القسم الثالث: سفر اللاويين الذبائح والطقوس

القسم الثالث
سفر اللاويين
الذبائح والطقوس
1: 1- 16: 34

نصّ سفر اللاويّين الذي دُوّن بعد المنفى، في أوساط الكهنة، جاء في أربعة أقسام مع ملحق قصير، في القسم الأول نقرأ عن طقوس الذبائح. وفي الثاني عن رسامة الكهنة، وفي الثالث عن الطاهر والنجس. كل هذا جعلناه في جزء أول: الذبائح والطقوس (1: 1- 16: 34). وتركنا الفصول التالية للجزء الثاني في ترجوم اللاويّين.

المحرقة
1 (1) وكان حين انتهى موسى من إقامة الخيمة، فمسحها وقدّسها مع كل آنيتها، والمذبح وكل آنيته، أن فكر موسى في قلبه وقال: "جبلُ سيناء الذي كان تقديسه تقديساً زمنياً، ومسحتُه مسحة زمنيّة، ما صعدتُ إليه قبل أن يوجّه إليّ الكلام من قدّام الربّ. أما خيمة الاجتماع التي تقديسُها تقديس أبديّ ومسحتها مسحة أبديّة، فمن الحقّ أن لا ندخل إليها قبل أن يتوجّه إلى كلام من قدّام الربّ". حينئذ دعت الكلمة موسى، وتكلّم الربّ معه من خيمة الاجتماع قائلاً: (2) "تكلّم مع بني اسرائيل وقل لهم: إذا قرّب انسانٌ قرباناً قدّام الربّ من البهائم، فمن البقر والغنم تقرّبون قرابينكم. (3) إن كان قربانه باسم الربّ محرقة، يقرب ذكراً بلا عيب ليكون مرضياً قدّام الربّ. (4) يضع يديه على رأس المحرقة فيُرضى عليه للتكفير عنه. (5) ويَذبح الثورَ قدّام الربّ، ويقرّب بنو هرون، الكهنةُ، الدمَ ويرشّون الدم حوالي المذبح الذي عند مدخل خيمة الاجتماع. (6) ويسلخ المحرقة ويقطعها إلى قطعها. (7) ويجعل بنو هرون، الكهنةُ، القطع مع الرأس والجوف فوق الحطب الذي على النار التي على المذبح. (9) وأمّا أحشاؤه وأكارعه فيغسلها بماء. ثمّ يرتّب الكاهن الكلّ على المذبح. هي محرقة وقربان مقبول كرائحة طيّبة قدّام الربّ.
(10) "وإن كان قربانه من الغنم، من الحملان أو الجداء، محرقةً، يقرّب ذكراً لا عيب فيه. (11) يذبحه على جانب المذبح، إلى الشمال، قدّام الربّ، وبنو هرون، الكاهن، يرشّون دمه على المذبح، من حواليه، (12) ويقطّعه إلى قطعه، رأسه وجوفه، ويرتّبها الكاهن على الحطب الذي على النار التي على المذبح. (13) وأما أحشاؤه وأكارعه فيغسلها بماء. ويقرّب الكاهن الجميع ويرتّبه على المذبح. هو محرقة وقربان مقبول كرائحة طيّبة قدّام الربّ.
(14) "وإن كان قربانه لاسم الربّ من الطير محرقة، فهو يقرّب قربانه من اليمام أو الحمام. (15) يقرّبه الكاهن على المذبح. يقطع رأسه ويرتّبه على المذبح ويجعل دمه يسيل على حائط المذبح. (16) ينزع حوصلته بفرثها ويطرحها إلى جانب المذبح، شرقاً، إلى المكان الذي فيه يُرمَى الرماد. (17) ويشقّه بين جناحيه ولا يفصله. ويرتّبه الكاهن على المذبح فوق الحطب الذي على النار: هو محرقة قربان مقبول كرائحة طيّبة قدّام الربّ".

قربان تقدمة
2 (1) "حين يقرّب إنسان قربان تقدمة لاسم الربّ، يكون قربانُه من دقيق. تسكب عليها زيتاً وتجعل عليها لباناً. (2) تأتي بها إلى بني هرون، الكهنة، ويقبض منها ملء قبضتها من دقيقها وزيتها مع كلّ لبانها، ويرتب الكاهن تذكارها على المذبح. هو قربان مقبول كرائحة طيّبة قدّام الربّ. (3) والباقي من التقدمة هو لهرون ولبنيه. هو قدس أقداس من بين قرابين الربّ.
(4) "وإذا قرّبتَ قربان تقدمة مخبوزة في تنّور، تكون أقراصاً من دقيق فطيراً، ملتوتة بزيت ورقاقاً فطيراً مدهونة بزيت.
(5) وإن كان قربانُكَ تقدمة على الصاج، تكون من دقيق، ملتوتة بزيت، فطيراً. (6) تفتّها فتاتاً وتسكب عليها زيتاً. إنها تقدمة.
(7) "وإذا كان قربانُك تقدمة من طاجن، فمن دقيق ملتوت بزيت تقرّبه. (8) فتأتي بالتقدمة التي تقرّب من هذه لاسم الربّ. يقدّمها إلى الكاهن فيرتّبها على المذبح. (9) ويأخذ الكاهن من التقدمة تذكارها ويرتّبها على المذبح. هو قربان مقبول كرائحة طيّبة قدّام الربّ. (10) والباقي من التقدمة هو لهرون وبنيه، قدس أقداس من بين قرابين الربّ.
(11) "كل التقدّمات التي تقرّبونها لاسم الربّ، لا تقربونها مختمرة لأنه يجب أن لا تقرّبوا قدّام الربّ قرباناً يكون مختمراً، ولا عسلاً. (12) تقدرون أن تقرّبوا قدّام الربّ قربان بواكيركم. ولكنها لا تُقبَل على المذبح كرائحة طيّبة، (13) كل قربان من تقادمك بالملح تملّحه ولا تُخلِ تقدمتك من ملح عهدِ إلهك. على جميع قرابينك تقرّب ملحاً.
(14) "وإن قرّبتَ تقدمة بواكير لاسم الربّ، تقرّب تقدمة بواكيرك فريكاً مشوياً بالنار، جريشاً سوياً تقدّم باكورتك. (15) وتجعل عليها زيتاً وتضع عليها لباناً. هي تقدمة. (16) ثم يرتّب الكاهن تذكارها من جريشها وزيتها مع جميع لبانها: هو قربان قدّام الربّ".

ذبيحة أقداس
3 (1) "وإن كان قربانهُ ذبيحةَ أقداس، وإن قرّب من البقر ذكراً أو أنثى، يقرّبه بلا عيب قدّام الربّ. (2) يضع يده على رأس قربانه، ويذبحه لدى باب خيمة الاجتماع، ويرشّ بنو هرون، الكهنةُ، دمه على المذبح من حواليه. (3) ويقرّب من ذبيحة الأقداس كقربان قدّام الربّ الشحم الذي يغشّي الأحشاء وسائر الشم الذي على الأحشاء، (4) وكليتيه والشحم الذي عليهما الذي على الخاصرتين وزيادة الكبد مع الكلوتين ينزعها. (5) ويرتّبها بنو هرون على المذبح، على المحرقة التي على الحطب الذي على النار. هو قربان مقبول كرائحة طيّبة قدّام الربّ.
(6) وإن كان قربانه من الغنم ذبيحة أقداس لاسم الربّ، ذكراً أو أنثى، فبلا عيب يقرّبه. (7) وإن قرّب قربانه حملاً، يقرّبه قدّام الربّ. (8) يضع يده على رأس قربانه، ويذبحه قدّام خيمة الاجتماع، ويرشّ بنو هرون دمه على المذبح من حواليه. (9) ومن ذبيحة الأقداس يقرّب شحمه قرباناً قدّام الربّ. الأليّة كلّها من عند العصعع ينزعها، والشحم الذي يغشّي الاحشاء وسائر الشحم الذي على الاست، (10) والكليتين والشحم الذي عليهما الذي على الخاصرتين، وزيادة الكبد مع الكليتين ينزعها. (11) يرتّبها الكاهن على المذبح: طعام قربان لاسم الربّ.
(12) "وإن كان قربانُه جدياً، يقرّبه قدّام الربّ. (13) يضع يده على رأسه، ويذبحه قدّام خيمة الاجتماع، ويرش بنو هرون دمهَ على المذبح، من حواليه. (14) ويقرّب منه لقربانه، قرباناً قدّام الربّ، الشحم الذي يغشّي الأحشاء وسائر الشحم الذي على الأحشاء، (15) والكليتين والشحم الذي عليهما الذي على الخاصرتين وزيادة الكبد مع الكليتين ينزعها، (16) ويرتّبها الكاهن على المذبح، طعام قربان برائحة طيّبة. فالشحم كلّه هو لاسم الربّ، (17) هذا يكون فريضة أبديّة، في أجيالكم، في جميع مساكنكم. لا تأكلوا شيئاً من اللحم ولا من الدم".

الذبيحة عن الخطيئة
4 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "تكلّم مع بني اسرائيل قائلاً: إذا خطئتْ نفسٌ سهوا في شيء من جميع وصايا الربّ، فعملتْ إحدى الأشياء التي لا يُسمح بعملها، (3) إن كان الكاهن الممسوح هو الذي خطئ لأثم الشعب، يقرّب لاسم الربّ، عن خطيئة التي خطئ ثوراً لا عيب فيه، كذبيحة عن الخطيئة. (4) يأتي بالثور غلى باب خيمة الاجتماع، قدّام الربّ، ويضع يده على رأس الثور، ويذبح الثور قدّام الربّ. (5) ويأخذ الكاهن الممسوح من دم الثور، ويدخل به إلى خيمة الاجتماع. (6) ويغمس الكاهن أصبعه في الدم، وينضح من الدم سبع مرات قدّام الربّ، لدى حجاب القدس. (7) ويجعل الكاهن من الدم على قرون مذبح البخور العطر الذي في خيمة الاجتماع، قدّام الربّ، وسائر دم الثور يصبّه إلى أسفل مذبح المحرقة الذي لدى باب خيمة الاجتماع. (8) وجميع شحم ثور الخطيئة ينزعه عنه. الشحم الذي يغشّي الأحشاء وسائر الشحم الذي على الأحشاء، (9) والكليتين والشحم الذي عليهما، الذي على الخاصرتين، وزيادة الكبد مع الكليتين ينزعها. (10) كما تُنزع من ثور ذبيحة الاقداس، ويرتّبها الكاهن على مذبح المحرقة. (11) وأما جلد الثور وكل لحمه مع رأسه وأكارعه وأحشائه وفرثه، (12) الثورَ كلّه يُخرجه إلى خارج المخيّم، غلى مكان طاهر، إلى الموضع الذي فيه يُرمى الرماد، ويُحرقه على حطب بالنار. ويُحرَق في الموضع الذي فيه يُرمى الرماد.
(13) "وإذا خطئت سهواً كلُّ جماعة اسرائيل، وأخفي الأمرُ عن أعين المجموعة، إذا عملوا شيئاً لا يُسمح بفعله حسب الوصايا وأثموا، (14) حين تُعرف الخطيئة التي خطئوا بها، تقرّب المجموعة ثوراً ابن ثور، ذبيحة خطيئة. يأتون به إلى مدخل خيمة الاجتماع. (15) ويضع حكماء شعب المجموعة أيديهم على رأس الثور قدّام الربّ، ويذبح الثور قدّام الربّ. (16) ويُدخل الكاهنُ الممسوح من دم الثور قدّام الربّ، ويذبح الثور قدّام الربّ. (17) ويغمس الكاهنُ أصبعَه في الدمّ، وينضح سبع مرّات قدّام الربّ لدى الحجاب. (18) ويجعل من الدم على قرون المذبح، أمام الربّ، في خيمة الاجتماع، وسائر الدمّ يصبّه إلى أسفل مذبح المحرقة الذي لدى باب خيمة الاجتماع. (19) ينزع عنه كلّ شحمه ويرتّبه الكاهن على المذبح. (20) ويفعل بالثور كما فعل بثور الذبيحة عن الخطيئة. كذلك يفعل به. وهكذا يكفّر عنه الكاهن فيُصفح عنهم ويُسامَح. (21) ثم يُخرج الثور إلى خارج المخيّم، ويُحرقه كما أحرق الثور الأول، هو ذبيحة لخطيئة الجماعة.
(22) "وإذا خطئ الكاهن الممسوح وعمل سهواً بواحدة لا يُسمح بعملها حسب وصايا الربّ إلهه، وأثِمَ، (23) ثمّ أُعلِم بخطيئته التي خطئ بها، يأتي بقربانه تيساً ذكراً لا عيب فيه. (24) ويضع يده على رأس التيس ويذبحه في الموضع الذي يذبح فيه المحرقة قدّام الربّ. هو ذبيحة عن الخطيئة، (25) ويأخذ الكاهن من دم ذبيحة الخطيئة، وبإصبعه يجعل على قرون مذبح المحرقة، ثم يصبّ كلّ الدم (الباقي) إلى أسفل مذبح المحرقة، (26) ويرتّب كل شحمه على المذبح، مثل شحم ذبيحة الأقداس، فيكفّر الكاهن عنه، عن خطيئته، فيُغفر له.
(27) "وإن خطئ أحد من شعب الأرض سهواً فعمل شيئاً من تلك التي لا تُعمل حسب وصايا الربّ فأثم، (28) ثم أعلِم بخطيئته التي خطئ بها، يأتي من أجل قربانه، بعنزة لا عيب فيها عن خطيئته التي خطئها. (29) ويضع يدع على رأس ذبيحة الخطيئة ويذبح ذبيحة الخطيئة في موضع المحرقة. (30) ويأخذ الكاهن من الدم بإصبعه، ويضع على قرون مذبح المحرقة، ويصبّ كل الدمّ (الباقي) إلى أسفل المذبح. (31) وجميع شحمها ينزعه كما نزع الشحم عن ذبيحة الأقداس ويرتّبها الكاهن على المذبح لاسم الربّ. هكذا يكفّر الكاهن عنه فيُصفح عنه ويغفر له.
(32) "وإن أتى أحد بحمل كقربان لذبيحة الخطيئة، فهو يأتي بأنثى لا عيب فيها. (33) يضع يده على رأس ذبيحة الخطيئة ويذبحها كالذبيحة عن الخطيئة في الموضع الذي فيه يذبح المحرقة. (34) ويأخذ الكاهن من دم ذبيحة الخطيئة باصبعه، ويضع على قرون مذبح المحرقة، ويصبّ كل الدمّ (الباقي) إلى أسفل المذبح. (35) وجميع شحمه ينزعه كما ينزع شحم حمل ذبيحة الأقداس، ويرتّبها الكاهن على المذبح فوق قرابين الربّ. فيكفّر الكاهن عنه، عن إثم أثِمَ به فيصفح عنه".

حالات خاصّة
5 (1) "وإذا خطئ أحد وسمع صوت حلف مجدِّف، وهو شاهد يُبصر أو يعرف، فإن لم يُخبر به حمل ذنْبَه. (2) أو إذا قرَّب أحدٌ شيئاً نجساً، جثة وحش نجس، أو جثّة بهيمة نجسة، أو جثّة زحّاف نجس، وأخفي عنه، فهو نجس ومذنب. (3) أو إذا قرب نجاسة انسان أي كل نجاسة يتنجّس بها الانسان وهو لم يعلم. فحين يعلم يكون مذنباً. (4) أو إذا حلف أحد فعبَّر بشفتيه أنه يريد أن يُسيء أو يُحسن، من جميع ما يعبِّر عنه الانسان في اليمين، وأخفي عليه، ثم علم، فهو مذنب في شيء من ذلك. (5) فإن كان مذنباً في شيء من هذه، يقرّ بما خطئ به. (6) ويأتي قدّام الربّ بذبيحة لاثمه، للذنب الذي به أذنب، أنثى من الغنم، نعجة أو عنزة كذبيحة عن الخطيئة، فيكفّر الكاهن عنه خطيئته. (7) وإن لم يقدر أن يأتي بحمل، يأتي بقربان الاثم الذي اثمَه، زوجي يمام أو فرخي حمام لاسم الربّ، واحد للذبيحة عن الخطيئة، والآخر للمحرقة. (8) يأتي بهما إلى الكاهن فيقرّب أولاً الذي للخطيئة، فيجزّ رأسه من قفاه ولا يفصله. (9) وينضح من دم ذبيحة الخطيئة على حائط المذبح. (10) وأما الثاني فيعمله محرقة كالعادة، فيكفّر عنه الكاهن من خطيئته التي خطئ فيُصفَح عنه ويسامح. (11) وإن لم يكن له أن يأتي بزوجي يمام أو فرضي حمام، يحمل كقربان (للخطيئة)، التي خطئ بها، عُشر الايفة من دقيق قربان الخطيئة. لا يضع عليها زيتاً ولا يجعل عليه لباناً، لأنه ذبيحة عن الخطيئة. (12) يأتي به إلى الكاهن، فيقبض الكاهن منه ملء قبضته، تذكاراً، ويرتّبه على المذبح، على قرابين الربّ: هو ذبيحة عن الخطيئة. (13) فيكفّر عنه الكاهن بخطيئته التي خطئ بها في واحدة من ذلك فيُصفح عنه ويُسامح. ويكون (الدقيق) للكاهن كالتقدمة".

ذبيحة التكفير
(14) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (15) "إذا خان أحدٌ خيانة، وخطئ سهواً في أقداس الربّ، يأتي قدّام الربّ بقربان لاثمه، كبشاً لا عيب فيه من الغنم، بتقويمك من شواقل فضّة على شاقل القدس، ذبيحة إثم. (16) ويعوّض عمّا خطئ به للأقداس، ويضيف عليه خُمسَه ويدفعه إلى الكاهن فيُصفح عنه ويسامَح. (17) وإذا خطئ أحد وعمل واحدة لا يُسمح له أن يعملها حسب وصايا الربّ، ولم يعلم، كان مذنباً وحمل ذنبه. (18) فيأتي إلى الكاهن بكبش من الغنم، لا عيب فيه، بتقويمك ذبيحة إثم إلى الكاهن، فيكفّر عنه الكاهن من سهوه الذي سها وهو لا يعلم، فيُصفح عنه ويسامَح. (19) هو ذبيحة إثم. يأتي بقربان إثم قدّام الربّ للذنب الذي أذنبه".
(20) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (21) "إن خطئ انسان وكذب على اسم الربّ، فأنكر على صاحبه وديعة أو أمانة أو مسلوباً، أو تمسّك بما هو لصاحبه، (22) أو وجد لُقطة فأنكرها وحلف كاذباً على شيء من كل ما يفعله الانسان مخطّطاً، (23) فإذا خطئ وأذنب، يردّ المسلوب الذي سلبه أو المغتصَب الذي اغتصبه، أو الوديعة التي أودعت عنده، أو اللقطة التي وجدها. (24) أو كل ما حلف عليه كاذباً، يعوّضه برأسه ويزيد عليه خُمسه. إلى الذي هو له يدفعه يوم يعي ذنبه. (25) ويأتي إلى الكاهن، لاسم الربّ، بذبيحة اثم، كبشاً من الغنم لا عيب فيه، بتقويمك ذبيحة إثم. (26) فيكفّر عنه الكاهن قدّام الربّ فيُسامحُه في أي من هذه الأعمال التي صار مذنباً فيها".

فرائض طقسيّة للكهنة
6 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "مُر هرون وبنيه قائلاً: هذه هي فريضة شريعة المحرقة. هي المحرقة التي تُوقد فوق المذبح كلَّ الليل حتّى الصباح، وتبقى النار مشتعلة فوق المذبح. (3) ويلبس الكاهن ثياباً من كتّان، ويلبس سراويل من كتّان، ويرفع رماد المحرقة الذي أحرقته النار على المذبح، ويضعه بجانب المذبح. (4) ثم يخلع ثيابه ويلبس ثياباً أخرى، ويُخرج الرماد إلى خارج المخيّم، إلى مكان طاهر. (5) والنار التي على المذبح تتّقد عليه ولا تطفأ، ويشعل عليها الكاهن حطباً كلّ صباح ويرتّب عليها المحرقة، ويرتّب عليها شحم ذبائح الأقداس. (6) نار دائمة تتّقد عليه ولا تُطفأ.
(7) "وهذه فريضة شريعة التقدمة: يقرّبها بنو هرون قدّام الربّ على المذبح. (8) ويأخذ منها بقبضته بعض دقيق التقدمة وزيتها وكل اللبان الذي على التقدمة، ويرتّب تذكاره على المذبح كرائحة طيّبة لاسم الربّ. (9) والباقي منها يأكله هرون وبنوه. فطيراً يؤكل في مكان مقدّس، في دار خيمة الاجتماع يأكلونه. (10) لا يُخبَز خميراً. قد جعلته نصيباً من تقدماتي. هي قدس أقداس ذبيحة الخطيئة وذبيحة الاثم. (11) كل ذكر من بني هرون يأكل منها. هي من قرابينه فريضة دهريّة في أجيالكم. كل من يقترب منها يكون مقدّساً".
(12) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (13) "هذا قربان هرون وبنيه، الذي يقرّبونه قدّام الربّ في يوم يُمسحون فيه: عشر إيفة من دقيق كتقدمة دائمة. تقرّبون النصف في الصباح والنصف في العشيّة، (14) تقرَّب على صاج في الزيت. ويأتون بها حارة. تقرِّب فطائر التقدمة فتاتاً كرائحة طيّبة قدّام الربّ، (15) والكاهن الممسوح من بين إخوته، يقرِّبها قدّام الربّ، فريضة دائمة. وترتّب كلُّها على المذبح. (16) وكل تقدمة الكاهن تكون كاملة ولا يُؤكل منها".
(17) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (18) "تكلّم مع هرون ومع بنيه قائلاً: هذه فريضة شريعة الذبيحة عن الخطيئة. في المكان الذي تُذبح فيه المحرقة، تُذبَح ذبيحة الخطيئة قدّام الربّ. هي قدس أقداس. (19) الكاهن الذي يكرّسها يأكل منها. في مكان مقدّس تُؤكل، في دار خيمة الاجتماع. (20) كل ما يَقرَب لحمَها يتقدّس، وإذا انتشر من دمها على ثوب، تغسلُ ما انتشر عليه في مكان مقدّس. (21) وأما إناء الخزف الذي يُطبَخ فيه فيُكسر. وإن طُبخت في إناء نحاسٍ يُجلى. (22) كل ذكر من الكهنة يأكل منها. هي قدس أقداس. (23) وكل ذبيحة خطيئة يدخل من دمها إلى خيمة الاجتماع للتكفير في القدس، لا تؤكل، بل تحرق بالنار".

ذبيحة الاثم
7 (1) "وهذه فريضة شريعة تقدمة الاثم: هي قدس أقداس. (2) في المكان الذي يذبحون فيه المحرقة، يذبحون تقدمة الاثم ويرشّ (الكاهن) دمها على المذبح، من حواليه. (3) ويقرّب منها كل شحمها: الالية والشحم الذي يغشّي الأحشاء، (4) والكليتين والشحم الذي عليهما الذي على الخاصرتين، وزيادة الكبد مع الكليتين ينزعها. (5) يرتبها الكاهن على المذبح كتقدمة قدّام الربّ: هي ذبيحة إثم. (6) كل ذكر من الكهنة يأكل منها. في مكان مقدّس تؤكل: هي قدس أقداس. (7) ذبيحة الاثم كذبيحة الخطيئة. لهما فريضة شريعة واحدة. الكاهن الذي يكفِّر بها تكون له. (8) والكاهن الذي يقرّب محرقة ذبيحة انسان، فجلدُ المحرقة التي يقرّب يكون له. (9) وكلُّ تقدمة خُبزت في التنور، وكلُّ ما عُمل في طاجن، أو على صاج، يكون للكاهن الذي قرّبه. (10) وكل تقدمة ملتوتة بزيت أو ناشفة تكون لجميع بني هرون، كل انسان كأخيه.
(11) وهذه هي فريضة شريعة ذبيحة الأقداس التي يقرّبها لاسم الربّ. (12) إن قرّبها لأجل الشكر، يقرّب مع ذبيحة الأقداس أقراصَ فطير ملتوتة بزيت، ورقاق فطير مدهونة بزيت، ودقيقاً مربوكاً أقراصاً ملتوتة بزيت. (13) مع أقراص خبز خمير يقرّب قربانه من الأقداس (تقدمة) شكر. (14) ويقرّب منه واحداً من كل قربان كرفيعة لاسم الربّ. يكون للكاهن الذي يرشّ دم ذبيحة الأقداس. (15) ولحم ذبيحة الأقداس (المقدّم) للشكر، يؤكل يوم يقرّب قرباناً. لا يُبقي منها شيئاً للصباح. (16) وإن كانت ذبيحة قربانه نذراً أو طوعاً، تؤكل يوم قربانه. وفي الغد يؤكل ما فضل منها. (17) وأما الفاضل من لحم ذبيحة الأقداس يُحرَق بالنار في اليوم الثالث. (18) وإن أُكل من لحم ذبيحة الأقداس، في اليوم الثالث، لا تُقبل برضى. الذي يقرّبها لا تُحسَب له. تكون نجاسة، والنفس التي تأكل منها تحمل ذنبَها. (19) واللحم الذي قرُب من شيء نجس لا يؤكل، بل يُحرق في النار. أما اللحم (الطاهر)، فمن هو طاهر يأكل من (هذا) اللحم. (20) وأما الانسان الذي يأكل، في حالة النجاسة، من لحم ذبيحة الأقداس التي تُرفع لاسم الربّ، هذا الانسان يُقطع من وسط شعبه. (21) والانسان الذي يقرَب من شيء نجس، سواء نجاسة انسان أو بهيمة نجسة أو زحّاف نجس، ويأكل من لحم ذبيحة الأقداس من قدّام الربّ، هذا الانسان يُقطع من وسط شعبه".
(22) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (23) "تكلّم مع بني اسرائيل قائلاً: كل شحم ثوراً وكبش أو ماعز لا تأكلوا منه. (24) وأما شحم الميتة وشحم المفترسة، فيُستعمل لكل عمل، لكن أكلاً لا تأكلوه. (25) إن كل من أكل شحماً من البهائم التي يقرّب منها قرباناً قدّام الربّ، الشخص الذي يأكل منه يُقطع من وسط شعبه. (26) وكلّ دم لا تأكلوا في جميع مساكنكم، من الطير ومن البهائم. (27) كل نفس تأكل شيئاً من الدم، تُقطع تلك النفس من وسط شعبها".
(28) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (29) "تكلّم مع بني اسرائيل قائلاً: الذي يقرّب ذبيحة أقداس لاسم الربّ، يأتي لقربانه إلى الربّ بذبيحة الأقداس. (30) يداه تأتيان بقرابينه: يأتي بالشحم مع الصور. أما الصدر فلكي يردّده ترديداً قدّام الربّ. (31) ثم يرتّب الكاهن قدّام الربّ الشحم، والصور يكون لهرون ولبنيه. (32) والساق اليمنى تعطونها رفيعة للكاهن من ذبائح أقداسكم. (33) الذي يقرّب دم ذبيحته من الأقداس والشحم، من بني هرون، تكون له الساق اليُمنى نصيباً. (34) لأن صدر الترديد وساق الرفيعة قد أخذتهما من بني اسرائيل، من ذبائح أقداسهم، وأعطيتهما لهارون الكاهن ولبنيه فريضة دهريّة من بني اسرائيل. (35) تلك (حقوق) مسحة هرون ومسحة بنيه على قرابين الربّ يوم تقديمهم ليخدموا قدّام الربّ في الكهنوت السامي. (36) هذا ما أمر الربّ أن تعطوهم يوم مسحهم كحقّ من بني اسرائيل. إلى الأبد، في أجيالهم. (37) تلك هي فريضة الشريعة للمحرقة وللتقدمة، لذبيحة الخطيئة وذبيحة للرسامة ولذبيحة الأقداس". (38) هذا ما أمر به الربّ موسى على جبل سيناء، يوم أمرَ بني اسرائيل أن يقرّبوا قرابينهم قدّام الربّ، في بريّة سيناء.

تقديس هرون وبنيه
8 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "خذ هرون وبنيه معه، والثيابَ والزيت المسحة وثور الخطيئة والكبشين وسلّ الفطير. (3) واجمع كلّ شعب الجماعة إلى باب خيمة الاجتماع". (4) ففعل موسى كما أمره الربّ. فاجتمع شعب الجماعة إلى مدخل خيمة الاجتماع. (5) وقال موسى لشعب الجماعة: "هكذا أمر الربُّ أن يُفعل". (6) فقرّب موسى هرونَ وبنيه وغسلهم بماء. (7) وجعل عليه القميص. ونطّقه بالمنطقة، وألبسه الجبّة، وجعل عليه الرداء، ونطّقه بزنّار الرداء وشدّه به. (8) ووضع عليه الصدرة، وجعل في الصدرة الأوريم والتحميم. (9) ووضع الحمامة على رأسه، ووضع على العمامة، إلى جهة وجهه، صفيحةَ الذهب، الاكليل المقدّس، كما أمر الربّ موسى. (10) ثمّ أخذ موسى زيت المسحة، ومسح المسكن وكل الآنية التي فيه، وقدّسه. (11) ونضح منه على المذبح سبع مرّات، ومسح المذبح وجميع آنيته، الحوض وقاعدته لتقديسه. (12) وصبّ من زيت المسحة على رأس هرون، ومسحَه لتقديسه. (13) ثم قرّب موسى بني هرون، وألبسهم قمائص ونطّقهم بمناطق، وشدّ لهم قلانس، كما أمر الربّ موسى.
(14) ثم قرّب ثورَ ذبيحة للخطيئة، فوضع هرون وبنوه أيديهم على رأس ثور ذبيحة الخطيئة. (15) فذبحه، وأخذ موسى الدم وجعله بإصبعه على قرون المذبح، من حواليه. ومسح المذبح، وصبّ الدمّ (الباقي) إلى أسفل المذبح، وقدّسه تكفيراً عنه. (16) وأخذ كلّ الشحم الذي على الأحشاء، وزيادة الكبد والكليتين وشحمهما. ورتّب موسى (الكلّ) على المذبح، (17) (وما تبقى) من الثور، جلدَه ولحمه وفرثه، فأحرقه بنار خارج المخيم، كما أمر الربّ موسى.
(18) ثمّ قرّب كبشَ المحرقة، فوضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الكبش (19) فذبحه. ورشّ موسى الدم على المذبح، من حواليه. (20) وقطّع الكبش إلى قطعه، ورتّب موسى (على المذبح) الرأس والقِطَع والجسم. (21) وأما الأحشاء والأكارع فغسلها بماء، ورتّب موسى كل الكبش على المذبح. هي محرقة طيّبة الرائحة، وقربان للربّ، كما أمر الربّ موسى.
(22) ثم قرّب الكبش الثاني، كبش الرسامة، فوضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الكبش (23) فذبحه. وأخذ موسى من دمه ووضع على أذن هرون اليمنى، وعلى إبهام يده اليمنى، وعلى إبهام رجله اليمنى. (24) ثم قرّب بني هرون، فأخذ موسى من الدم (وجعله) على رأس آذانهم اليمنى، وعلى أباهم أيديهم اليمنى، وعلى أباهم أرجلهم اليمنى. ثم رشّ موسى الدم (الباقي) على المذبح، من حواليه. (25) ثمّ أخذ الشحم والآلية وكلَّ الشحم الذي على الأحشاء، وزيادة الكبد والكليتين وشحمهما، والساق اليمنى. (26) ومن سلّ الفطير الذي أمام الربّ، أخذ قرصاً واحداً فطيراً، وقرصاً واحداً من الخبز المغموس في الزيت، ورقاقة واحدة، ووضعها على الشحم وعلى الساق اليمنى. (27) وجعل الجميع على كفي يدي هرون، وعلى كفوف أيدي بنيه، وردّده ترديداً قدّام الربّ. (28) ثمّ تقبّلها موسى من كفوف ايديهم ورتّبها على المذبح، فوق المحرقة. هي ذبيحة الرسامة كرائحة طيّبة، وقربانٍ قدّام الربّ. (29) وأخذ موسى أيضاً الصدر وردّده ترديداً قدّام الربّ، من كبش ذبيحة الرسامة، ذاك كان نصيب موسى، كما أمر الربُّ موسى. (30) ثم أخذ موسى من زيت المسحة ومن الدم الذي على المذبح، ونضح على هرون وعلى ثيابه، وعلى بنيه وعلى ثياب بنيه معه. وقدّس هرون وثيابَه، وبنيه وثيابَ بنيه معه. (31) ثم قال موسى لهرون ولبنيه: "اطبخوا اللحم لدى باب خيمة الاجتماع، وهناك تأكلونه مع الخبز الذي في سلّ الرسامة، كما أمرتُ قائلاً: هرون وبنوه يأكلونه. (32) والباقي من اللحم والخبز تحرقونه بالنار. (33) ومن لدن باب خيمة الاجتماع لا تخرجون، سبعة أيام، إلى أن تُكملوا أيام رسامتكم، لأنكم تحتاجون إلى سبعة أيام لتكمل رسامتكم. (34) كما فُعل في هذا اليوم، قد أمر الربّ أن يُفعل للتكفير عنكم. (35) ولدى باب خيمة الاجتماع تقيمون نهاراً وليلاً، سبعة أيام، وتحفظون شعائر الربّ لئلاّ تموتوا، لأني هكذا أمرتُ"، (36) فعمل هرون وبنوه كل ما أمر به الربّ على يد موسى.

الكهنة وذبائحهم الأولى
9 (1) وكان في اليوم الثامن، في نهاية سبعة أيام الرسامة، أن موسى دعا هرون وبنيه وحكماء اسرائيل، (2) وقال لهرون: "خُذْ لك عجلاً لذبيحة الخطيئة، وكبشاً للمحرقة، لا عيب فيهما، وتعال بهما قدّام الربّ". (3) وكلّمْ بني اسرائيل قائلاً: "خذوا تيساً لذبيحة الخطيئة، وعجلاً وخروفاً ابني سنة، لا عيب فيهما، للمحرقة، (4) وثوراً وكبشاً لذبيحة الأقداس لنقرّبها قدّام الربّ، وتقدمة ملتوتة بزيت، لأن اليوم يتجلّى كل كلامُ الربّ". (5) فأخذ ما أمر به موسى، إلى مدخل خيمة الاجتماع. ثمّ اقترب شعبُ الجماعة كلّها ووقف قدّام الربّ. (6) فقال موسى: "هذا ما أمرَ به الربّ. تعملونه فيتجلّى لكم مجدُ شكينة الربّ". (7) ثمّ قال موسى لهرون: "اقتربْ من المذبح، وقرّبْ ذبيحتك عن الخطيئة ومحرقتك، وكفِّر عن نفسك وعن الشعب. قرّبْ قرابين الشعب وكفِّره عنهم كما أمر الربّ". (8) فاقترب هرون من المذبح وذبح عجل ذبيحة الخطيئة الذي له، (9) وقدّم بنو هرون إليه الدم، فغمس إصبعه في الدمّ ووضع منه على قرون المذبح، وصبّ كل الدمّ (الباقي) إلى أسفل المذبح. (10) والشحم والكليتين وزيادة الكبد لذبيحة الخطيئة، رتّبها على المذبح، كما أمر الربّ موسى. (11) وأما اللحم والجلد فأحرقهما بالنار، خارج المخيّم.
(12) ثم ذبح المحرقة، فهيّأ له بنو هرون الدمّ، فرشّه على المذبح من حواليه. (13) وهيّأوا له أيضاً المحرقة بقطعها، ورأسها، فرتّبه على المذبح. (14) وغسل الأحشاء والأكارع ورتّبها على المحرقة فوق المذبح. (15) ثم قرّب قرابين الشعب، وأخذ تيس ذبيحة الخطيئة من الشعب وذبحه وطهّره (كما فعل) للأول. (16) وقرّب المحرقة، قرّبها حسب العادة. (17) وقرّب التقدمة وملأ منها كفّ يده ورتّبها على المذبح خارجاً عن محرقة الصباح. (18) وذبح الثور والكبش وذبيحة الأقداس (الآتية) من الشعب. وهيّأ له بنو هرون الدمّ، فرشه على المذبح من حواليه. (19) والشحم من الثور ومن الكبش، الالية (والشحم) الذي يغطّي البطن والكليتين وزيادة الكبد (20) ووضعوا الشحم على الصدرين ورتّب (هرون) الشحم على المذبح. (21) وأما الصدران والساق اليُسرى فردّدها هرون ترديداً قدّام الربّ، كما أمر موسى.
(22) ورفع هرون يديه، وصلّى على الشعب وباركه. ثم نزل بعد أن قرّب ذبيحة الخطيئة والمحرقة وذبيحة الأقداس. (23) ودخل موسى وهرون إلى خيمة الاجتماع. وحين خرجا باركا الشعب، فتجلّى مجدُ شكينة الربّ على الشعب كله. (24) خرجت نار من قدّام الربّ وأكلت على المذبح المحرقة والشحم. فرأى جميعُ الشعب وفرحوا، وسقطوا بوجوههم إلى الأرض.

قواعد تتعلّق بالحداد وأكل الذبيحة
10 (1) وأخذ ابنا هرون، ناداب وابيهو، كلٌّ منهما مجمّرة وجعلا فيها ناراً، ووضعا عليها بخوراً، وقرّبا قدّام الربّ ناراً برانيّة لم يأمرهما بها. (2) فخرجت نارٌ من قدّام الربّ، فماتوا قدّام الربّ. (3) فقال موسى لهرون: "هذه هي الكلمة التي تكلّم بها الربّ قائلاً: في من يقترب مني أُظهر قداستي، وأتمجَّد أمام جميع الشعب. فصمت هرون ونال لحسابه القدر (= الأجر) العادل. (4) فدعا موسى ميشائيل والصافان ابني عزيئيل عمّ هرون، وقال لهما: "اقتربا وارفعا أخويكما من قدّام القُدس، واحملاهما خارج المخيّم". (5) فاقتربا ورفعاهما في قميصيهما وحملاهما خارج المخيّم. (6) وقال موسى لهرون، والعازار وايتامار ابنيه: "لا تغطّوا رؤوسكم، ولا تشقّوا ثيابكم لئلاّ تموتوا ويُسخَط على كل شعب الجماعة. وأما إخوتكم، كلُّ بيت اسرائيل، فيبكون على كل الحريق الذي أشعله الربّ. (7) ومن باب خيمة الاجتماع لا تخرجوا لئلاّ تموتوا، لأن زيت مسحة الربّ هي عليكم". ففعلوا حسب كلام موسى.
(8) وتكلّم الربّ مع هرون قائلاً: (9) "خمرةً جديدة وخمرة قديمة لا تشرب، أنت وبنوك معك، عند دخولكم إلى خيمة الاجتماع لئلاّ تموتوا. هي فريضة دهريّة في أجيالكم، (10) لكي تميّزوا بين المقدّس والمحلل، وبين النجس والطاهر، (11) وتعلّموا جميعَ أبناء اسرائيل كلَّ الشرائع التي أملاها الربّ لهم بيد موسى".
(12) وقال موسى لهرون، ولألعازار وابتامار ابنيه الباقيين: خذوا التقدمة الباقية من قرابين الربّ، وكلوها فطيراً بجانب المذبح، لأنها قدس أقداس. (13) كلوها في مكان مقدّس، لأنها نصيبك ونصيب بنيك من قرابين الربّ، لأني هكذا أُمِرتُ. (14) وأما صدر الترديد وساق الرفيعة فتأكلونهما في مكان طاهر، أنت وبنوك وبناتك معك، لأنهما جُعلا نصيبك ونصيب بنيك من ذبائح أقداس بني اسرائيل. (15) ساق الرفيعة وصدر الترديد يأتون بهما مع قرابين الشحم ليردَّدا ترديداً قدّام الربّ، فيكونان لك ولبنيك معك كحقّ دائم، كما أمر الربّ".
(16) وطلب موسى تيس الخطيئة، فإذا هو قد احترق. فسخط على العازار وايتامار، ابني هرون الباقيين، وقال: (17) "ما لكما لم تأكلا ذبيحة الخطيئة في مكان مقدّس، لأنها قدس أقداس، وقد أعطاكما (الربّ) لتحملا إثم شعب الجماعة تكفيراً عنهم قدّام الربّ؟ (18) بما أنه لم يُؤتَ بدمها إلى داخل القدس. كان عليكما أن تأكلا في القدس، كما أمرتُ". (19) فقال هرون لموسى: "ها هما اليوم قد قرّبا ذبيحة خطيئتهما ومحرقتهما قدّام الربّ. وأنت تعلّمنا أن ذبيحة الخطيئة أخطر من العشر الثاني الذي لا يمكن أن تأكل منه (بسبب الحداد). فإن كان لي أنا اليوم هذا الشقاء الكبير فمات الاثنان، ناداب وأبيهو، ولبستُ الحداد عليهما، فلو أكلت اليوم من ذبيحة الخطيئة، هل كان حسناً قدّام الربّ"؟ (20) فسمع موسى كلمات هرون، وبدت حسنة في نظر موسى.

الحيوانات الطاهرة والنجسة
11 (1) وتكلّم الربّ مع موسى وهرون قائلاً لهما: (2) "تكلّما مع بني اسرائيل قائلَين: هذه هذ الحيوانات التي تأكلونها من جميع البهائم التي على الأرض. (3) كلّ ما شقّ ظلفاً وقسمه ظلفين ويجرُّ من البهائم، فإياه تأكلون. (4) وبين البهائم التي تجترُّ ولم تشقّ الظلف، فهذه هي التي لا تأكلونها: الجمل، لأنه يجترُّ لكنه لا يشقّ ظلفاً: فهو نجس لكم. (5) والوبر، لأنه يجترُّ ولكنه لا يشقّ ظلفاً: فهو نجس لكم. (6) والأرنب، لأنه يجرُّ ولكنه لا يشقّ ظلفاً: فهو نجس لكم. (7) والخنزير، لأنه يشقّ ظلفاً ويقسمه ظلفين، لكنه لا يجترُّ: فهو نجس لكم. (8) من لحمها لا تأكلوا، وجثثها لا تلمسوا: فهي نجسة لكم.
(9) "وهذا تأكلونه من جميع ما في الماء: كلّ ما له زعائفُ وحرشفٌ في المياه، في البحار وفي الأنهار، فإياه تأكلون. (10) لكن كل ما ليس له زعائفُ وحرشف في البحار وفي الأنهار من كل دبيب في المياه ومن كل نفس حيّة في المياه، فهو مكروه لكم. (11) ومكروهاً يكون لكم. من لحمه لا تأكلوا، وجثته تكرَهون. (12) كلّ ما ليس له زعائفُ وحرشف في المياه، فهو مكروه لكم.
(13) "وهذه تكرهونها في الطيور. لا تأكلوا منها لأنها مكروهة: النسر والأنوق والعقاب، (14) والحدأة والباشق على أجناسه، (15) وكلّ غراب على أجناسه، (16) والنعامة والظليم والسأف والباز على أجناسه، (17) والبوم والغوّاص والكركيّ، (18) والبجع والقوق والرخَم، (19) واللقلق الأبيض والأسود على أجناسه، والهدهد والخفّاش. (20) كل دبيب الطير الماشي على أربع، فهو مكروه لكم. (21) تأكلون فقط من جميع دبيب الطير الماشي على الربع: ما له كراعان فوق رجليه يثبُ بهما على الأرض. (22) هذا منه تأكلون: الجراد على أجناسه، والدبا على أجناسه، والحرجوان على أجناسه، والجندب على أجناسه. (23) لكن سائر دبيب الطير الذي له أربع أرجل، فهو مكروه لكم. (24) من هذه تتنجّسون: كل من قرب من جثثها يكون نجساً إلى المساء. (25) وكل من حمل من جثثها، يغسل ثيابَه ويكون نجساً إلى المساء. (26) وجميع البهائم التي لها ظلف، ولكن لا تشقه شقاً أو لا تجترّ، فهي نجسة لكم. كل من قرب منها يكون نجساً. (27) وكل ما يمشي على كفوفه من جميع الحيوانات الماشية على أربع، فهو نجس لكم. فكل من قرب من جثثها، يكون نجساً إلى المساء. (28) ومن حمل جثثها يغسل ثيابه ويكون نجساً إلى المساء: فهي نجسة لكم.
(29) "وهذا هو النجس من الدبيب الذي يدبّ على الأرض: ابن عرس والفار والضبّ على أجناسه. (30) والجرذون والورل والوزغة والعظاية والحرباء. (31) هذه هي النجسة لكم من كل الدبيب. كل من قرب منها بعد موتها يكون نجساً إلى المساء. (32) وكل ما وقع عليه واحدٌ منها بعد موتها، يكون نجساً، من كل متاع خشب أو ثوب أو جلد أو بلاس. كل متاع يُعمَل به عمل، يُلقى في الماء ويكون نجساً إلى المساء، ثم يطهر. (33) وكلُّ متاع خزف وقع فيه منها، فكل ما فيه يتنجّس. وأما هو فتكسرونه. (34) ما يأتي عليه ماء من كل طعام يؤكل، يكون نجساً. وكل شراب يُشرب في كل متاع يكون نجساً. (35) وكل ما وقع عليه. واحدة من جثثها، يكون نجساً. التنور الموقدة يُهدَمان: هي نجسة وتكون نجسة لكم، (36) ولكن العين والبئر، ومجتمع المياه تكونا طاهرة لكن ما قرب من جثثها يكون نجساً. (37) وإذا وقعت واحدة من جثثها على شيء من بَزر زرعٍ يُزرَع، فهو طاهر. (38) لكن إذا جُعل ماء على بزرٍ، فوقع عليه واحدة من جثثها، فإنه نجس لكم. (39) وإذا مات واحد من البهائم التي هي طعام لكم، فمن قرُب من جثّته يكون نجساً إلى المساء. (40) ومن أكل من جثته، يغسل ثيابه ويكون نجساً إلى المساء. ومن حمل جثته، يغسل ثيابه ويكون نجساً إلى المساء.
(41) "وكل دبيب يدبّ على الأرض، فهو مكروه ولا يُؤكل. (42) كل ما يمشي على بطته وكل ما يمشي على أربع مع كل ما كثرت أرجله من كل دبيب يدبّ على الأرض، لا تأكلوه لأنه مكروه. (43) لا تدنّسوا أنفسكم بدبيب يدبّ، ولا تتنجّسوا به، ولا تكونوا به نجسين. (44) إني أنا الربّ إلهكم، فتتقدّسون وتكونون قدّيسين لأني أنا قدّوس. فلا تنجّسوا أنفسكم بدبيب يدبّ على الأرض. (45) إني أنا الربّ الذي أخرجكم وحرّركم من أرض مصر، لأكون لكم إلهاً فادياً. فتكونون قديسين لأني أنا قدوس.
(46) "تلك هي فريضة شريعة البهائم والطيور وكل نفس حيّة تسعى في المساء، وكل دبيب يدبّ على الأرض. (47) هكذا تميّزون بين النجس والطاهر، بين الحيوانات التي تُؤكل والحيوانات التي لا تؤكل".

تطهير المرأة التي ولدت ولداً
12 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "تكلّم بني اسرائيل قائلاً: إذا حبلت امرأة وولدت ولداً ذكراً، تكون نجسة سبعة أيام. كما في أيام عزل طمثها تكون نجسة. (3) في اليوم الثامن تختنون لحم غرلته. (4) في ثلاثة وثلاثين يوماً تبقى محافظة على تطهير الدمّ. من كل شيء مقدّس لا تقرُبُ، وإلى المقدس لا تدخل حتى تَكمُل أيامُ تطهيرها. (5) وإن ولدت ولداً أنثى تكون نجسة أربعة عشر يوماً كما في أيام عزل طمثها، وتبقى ستّة وستين يوماً محافظة على تطهير الدم. (6) ومتى كملت أيامُ تطهيرها لأجل ولد ذكر أو أنثى، تأتي بخروف حوليّ محرقة، وفرخ حمامة أو يمامة، ذبيحة خطيئة، إلى باب خيمة الاجتماع، إلى الكاهن، (7) فيقدّمهما قدّام الربّ، ويكفّر عنها فتطهر من ينبوع دمها. تلك فريضة الشريعة للتي تلد ولداً ذكراً أو أنثى. (8) وإن لم تتمكّن من أن تأتي بحمل، تأخذ حمامتين أو فرخي حمام، الواحد محرقة والآخر ذبيحة خطيئة، فيكفّر عنها الكاهن فتطهر.

البرص في الانسان
13 (1) وتكلّم الربّ مع موسى ومع هرون قائلاً: (2) "إذا كان انسان في جلد جسده ناتئ أو قوباء أو لمعة تصير في جسده ضربة برص، يُؤتى به إلى هرون الكاهن أو إلى أحد بنيه الكهنة. (3) فإن رأى الكاهن الضربة في جلد الجسد، وفي الضربة شعرٌ قد أبيضَّ ومنظر الضربة أعمق من جلد جسده، فهي ضربة برص. فمتى رآه الكاهن يحكم بنجاسته. (4) ولكن إن كان الضربة لمعة بيضاء في جلد جسده، ولم يكن منظرُها أعمق من الجلد، ولم يبيضّ شعرها، بحجز الكاهنُ المضروبَ سبعة أيام. (5) فإن رآه الكاهن في اليوم السابع، وإذا في عينه الضربة قد وقف، ولم يمتدّ الجرح في الجلد، يحجزه الكاهن سبعة أيام ثانية. (6) فإن رآه الكاهن في اليوم السابع ثانية، وإذا الجرح كامد اللون، ولم يمتدّ الجرح في الجلد، يحكم الكاهن بطهارته. إنها حزاز. فيغسل ثيابه ويكون طاهراً. (7) لكن، إن كانت القوباء تمتدّ في الجلد، بعد عرضه على الكاهن لتطهيره، يُعرَض على الكاهن ثانية. (8) فإذا رأى الكاهن أن القوباء امتدّت في الجلد، يحكم الكاهن بنجاسته. هو البرص.
(9) "إن كان في انسان ضربةُ برص، يؤتى به إلى الكاهن. (10) فإن رأى الكاهن أن في الجلد نائتاً أبيض قد صيّر الشعر أبيض، وفي الناتئ وضحاً من لحم حي، (11) فهو برص مزمن في جلد جسده، فيحكم الكاهن بنجاسته. لا يحجزه لأنه نجس. (12) لكن إن كان البرص قد أفرخ في الجلد، وغطّى البرصُ كلَّ جلد المضروب من رأسه إلى قدميه، حسب كل ما تراه عينا الكاهن، (13) ورأى الكاهن أن البرص قد غطّى كل جسمه، يحكم بطهارة المضروب. كله قد أبيضّ: فهو طاهر. (14) ولكن يوم يُرى فيه لحمٌ حيّ يكون نجساً. (15) فمتى رأى الكاهن اللحم الحيّ يحكم بنجاسته. اللحم الحيّ نجس: هو البرص. (16) ثم إن عاد اللحمُ الحيّ وابيضّ، يأتي إلى الكاهن. (17) فإن رأى الكاهن أن الجرح صار أبيض، يحكم الكاهن بطهارة المضروب: إنه طاهر.
(18) "وإذا كان للانسان دملة في جلده قد برئت، (19) وصار في موضع الدملة ناتئ أبيض أو لمعة بيضاء ضاربة إلى الحمرة، يُعرَض على الكاهن. (20) فإن رأى الكاهن أن منظرها أعمق من الجلد وقد ابيضّ شعرها، يحكم الكاهن بنجاسته. إنها ضربة برص أفرخت في الدملة. (21) لكن إن رآها الكاهن أن ليس فيها شعرٌ أبيض وليست أعمق من الجلد وهي كامدة اللون، يحجزه الكاهن سبعة أيام. (22) فإن كانت قد امتدّت في الجلد، يحكم الكاهن بنجاسته. إنها ضربة. (23) لكن إن وقفت اللمعة مكانها ولم تمتدّ، فهي اثر الدملة، فيحكم الكاهن بطهارته.
(24) "أو إذا كان الانسان في جلده كيُّ نار، وكان حيُّ الكليّ لمعة بيضاء ضاربة إلى الحمرة، أو بيضاء، (25) ورأى الكاهن أن الشعر في اللمعة قد ابيضّ، ومنظرُها أعمق من الجلد، فهي برص قد أفرخ في الكلي، فيحكم الكاهن بنجاسته. إنه جرح برص، (26) لكن إن رأى الكاهن أن ليس في اللمعة شعر أبيض وليست أعمق من الجلد، وهي كامدة اللون، يحجزه الكاهن سبعة أيام. (27) ثم يراه الكاهن في اليوم السابع. فإن كانت قد امتدّت في الجلد، يحكم الكاهن بنجاسته. إنها ضربة برص. (28) لكن إن وقفت اللمعةُ مكانها ولم تمتدّ في الجلد وكانت كامدة اللون، فهي ناتئ الكليّ. فالكاهن يحكم بطهارته لأنها أثر الكليّ.
(29) "وإذا كان رجل أو امرأة فيه جرح في الرأس أو في الذقن، (30) ورأى الكاهن أن منظر الجرح أعمق من الجلد وفيه شعر أشقر دقيق، يحكم الكاهن بنجاسته. هو قرَع. برص الرأس أو الذقن. (31) لكن إذا رأى الكاهن ضربة القرع، وأن منظرها ليس أعمق من الجلد، لكن ليس فيه شعر اسود، يحجزه الكاهن المضروب بالقرع سبعة أيام. (32) فإن نظر الكاهن الجرح في اليوم السابع، فرأى أن القرع لم يمتدّ ولم يكن فيه شعر أشقر ولا منظر القرع أعمق من الجلد، (33) فليحلق حول القرع ولكن لا يحلق القرع. ويحجز الكاهنُ الأقرع سبعة أيام ثانية. (34) فإن نظر الكاهنُ الأقرعَ، في اليوم السابع، فرأى القرع لم يمتدّ في الجلد، وليس منظره أعمق من الجلد، يحكم الكاهن بطهارته، فيغسل ثيابه ويكون طاهراً (35) لكن إن كان القرعُ يمتدّ في الجلد، بعد الحكم بطهارته، (36) ورأى الكاهن أن القرع قد امتدّ في الجلد، فلا يفتّش الكاهن على الشعر الأشقر. إنه نجس، (37) لكن إن رآه وقف ونبت فيه شعر أسود، فقد برئ القرع. إنه طاهر، فيحكم الكاهن بطهارته.
(38) "وإذا كان رجل أو امرأة في جلد جسده لمعٌ بيضٌ، (39) ونظر الكاهن فرأى في جلد جسده لمعاً كامدة اللون بيضاء، فذاك بهق قد أفرخ في الجلد. إنه طاهر. (40) وإذا كان انسان قد ذهب شعرُ رأسه، فهو أقرع. إنه طاهر. (41) وإن ذهب شعرُ رأسه من جهة وجهه، فهو أصلع. إنه طاهر. (42) لكن إذا كان في القرعة أو في الصلعة ضربةٌ بيضاء ضاربة إلى الحمرة، فهو برص مُقرح في قرعته أو في صلعته. (43) فإن نظر الكاهن ورأى أنه ناتئ الضربة ابيض ضارب إلى الحمرة في قرعته أو في صلعته، كمنظر البرص في جلد الجسد، (44) فهو انسان أبرص. إنه نجس. ويحكم الكاهن بنجاسته. فضربتُه في رأسه. (45) والأبرص الذي فيه الضربة، تكون ثيابُه مشقوقة، مثل ثياب الحداد، ورأسه يكون مغطّى، ويغطّي شاربيه وينادي هو الأبرص ويقول: "ابتعدوا عن النجس لئلاّ تتنجّسوا"! (46) كل الأيام التي يكون الجرح فيه يكون نجساً. أنه نجس فيقيم وحده، وخارج المحلّة يكون مقامه.

البرص في الثياب
(47) "وأما الثوب فإذا كان فيه ضربةُ برص، سواء صوف أو ثوب كتّان، (48) سواء في السُدى أو في لحمة الصوف أو الكتّان، أو أيضاً في جلد أو في كل مصنوع من الجلد، (49) وكان الضربة ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة، في الثوب أو في الجلد، في السُدى أو في اللحمة أو في متاع ما من جلد، فإنها ضربةُ برص. يُعرض على الكاهن (50) فيرى الكاهن الضربة، ويحجز المضروب سبعة أيام. (51) فمتى نظر الضربة في اليوم السابع، فرأى أن الضربة امتدّت في الثوب، في السدى أو اللحمة، أو في الجلد من كل ما يُصنع أو الكتّان أو متاع الجلد الذي كانت فيه الضربة، لأنه برص مفسد. بالنار يُحرَق. (53) لكن إن نظر الكاهن ورأى أن الضربة لم يمتدّ في الثوب، في السرى أو اللحمة، أو في متاع الجلد، (54) يأمر الكاهن أن يغسلوا ما فيه الضربة، ويحجزه سبعة أيام ثانية. (55) فإن نظر الكاهن بعد غسل المجروح، أن الجرح لم يغيِّر منظره ولا امتدّ الجرحُ، فهو نجس، بالنار تحرقه. إنه نخروب في جردة باطنه أو ظاهره. (56) لكن إن رأى الكاهن أن الضربة كامدة اللون بعد غسله، يمزّقها من الثوب أو الجلد، من السرى أو اللحمة. (57) ثم إن ظهر أيضاً في الثوب، في السرى أو اللحمة، أو في متاع الجلد فهي مفرخة. بالنار تُحرِق ما فيه الضربة. (58) وأما الثوب، سواء السدى أو اللحمة، أو متاع الجلد الذي تغسله ويزول منه الجرح، فيُغسَل ثانية ويطهر.
(59) "هذه فريضة شريعة البرص في الصوف أو الكتّان، في السدى أو اللحمة، أو في كل متاع من جلد، للحكم بطهارته أو نجاسته".

الأبرص في طهره
14 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "هذه تكون فريضة شريعة الأبرص في يوم طهره. يأتي إلى الكاهن، (3) فيخرج الكاهن إلى خارج المخيّم. فإن رأى الكاهن أن جرح البرص في الأبرص قد برئ، (4) يأمر الكاهن أن يُؤخذ للمتطهّر عصفوران حيّان طاهران وخشب أرز وقرمز وزوفى. (5) ويأمر الكاهن أن يُذبح الأول في إناء خزف على ماء ينبوع. (6) أما العصفور الحي فيأخذه مع خشب الأرز والقرمز والزوفى، ويغمسها مع العصفور الحيّ في دم العصفور المذبوح على ماء الينابيع. (7) ثم يطهّر سبع مرّات من يجب أن يطهّر من برصه، فيعلنه طاهراً ويطلق العصفور الحيّ في وجه البريّة (8) فيغسل المتطهّر ثيابه، ويحلق كلَّ شعره، ويستحمّ بماء فيطهر. ثم يدخل المخيّم، ولكنه يقيم خارج المخيّم سبعة أيام. (9) وفي اليوم السابع، يحلق كلَّ شعره: رأسه ولحيته وحواجب عينيه وجميع شعره يَحلق. ويغسل ثيابه ويرحض جسده بماء فيطهر.
(10) "ثمّ في اليوم الثامن، يأخذ خروفين لا عيب فيهما ونعجة واحدة حوليّة لا عيب فيها، وثلاثة أعشار دقيق، تقدمة، ملتوتة بزيت ولجّ زيت. (11) فيوقفُ الكاهن المطهِّر الانسان المتطهّر مع (التقادم) قدّام الربّ، في مدخل خيمة الاجتماع. (12) ثمّ يأخذ الكاهن الخروف الأول ويقرّبه ذبيحة إثم مع لجّ الزيت. يردّدهما ترديداً أمام الربّ. (13) ويذبح الخروف في الموضع الذي يذبح فيه ذبيحة الخطيئة والمحرقة، في مكان مقدّس. فذبيحة الاثم هي للكاهن مثل ذبيحة الخطيئة. إنها قدس اقداس. (14) ويأخذ الكاهن من دم ذبيحة الاثم، ويجعل على شحمة أذن المتطهّر اليمنى، وعلى إبهام يده اليمنى، وعلى إبهام رجله اليمنى. (15) ويأخذ الكاهن من لجّ الزيت، ويصبّ في كفّ يده اليسرى. (16) ويغمس الكاهن إصبعه اليمنى في الزيت الذي في كفّ يده اليسرى، وينضح من الزيت بإصبعه سبع مرّات، قدّام الربّ. (17) وممّا فضل من الزيت الذي في كفّ يده، يجعل الكاهن على شحمة أذن المتطهّر اليمنى، وعلى إبهام يده اليمنى، وعلى إبهام رجله اليمنى، فوق دم ذبيحة الاثم. (18) والفاضل من الزيت الذي في كفّ يد الكاهن، يجعله على رأس المتطهّر، ويكفّر عنه الكاهن قدّام الربّ. (19) ثمّ بعمل الكاهن ذبيحة الخطيئة، ويكفّر عن المتطهّر من نجاسته. ثمّ يذبح المحرقة. (20) ويرتّب الكاهن المحرقة والتقدمة على المذبح، ويكفّر عنه الكاهن فيطهُر.
(21) "لكن إن كان فقيراً وليس في يده شيء، يأخذ خروفاً واحداً كذبيحة إثم لترديدٍ تكفيراً عنه، وعشراً واحداً من دقيق ملتوت بزيت للتقدمة، ولج زيت، (22) ويمامتين أو فرخي حمام، قدر الامكان، فيكون الواحد ذبيحة خطيئة والآخر محرقة. (23) ويأتي بها في اليوم الثامن لطهره، إلى الكاهن، إلى باب خيمة الاجتماع، قدّام الربّ. فيأخذ الكاهن خروف ذبيحة الإثم ولجّ الزيت ويردّدهما الكاهن ترديداً قدّام الربّ. (25) ثمّ يذبح خروف الاثم. ويأخذ الكاهن من دم ذبيحة الاثم ويجعل على شحمة اذن المتطهّر اليمنى، وعلى إبهام يده اليمنى، وعلى إبهام رجله اليمنى. (26) ويصبّ الكاهن من الزيت في كفّ يده اليسرى. (27) وينضح الكاهن باصبع يده اليمنى من الزيت الذي في كف يد الكاهن اليسرى سبع مرّات، قدّام الربّ. (28) ويجعل الكاهن من الزيت الذي في كفّ يده، على شحمة أذن المتطهّر اليمنى، وعلى إبهام يده اليمنى، على موضع دم ذبيحة الاثم. (29) والفاضل من الزيت الذي في كفّ يد الكاهن، يجعله على رأس المتطهّر تكفيراً عنه قدّام الربّ. (30) ويقرّب واحدة من اليمامتين أو من فرخي الحمام، ممّا وصل إلى يده (31) ممّا وصل إلى يده. الواحد ذبيحة خطيئة والآخر محرقة مع التقدمة، ويكفّر الكاهن عن المتطهّر قدّام الربّ. (32) هذه فريضة شريعة الذي فيه جرح برص وما استطاع أن يحمل قرباناً (عادياً) في يوم طهره".
(33) وتكلّم الربّ مع موسى وهرون قائلاً: (34) "متى دخلتم إلى أرض كنعان التي أعطيكم ملكاً، وجعلتُ ضربة برص في بيت، في أرض ملككم، (35) يأتي صاحبُ البيت ويخبر الكاهن قائلاً: قد ظهر لي شبه ضربة في البيت. (36) فيأمر الكاهن أن يُفرغوا البيت قبل دخول الكاهن ليرى الضربة، لئلاّ يتنجّس كلُّ ما في البيت. وبعد ذلك يدخل الكاهن ليرى البيت. (37) يرى الضربة. فإذا كان الجرح في حيطان البيت نقراً ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة، ومنظرها أعمق من الحائط، (38) يخرج الكاهن من البيت إلى باب البيت، ويغلق البيت سبعة أيام. (39) فإذا رجع الكاهن، في اليوم السابع، ورأى أن الجرح قد امتدّ في حيطان البيت، (40) يأمر الكاهن أن يقلعوا الحجارة التي فيها الضربة، ويطرحوها خارج المدينة، في مكان نجس. (41) ويقشِّر البيت من داخل، حواليه، ويطرحون التراب الذي يقشّرونه خارج المدينة، في مكان نجس. (42) ويأخذون حجارة أخرى ويُدخلونها في مكان الحجارة، ويأخذ تراباً آخر ويطيّن البيت. (43) فإن رجعت الضربة وأفرخت في البيت، بعد قلع الحجارة وقشر البيت وتطيينه، (44) وأتى الكاهن ودخل ورأى أن الجرح قد امتدّت في البيت، فهو برص مفسد في البيت، إنه نجس. (45) فيَهدم البيت، حجارته وأخشابه وكلَّ تراب البيت، ويخرجها إلى خارج المدينة، إلى مكان نجس. (46) ومن دخل إلى البيت، في كل أيام انغلاقه، يكون نجساً إلى المساء. (47) ومن نام في البيت، يغسل ثيابه، ومن أكل في البيت يغسل ثيابه. (48) لكن إن أتى الكاهن ورأى أن الجرح لم يمتدّ في البيت بعد تطيين البيت، يطهّر الكاهنُ البيت، لأن الجرح قد برئ.
(49) "فيأخذ لتطهير البيت عصفورين وخشبَ أرز وقرمزاً وزوفى. (50) ويذبح العصفور الأول في إناء خزف على ماء ينبوع. (51) ويأخذ خشب الأرز والزوفى والقرمز والعصفور الحي، ويغمسها في دم العصفور وفي مياه الينبوع، وينضح البيت سبع مرّات. (52) ويطهّر البيت بدم العصفور ومياه الينبوع وبالعصفور الحيّ وبخشب الأرز والزوفى والقرمز. (53) ثم يُطلق العصفور الحيّ إلى خارج المدينة، على وجه البرية، ويكفّر عن البيت فيطهر.
(54) "هذه هي شريعة كل جرح برص وقرع (55) وبرص اللباس والبيت (56) والناتئ والقوباء واللمعة (57) فيتعلّمون (أن يميّزوا) بين النجس والطاهر. وهذه فريضة شريعة البرص.

النجاسات الجنسيّة
15 (1) وتكلّم الربّ مع موسى وهرون قائلاً: (2) "تكلّما مع بني اسرائيل وقل لهم: كلّ رجل يكون له سَيلٌ من لحمه، فسَيْله نجس. (3) وهذه تكون نجاسته بسيله. وإن كان لحمه يبصق سيله أو يحتبس لحمه عن سيله، فذلك نجاسته. (4) كل فراش ينام عليه الذي له السيل يكون نجساً. وكل متاع يجلس عليه يكون نجساً. (5) ومن اقترب من فراشه، يغسل ثيابه ويستحمّ بماء، ويكون نجساً إلى المساء. (6) ومن جلس على المتاع الذي يجلس عليه ذو السيل، يغسل ثيابه ويستحمّ بماء، ويكون نجساً إلى المساء. (7) ومن اقترب من لحم ذي السيل، يغسل ثيابه ويستحمّ بماء، ويكون نجساً إلى المساء. (8) وإن بصق ذو السيل على طاهر، يغسل ثيابه ويستحم بماء، ويكون نجساً إلى المساء. (9) وكل ما يركب عليه ذو السيل، يكون نجساً. (10) وكل من اقترب من كل ما كان تحته، يكون نجساً إلى المساء، ومن حمله يغسل ثيابه ويستحمّ بماء، ويكون نجساً إلى المساء. (11) وكل من قربَ منه ذو السيل ولم يغسل يديه بماء، يغسل ثيابه ويستحمّ بماء، ويكون نجساً إلى المساء. (12) وإناء الخزف الذي يمسّه ذو السيل يُكسَر. وكل إناء خشب يُنظَّف ويُغسَل بماء. (13) وإذا طهُر ذو السيل من سيله، يُحسَب له سبعة أيام لطهره، ويغسل ثيابه ويرحض جسده بماء ينبوع فيطهر. (14) وفي اليوم الثامن، يأخذ لنفسه يمامتين أو فرخَي حمام، ويأتي إلى أمام الربّ، إلى خيمة الاجتماع، ويعطيهما للكاهن. (15) فيقرّبهما الكاهن، الواحد ذبيحة خطيئة، والآخر محرقة، ويكفّر عنه الكاهن قدّام الربّ، من سيله.
(16) "وإذا حدث من رجل اضطجاع زرع، يرحض كل جسده بماء، ويكون نجساً إلى المساء. (17) وكل ثوب وكل جلد يكون عليه اضطباع زرع، يُغسل بماء ويكون نجساً إلى المساء. (18) والمرأة التي يضطجع معها رجل اضطجاع زرع، يستحمّان بماء ويكونان نجسين إلى المساء.
(19) "وإذا كانت المرأة لها سبلٌ، وكان سيلها دماً في لحمها، فسبعة أيام تكون في طمثها، وكل من اقترب منها يكون نجساً إلى المساء. (20) وكل من تضطجع عليه في عزل طمثها، يكون نجساً، وكل ما تجلس عليه يكون نجساً. (21) وكل من اقترب من فراشها، يغسل ثيابه ويستحمّ بماء، ويكون نجساً إلى المساء. (22) وكل من اقترب من متاع تجلس عليه، يغسل ثيابه ويستحمّ بماء، ويكون نجساً إلى المساء. (23) وإن كان على الفراش أو المتاع الذي هي جالسة عليه عندما يقترب منه، يكون نجساً إلى المساء. (24) وإن اضطجع معها رجل فكان طمثُها عليه، يكون نجساً سبعة أيام، وكل فراش يضطجع عليه يكون نجساً.
(25) "وإذا كانت امرأة يسيل سيلُ دمها أياماً كثيرة، في غير وقت طمثها، أو إذا سال بعضُ طمثها، فتكون كلَّ أيام نجاستها كما في أيام طمثها. إنها نجسة. (26) كل فراش تضطجع عليه، كل أيام سيلها، يكون لها كفراش طمثها. وكل الأمتعة التي تجلس عليها، تكون نجسة كنجاسة طمثها. (27) وكل من اقترب منهنّ، يكون نجساً فيغسل ثيابه ويستحمّ بماء، ويكون نجساً إلى المساء. (28) وإذا طهرت من سيلها، تحسب لنفسها سبعة أيام ثم تطهر. (29) وفي اليوم الثامن، تأخذ لنفسها يمامتين أو فرخي حمام، وتأتي بهما إلى الكاهن، إلى باب خيمة الاجتماع (30) فيقرّب الكاهنُ الواحد ذبيحة خطيئة، والآخر محرقة، ويكفّر عنها الكاهن، أمام الربّ، من سيل نجاستها. (31) فتنبّهان بني اسرائيل إلى نجاستهم، لئلاّ يموتوا في نجاستهم بتنجيسهم مسكني الذي لأن مجد شكينتي يسكن في وسطهم (32) تلك فريضة شريعة ذي السيل والذي يحدث منه اضطجاع زرع فيتنجّس بها. (33) والعليلة في طمثها، والسائل سيله، الذكر والأنثى، والرجل الذي يضطجع مع امرأة نجسة".

يوم التكفير العظيم
16 (1) وتكلّم الربّ مع موسى، بعد أن مات ابنا هرون الكاهن العظيم لأنهما قرّبا قرباناً فاضلاً، في غير محلّه، قدّام الربّ، (قرباناً) لم يُؤمرا به (فكان سبب) موتهما. (2) وقال الربّ لموسى: "تكلّم مع هرون أخيك: أن لا يدخل كل وقت إلى القدس، داخل الحجاب، أمام الغطاء الذي على تابوت العهد لئلاّ يموت، لأن سحابتي، ومجد شكينتي، وكلامي يتجلّى فوق الغطاء. (3) وبحسب هذا الطقس، يدخل هرون ليخدم داخل بيت مقامي. بثَور لذبيحة الخطيئة، وكبش للمحرقة. (4) يلبس قميص كتّان مقدساً، وتكون سراويلُ كتّان على جسده، ويتمنطق بمنطقة كتّان، ويتعمّم بعمامة كتّان، إنها ثياب مقدّسة يلبسها بعد أن يرحض جسده بماء. (5) ومن شعب جماعة بني اسرائيل، يأخذ تيسين لذبيحة الخطيئة، وكبشاً للمحرقة. (6) ويقرّب هرون ثور الخطيئة الذي له، ويكفّر عن نفسه وعن رجال بيته. (7) ويأخذ التيسين ويوقفهما أمام الربّ، لدى باب خيمة الاجتماع. (8) ويلقي هرون على التيسين قرعتين قرعة "لاسم كلام الربّ" وقرعة "لعزازيل" (9) ويقرّب هرون التيس الذي خرجت عليه القرعة "لاسم كلام الربّ"، ويقرّبه ذبيحة عن الخطيئة. (10) وأما التيس الذي خرجت عليه القرعة "لعزازيل"، فيُوقَف حياً أمام الربّ ليكفر عنه، ليرسله إلى عزازيل، إلى البرّية.
(11) "ويقرّب هرون ثور الذبيحة عن الخطيئة الذي له، ويكفّر عن نفسه وعن رجال بيته. ويذبح ثور ذبيحة الخطيئة الذي له. (12) ويأخذ ملء الجمرة جمر نار عن المذبح من أمام الربّ، وملء راحته بخوراً عطراً دقيقاً، ويدخل بهما إلى داخل الحجاب. (13) ويجعل البخور على النار أمام الربّ، فتغشّي سحابةُ البخور الغطاء الذي على العهد فلا يموت، (14) ثم يأخذ من دم الثور، وينضح باصبعه على وجه الغطاء، إلى الشرق. وقدّام الغطاء ينضح سبع مرّات من الدم باصبعه. (15) ثم يذبح تيس ذبيحة الخطيئة الذي للشعب، ويدخل بدمه إلى داخل الحجاب، ويفعل بدمه كما فعل بدم الثور: ينضحه على الغطاء وقدّام الغطاء. (16) فيكفّر الأقداس من نجاسات بني اسرائيل ومن سيّئاتهم مع كل خطاياهم، وهكذا يفعل لخيمة الاجتماع حيث يسكن، في وسط نجاساتهم، مجدُ شكينته. (17) ولا يكن انسانٌ في خيمة الاجتماع، من دخوله للتكفير في القدس، إلى خروجه. فيكفّر عن نفسه وعن رجال بيته وعن كل محفل جماعة بني اسرائيل. (18) ثم يخرج إلى المذبح الذي أمام الربّ، ويكفّر عنه. يأخذ من دم الثور ومن دم التيس، ويجعل على قرون المذبح، من حواليه. (19) وينضح عليه من الدم باصبعه سبع مرات، ويطهّره ويقدّسه من نجاسات بني اسرائيل.
(20) ومتى فرغ من التكفير عن القدس، وعن خيمة الاجتماع وعن المذبح، يقرّب التيس الحيّ. (21) ويضع هرون يديه على رأس التيس الحيّ، ويُقرّ عليه بكل ذنوب بني اسرائيل وكل سيّئاتهم مع كل خطاياهم، ويجعلها على رأس التيس، ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرّية. (22) فيحمل التيسُ عليه كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة. وبعد أن يطلق التيس في البرّية، (23) يدخل هرون إلى خيمة الاجتماع، ويخلع ثياب الكتّان التي لبسها عند دخوله إلى القدس، ويضعها هناك. (24) ويرحض جسده بماء في مكان مقدّس، ثمّ يلبس ثيابه ويخرج ويقرّب محرقته ومحرقة الشعب، ويكفّر عن نفسه وعن الناس في الشعب. (25) وشحم ذبيحة الخطيئة يرتّبه على المذبح. (26) والذي أطلق التيس إلى عزازيل، يغسل ثيابه ويرحض جسده بماء، وبعد ذلك يدخل إلى المخيَّم. (27) وثور الخطيئة وتيسُ الخطيئة اللذان أُتيَ بدمهما للتكفير في القدس، يخرجهما إلى خارج المخيّم، ويحرقون بالنار جلديهما ولحمهما وفرثهما. (28) والذي يحرقهما يغسل ثيابه ويرحض جسده بماء، وبعد ذلك يدخل إلى المخيَّم.
(29) "هذا يكون لكم فريضة دهريّة: في الشهر السابع، في اليوم العاشر من الشهر، تصوّمون نفوسكم ولا تعملون عملاً، ابن البلد والغريب النازل في وسطكم. (30) لأنه في هذا اليوم يكفَّر عنكم لتطهيركم: من جميع خطاياكم تطهَّرون، قدّام الربّ. (31) هذا يكون لكم سبت عطلة، فتصومون في ذلك اليوم. إنها فريضة دهريّة. (32) ويكفّر الكاهن الذي يمسحه ويرسمه ليخدم في الكهنوت السامي، عوضاً عن أبيه. يلبس ثياب الكتّان، ثياب المقدس. (33) ويكفّر عن قدس الأقداس، وعن خيمة الاجتماع، وعن المذبح يكفِّر. وعن الكهنة وكل شعب الجماعة يكفِّر. (34) هذه تكون لكم فريضة دهريّة للتكفير عن بني اسرائيل من جميع خطاياهم، مرّة في السنة". ففعل موسى كما أمر الربّ.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM