الفصل الخامس: ديمتريوس مدوّن الأخبار

الفصل الخامس
ديمتريوس مدوّن الأخبار
هناك ستّة أجزاء تُنسب إلى ديمتريوس، وهي تتعلّق بالعهد القديم، في شكل أو في آخر.
الجزء الأول موجزٌ لخبر ذبيحة اسحق (تك 22).
الجزء الثاني، وهو أطول الأجزاء، يتعلّق بتسلسل الأحداث (كرونولوجيا) عند الآباء: مسيرة يعقوب، ولادة أبنائه الاثني عشر وابنة واحدة، وكلام عن يوسف وأجداد موسى.
الجزء الثالث يتعلّق بموسى وصفورة، فيوفّق بين تقاليد العهد القديم.
الجزء الرابع يتحدّث عن تحويل المياه المرة إلى مياه حلوة، في مارة، ووصول الشعب إلى إيليم (خر 15: 22- 27).
الجزء الخامس يُخبرنا كيف صار لشعب الخروج أسلحة.
الجزء السادس يختلف عن الأجزاء الخمسة الأولى، فيُقال صراحة أنه أُخذ من مؤلّف ديمتريوس عن الملوك في يهوذا، فيتحدّث عن عدد السنين التي تفصل سبْيَ مملكة اسرائيل عن سبْي مملكة يهوذا.
حُفظت الأجزاء الخمسة الأولى عند اوسابيوس، في التهيئة الانجيلية، الكتاب التاسع، وقد أُخذت من الاسكندر بوليهستور "عن اليهود". وحُفظ الجزء السادس في موشيّات اكلمنضوس الاسكندراني، وهو يرتبط ببطليموس الرابع (221 - 204). هذا يعني أن ما دوّنه ديمتريوس يعود إلى القرن الثالث ق.م.
19 هذا ما يقوله بوليهستور. وبعد ذلك يتابع:
بعد زمن قليل، أمر الله ابراهيمَ بأن يذبح له ابنه اسحق. فاقتاد الولدَ إلى الجبل، ورفع مذبَح الحطب، وجعل اسحق عليه. وإذ استعدّ لأن يضربه، أوقفه ملاكٌ وجاء بكبش لكي يذبحه. عندئذ أنزل ابراهيم الولد عن المذبح، وذبح الكبش.
21 (1) ولكن نعود إلى بوليهستور:
حسب ديمتريوس، حين كان يعقوب ابن خمس وسبعين سنة، هرب إلى حاران، في بلاد الرافدين. أرسله والدُه إلى تلك الأرض بسبب عداوته الخفيّة تجاه شقيقه عيسو (باركه أبوه بعد أن حسبه عيسو)، وليأخذ له هناك امرأة.
(2) إذن، وصل يعقوب إلى حاران، في بلاد الرافدين، بعد أن ترك أباه الذي كان ابن مئة وسبع وثلاثين سنة، يوم كان هو ابنَ خمسٍ وسبعين سنة.
(3) وبعد أن قضى هناك سبع سنوات، تزوّج ابنتَي خاله لابان، ليئة وراحيل، وهو بعمر 84 سنة. وخلال سبع سنوات أخرى، كان له اثنا عشر ولداً: في السنة الثامنة، في الشهر العاشر، رأوبين. في السنة التاسعة، في الشهر الثامن، شمعون. في السنة العاشرة، في الشهر السادس، لاوي. في السنة الحادية عشرة، في الشهر الرابع، يهوذا. وراحيل التي كانت عاقراً، غارت من أختها، وأدخلت على يعقوب أمتَها الخاصة، زلفة، في ذات الوقت الذي فيه حبلت بلهة بنفتالي، في السنة الحادية عشرة، في الشهر الخامس. وولدت بلهة في السنة الثانية عشرة، في الشهر الثاني، ابناً دعته ليئةُ باسم جاد. وكان لليئة، من ذات الأمة، في السنة عينها، في الشهر الثاني عشر، ابن آخر نال اسمه من ليئة: أشير.
(4) وليئة بدورها، ومقابل اللفّاح الذي جاء به رأوبين إلى راحيل، حبلت، مثل الجارية زلفة، في الفترة عينها، في السنة الثانية عشرة، في الشهر الثالث، فولدت في الشهر الثاني عشر من السنة عينها، ابناً دعته يساكر.
(5) وحبلت ليئة أيضاً، في السنة الثالثة عشرة، في الشهر العاشر، بابن آخر، اسمه زبولون. وهي نفسها، في السنة الرابعة عشرة، في الشهر الثامن، ولدت ابناً اسمه دان. وفي الفترة عينها، حبلت راحيل، هي أيضاً، وفي الوقت الذي فيه ولدت ليئة ابنةً، دينة. فولدت في السنة الرابعة عشرة، في الشهر السادس، ابناً سمّته يوسف. وهكذا، خلال هذه السنوات السبع التي قضاها يعقوب عند لابان، كان له اثنا عشر ولداً.
(6) وأراد يعقوب أن يعود إلى أبيه، إلى كنعان. ولكن طلب منه لابان، فلبث ستّ سنوات، بحيث كانت كل المدة التي فيها لبث في حاران،لدى لابان، عشرين سنة.
(7) وإذ كان ماضياً إلى كنعان، هاجمه ملاكُ الله ولمس حقّ وُركه الذي جمد وجعله يعرج (لهذا لا يأكلون عرق النسا عند الحيوانات). وقال له الملاك: لن تُدعى بعدُ يعقوب، لكن اسرائيل.
(8) إذن، جاء إلى أرض كنعان، إلى مدينة شاليم في أرض كنعان، ومعه أولاده: رأوبين: 12 سنة وشهران. شمعون: 11 سنة وأربعة أشهر. لاوي: 10 سنين وستة أشهر. يهوذا: 9 سنوات وثمانية أشهر. نفتالي: 8 سنوات وعشرة أشهر. جاد: 8 سنوات وعشرة أشهر. أشير: 8 سنوات. يساكر: 8 سنوات. زبولون: 7 سنوات وشهران. دينة: 6 سنوات وأربعة أشهر. يوسف: 6 سنوات وأربعة أشهر.
(9) وأقام اسرائيل عشر سنين لدى حمور. وتعدّى حمور، بن شكيم، على دينة ابنته، وهي بنت ست عشرة سنة واربعة اشهر. هذا ما جعل ابنَيْ اسرائيل بثوران: شمعون الذي كان ابن 21 سنة وأربعة أشهر. ولاوي الذي كان ابن 20 سنة وستة أشهر. فقتلا حمور وشكيم ابنه وجميع الذكور، لينتقموا لدينة التي تعدّوا عليها. وكان يعقوب عند ذاك ابن 107 سنوات.
(10) وحين وصل إلى لوز (التي هي بنت إيل)، قال له الله: إنه لا يُدعى بعدُ يعقوب، بل اسرائيل. ومن هناك، مضى إلى شبراتا، ومن هناك انتقل إلى أفراته، أي بيت لحم، فأنجب فيها بنيامين. وماتت راحيل يوم وَلدت بنيامين. وكان يعقوب قد عاش معها 23 سنة.
(11) من هناك، مضى يعقوب إلى ممرا التي هي حبرون، إلى أبيه اسحق. وكان يوسف عند ذاك ابن 17 سنة. فبيع إلى مصر، ولبث في السجن 13 سنة، بحيث كان ابن 30 سنة، ويعقوب ابن 120 سنة. وقبل ذاك الوقت بسنة، مات اسحق وهو ابن 180 سنة.
(12) وبما أن يوسف فسّر للملك أحلامَه، حكم في مصر سبع سنوات، وخلالها تزوّج أسنات بنت كاهن هليوبوليس فوطيفارع. فأنجب منسّى وافرائيم، ومضت سنتان على المجاعة.
(13) ومع أن يوسف نجح تسعَ سنوات، إلاّ أنه لم يُرسِل في طلب أبيه، لأنه كان وأبناؤه رعاة، والمصريون يحتقرون حياة الرعاة. إذن، من الواضح، أنه لم يُرسل في طلبه، لهذا السبب. ولكن حين وصل أقاربُه، أوصاهم، حين دعاهم الملك وسألهم عن أعمالهم، أن يقولوا إنهم رعاة قطعان.
(14) ونتساءل: لماذا أعطى يوسف بنيامين، خلال الوليمة، خمس حصص، مع أن هذا يتجاوز ما يقدر أن يأكل؟ ولكن إن هو فعل هذا، فلأن ليئة أعطت أباه سبعة أبناء، وراحيل ابنين فقط. لهذا قدّم لبنيامين خمس حصص وأخذ لنفسه حصّتين. وهكذا كان المجموع سبع (حصص) بقدر ما نال أبناء ليئة.
(15) وكذلك أعطى لكل واحد ثوبين، ولكنه أعطى بنيامين خمسةَ أثواب مع ثلاثمئة قطعة من الذهب، وأرسل الشيء عينه إلى أبيه، بحيث تساوت أسرة أمّه.
(16) سكنوا أرض كنعان، بعد أن اختير ابراهيم من بين الأمم وانتقل إلى كنعان. (أقام) ابراهيم 25 سنة. واسحق 60 سنة. ويعقوب 130 سنة. فكان عدد كل سنواتهم في أرض كنعان 215 سنة.
(17) كانت السنة الثالثة، في المجاعة، حين جاء يعقوب إلى مصر، وهو ابن 130 سنة. وكان رأوبين ابن 45 سنة، وشمعون ابن 44 سنة، ولاوي ابن 43 سنة، ويهوذا ابن 42 سنة وشهرين، ونفتالي ابن 41 سنة وسبعة أشهر، وجاد ابن 41 سنة وثلاثة أشهر، وأشير ابن 40 سنة وثمانية أشهر، وزبولون ابن 40 سنة، ودينة بنت 39 سنة، وبنيامين ابن 28 سنة.
(18) وقيل عن يوسف أنه كان في مصر 39 سنة. ومن آدم إلى دخول أقرباء يوسف إلى مصر هناك 3624 سنة. ومن الطوفان إلى مجيء يعقوب إلى مصر، هناك 1360 سنة. ومنذ اختير ابراهيم من بين الأمم وجاء من حاران إلى كنعان، إلى أن وصلت عشيرة يعقوب إلى مصر، هناك 215 سنة.
(19) جاء يعقوب إلى حاران، لدى لابان وهو ابن 77 سنة، فولد هناك لاوي. وعاش لاوي في مصر 17 سنة بعد وصوله من كنعان إلى مصر، بحيث كان ابن 60 سنة حين ولد قهات. وفي سنة ولادة قهات، مات يعقوبُ في مصر بعد أن بارك ابنيَ يوسف. كان ابن 147 سنة، وترك يوسف الذي كان ابن 56 سنة. ومات لاوي وهو ابن 137 سنة. وكان قهات ابن 40 سنة حين ولد عمرام الذي كان ابن 14 سنة حين مات يوسف في مصر وهو ابن 110 سنوات. ومات قهات وهو ابن 133 سنة. واتّخذ عمرام له زوجة بنت عمه يوكابد. وولد هرون وهو ابن 75 سنة. وولد موسى حين كان ابن 78 سنة. ومات وهو ابن 136 سنة.
29 (1) روى ديمتريوس مقتلَ المصري وخلاف (موسى) مع الرجل الذي نشر الخبر حول ذاك الذي مات، كما قال صاحب الكتاب المقدس: فهرب موسى إلى مديان، وهناك عاش مع بنت يترو، صفورة التي كانت، حسب حكمنا على الأسماء، من نسل قطورة، من بيت ابراهيم بواسطة يقشان الذي كان لابراهيم من قطورة. ومن يقشان وُلد ددان، ومن ددان رعوئيل، ومن رعوئيل يترو وحوباب، ومن يترو صفورة التي تزوّجها موسى.
(2) فالأجيال تتوافق. فموسى كان من (الجيل) السابع بعد ابراهيم، وصفورة من(الجيل) السادس. واسحق، جدّ موسى، كان متزوّجاً حين تزوّج ابراهيم قطورة وهو ابن 140 سنة، وكان له منها ابنٌ ثانٍ، يقشان. كان قد ولد اسحق وهو ابن مئة سنة. وهكذا وُلد بعد ذلك الوقت باثنتين وأربعين سنة يقشان الذي به يبدأ نسب صفورة.
(3) إذن، لا شيء يمنع أن يكون موسى وصفورة وُلدا في الفترة عينها. أقاما في مدينة مديان التي نالت اسمها من أحد أبناء ابراهيم. فالمؤرّخ يقول إن ابراهيم أرسل أولاده نحو الشرق لكي يُقيموا هناك. لهذا قال هرون ومريم إن موسى تزوّج في حصيروت امرأة حبشيّة.
(15) وأيضاً، بعد ذلك:
من هناك، مشوا ثلاثة أيام، كما يقول ديمتريوس نفسه، متوافقاً مع الكتاب المقدّس. وإذ نقص موسى الماءُ الحلو، وما كان له سوى الماء المالح، رمى بأمر الله، غصن شجرة في عين الماء فصار الماء صالحاً للشرب. ومن هناك وصلوا إلى إيليم حيث وجدوا اثنتي عشرة عين ماء وسبعين شجرة نخيل. عندذاك وبالنسبة إلى الطير الذي ظهر، جعل حزقيال (الترجيدي) في كتابه "الخروج"، على المسرح شخصاً يتحدّث إلى موسى عن النخيلات وعيون الماء الاثنتي عشرة قائلاً.
(16) وبعد ذلك حالاً:
ويسأل أحدهم: كيف كان لبني اسرائيل سلاح وهم الذين مضوا بلا سلاح لأنهم قالوا بعد أن ساروا ثلاثة أيام وذبحوا ذبيحتهم، إنهم سيواصلون الطريق. إذن، يبدو لي أنهم، وهم الذين لم يغرقوا، استعملوا أسلحة أعدائهم الذين غرقوا.
141 يقول ديمتريوس في كتابه "ملوك اليهوديّة" إن قبائل يهوذا وبنيامين ولاوي لم يؤخذوا إلى السبي بيد سنحاريب. ومنذ هذا السبي (إلى نينوى) إلى السبي الأخير حيث أخذهم نبوخذ نصر من أورشليم، هناك 128 سنة وستة أشهر. فمنذ سبي القبائل العشر الذين أخذوا من السامرة إلى بطليموس الرابع، هناك 573 سنة وتسعة أشهر. ومنذ سبي أورشليم، هناك 338 سنة وثلاثة أشهر. وقام فيلون بحساب تسلسل الأحداث، ولكنه لا يتوافق مع ديمتريوس

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM