نسب يسوع

نسب يسوع

الرسالة : روم 1: 1-13

الإنجيل : مت 1: 1-17

ابن الله ولد بحسب الجسد

يا إخوتي، من بولس عبد المسيح يسوع، دعاه الله ليكون رسولاً، واختاره ليعلن بشارته التي سبق أن وعد بها على ألسنة أنبيائه في الكتب المقدّسة، في شأن ابنه الذي في الجسد جاء من نسل داود، وفي الروح القدس ثبت أنّه ابن الله في القدرة بقيامته من بين الأموات، ربّنا يسوع المسيح، الذي به نلتُ النعمة لأكون رسولاً من أجل اسمه، فأدعو جميع الأمم إلى الإيمان والطاعة، وأنتم أيضًا منهم، دعاكم الله لتكونوا ليسوع المسيح، إلى جميع أحبّاء الله في رومة، المدعوّين ليكونوا قدّيسين: عليكم النعمة والسلام من الله أبينا ومن ربّنا يسوع المسيح.

قبل كلّ شيء أشكر إلهي بيسوع المسيح لأجلكم جميعًا، لأنّ إيمانكم ذاع خبره في العالم كلّه. والله الذي أخدمه بروحي فأبلغ البشارة بابنه يشهد لي أنّي أذكركم كلّ حين. وأسأل الله في صلواتي أن يتيسّر لي، بمشيئته، أن أجيء إليكم. فأنا مشتاق أن أراكم لأشارككم في هبة روحيّة تقوّيكم، بل ليشجّع بعضنا بعضًا، وأنا عندكم، بالإيمان المشترك بيني وبينكم. ولا أخفي عليكم، أيّها الإخوة، أنّي عزمت مرّات عديدة أن أجيء إليكم ليثمر عملي عندكم كما أثمر عند سائر الأمم، فكان ما يمنعني حتّى الآن.

دخل يوسف في نسب يسوع. عبر إبراهيم دخل وداود، الملك الذي أشار بحياته إلى المسيح. ودخل في هذا النسب أيضًا الآباء والأمّهات، من خطأة وأبرار، من أغراب وأهل البيت، من قبيلة يهوذا ومن سائر القبائل.

هيّأ الأنبياء الطريق بكلامهم. وتجسّد الابن في ملء الزمن فحمل البشارة إلى شعبه. وبواسطة رسله وصلت إلى جميع الشعوب الذين هم أيضًا قدّيسون، مكرَّسون للربّ ومدعوون إلى عيش حياة لا لوم فيها.

1- وعد بالأنبياء في الكتب

ما كان تجسّد الابن مفاجأة في مخطّط الخلاص. انتظره الناس. انتظروا ملكًا يكون بحسب قلب الله. يختاره الله ويرسله. وانتظروه آتيًا على سحاب السماء. وها هو ابن الله يصير ابن البشر. هو إله وإنسان معًا.

تحدّث الأنبياء وراحت كلماتهم أبعد منهم. فدلّت على وعد الله الذي هو منذ القديم. وها هو الله يتمّ ما وعد به في ميلاد الابن فيصل خلاصه إلى الذين سبقوه منذ إبراهيم، كما قال متّى، ومنذ آدم كما قال لوقا. وهذه البركة التي أعطيت لإبراهيم امتدّت في الجميع لتجد كمالها في يسوع الذي فيه نلنا ملء البركة: أحبّ الله العالم فوهب ابنه الحبيب.

3- وتجسّد الابن

جاء الابن إلى العالم بحسب الجسد، في اللحم والدم، أي قبل بالضعف الذي نحن فيه. وما استحى أن يدعونا إخوته. جاء إنسانًا من الناس لا يفترق في شيء عنهم إلاّ بالخطيئة التي ليست من جوهر الإنسان. يقول يوحنّا: الكلمة صار بشرًا. أخذ الجسد والنفس، أخذ العواطف والنوايا البشريّة.

جاء كابن داود، هو ملك. ولكن لا كالملوك العاديّين بجيوشهم وأسلحتهم. مملكته ليست من هذا العالم. لهذا، ما اختار الأبرار دون الخطأة. فجاءت راحاب الزانية في نسله. وما اختار أهل البيت فقط، بل "الكلاب" الذين يقيمون خارج البيت. كما كان يُسمّيهم "الأتقياء". فنسل إبراهيم هو نسل الإيمان. قبل أن يكون نسل الختان داخل شعب دون سائر الشعوب. وما اختار الرجال فقط، بل النساء أيضًا وفي القمّة مريم العذراء التي منها وُلد يسوع الذي يُدعى المسيح.

3- وصلت البشارة إلى جميع الشعوب

حين عاش يسوع على الأرض، أراد شعبه أن يحصره داخل فلسطين. بل أراد إخوته أن يعيدوه إلى "القبيلة". وأهل الناصرة إلى بلدته التي لم تُذكر مرّة واحدة في العهد القديم. يقول يوحنّا: "إخوته لم يكونوا يؤمنون به". ولكن حين قام من بين الأموات. نال قدرة بها يُقيم جميع الموتى. ويدعو الرسل لكي ينطلقوا. وبولس أيضًا الذي دعا اليهود، بل دعا الوثنيّين بشكل خاصّ إلى طاعة الإيمان، التي هي جواب على نداء الإنجيل تلزم الإنسان بكلّيّته.

فالوثنيّون هم أيضًا قدّيسون. دعاهم الله كما دعا شعبه الأوّل منذ موسى هم يخصّون الله. يحبّهم الله. يدعوهم فردًا فردًا. يختارهم. صاروا يخصّون يسوع المسيح. وهو يرسلهم. فكما دُعي بولس كذلك دُعي كلّ مؤمن في كنيسة رومة. بل في كلّ كنائس الأرض. وكلّ واحد منّا مدعوّ. آباء العهد القديم من إبراهيم وداود إلى المسيح، حملوا شعلة الإيمان التي وصلت إلى يسوع. ونحن ننطلق من يسوع وبرفقة يسوع لنخبر عن هذا الابن الذي وُلد بحسب الجسد من نسل داود، وجُعل ابن الله، بحسب الروح، بالقيامة من بين الأموات.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM