الفصل السادس: أصالة الرسالتين إلي تسالونيكي

الفصل السادس
أصالة الرسالتين إلي تسالونيكي
تتضمّن المجموعة البولسية رسالتين وُجِّهتا إلى أهل تسالونيكي. على مستوى النقد الخارجي، تبدو المعلومات قليلة خلال القرون المسيحيّة الأولى. ولكن ستتبدّل الحال في ما بعد. وعلى مستوى النقد الداخلي، تتضارب الآراء. هل دوّن بولس 1 تس و2 تس؟ إن كان الأمر محسوماً بالنسبة إلى 1 تس، فهو لا يزال موضوع جدال بالنسبة إلى 2 تس. ونحن في هذا الفصل، بعد أن نعود إلى التقليد، ندرس أصالة 1 تس و2 تس أي صحة نسبتهما إلى بولس الرسول. نحن حنا أمام مسألة بحت علميّة وطي لا تؤثّر إطلاقاً على المضمون الذي هو كلمة الله كما تتوجّه إلينا اليوم وفي كل يوم.
1- علاقة بالكتاب المقدّس
أ- العهد القديم
لا نجد في 1 تس و2 تس إيراداً واضحاً من العهد القديم، يبدأ بعبارة "كما كتب" أو ما يشابهما. بل إيراداً يتضمّن تلميحاً إلى هذا النصّ أو ذاك. ونعطي بعض الأمثلة. في 1 تس 2: 4 نقرأ عن الله الذي "يختبر قلوبنا". هذا ما يحيلنا إلى إر 11: 20: "فيا ربّ الأكوان، الفاحص القلوب والكلى". في 2: 16 يتحدّث بولس عن خطايا اليهود التي ستصل إلى "النهاية". كأني بهم يتمّون مسيرة الخطيئة فيصلون إلى أعماقها. تجاه هذا نقرأها تك 15: 16: "يكمل أثم الاموريّين". رج دا 8: 23؛ 2 مك 6: 14. وفي 4: 5 تتحدّث الرسالة عن "الوثنيّين الذين لا يعرفون الله". هذا ما يذكّرنا بما فا إر 10: 25: "الأمم الذين لم يعرفوك". وفي مز 79: 6: "أفض غضبك على الأمم التي لم تعرفك، وعلى الممالك التي لم تدعُ باسمك". رج تك 4: 8. ونقرأ في 1 تس 4: 6: "الربّ هو المنتقم على هذه الأشياء كلّها"، فنتذكر مز 94: 2. ونجد حز 36: 27 (أجعل روحي في أحشائكم)، 37: 14 (أجعل روحي فيكم فتحيون) في 1 تس 4: 8: "الله نفسه الذي أحلّ روحه القدوس فيكم". ونجد أش 59: 17 (لبس البرّ كدرع، وخوذة الخلاصر على رأسه) في 1 تس 5: 8: "نلبس الايمان والمحبّة درعاً، ورجاء الخلاص خوذة". وتتحدّث 1 تس 5: 22 عن مجانبة الشرّ فتلتقي مع أي 1: 1، 8 (يتقي الله ويجانب الشرّ)؟ 2: 3.
وإذا عدنا إلى 2 تس، كان 1: 8 قريباً من أش 66: 4، 15 (ليبلّغ غضبه بحنق وانتهاره بلهيب نار) وإر 10: 25. وكان 1: 9- 10 في خط أش 2: 10، 11، 19، 21 وحديثه عن ذلك اليوم وما يرتبط به من ثواب وعقاب: "هكذا انحطّ مقام البشر... دخلوا في الصخر واختبأوا في التراب من هيبة الربّ وبهاء عظمته... سينخفض تشامخ الانسان وينحطّ ترفّع البشر والربّ وحده يتعالى في ذلك اليوم الآتي". وإذا كدنا إلى 2 تس 2: 8 والكلام عن المنافق الذي يبيده الربّ بنفخة فمه، نذكر أش 11: 4: "يقضي للفقراء بالعدل... ويميت الأشرار بنفخة شفتيه".
وهكذا نجد عبارات أخذها بولس من العهد القديم، فزاد عليها أو نقّص، حوّلها لتصبح عبارات مسيحيّة. وكانت لبولس طريقته في إيراد العهد القديم تبدو واضحة في 2 تس 1: 7- 10. لا يقابل آ 9- 10 نجده في أش 2: 10، ويزيد بولس تذكرات ترتبط بتوارد الأفكار. ولكنه في الوقت عينه جعل فكره يتغلغل في السياق كلّه بعد أن حذف لفظة "فوبو" (الخوف) التي بدت له بعيدة بعض الشيء عن العالم المسيحيّ ومرتبطة بالعالم اليهودي. وأدخل عناصر مسيحيّة أخذها من الكنيسة مثل: آمن، شهادة، إنجيل الربّ. وأخيراً: "سيعاقبون بالهلاك".
ب- الأناجيل الإزائية
نحن نعرف أن الأناجيل التي بين يدينا قد دوّنت بعد الرسائل البولسيّة. ولكن الأفكار الإنجيليّة قديمة قدم المسيحية. فهناك ما يسمّى "متى الارامي". وهناك "المعين" الذي استقى منه متّى ولوقا. كما أن متتاليات عديدة كتبت باكراً في الكنيسة: خبر الآلام، الامثال، المعجزات. وها نحن نسوق بعضا الاستنتاجات في هذا المجال.
أولاً: لا نستطيع أن نجعل الماقاربات على المستوى الواحد. فبعضها يبدو متوازياً على مستوى الأفكار. مثلاً، 1 تس 2: 7: كنا مترفقين في ما بينكم. ق لو 22: 27: "أنا في ما بينكم كالخادم". في 1 تس 2: 12: الله الذي يدعوكم إلى ملكوته ومجده. ق مت 22: 3: وأرسل غلمانه ليستقدموا المدعوّين إلى العرس. في 1 تس 5: 7: الذين يسكرون، في الليل يسكرون. ق مت 24: 48- 49: يأكل ويشرب مع السكارى. في آ 10. لكي نحيا جميعاً معه. ق لو 20: 38: الجميع يحيون له. رج آ 11، ق مت 16: 18، آ 16، ق مر 9: 50... تلتقي الكلمات لتعبّر عن مواضيع التعليم نفسها، والألفاظ الواردة هي التي نجدها في الكرازة الأولى.
ثانياً: هناك مقاربات مسيحيّة، ولكننا لا نستطيع أن نحدّد ارتباطها بنصّ من النصوص، بل بلغة الكرازة الجارية. مثلاً، كرز بالانجيل، الأزمنة والأوقات، الاضطهادات والضيقات، سالم، الآيات والعجائب. نقرأ في 1 تس 2: 9: كنا نبشرّكم بإنجيل الله. ق مر 14: 9؛ مت 26: 13: حيثما كُرز بالإنجيل. وفي 3: 7: ما نحن عليه من الضيق والشدّة. ق مر 13: 19: "وستكون تلك الأيام ضيقاً؛ لو 21: 23: سيكون ضيق عظيم. وفي 5: 1: أما الأزمنة والأوقات. ق مت 24: 36- 39؛ مر 13: 32- 33 (أما ذلك اليوم وتلك الساعة)؛ رج 5: 13؛ ق مر 9: 50؛ 2 تس 2: 9- 10؛ ق مت 24: 12- 13؛ مر 13: 22.
ثالثاً: هناك سلسلة ثالثة تستقي من العهد القديم أو من المراجع اليهودية. مثلاً: قتلوا الأنبياء (1 تس 2: 14- 16؛ ق مت 23: 31- 32؛ لو 13: 34- 35؛ 1 مل 19: 10). البوق، مع كل قديسيه (1 تس 3: 13؛ مت 16: 27؛ مر 8: 38؛ لو 9: 26).
رابعاً: ونجد أقوالاً للربّ في عبارات وصور خلقها بولس: كرز بالانجيل، يقتلون الأنبياء، الضيق العظيم، من يحتقركم يحتقرني، أحبّوا بعضكم بعضاً، صورة المرأة التي تتوجّع قبل أن تلد، صورة اللص، أبناء النور، إسهروا، السكارى، ملكوت الله، اجتماعنا بالله، النجاة من الشرّ. مثلاً 1 تس 5: 5؛ ق لو 16: 8؛ 1 تس 5: 6 (نسهر، نصحو)؛ ق مت 24: 42؛ مر 13: 35- 37؛ 2 تس 2: 1؛ ق مت 24: 31؛ مر 13: 27؛ لو 13: 34؛ 2 تس 2: 2؛ ق مت 24: 6؛ مر 13: 7.
وهكذا نجد مقاربات عديدة بين 1 تس، 2 تس والأناجيل الإزائية. فالينبوع الأول لكرازة بولس هو تعليم يسوع. فذاك الذي جلس عند قدميّ غملائيل، معلّمه الفريسي، عرف كيف يتأمّل في كلام الرب ويجعله في كل كمقطع من رسائله.
2- علاقة 1 تس، 2 تس بالتقليد
* وصيات الآباء الاثني عشر. إذا كانت هناك يد مسيحيّة، نكتشف فيها 1 تس 2: 16؛ 4: 12، وبعض الصور من 2 تس. رج لا 6: 11 الذي قد يكون الأساس الذي استقى منه بولس.
* الديداكيه أو تعليم الرسل (نهاية القرن الأول). نجد كلاماً عن السهر 16: 1؛ 1 تس 5: 6؛ 6: 10؛ عن الآيات والعجائب، 16: 6؛ رج 2 تس 2: 9: عن الربّ وجميع قديسيه معه، 16: 7؛ ق 1 تس 4: 14.
* اكلمنضوس الروماني (93- 97). إكلم 44: 4؛ ق 1 تس 2: 10: مقدسة وعادلة وبغير لوم.
* رسالة برنابا (115- 130). برن 2: 1؛ ق 2 تس 2: 7 والكلام عن إبليس. برن 4: 13= 1 تس 5: 6: لا ننم كالآخرين.
* أغناطيوس الانطاكي (بداية القرن الثاني). ق 1 تس 2: 4 (لا كمن يرضي الناس بل الله) مع رسالة أغناطيوس إلى رومة 2: 1. ورسالته إلى فيلبي (10) مع 1 تس 5: 23 (أرواحكم ونفوسكم وأجسادكم). ورسالته إلى بوليكربوس (6: 2) مع 1 تس 5: 8 (الإيمان والمحبة درعاً، ورجاء الخلاص خوذة). ورسالته إلى رومة (10: 3) مع 2 تس 3: 5 (صبر المسيح) ورسالته إلى أفسس (8: 1) مع 2 تس 2: 3 (لا يخدعكم أحد).
* بوليكربوس (حوالي 110). شهادته مهمّة من أجل تكوين المجموعة البولسيّة. كمال رسالته إلى الفيلبيين: "افتخر بكم في كل الكنائس". رج 2 تس 1: 4. وهناك مقابلة مع 2 تس 3: 15: "لا تنظروا إليه كعدوّ، بل عظوه كأخ" (بوليكربوس 11: 4).
* يوستينوس (150- 160). هو في خطّ بوليكربوس. 2 تس 2: 3- 4 (إنسان الإثم) مع الحوار 110: 2؛ 32: 4. وفي حوار 16: 4 (قتلتم البار) نلتقي مع 1 تس 2: 15؛ رج أع 7: 52.
* مرقيون. معاصر يوستينوس. أعطى لكنيسته لائحة قانونية جديدة بالأسفار المقدّسة. بدأ إصلاحه سنة 144 فلم يحتفظ إلاّ بجزء من إنجيل لوقا، وبعشر رسائل من بولس منها 1 تس، 2 تس. هذا يعني أن المجموعة البولسيّة كانت مكوّنة بشكل ثابت في ذلك الوقت.
ونذكر قانون موراتوري، وإيريناوس أسقف ليون في فرنسا، وإكلمنضوس الاسكندراني في مصر، وترتليانس في قرطاجة.
ونتحدّث عن 1 تس ثم 2 تس وصحة نسبتهما إلى بولس الرسول.
3- 1 تس
جميع النقّاد يقولون بصحة 1 تس، بعد أن كانت مدرسة توبنغن في ألمانيا قد أنكرتها كما أنكرت صحة 2 تس. والمدرسة الهولنديّة التي تعترف فقط بأربع رسائل إلى بولس، أنكرت 1 تس، 2 تس. أما لماذا رفضت 1 تس؟ لأن مضمونها ضئيل، ولأنها لا ترتبط بصرف معيَّن. ولكننا في الواقع نكتشف رسولاً ذا قلب كبير، تأكله غيرة الإيمان والمحبّة بانتظار الربّ يسوع. وقد نظّم هذه الكنيسة الفتيّة تنظيماً عميقاً ورفعها إلى مستوى المتطلّبات المسيحية. وتحدّث آخرون عن شهرة كنيسة تسالونيكي في مكدونية وأخائية وفي كل مكان، ومحاولات بولس لرؤية المعمّدين الجدد، وعدد الموتى في الجماعة، وتنظيمها الداخليّ. هل تمّ كل هذا في بضعة أشهر؟ ولكن بولس سيعلم أن إيمان التسالونيكيين لم يكتمل بعد. ولهذا، فهو يريد أن يراهم من جديد.
لن نتوقّف طويلاً عند هذه الآراء التي تعود إلى القرن التاسع عشر، وفيها ما فيها من أفكار مسبقة. أما اليوم، فلا نرى شارحاً واحداً ينقص نسبة 1 تس إلى بولس الرسول. ولكن الأمر يختلف في ما يخصّ 2 تس.
4- 2 تس وصحة نسبتها إلى بولس
ماذا يقول الشرّاح في 2 تس؟ ما هي آراؤهم؟ هناك ثلاث لحظات في تطوّر الأفكار.
أ- رأي النقّاد
أولاً: منذ القرن التاسع عشر رأى الشرّاح أن 2 تس 2: 1- 12 (مجيء الرب يسوع) ليست بولسيّة لأنها تتعارض، كما يقولون، مع 1 تس 4: 3- 5: 11 (الأموات ويوم الربّ). واعتبر آخرون (بعد أن ربط سابقوهم 2 تس بسفر الرؤيا) أن الرسالة تعود إلى سنة 68- 70 (أي بعد موت بولس الرسول)، وأن الانتيكرست (المناوئ للمسيح) هو نيرون، وأن العائق هو وسباسيانس (2 تس 2). وانتظروا نيرون الذي يعود إلى الحياة. آما الجحود فهو ثورة اليهود على الرومان التي انتهت بدمار أورشليم. وترك آخرون التعارض بين 1 تس و2 تس، ورأوا أن 2 تس تنسخ 1 تس. ثم إن 2 تس 3: 17 (السلام بخط يدي) تدلّ على "مقلّد" أو "مزوّر".
وعاد آخرون إلى التعارض بين 1 تس و2 تس، وأظهررا الارتباط مع سفر الرؤيا وصورة المناوئ للمسيح. وقالوا إن إنسان الاثم لمجمل آثر الغنوصيّة. وراح بعضهم ينسب الرسالة إلى تيموتاوس، لا إلى بولس.
ثانياً: ولكن تغيّر الاتجاه في نهاية الترن التاسع عشر مع الدراسات حول الأدب الجلياني (أدب أسفار الرؤيا). ميّزوا في أسطورة نيرون فترتين. فا الأولى، اختفى نيرون لدى الفراتيين وهو سيعود. والثاني، قالوا إن بولس فكّر بكاليغولا فجسّد فيه كل الشّر الشيطاني الذي يجعله معارضاً لله والربّ يسوع.
آراء عديدة لدى البروتستانت، ولا سيّما مدرسة تاريخ الديانات. ولكن الكاثوليك ظلّوا دوماً يقولون بصحة نسبة 2 تس إلى بولس.
ثالثاً: وكان طرح في بداية القرن العشرين ينطلق من العلاقات الأدبيّة بين 1 تس و2 تس، فيصل بنا إلى النقاط التالية:
* إن النصوص المتوازية بين 1 تس و2 تس تدلّ على ارتباط الثانية بالأول. وبالتالي على أن الذي كتب 2 تس غير الذي كتب 1 تس. نحن هنا أمام خدعة أدبيّة تربط 2 تس ببولس.
* وإليك الوضع الذي فيه كُتبت 2 تس. لا وقت من الأوقات في تاريخ الكنيسة الأولى، تكوّن يقين يقول إن يوم الربّ قد جاء. تأسّس القائلون على نبوءات، على وحي، على 1 تس. حينئذ عزم بعض المفكّرين على وضع حدّ لهذه البلبلة، فقابل الرسالة بالرسالة، ودون 2 تس وجعلها على اسم الرسول. واختار 2 تس التي وجد فيها حديثاً عن اقتراب المجيء.
* إن الفن الأدبي والأسلوب في 2 تس، هما محاكاة لما في 1 تس. ولحسن بما أن التشابهات ليست عميقة، فلا نبحث عن نقاط خاصة تدلّ على أن 2 تس استعملت 1 تس. وهكذا جُعلت 2 تس بعد سنة 70، بسبب ذكر الهيكل الذي يبدو أنه لم يغش بعد موجوداً حين دوّنت هذه الرسالة.
رابعاً: وكان طرح آخر في بداية القرن العشرين. ترك الاسكاتولوجيا وارتباط 2 تس مع 1 تس، وتوقّف عند بعض الوجهات الاهوتيّة في الرسالة، لا سيّما في ما يتعلّق بحكم الله العادل في 1: 5.
* إن عذاب المضطهدين وقبول الشهادة الرسوليّة يوصلان المؤمنين للملكوت الآتي، وليسا نتيجة حاضرة لنداء الله والجواب على الانجيل.
* إن الفكرة التي نجدها في "الذين يضايقونكم" (1: 6) ليحست بولسيّة. و"الهالكون" (2: 10) هم الذين يعصون الضمير أو الشريعة أو نداء محدّداً في الانجيل. في 2 تس، جهل الله وعصيان الانجيل لدى مجموعة، يقودانها إلى الهلاك الأبدي (1: 9).
* العدل الذي تتحدّث عنه 2 تس هو عدل يعاقب، سنجده في روم. أما في غير مكان، فهو عطية من الله. هنا تبدو 2 تس قريبة من رؤ. إذن، بما أن 2 تس تشدّد على السماع والحقيقة والبرّ، فقد دوّنت بعد القديس بولس.
في النهاية، هناك خطّان. واحد يشدّد على أن 2 تسع ليست من يد بولس. درسوا الأسلوب واللغة، درسوا التعليم الاسكاتولوجي. ثم قالوا إن بولس لن يعود أبداً يتحدّث عن الانتيكرست. وآخر يشدّد على صحة نسبة الرسالة إلى بولس. قابلوا بين تعليم الرسالتين، وبين الأمور الخاصة ببولس التي لا يمكن أن يحاكيها شخص آخر.
قد يكون بولس استند في كتابة 2 تس إلى معلومات جديدة وصلت إليه من تسالونيكي بعد أن كتب 1 تس. فهناك إشارات تفصل بين وضعي 1 تس و2 تس، وتدلّ على أن الحالة قد تدهورت. هذا إذا أخذنا بصحة الرسالة. أما إذا لم ننسبها إلى بولس، فهذا ما يجعلنا ربما في السنة 80 وبعد موت الرسول بعشر سنين ونيّف. قد يكون الكاتب الذي اختبأ وراء اسم بولس عاد إلى 1 تس فأعاد قراءتها على ضوء الوضع المستجدّ، كما فعل كاتب أف عائداً إلى روم وكو. ولكن لا ننسى أننا في الحالين أمام فرضيّة نستطيع الأخذ بها أو القول بأن أف و2 تس هما من تأليف الرسول.
وبعد هذه الفصول الستة من المقدمة إلى 1 تس و2 تس، نبدأ بتفسير الرسالة الثانية إلى تسالونيكي التي ترد في ثلاثة أقسام. في الأول (1: 1- 12) نجد العنوان وفعل الشكر والتشجيع والجزاء في النهاية. في الثاني (2: 1- 3: 6) نقرأ عن مجيء الرب وما يسبقه. وفي القسم الثالث (3: 7- 18) نسمع تحذيراً من الكسل وما يجرّه وراءه من فوضى. وينتهي كل شيء بالصلاة والتحيّة والبركة: "لتكن نعمة ربنا معكم أجمعين. آمين".


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM