القسم الثامن: النبي أشعيا نبي الأمم

بعد مقدمة، نقرأ أربعة فصول:

1- منعطف هام في رسالة النبيّ

2- نداء الرجاء

3- نداء الحبّ

4- نداء الخلاص الشامل.

الربّ إله الخلاص. هذا ما أطلقه من كلام تلميذُ اشعيا في قلب المحنة، في منفى دام خمسين سنة. فالله الذي خلّص في الماضي، هو الذي يخلّص اليوم. لهذا نثق به وبعمله الذي يقوده الربّ إلى النهاية. قد نخونه، ولكن حبّه لا يتزعزع أمام خيانات البشر. قد تكثر الصعوبات، ولكن قدرته التي تمتدّ في الكون وفي التاريخ، تُزيل جميعَ العوائق. تمهّد ما هو عالٍ. وترفع ما هو وادٍ، فتصبح الطريق كلها سهلاً. قد يحسّ الانسان باليأس أمام المستقبل المظلم، ولكن يد الله ممدودة للبشر، شرط أن يمدّوا هم أيديهم. فهَمُّ الله الأساسيّ أن يزيل كلَّ العبوديّات، سواء أتت من الخارج أو من الداخل. همّه أن يمنح الحريّة، همّه أن يمنح الحياة، ولو اعتبر الناسُ نفوسهم عظاماً يابسة، كما قال النبيّ حزقيال.

هذا الخلاص اختبره »اشعيا« في شعبه المشتّت والبعيد عن أرضه. ولكن كلمته التي تنطلق من واقع صغير مع بضعة آلاف من المهجرين، لا تتوقّف عند فئة محدّدة مهما علا شأنها. فهذه الفئة هي نموذج لكل فئة، لكل شعب في العالم. فهذا النبيّ الذي دعا المنفيّين إلى النهوض، لم يكن فقط نبيَّ بني اسرائيل. بل نبيّ الأمم. فخلاص الربّ يصل إلى أقاصي الأرض. لهذا فهو يدعونا  إلى الرجاء مهما عرفنا الظلم والسحق. يدعونا لكي نتطلع إلى أورشليم التي تدعو الأمم كلها إليها، لأنها تدلّ على حضور الله في الكون. ويدعونا أخيراً إلى مسيرة تجد كمالها في يسوع المسيح الذي بعث برسله، لا إلى شعب واحد، بل إلى جميع الأمم الأرض. ولكن قبل التوسّع في كل ذلك، نتوقّف عند هذا الفاصل الذي يفتح الطريق إلى توسّع جديد في نهاية ف 48 وبداية ف 49.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM