، مضى حزينًا: فضَّل غناه على يسوع.

الميمر السادس يقدِّم شخصيَّة هرون. ولكنَّه يبدأ مع آدم الكاهن الأوَّل الذي خطئ فوجب عليه التكفير كما على نسله. كان هرون محطَّة أولى. ولكنَّه عجز فجاء يسوع المسيح. ومع ذلك بقي هرون عظيمًا وفي النهاية دفنه الربُّ وموسى وابنه إلعازار.

الميمر السابع: مجمع الأساقفة. كُتب هذا الميمر في الأصل من أجل أحد تقديس البيعة، في بداية السنة الطقسيَّة أو الأحد الأوَّل من تشرين الثاني، فذكَّر بأولويَّة سمعان بطرس وعمله الكهنوتيّ مع سائر الرسل. وجاء كلُّ هذا في إطار سلَّم يعقوب كما نقرأه في سفر التكوين (28: 10-32).

في الميمر الثامن نعود إلى ملكيصادق مع التشديد على العبادة الروحيَّة التي مارسها ذلك الكاهن، ما فهمه أحدٌ في عصره المليء بالأوثان، إلاَّ إبراهيم. وإبراهيم نفسه كرَّم ملكيصادق وقدَّم له العشور، فكأنَّ الشعب العبرانيّ كلَّه يقدِّم العشور إلى ملكيصادق وبالتالي إلى المسيح.

والميمر التاسع والأخير يتوقَّف عند سرِّ الصليب، مع مقابلة بين موسى وابن الله. نبيّ "مثلي"، قال موسى. ولكن شتّان ما بين الاثنين. ويشدِّد السروجيّ على قدرة الصليب التي لا تقهر فقط بني عماليق تلك القبيلة التي غُلبَت بصلاة موسى لا بجيش يشوع.

فإلى رفقة هذا الشاعر الكبير، يعقوب السروجيّ، نحن مدعوُّون.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM