لا تنسى الأمُّ ثمرة بطنها 49:14-15

لا تنسى الأمُّ ثمرة بطنها

49:14-15

من اختيار والتزام انطلق رباط الحنان الذي يوحِّد الربّ بشعبه، فبدا قريباً من الحبّ الزواجيّ وعاطفة الأمومة. تفوّق حزقيال على سائر الأنبياء. فصوَّر في لغة الاستعارة مراحل الحبّ التي قادت الربّ لاختيار شعبه. في البداية، كان هذا الشعب وَلداً وُجد في الطريق بعد أن تركه والداه. «يومَ وُلدتِ، يا أورشليم، لا أحد قطع سرّتك، ولا غسلك بالماء لتنظيفك، ولا ملّحك بالملح، ولا لفّك بالقماط، ما توجَّع عليك أحد، ولا أشفق فعمل لك شيئاً من ذلك، بل نُبذتِ على وجه البريّة احتقاراً لك يوم وُلدت. فمررتُ بك ورأيتكِ ملطّخة بدمك، فقلت لك وأنتِ في دمك: عيشي، لا تموتي! وانمي كنَبْتِ الحقل» (حز 16:4 - 6).

التُقط هذا الطفل فنما بسرعة وصار صبيّة رائعة الجمال. وتابع الربّ كلامَه عن مدينته المقدّسة: «ومررتُ بك ثانية، ورأيتك ناضجة للحبّ، فبسطتُ طرف ثوبي (علامة الحماية والالتزام) وسترتُ عورتك، وحلفتُ لك ودخلتُ معك في عهد، فصرتِ لي» (آ 8). تلك هي صور عن الحبّ الزواجيّ حيث الربّ تقبّل أورشليم بمجانيّة تامّة. كانت لا شيء، وصارت أجمل المدن بفضل ما فعله الله لها وما زال.

أمّا لغة الصور في نبوءة أشعيا، فهي مختلفة. ففي التقليد التوراتي يشكّل 49:14 - 15 وحياً جديداً من حبّ الله، بل أعظم وحي. ساعة يُولد الحبّ الذي به يختار الانسانُ الانسان، من صُدَف الحياة ومفاجآتها، ويتعرَّض للضعف مع الزمن، ويرتبط بصفات المحبوب، فحبّ الأمّهات يتحدّد موقعُه في بداية الحياة، ويدوم ولا يتعب. فهو عطاء وما هو سوى عطاء. إذن، ليس في الكتاب كلّه نصّ يجعلنا نحسّ إحساساً بعمق محبّة الله ومجانيّته، مثل هذا: أتنسى المرأة طفلاً ترضعه؟ ألاّ تعود تحبّ ولداً خرج من رحمها؟ هذا مستحيل. ولكنّه يحصل بعض المرّات مع هذه الأم أو تلك. وإنّما لا يحصل أبداً مع الربّ. فلو نسيَت الأمّ طفلها، فالربّ لا يمكن أن ينسى أورشليم، أن ينسى شعبها، أن ينسى كلّ واحد من مؤمنيه.

ساعدتنا الصور في حزقيال على إدراك العهد كخبر مُعاش مع بداياته وأزماته واستعاداته. وفكّر النبيّ في ف 16، بخيانات أورشليم المتعدّدة التي تشبه عمل الزنى الذي يتركه الانسان لكي يعود إليه. ولكنّ الربّ يغفر المرّة بعد المرّة، وينطلق من جديد مع شعبه. أمّا في مقابلة الحبّ الأموميّ في أشعيا، فقد أوحيَ لنا في العمق أن العهد تجذّر في الله، بحيث ما عاد يخاف تقلّبات التاريخ والحياة. فحين يقول أشعيا الثاني إنّ حبّ الله حبٌّ أموميّ، فهو يقول بطريقة أخرى، بطريقة رمزيّة: هو حبّ أبديّ. لا يضع شروطاً ولا يتراجع. وها نحن نورد النصّ الكتابيّ (49:14 - 15) الذي نتأمّل فيه:

14 قالت صهيون: «تركني الربّ!

تركني السيّد ونسيني».

15 فأجاب الربّ:

«أتنسى المرأة رضيعها

فلا ترحم ثمرة بطنها؟

لكن ولو أنّها نسيَتْ،

فأنا لا أنساك، يا أورشليم».

1 - السياق التاريخيّ والأدبيّ

أ - مقدّمة

إنّ 49:14 - 15 هو مقطع قصير في نشيد طويل. بعد أن قدّم لنا النبيّ شخصيّة «عبد الربّ»، وأشار إلى عودة المنفيّين (هذا يعني أنّهم عادوا حين قال «أشعيا» كلامه) تطلّع إلى أورشليم التي كانت مهدومة. ولكنها بُنيت من جديد، وامتلأت بالسكّان الآتين من كل مكان. بدأت المدينة المحبوبة على قلب الله، فتذمّرت كما سبق الشعب وتذمّر في البرية. واشتكت بغنج ودلال مثل طفل أمام أمّه: «نسيني الربّ»! هل هذا ممكن؟ كلا. فدافع الربّ عن نفسه.

نبدأ فنجعل هذا النصّ في سياقه التاريخيّ والأدبيّ ثمّ نعود إلى تفسيره، فنسمع شكوى صهيون وجواب الربّ على شكواها.

إذا أردنا تفسيراً بليغاً لهذا النصّ (آ 14 - 15)، نعود إلى الحياة اليوميّة: ننظر إلى أم. أو تعود الأم إلى خبرتها المباشرة، والأب معها، على ما نقرأ في هو 11:4 حول بني اسرائيل: «جذبتُهم إليّ بحبال الرحمة وروابط المحبّة، وكنت لهم كأب (وكأمٍّ) يرفع طفلاً على ذراعه، ويحنو عليهم ويُطعمهم». مثل هذا المشهد يفهمنا كلام الله هنا. والعهد الجديد يعطينا ملء الضوء مع إنجيل متى 6:24 - 34: أنظروا طيور السماء، أبوكم السماويّ يرزقها. أمّا أنتم أفضل منها؟ لا تقولوا: ماذا نأكل، ماذا نشرب، ماذا نلبس؟ هذا يطلبه الوثنيّون. وأنتم «أبوكم السماويّ يعرف أنكم تحتاجون إلى هذا كلّه» (آ 32). في متى، بدا الله أباً. وفي أشعيا، بدا الله أمّاً، وحبّ الله يجمع بين الاثنين. هي أكثر من عمليّة جمع لعواطف البشر. هي عاطفة فوق كلّ عاطفة، في قلب الله، ولا شيء يدمّرها.

في الحقيقة، هذا التعليم الذي يريح المؤمن، نستخلصه من وضع النصوص بعضها بجانب بعض، لا من فصلها بعضها عن بعض. فهذا ما اعتادت الكنيسة أن تفعله منذ القديم في الليتورجيا: تربط قراءة بيبليّة بقراءة، وهكذا يغتني المؤمنون. فإن اختاروا نصاً وتركوا آخر، كانوا في شبه هرطقة. هذا ما نفهمه من متى وأشعيا: الله أب وأم معاً. وتبقى صورة والدينا أجمل ما يقربنا، ولكنّها تبقى بعيدة عن حبّ الله الذي لا يمكن أن يضاهيه حبّ بشريّ. بل يدلّ عليه.

ب - سياق كتاب التعزية

إنّ ف 40 - 55 هي عمل نبيّ لا نعرف اسمه. دُعيَ أشعيا الثاني. بدأ خدمته قبل سنة 538 ق م بقليل، وسط الشعب اليهوديّ الذي هُجِّر إلى بابل. صارت نهاية المنفى قريبة: «عزّوا، عزّوا شعبي، يقول إلهكم. كلّموا قلب أورشليم، قولوا لها: انتهت عبوديّتها، وكُفِّرت خطيئتها» (40:1- 2). وانقسمت هذه الفصول قسمين: الأول (40:1 - 49:13) تحدّث عن الفداء على أنّه خلْق جديد. الثاني (49:14 - 55:13) يصوّر هذا الفداء بشكل ولادة جديدة للشعب في قلب صهيون، العاصمة التي ترمز إلى وحدة الأرض.

وإذا أردنا أن نشرح 49:14 - 15، نلاحظ أنّ كلّ قسم يبدأ بشكوى يُطلقها الشعب. في 40:27، ندب الشعب حظَّه: مصيره خفيَ عن الربّ. هو يجهله. هو لا يعرف ما يحدث لي، وحقّي يجهله إلهي. أترى الله لا يعرف ولا يسمع؟ أجاب الربّ: هو إله سرمديّ. «فهمُه يعصى على الإدراك» (آ 28). وفي ف 49، تأوّهت صهيون: الله تخلّى عني. الله نسيني. في ف 40، أجاب الربّ يعقوب، وفي ف 49، أجاب صهيون مشدّداً على عاطفة الأم تجاه ثمرة حشاها. في البداية، هي قوّة الله «الذي خلق الأرض بكاملها، الذي لا يتعب ولا يكلّ أبداً». وهنا، هو العطف والحبّ الأموميّ. ذاك هو منطق التعزية والتشجيع: الله يقدر أن يخلّص. قوّته فوق كلّ قوّة. الله يريد أن يخلص. يدفعه حبّه إلى مثل هذا العمل. الباعث الأول وصل إلى توسّع على الفداء الذي هو خلق. والباعث الثاني يتضمّن أناشيد لصهيون التي هي زوجة نالت أكثر من نعمة، وأمٌّ فرحة بأولادها (49:14 - 26؛ 51:17 - 52:2؛ 52:7 - 12؛ 54:1 - 17): سيروا، سيروا، اخرجوا من بابل. «لا تخرجوا مسرعين ولا تسيروا كالهاربين، لأنّ الربّ يمشي أمامكم ويجمع شملكم» (52:11 - 12).

ج - سياق النصّ المباشر

هنا نجعل آ 14 - 15 في آ 14 - 26 مع أجمل ما قيل عن تلك التي كانت ثكلى فعاد إليها أولادها. التي كانت عاقراً فأعطيَ لها الأولاد العديدون، فتتساءل: «من أين يا ترى جاؤوا» (آ 21)؟ ويدعوها النبي: «تطلّعي وانظري حولك! بنوك اجتمعوا كلهم وعادوا!».

قالت صهيون: تركني الربّ، نساني. هي تبدو وكأنّها ضحيّة بريئة. وتشكو أمرها. ترك ونسيَ فعلان يدلاّن على أنّ رباط الحبّ قد قُطع من جهة واحدة. من الله! ونسيت أورشليم خطيئتها. هي التي بدأت فابتعدت. فأجاب الربّ عائداً إلى حبّ الأمّ لطفلها الذي وُلد الآن. حبّه من جهة واحدة. في حبّه يقدّم نفسه لطفله ولا ينتظر حباً مقابلاً. فالتوازي يبيّن الفرق الشاسع: أجاب الربّ العروس التي تشتكي، أنّه يحبّها كما الأمّ طفلها.

في الواقع، استند الربّ إلى خبرة صهيون، التي هي أمّ، فقال لها: إن كنتِ أمّا مهما حصل، فأنا أيضاً أقدر على الحبّ عينه، الذي يدوم رغم صمت المحبوب. بل إنّ اليأس الذي وجدت فيه صهيون نفسها غرقى، يُقدِّم لها أفضل برهان أنّ الحبّ الحقيقيّ يبقى ثابتاً. خسرت صهيون أولادها فما استطاعت أن تتعزّى عنهم. فلتَعُدْ إلى إيمانها لتفهم أنّ في قلب الله حنان الأمّ، هكذا يعود إليها الرجاء.

إنّ المقابلة مع الحبّ الأموميّ، تُشرف على الوصف الذي نجده في القصيدة كلّها (آ 18 - 26). فعودةُ الربّ تكون في الواقع عودة الأبناء إلى أورشليم، أمّهم. سيكون الربّ زوج صهيون في أنّه يأخذ جانب أولادها: «أخاصم الذين يخاصمونك، وأنجّي بنيك من بين أيديهم» (آ 25). ظالموك (آ 29) الذين أكلوا لحمك، «سيأكلون من لحمهم» (آ 26). بل «يسكرون من دمهم كالخمر» (آ 26).

2 - تفسير النصّ (49:14 - 15)

أ - شكوى صهيون (آ 14)

تجرّأت صهيون فاشتكت، بل اتّهمت الربّ، فهذا ما يدهشنا. في الخلاف الذي يجعلها تجاه الربّ، أمّا هي المذنبة؟ منذ قرنين من الزمن، وبفم أنبيائها، اشتكى الربّ لأنّها خانته، وسخرت منه. وافتتح أشعيا المحاكمة ضد هذه الخائنة بأقوال ولا أقسى: «كيف صارت المدينة الأمينةُ زانيةً. كانت عامرة بالعدل وفيها يسكن الحقّ. أمّا الآن فيسكن فيها القتَلة» (1:21). وفي 1:4: «ويل للأمّة الخاطئة، للشعب المُثقل بالاثم، لنسل الأشرار والبنين المُفسدين. تركوا الربّ واستهانوا بقدّوس اسرائيل، وإليه أداروا ظهورهم». وما كانت الأحوال أفضل من ذلك في زمن إرميا: «شعبي ارتكب شرّين: تركوني أنا ينبوع المياه الحيّة، وحفروا لهم آباراً مشقّقة لا تُمسك الماء» (إر 2:13).

فكيف يقبل الله اتّهامات صهيون دون أن يحتجّ؟ في الواقع، تشخيص صهيون في اللغة النبويّة، لا يحمل معنى واحداً فقط. فهي (كشخص حيّ) تمثّل الشعب في كيانه وفي ما سيصير إليه. وفي سنة 538 ق م، لم يعد وجدانُ الشعب ما كان عليه في زمن إرميا. ففي كارثة سنة 586، صانعو الدمار الدينيّ اختفوا أو كادوا. لهذا اعترض الجيل الجديد: «آباؤنا خطئوا، فما عادوا موجودين، ونحن نحمل إثمهم» (مرا 5:7). ويُردَّد مثلٌ في أرض اسرائيل: «أكل الآباء الحصرم، وأسنان البنين ضرست» (حز 18:2). فالشبّان يشعرون أنّهم ضحيّة لا «جُناة». وصهيون لم تعد الخائنة الكبيرة، بل المدينة الأمّ التي لا يمكن أن ننساها وإن لم نعرفها. إنّ أورشليم «شربت كأس الغضب، كأس الترنّم» (51:17). لم يعد الوقتُ وقتَ الاتهام بل وقت الرحمة. ولا بدّ من إعادة السند الداخليّ للشعب، هذا السند الذي هو شرط العمل.

وإذا كان الأنبياء (حز 18:1 ي) فهموا أنّ الوجدان الخلقيّ تجسّد في المدينة، وعلّموا كلَّ فرد مسؤوليّته (حز 14:12 - 23)، فلا بدّ أن تتحوّل الجماعةُ أيضاً. إذا كان برُّ الفرد لا يقدر أن يحفظ العشيرة والمجتمع، فلماذا تقع جريرته على الجماعة؟ هذه العقليّة الجديدة سوف تولّد فكرةَ صهيون الطاهرة، الأمينة، التي لا تتبدّل وإن وُجد فيها الأشرار. هي تبقى هي مهما كانت خطيئة أبنائها. في هذا المناخ نقرأ أش 49:14 - 15.

وماذا أيضاً عن تشكّي صهيون: الله تركني؟ احتجّ الربّ، قال إنّه لن ينسى صهيون. ويرفض الاتهام بأنّه تركها فترة واحدة من الزمن. في 54: 7 - 8، كان قد قال: «هجرتك لحظة، وبرحمة فائقة أضمّك». في هيجان «غضب» حجبتُ وجهي عنك قليلاً، «وبرأفة أبديّة أرحمك». على المستوى التاريخيّ، صار التخلّي عن صهيون واقعاً ملموساً حين اجتاحها العدوّ وأخذ شبّانها إلى المنفى. ومنذ سنة 735، كان أشعيا قد تكلّم عن فراغ كبير في البلاد (6:12). ولكنّ أحد تلاميذه حوّل الصورة وبدّلها ليُعلن للمدينة سلامها الآتي وعودة نعمة الربّ إليها بعد أن عفا عنها:

لا يُقال لك من بعدُ: هجرها أهلُها.

ولأرضك من بعد: أرض خراب.

بل يُقال: هي موضع سروريّ

وأرضك تكون مخصبة،

لأنّ الربّ يسرّ بك (62:4).

ب - جواب الربّ (آ 15)

كان في مقدور الله أن يذكّر صهيون بحبّه وأمانته (ح س د) مع ما فرض على نفسه من قَسم (54:10؛ حز 16:8). ولكنّه طلب شهادة في مَثل الحبّ الأموميّ: هل تتوقّف المرأة عن حبّ (ر ح م) ثمرة أحشاها؟ هو حبّ يرتبط برحم المرأة. هو حبّ عفويّ، غريزيّ، أمعائيّ. ما من عقدٍ يُشرف عليه. ما من شريعة تحدّده. هو يُشبه التنفّس لدى الانسان. من يستطيع أن لا يتنفّس دون أن نموت. والأم لا تستطيع أن لا تحبّ. وبالأحرى ماذا نقول عن قلب الله؟

حنان الله. كلّ الصور لا تكفي للكلام عنه. بما فيها صورة الأمّ التي تهتمّ برضيعها. ولكنّنا نحتاج إلى الصور. لغةُ الله لغة أمّ. ففي الله أمّ. هذا ما قاله النبيّ إرميا: «افرايم ابنٌ عزيز عليّ، ولدٌ يبهجني كثيراً. مهما تكلّمت عليه شراً (هدّدته) أعود فأذكره بالخير. فأحشائي تحنّ إليه» (31:20).

الله لا يستطيع أن ينسى ابنه، ولو خاطئاً. وإن تساءلنا: من أين جاءته هذه القوّة اللامحدودة أو بالأحرى الضعف من أجل الحبّ، فلا نجد سوى جواب واحد يتحدّى المنطق ومع ذلك يشرح كلَّ شيء: «ولما كنتَ عزيزاً عليّ ومجيداً، فأنا أحببتك» (43:4). ذاك هو جواب الربّ لصهيون، لشعبه، ولكلّ واحد من المؤمنين.

الخاتمة

انطلاقاً من آيتين قصيرتين اكتشفنا حبّ الله. جعل النبيّ أمامه صورة الأم التي تحنو على ابنها، فوجّه أنظارنا إلى من هو أب وأم معاً. فالأم لا يمكن أن تنسى رضيعها. أتُرى الله ينسانا، وإن حصل أن نسيَتْ، فالربّ لا ينسى أبداً، وسوف يقول لأورشليم: نقشتك على كفي. إذن، ستُقطع يدُ الرب، لا سمح الله، إن هو تخلّى عن أحبّائه. هم يتركونه ولكنّه لا يزال ينتظرهم كما انتظر ابنه العائد وتحرّكت له أحشاؤه. فكيف نجسر بعد ذلك أن نشتكي؟ إلاّ إذا كانت شكوانا علامة على دالّة تجاه الله، وطلباً لعون نحتاج إليه بسبب ظروف الحياة التي تُبعدنا عن الذي أحبّنا وضحّى بنفسه من أجلنا في شخص يسوع،

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM