الفصل الرابع: أرسطوبولس الفيلسوف

الفصل الرابع
أرسطوبولس الفيلسوف
هنا نترك الشعر، ونصل إلى الفلسفة مع أرسطوبولس الذي عاش في القرن الثاني ق.م. نوردُ منه هنا خمسة أجزاء.
- الجزء الأول يتعلّق بحسابات الفلك من أجل تحديد تاريخ عيد الفصح. فحين يكون العيد، تمرّ الشمس والقمر في علامة الاعتدال، فتكون الواحدةُ مقابل الآخر (= القمر). نحن نقرأه في التاريخ الكنسي لاوسابيوس القيصري، (7/32: 16- 18)، الذي أخذه عن أناتوليوس.
- الجزء الثاني يتحدّث عن طبيعة الله، فيفسّر بعض الصور الانتروبومورفيّة (يُشبَّه الله بالانسان) التي تُشكّكُ الطبقةَ المثقّفة. نقرأه في أوسابيوس، التهيئة الانجيليّة (8/9: 38- 10: 17).
- الجزء الثالث يُعلن أن أفلاطون وفيتاغوراس عرفا شريعة موسى واستقيا منها. ويعتبر أن ترجمة الكتساب المقدّس سبقت السبعينيّة بأجيال. نقرأ هذا النص عند أوسابيوس، التهيئة الانجيلية 13/12: 1- 2.
- الجزء الرابع يتحدّث، شأنه شأن الجزء الثاني، عن طبيعة الله. نقرأه أيضاً عند أوسابيوس، التهيئة الانجيلية 13/12: 3- 8.
- الجزء الخامس، يتحدّث عن ممارسة السبت في نظام الكون، ويكتشف عند هوميروس وهيسيودس ما يتعلّق باليوم السابع، اليوم المقدّس. وهذا النصّ نقرأه أيضاً عند أوسابيوس، التهيئة الانجيلية 13/12: 9- 16.
وهكذا حاول أرسطوبولس أن يجعل التقليد اليهوديّ يلتقي مع الفلسفة اليونانية.

تاريخ الفصح
32 (16) هذا الحسابُ ليس حسابَنا، ولكن عرفه اليهودُ في الماضي، حتّى قبل المسيح، وحافظوا عليه بعناية كبيرة. ونستطيع أن نتعلّمه ممّا قاله فيلون ويوسيفوس وموسايوس، وما قالوه هم فقط. ولكنْ هناك آخرون أقدم منهم: اثنان دُعيا اغاتوبولس واعتُبرا معلّمَي أرسطوبولس الكبير. فهذا كان في عداد السبعين الذين ترجموا كتب العبرانيّين المقدّسة والإلهيّة من أجل بطليموس فيلدلفوس، ومن أجل أبيه. كما أهدى كتباً تشرح شريعةَ موسى إلى هذين الملكين.
(17) حين حلّ هؤلاء الكتّاب المسائلَ المتعلّقة بالخروج، قالوا إن على الجميع أن يقدّموا معاً ذبائح الفصح بعد اعتدال الربيع، في منتصف الشهر الأول. وهذا يحصل حين تعبر الشمس أول قسم في الكسوف، أو كما دعاه بعضهم، حلقة البروج. ولكنَّ أرسطوبولس أضاف أنه من الضروريّ، من أجل عيد ذبائح الفصح، لا أن تعبر الشمسُ وحدها قسم الاعتدال، بل القمرُ أيضاً.
(18) وبما أن هناك قسمين اعتداليّين، قسم الربيع وقسم الخريف، وأنهم يتقابلان تقابلاً قطرياً، وبما أن يوم ذبائح الفصح هو اليوم الرابع عشر من الشهر، مساء، يقف القمرُ تجاه الشمس، قطرياً، وهذا ما نستطيع أن نراه حين يكون القمر بدراً. وهكذا تكون الشمس في قسم اعتدال الربيع، والقمر، بالضرورة، في قسم اعتدال الخريف.

الصور التشبيهيّة
9 (38)هذا ما عرضه رئيسُ الكهنة حول الرمزيّة الأليغوريّة للشرائع المقدّسة، إلى اليونان الذين جاءوا إليه قبل أن يبدأ في ترجمة الكتب (المقدّسة) ونشرها. ولكن جاء الوقت لنسمع كيف أن أرسطوبولس، الذي مارس حكمة الآباء وحكمة أرسطو، تحدّث عمّا تُقدّمه الكتب المقدّسة على أنها أعضاء الله. فهذا الكاتب (المذكور في بداية 2 مك) يشرح كل هذا إلى الملك بطليموس بما يلي:
10 (1) بعد أن أعطي الجوابَ الكافي للأسئلة المطروحة، إندهشْ، أنت أيضاً، أيها الملك، حين ترى شريعتَنا تجعل للقدرة الالهية يدين وذراعاً ووجهاً وقدمَين ومشية. إن هذه الصعوبة ستنال التوسّع الموافق، الذي لن يتعارض في شيء مع ما قُلناه في السابق.
(2) أودّ أن أدعوك لتأخذ التفاسيرَ في معناها الطبيعيّ، وتتوقّف عند الفكرة اللائقة بالله، دون الوقوع في التمثّلات السطرية والانتربومورفيّة.
(3) فمرّات عديدة، حين يطبّقُ مُشترِعنا موسى على ما يريد أن يقوله، عباراتٍ تعني شيئاً آخر (أعني تلك التي تشير إلى الظهورات)، فهو يُعلن علاقاتٍ طبيعيّةٍ وتكوينَ أمور هامّة.
(4) فالذين نعموا بحسّ طيّب، يُدهَشون من حكمته والروح الالهيّ الذي أعلنه نبياً. من هؤلاء الفلاسفة الذين ذكرناهم أعلاه وغيرهم آخرون، والشعراء الذين يدينون له بهذا الاندفاع العظيم الذي يجعل الناس يقدّرونهم.
(5) أما الذين نقصتهم القوّةُ العقليّة، فتعلّقوا بالحرف فقط، فهم لا يرون أنه يقدّم استعارة.
(6) وأبدأ فآخذ كل تفصيل لأضيء عليه بقدر إمكانيّاتي، فإن لم أصب الهدفَ ولا أنجح في إقناعك، لا تتّهم المشترع بنقص في الفهم، بل أنا لأني ما توصّلتُ إلى تفسير فكره.
(7) ونبدأ باليدين. لهما معنى صريح ومعروف حتّى في أيامنا. فحين تقوم بحملة عسكريّة، كملك يتوخّى نتيجة، نقول: الملك له يدٌ قديرة. فيتطلّع السامعون إلى القوّة التي تمتلك.
(8) هذا ما يُشير إليه موسى أيضاً في شريعتنا حين يقول: "بيد قديرة أخرجك الله من مصر". ثم يورد أن الله قال له: "أُرسل يدي واضرب المصريّين". فحين حلّ الموت بالبهائم وسائر الحيوان، توجّه إلى ملك مصر فقال له: "ها يدُ الربّ تكون على بهائمك، وعلى سائر قطعان سهولك يكون موتٌ عظيم". ينتج من هذا أن اليدين تعنيان قدرة الله. ونستطيع أيضاً، عن طريق الاستعارة، أن نتخيّل أن كلَّ قدرة البشر وكلَّ نشاطاتهم، تستند إلى أيديهم.
(9) إذن، هكذا نقل المشترع اللفظ إلى مستوى الاستعارة حين دعا "يديه" ما أتمّه الله، و"وقفة الله" تدلّ بشكل رمزيّ على حالة الكون.
(10) فالله يقف فوق كل شيء، وكل شيء يخضع له، ويأخذ منه ثباته. هذا ما يجعل الناس يظنّون أن هذا لا تبدّل. مثلاً اقول إن السماء لم تصِر يوماً أرضاً، ولا الشمسُ قمراً ساطعاً، ولا عكس ذلك، أن يصير القمرُ شمساً، والأنهار بحراً، ولا البحرُ أنهاراً.
(11) وينطبق المبدأ نفسه أيضاً على الأحياء: «فالانسان لا يكون وحشاً، ولا الوحش انساناً. ونقول الشيء عينه عن سائر الكائنات، عن النبات والباقي: ليسوا غير متبدّلين، ولكنهم ينالون في ذواتهم ذات الدورات والفسادات.
(12) إذن، هكذا نقدر أن نتحدّث عن "وقفة الله"، لأن كل الأشياء تخضع لله. فكتابُ الشريعة يتحدّث أيضاً عن نزول الربّ على الجبل، ساعة أعلن الله الشريعة لكي يكون الجميعُ شاهداً لقدرة الله. هو في الحقيقة نزول. وإذا أردنا أن نحافظ على الخبر الذي يُشير إلى الله، إليك كيف نفسّر الأحداث.
(13) نعرف أنه "إن أشعلت نارٌ الجبل" كما تقول الشريعة، فهذا يعني أن الله نزل على صوت الأبواق، وأن اللهيب لا يصل إلى جوهر المادة.
(14) ساعةَ مجملُ الشعب لم يفهم، أي أقلّ من مئة ربوة ما عدا الأولاد، الذين اجتمعوا في حلقة حول الجبل، على مدى تَعدّ دائرتُه على الأقلّ خمسةَ أيامٍ سيراً على الأقدام، (جاءوا) من كل مكان وتجمّعوا بشكل دائرة، كلهم كانوا يرون بعيونهم الجبل يشتعل.
(15) هكذا النزول لم يكن محدَّداً في مكان، لأن الله هو في كل مكان. ولكنه بذلك دلّ فقط أن قوّة النار التي تُدهشنا بشكل خاص، لأنها تُحرق كلَّ شيء، اتّقدت ولن تدمِّر الجوهر الماديّ ولن تُشعل شيئاً، إلاّ إذا أضيفت إليها قدرةُ الله.
(16) فالنبات النامي على الجبل لم يحترق، ساعة المشهدُ كان ناراً متّقدة: فالعشب ظلّ بمنأى عن النار. وكان يُسمع صوتُ الأبواق القويّ يتجاوب مع البروق التي ترميها النار، دون أن تكون آلات من هذا النوع هناك، دون أن يكون هناك شخص ينفخ فيها، بل كان تدبيرٌ إلهيّ يُشرف على كل شيء.
(17) من أجل هذا بدا واضحاً أنه إن حصل النزولُ الالهيّ، فقد حصل ليحمل وحياً إلى الشهود: فهذه النار، كما قلنا، لم تُحرق شيئاً، وصوتُ الأبواق كان بدون نشاط بشريّ ولا تدخّل آلات. والله يرينا عظمتَه الشاملة بدون أي عون.

ارتباط اليونان بالشريعة اليهوديّة
12 (1) نرى حسنا أن أفلاطون تبع شريعتَنا، ونرى أيضاً أنه بحثَ في أدقّ تفاصيلها. فقد نُقلت بواسطة آخرين قبل ديمتريوس الفاليري، إذن قبل حروب الاسكندر والفرس: خروج العبرانيين مواطنينا من مصر، الخبر المجيد عن جميع مآثرهم، احتلال الأرض وشرح الشريعة كلها. فمن الواضح أن الفيلسوف المذكور أخذ منها الكثير، بسبب اطّلاعه الواسع، فنقل، شأنه شأن فيتاغوراس، الكثير من معتقداتنا وأدخلها إلى تعليمه.
(2) فكلّ نقل مجمل الشريعة تمّ في أيام ملك اسمه فيلدلفوس، سلفك، الذي افتخر حين رأى ديمتريوس الفاليري يأخذ الأمور على عاتقه.

الصور التشبيهيّة وارتباط اليونان بالشريعة
(3) وبعد عبارات قليلة أضاف:
يجب أن نأخذ الصوت الالهيّ، لا ككلمة تُفُوِّه بها، بل كنتاجات الأعمال. وكذلك في التشريع، قال لنا موسى، في كلمات الله، كلَّ بداية الكون. لهذا، أعلن باستمرار، بعد كل خلق: "قال الله فتمّ ما قال".
(4) وفي رأيي، تبعه فيتاغوراس، سقراط، أفلاطون، في جميع أبحاثهم، حين قالوا إنهم سمعوا صوت الله: اعتبروا أن ترتيب الكون قد صنعه الله، بتفصيل، وحفظَه بلا انقطاع. واورفايوس أيضاً في قصائده، حين أنشد الخطبة المقدّسة، عرض هكذا الطريقة التي بها يكون كلُّ شيء خاضعاً للقدرة الالهيّة التي وُلد منها، والتي فيها يُشرف الله على كل شيء. فتكلّم هكذا:
(5) أُنشد لمن يحقّ لهم، فأَغلِقوا أبوابَكم أيها العاديّون:
أُهربوا من قرارات العدالة (البشريّة) حين يعلنُ الالهُ قراراته
للجميع بدون تمييز. فاسمع أنت، يا نسلَ القمر المنير،
يا موساوس، إسمع فأنا أعلنُ الحقّ.
5. فلا يسقط شيء بحيث تخسر السعادة الأبديّة.
أنظر إلى الكلمة الإلهيّة، أدرِكْها باجتهاد،
وجّهْ قلبك واعرف الإناء. قفْ ثابتاً
في الطريق، وشاهدْ فقط صانعَ الكون الوحيد،
الخالد. فهناك كلمة قديمة تعلنُه:
10. هو الواحد، التامُّ في ذاته، وبه تكمل كلُّ الأشياء.
هو يتحرّك بها، وما من واحدة تراه
بين نفوس المائتين، ولكنه يُرى فقط بواسطة العقل.
بما أنه جاء من الخير، فهو لا يُرسل الشرّ
إلى المائتين. ولكن ترافقه النعمةُ والبغض،
15. والحربُ أيضاً والوباء والأوضاع التي تُبكي،
وليس آخر سواه. ستفهمُ بسهولة كلَّ شيء
إن أنت رأيته. ولكن قبل ذلك، هنا، على الأرض،
يا ابني، سأريك ساعة أشاهد
آثارَ هذا الاله القدير ويدَه القويّة.
20. ولكن هو نفسه لا أراه. فمنذ الآن ثُبّت سحابٌ
عليّ. ولكن هذه السحابات تنتصب في عشر لويحات للبشر.
فما أحدٌ من البشر المائتين يستطيع أن يرى ذاك الذي يملك
سوى الابن الوحيد المولود من النسل القديم،
(نسل) الكلدانيّين، الذي عرف مسيرة الكوكب
25. وقبّة السماء، كيف تُتمّ حركةَ دورتها
حول الأرض، في دوائر متساوية وحسب محورها.
فالله يوجّه الرياح في الهواء وعلى الموج
السائل، وهو يجعل النار القويّة تشعّ إشعاعاً.
وهو أيضاً من يقيم في السماء الواسعة،
30. على عرش من ذهب، والأرض ترتاح عند قدميه.
بسط يمينَه إلى حدود
الأوقيانوس، فارتجفت قاعدةُ الجبال في أعمق أعماقها،
لأنها لا تقدر أن تحتمل غضبه القويّ. هو كلُّه
السماوي، وعلى الأرض يكمّل كلَّ شيء،
35. لأنه يمسك البداية والوسط والنهاية
كما قال الأقدمون. وكما نظّم ذلك ابنُ المادّة
حين تسلّم من الله، في الفكر، الشريعة في لوحين.
لا يحقّ لنا أن نقول شيئاً آخر. أرتجفُ في أعضائي.
في العقل، من فوق، يسوسُ كلَّ شيء بترتيب.
40. يا ابني، اقتربْ أنت بالعقل، وأمسكْ حسناً
لسانك، وضع في قلبك القولَ الالهي.
(6) وأراتوس أيضاً تكلّم عن الموضوع ذاته:
لله بدايتنا، ذاك الذي لا يتركه البشر
دون أن يسمّوه.
فجميع الشوارع مملوءة من الله
وكل مجتمعات البشر. امتلأ منه البحرُ
5. والمرافئ. في كل مكان نحن نحتاج إلى الله.
فنحن من نسله. وفي حنانه الأبويّ تجاه البشر،
يرسل إليهم علاماتِ يُمن. يحرّك الشعوبَ للعمل
فيذكّرهم بما يجب أن يعملوا ليعيشوا.
ويقول لهم في أي وقت تكون الأرض مستعدّة
10. للبقر وللفلاحة ، وأيّته الفصلُ الصالح،
لتهيئة الأرض من أجل النبات،
وزرع كل نوع من الحبوب.
(7) أظنّ أني بينت بوضوح أن قدرة الله هي عبر كل شيء. وأعطينا المعنى المراد حين انتزعنا من القصائد شكلَي اسم زوش (البيت 2، 5). ففكرُهم يقودنا إلى الله، لهذا تكلّمنا بهذه الطريقة، وهكذا لم نشوّه بحثَنا حين قدّمنا هذه النصوص.
(8) فجميع الفلاسفة يتّفقون على أنه ينبغي علينا أن تكون نظراتنا إلى الله مقدّسة. وكلُّ ترتيب شريعتنا يتأسّس على التقوى والعدالة والعفّة وسائر الفضائل الموافقة للحقيقة.
في السبت
(9) بعد ذلك يضيف بعض الأمور:
ينتج عن هذا أن الله نظّم العالمَ كلّه، وأعطانا من أجل راحتنا، حين رأى أن الحياة متعبة، اليومَ السابع الذي يمكن أن نسمّيه الأول، حسب الطبيعة، ذاك الذي فيه وُلد النور الذي فيه نرى كل شيء.
(10) والاستعارةُ عينها تنطبق على الحكمة. فكلُّ نور يأتي منها. وأصحابُ مدرسة المشّائين قالوا إنها (= الحكمة) تحلّ محلّ الشعلة. فحين نتبعها نبقى دوماً غير متزعزعين طوال حياتنا.
(11) ولكن سليمان، أحد أسلافنا، قال بشكل أوضح وشكل أجمل، إنها وُجدت قبل السماء والأرض، وهذا ما يتوافق مع التأكيدات السابقة. وما تعلنه الشريعةبأن الله استراح في ذلك اليوم، لا يعني كما يفهم البعض، أن الله لا يعمل بعدُ شيئاً. ولكن حين انتهى من تنظيم السماء والأرض، تثبّتَ هذا النظامُ إلى كلِّ مدى الزمن.
(12) فإن أشارت (الشريعة) أنه خلقهما في ستّة أيام مع كل ما فيهما، فلكي يميّز المراحل ويُعلن النظامَ والترتيب. بعد أن رتّب هذا النظام حافظ عليه، مع بعض الاصلاحات. وأعلن لنا شرعيّة اليوم السابع كعلامة لقدرتنا السابعة، العقل، الذي يتيح لنا أن نعرف ما هو من الانسان وما هو من الله.
(13) لهذا، تسير الدورةُ الكونيّة في مجمل العالم الحيوانيّ والنباتي، بسلسلة من أسابيع (أو سبعة أيام). واسمُ السبت الذي أعطيَ إلى هذا اليوم، يفسَّر على أنه "الراحة". ويشهد على ذلك هوميروس وهيسيودُس اللذين تعلّما في كتبنا طابعَه المقدّس. هذا ما قال هيسيودس: "في البداية، الأول والرابع والسابع هي أيام مقدّسة". وقال في موضع آخر: "أما اليوم السابع، فنورُ الشمس المضيء".
(14) وتكلّم هوميروس هكذا: "ثم وصل السابع، (ذاك) اليوم المقدّس". وأيضاً: "كان اليوم السابع الذي فيه تمّ كل شيء". و(أيضاً): "في الصباح السابع تركنا مجرى أخيرون".
(15) دلّ بذلك على أن المذكورة سابقاً تبقى، بعيداً عن النسيان وشرّ النفس في (الملكة) السابعة، في الحقيقة. ونحن نتعرّف إلى الحقيقة، كما قيل أعلاه.
(16) وقال لينوس هكذا: "في الصباح السابع، كان قد تمّ كل شيء". وأيضاً: "يُحسب اليومُ السابع بين الخيرات. في اليوم السابع عيد نتذكّر فيه يومَ الولادة. و"أيضاً": "لليوم السابع الأولويّة. كاملٌ هو اليوم السابع". و(أيضاً): "في عدد السبعة كلُّ (الكواكب) خُلقت في سماء النجوم، فشعّت، داخل حلقة، في شروق السنين". ذاك ما قاله أرسطوبولس

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM