القسم الثاني: سفر الخـروج سفر الخـروج والعهد في سيناء

سفر الخـروج
المسيرة في البرية
والعهد في سينـاء
15: 22- 40: 38

ونصل إلى المحطّات الأولى في البريّة مع مياه مارّة والمنّ، ومياه مسّة ومريبة والقتال مع عماليق. وفي النهاية التقى موسى بيترو فعلّمه تنظيم القضاء. مع ف 19، نصل إلى سيناء حيث يُقطع العهد: عرض الربّ عهده، وتجلّى للشعب، وقدّم بنو العهد التي هي في الدرجة الأولى الوصايا العشر (الدكالوغ). وبعد تجلّ ثانٍ، أعطيت شُرعةُ العهد التي هي توسّع في متطلّبات العهد، مع تفاصيل أوضحت طرق الحياة في الشعب حين انتقل من حياة الرعاة إلى حياة الحضر في القرن وفي المدن، وبعد التوصيات الأخيرة، "وقّع" الشعب على العهد. عند ذلك، أعطيت تعليمات من أجل العبادة: المسكن، تابوت العهد، المائدة، المنارة، المذبح، الكهنة ولباسهم وتكريمهم وبعد فاصل العجل الذهبيّ (ف 32 - 34) الذي كان نقضاً للعهد، تجدّد العهد بواسطة موسى. ومع ف 35 وُضعت النظم العباديّة موضع العمل. وانتهى كلَّ هذا بكلام عن مجد الربّ الذي يملأ المسكن المقدّس.

مياه مارّة
15 (22) وانطلق موسى باسرائيل من بحر القصب، فخرجوا إلى بريّة حلوصة. وساروا مسيرة ثلاثة أيام في البريّة فما وجدوا ماء. (23) فوصلوا إلى مارة، وما استطاعوا أن يشربوا من مياه مارة، لأنها كانت مرّة. لهذا دُعي اسمها مارة. (24) فتذمّر الشعبُ على موسى قائلاً: "ماذا نشرب؟" (25) فصلّى قدّام الربّ فدلّه الربّ على شجرة. أخذ كلامُ الربّ منها كلمةَ الشريعة ورماها في وسط المياه التي صارت حلوة، هناك فرض عليه (= الشعب) فرائض وممارسات قضائيّة، وهناك امتحنه. (26) قال: "إذا سمعتم سماعاً صوت كلام الربّ إلهكم، وإن فعلتم ما هو صالح في عينيه. إن أطعتم وصاياه وحفظتم كلَّ فرائضه، كل الضربات المشؤومة التي أتيتُ بها على المصريين لن أفرضها عليكم. فأنا الربّ الذي يشفيكم". (27) وأتوا إلى إيبيم حيث كانت اثنتا عشرة عين ماء تقابل قبائل اسرائيل الاثنتي عشرة وسبعون نخلة بلحة تقابل السبعين شيخاً في سنهورين اسرائيل. ونزلوا هناك على الماء.

المنّ
16 (1) وانطلقوا من إيليم وكلُّ جماعة بني اسرائيل أتت إلى بريّة سين التي بين إيليم وسيناء، في اليوم الخامس عشر، في الشهر الثاني لخروجهم من أرض مصر، (2) كلُّ حفل جماعة بني اسرائيل تذمّر على موسى وعلى هرون، في البريّة. (3) قال له بنو اسرائيل: "يا ليتنا مُتنا قدّام الربّ في أرض مصر، حين كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزاً فنشبع! في الحقيقة، أخرجتمانا إلى هذه البريّة لتقتلا، بالجوع كل هذه الجماعة"!
(4) فقال الربّ لموسى: "ها أنا أُنزل خبزاً من السماء. فيخرج الشعب ويَجمع منه كمّية كلّ يوم، فامتحنهم (وأرى) إن كانوا يحفظون وصايا الشريعة أم لا. (5) وفي اليوم السادس، يحفظون ما حملوا ويكون ضعف ما يلتقطونه ككمّية يوميّة. (6) فقال موسى وهرون لكل بني اسرائيل: "هذا المساء تعرفون أن الربّ أخرجكم محرّرين من ارض مصر. (7) وفي الصباح ترون مجد شكينة الربّ، سُمعت تذمّراتُكم قدّام الربّ، فنحن من نحن لتتذمّروا علينا؟" (8) وقال موسى: "(سترون ذلك) حين يعطيكم الربّ، هذا المساء، لحماً تأكلونه وفي الصباح خبزاً لتشبعوا، حين تُسمع قدّام الربّ تذمّراتُكم التي وجهتموها إليه. فنحن، من نحن؟ ما تذمّرتم علينا، بل قدّام الربّ". (9) وقال موسى لهرون: "قل لكل جماعة بني اسرائيل: اقتربوا قدّام الربّ. فتذمّراتكم سُمعت قدّام الربّ". (10) وحدث إذ كان هرون يتكلّم مع كل جماعة بني اسرائيل أنهم التفتوا باتجاه البريّة فإذا مجد شكينة الربّ تجلّت في الغمام. (11) فتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (12) "سُمعت قدامي تذمّرات بني اسرائيل. فتكلّم معهم قائلاً: عند العشيّة تأكلون لحماً، وفي الصباح تشبعون خبزاً فتعرفون أني أنا الربّ إلهكم".
(13) في المساء، صعدت السلوى وغطّت المخيّم، وفي الصباح كانت غمامة ندى حول المخيّم. (14) فارتفعت غمامة الندى وإذا على سطح البريّة شيء دقيق نُشر كالجليد على الأرض. (15) رأى بنو اسرائيل هذا فقال الانسان لصاحبه: "ما هذا؟" فما عرفوا ما كان هذا. فقال لهم موسى: "هذا هو الخبز الذي أعطاكم الربّ لتأكلوا، (16) هذا هو الشيء الذي أمر به الربّ: التقطوا، كلُّ واحد، ما يقدر أن يأكل: غمراًلكلِّ رأس (= شخص) على عدد نفوسكم. يأخذ كلُّ واحد حسب (العدد) الذي في خيمته". (17) ففعل بنو اسرائيل هكذا والتقطوا هذا كثيراً وهذا قليلاً. (18) وكالوا بالغمر فالذي أخذ كثيراً لم يفضل عنه، والذي أخذ قليلاً لم ينقصه. التقط كل واحد حسب أكله.
(19) وقال لهم موسى: "لا يُبقِ حدٌ منه إلى الصباح"! (20) ولكنهم لم يسمعوا لموسى بل أبقى منه أناس إلى الصباح. فولّد الدود وأخذ يُنتن. فسخط موسى عليهم. (21) كانوا يلتقطونه كل صباح، كلُّ انسان على حساب أكله. ولكن حين تصعد الشمس عليه يذوب. (22) وفي اليوم السادس، التقطوا ضعف الخبز، غمرين لكل رأس. وجاء كلّ رؤساء الجماعة يخبرون موسى. (23) فقال موسى: "هذا هو الشيء الذي قاله الربّ. غداً سبت عطلة مقدّس قدّام الربّ. إخبزوا ما تخبزون واطبخوا ما تطبخون، وكلّ ما فضل ضعوه عندكم للحفظ في الغد. (24) فوصعوه للغد كما أوصى موسى، فما انتن ولا صار فيه دود. (25) فقال موسى: "كلوا منه اليوم، لأن اليوم سبتٌ قدّام الربّ. لن تجدوا منه اليوم في الحقل. (26) ستّة أيام تلتقطون منه. واليوم السابع الذي هو سبت، لن يوجد فيه.
(27) وكان في اليوم السابع أن بعضَ الشعب خرجوا ليلتقطوا فما وجدوا. (28) فقال الربّ لموسى: "إلى متى تأبون أن تحفظوا وصاياي وأحكام دينونتي؟ (29) انظروا. إن الربّ أعطاكم السبت. لذلك هو يعطيكم في اليوم السادس ضعف الخبز. فليبقَ كل انسان مكانه، ولا يخرج من بيته في اليوم السابع!". (30) فاستراح الشعبُ في اليوم السابع. (31) ودعا بنو اسرائيل اسمَه المنّ. وهو كبزر الكزبرة أبيض وطعمه كرقاق بعسل.
وقال موسى: "هذا هو الشيء الذي أمر به الربّ: املأ منه غمراً للحفظ في أجيالكم، فيروا الخبز الذي أطعمتكم في البريّة حين أخرجتكم محرَّرين من أرض مصر". (33) وقال موسى لهرون: "خذ مشطاً واحداً واجعل فيه ملء الغمر من المن واحفظه قدّام الربّ شهادة للحفظ في أجيالكم. (34) كما أمر الربّ موسى، وضعه (= الوعاء) هرون أمام الشهادة للحفظ. (35) وأكل بنو اسرائيل المنّ أربعين سنة إلى أن دخلوا في ارض إقامتهم. أكلوا المنّ إلى أن وصلوا إلى طرف أرض كنعان. (36) والغمر هو عشر الايفة.

مياه مسّة ومريبة
17 (1) انطلقت كلُّ جماعة بني اسرائيل من بريّة سين، وتمّ انطلاقهم حسب قرار كلام الربّ. نزلوا في رفيديم، ولم يكن ماء لكي يشرب الشعب. (2) وتخاصم الشعبُ مع موسى قائلين: "أعطنا ماء فنشرب"! فقال لهم موسى: "لماذا تتخاصمون معي؟ لماذا تجرّبون (قدّام) الربّ؟". (3) هناك عطش الشعب إلى الماء، وتذمّر الشعب على موسى. قالوا له: "فلماذا أصعدتنا من مصر لتميتنا عطشاً، نحن وأولادنا وبهائمنا؟" (4) فصلّى موسى قدّام الربّ قائلاً: "ماذا أصنع لهذا الشعب؟ فعمّا قليل يرجمونني"! (5) فقال الربّ لموسى: "أعبُر قدّام الشعب وخذ معك بعض حكماء اسرائيل. وتأخذ في يدك العصا الذي به ضربت النهر وامض! (6) ها كلامي يقف منتصباً على الصخر، في حوريب. تضرب الصخر فيخرج منه الماء ويشرب الشعب". هكذا فعل موسى على عيون حكماء اسرائيل. (7) ودعا اسم المكان "تجربته" و"خصومه" لأن بني اسرائيل تخاصموا وجرّبوا الربّ قائلين: "هل مجدُ شكينة الربّ يقيم بيننا؟"

حرب مع عماليق
(8) وأتى رؤساء عماليق وصفّوا صفوفهم للحرب على اسرائيل في رفيديم. (9) فقال موسى ليشوع: "خُذ رجالاً اشدّاء، وغداً أخرج وصفّ صفوف القتال على الذين من بيت عماليق. وها أنا أقف منتصباً على قمّة التلّة وبيدي العصا التي بها تمّت المعجزات قدّام الربّ". (10) فصنع يشوع كما قال له موسى، معلّمه، فصفّ صفوف القتال على الذين من بيت عماليق، حين صعد موسى وهرون وهور إلى قمّة التلّة. (11) وحصل أنه حين رفع موسى يديه للصلاة انتصر وغلب أولئك الذين من بيت اسرائيل. ولكن حين أوقف يديه عن الصلاة، كان أولئك الذين من بيت عماليق الأقوى، ويسقطون بالسيف. (12) حين كانت يدا موسى مرتفعتين للصلاة، أخذ حجراً وجعلاه تحته فجلس عليه. ثم أمسك هرون وهور يديه، واحد من جهة والآخر من الجهة الأخرى، ولبثت يدا موسى مرتفعتين للصلاة فذكرت إيمان الآباء الابرار، ابراهيم واسحق ويعقوب، وذكر إيمانَ الأمهات الأبرار، سارة ورفقة، راحيل وليئة، إلى غروب الشمس. (13) وأفنى يشوع عماليق وشعبه بحدّ السيف.
(14) فقال الربّ لموسى: "أكتب هذا ذكرانة طيّبة في الكتاب، وأعلنْ في أذنَي يشوع، أني سأزيل ذكر عماليق من تحت السماء". (15) وبنى موسى مذبحاً وصلّى هناك باسم كلام الربّ الذي فعل له معجزات. (16) قال: "خرج قَسَمٌ من تحت عرش مجد سيّد كل الدهور: الملك الأول الذي يخرج من قبيلة بنيامين، يكون شارل بن قيش. فهو الذي ينظّم القتال على بيت عماليق ويقتل الملوك والمسلّطين. وما بقي منهم يفنيه مردخاي واستير". وقرّر الربّ بكلامه أن يفني ذكر عماليق لكل الأجيال.

لقاء موسى ويترو
18 (1) وسمع يترو، سيّدُ مديان وحمو موسى، بكل ما صنعه الربّ لموسى واسرائيل شعبه: أن الربّ أخرج بني اسرائيل من مصر وحرّرهم. (2) فأخذ يترو، حمو موسى، صفورة، امرأة موسى، بعد أن تركها هذا (3) مع ابنيها. كان اسم الواحد منهما جرشوم لأنه قال: "أنا مهاجر ومقيم في أرض غريبة". (4) واسم الآخر كان أليعازر، "لأن كلام إله أبي ساعدني وخلّصني من سيف فرعون". (5) إذن، جاء يترو، حموُّ موسى، مع ابنيه وامرأته إلى موسى، في البريّة حيث يقيم، وحيث يُقيم مجدُ شكينة الربّ. (6) وقال لموسى: "ها أنا حموّك يترو آتٍ إليك مع امرأتك وابنيك معها". (7) فخرج موسى للقاء حميِّه. فحيّاه وقبَّله. وحيّى الواحد الآخر ودخلا إلى الخيمة.
(8) وأخبر موسى حماه كلَّ ما صنعه الربّ لفرعون وللمصريّين من أجل اسرائيل. كل المضايقات التي حصلت لهم في الطريق ونجّاهم منها الربّ. (9) ففرح يترو بكل الخير الذي صنعه الربّ لاسرائيل، حين خلّصهم من أيدي المصريّين. (10) وقال يترو: "تبارك الربّ الذي نجّاهم من أيدي المصريّين ومن أيدَيْ فرعون، الذي نجّى شعبه من تحت نير عبوديّة المصريّين! (11) ها أنا أعرف الآن وقد تجلّى لي أن الربّ هو أقوى من الآلهة، وهو سيّد على جميع الأسياد. فالمخطّط الذي خطّطه المصريون على اسرائيل بأن يرموا أبناءهم في النهر، فبهذا المخطّط عينه انتقم. الربّ بكلامه قرّر وأغرق مركباتهم في بحر القصب" (12) ثم أخذ يترو، حمو موسى، محرقات وذبائح أقداس لاسم الربّ، وأتى هرون مع كل حكماء اسرائيل، فأكلوا الخبز مع حميّ موسى، في حضرة الربّ.
(13) وكان في اليوم التالي أن موسى جلس ليقضي للشعب. فجلس الشعب قدّام موسى من الصباح إلى المساء. (14) فرأى حمو موسى كلَّ ما يصنعه للشعب. فقال له: "ما هذا الأمر الذي تصنعه للشعب؟ لماذا تجلس وحدك مع كل الشعب الواقف بجانبك من الصباح إلى المساء؟" (15) فقال موسى لحميّه: "إن الشعب يأتي إليّ ليطلب تعليماً من قدّام الربّ. (16) وحين يكون لهم مشكلٌ على مستوى الكلام، يأتون إليّ فأحكم بين الرجل وصاحبه، وأعرّفهم أحكامَ الربّ وقرارات شريعته".
(17) فقال حمو موسى له: "ما تصنعه ليس بالأمر الصالح! (18) ستَتعبُ أنت وهذا الشعب الذي معك، لأن الأمر ثقيلٌ جداً عليك. (19) والآن اسمع قولي. سأعطيك نصيحة وليكن الربّ معك! أنت تكون للشعب ذاك الذي يعطي التعليم من قدّام الربّ، وأنت تكون من يقدّم القضايا قدّام الربّ. (20) تعلّمهم الفرائض وقرارات الشريعة، وتعرّفهم بالطريق التي فيها يسيرون وبالأعمال التي يعملون. (21) وأنت تنظر من جميع الشعب رجالاً، رجالاً شجعاناً، امتلأوا من المخافة قدّام الربّ، رجالَ حقٍّ وأعداء الغنى المُقتنى بالحيلة، وتجعلهم عليهم كرؤساء ألف، ورؤساء مئة، ورؤساء خمسين، ورؤساء عشرة. (22) فيقضون للشعب في كل حين. ويأتونك بكل دعوى كبيرة. ويقضون هم في كل دعوه صغيرة. هكذا يخفّ حملك وهم يحملونه معك. (23) إن فعلت هذا الأمر وأمرك الربّ به، تستطيع القيام. وكل هؤلاء الشعب يقدرون أن يعودوا بسلام إلى أماكنهم".
(24) فسمع موسى قول حميّه. وفعل كل ما قاله له. (25) فاختار رجالاً، رجالاً شجعاناً بين كل اسرائيل، وجعلهم رؤساء على الشعب، رؤساء ألف، ورؤساء مئة، ورؤساء خمسين، ورؤساء عشرة. (26) فقضوا للشعب كلّ حين: والأمور الصعبة أتوا بها إلى موسى. والأمور الصغيرة قضوا بها هم أنفسهم. (27) ثمّ صرف موسى حماه فمضى إلى أرضه ليهدي جميع بني قومه، (كما قال تريون).

ظهور الله على سيناء
19 (1) في الشهر الثالث، حين خرج بنو اسرائيل وتحرّروا من أرض مصر، في ذلك اليوم عينه، دخلوا إلى بريّة سيناء. (2) انطلقوا من رفيديم ووصلوا إلى بريّة سيناء. نزلوا في البريّة، واقام اسرائيل هناك، تجاه الجبل. (3) وصعد موسى ليطلب التعليم من قدّام الربّ. فدعته كلمة الربّ من الجبل قائلة: "هذا ما تقوله للذين من بيت يعقوب، وتعلنه لقبائل بني اسرائيل: (4) رأيتم كلَّ ما صنعتُ بالمصريين وكيف حملتُكم في غمام مجد شكينتي على أجنحة النور السريعة وقرّبتكم من تعليم شريعتي (5) والآن إن سمعتم سماعاً صوت كلامي وحفظتم عهدي، تكونون لاسمي شعباً محبوباً، مثل ملك خاص بين كل الشعوب، لأنّ لي الأرض كلها. (6) أنتم تكونون لاسمي ملوكاً وكهنة وأمّة مقدّسة. تلك هي الأقوال التي تقولها لبني اسرائيل".
(7) فأتى موسى ودعا حكماء الشعب ووضع قدّامهم كلَّ هذه الأقوال التي أمره بها الربّ. (8) فأجاب الشعبُ كلّه معاً، بقلب كامل، وقالوا: "كل ما قال الربّ تصنع". فأخبر موسى بأقوال الشعب، وصلّى قدّام الربّ. (9) فقال الربّ لموسى: "ها كلامي يتجلّى لك في السحاب الداكن، ليسمع الشعبُ حين أكلّمك، وليؤمنوا أيضاً بالبنوءة، يا موسى عبدي، على الدوام". فأخبر موسى بأقوال الشعب قدّام الربّ. (10) فقال الربّ لموسى: "اذهب إلى الشعب وقدّسه اليوم وغداً. ليغسلوا ثيابهم، (11) وليستعدّوا لليوم الثالث. ففي اليوم الثالث، يتجلّى مجد شكينة الربّ، على عيون كل الشعب، على جبل سيناء. (12) وتقيم للشعب حدوداً من كل ناحية قائلاً: احذروا أن تصعدوا الجبل، أو تقتربوا من جوانبه. فمن اقترب من الجبل يموت موتاً. (13) لا تلمسه يدُ انسان. بل يُرجم بدون رحمة، أو تُرمى عليه سهام نارية وتطلق عليه. سواء كان بهيمة أو انساناً، لا يعيش! عند صوت البوق يُسمّى لموسى وهرون (وحدهما) أن يصعدوا إلى الجبل".
(14) فنزل موسى من الجبل إلى الشعب. قدّس الشعبَ فغسلوا ثيابهم. (15) ثم قال للشعب: "استعدّوا لليوم الثالث، فلا يمارسْ واحد منكم الزواج»! (16) وفي اليوم الثالث، في وقت الصباح، كانت رعود وبروق وسحاب كثيف على الجبل وصوت بوق قويّ جداً. فارتجف كلّ الشعب الذي كان في المخيّم. (17) فأخرج موسى الشعب من المخيّم للقاء مجد شكينة الربّ، فوقفوا على أطراف الجبل. (18) ودخّن جبلُ سيناء كلّه، لأن مجد شكينة الربّ تجلّى عليه، في النار. وصعد الدخانُ مثل دخان الأتون، وتزعزع الجبلُ كله بقوّة. (19) وكان صوثُ البوق يزداد اشتداداً، وموسى يتكلّم بصوت عذب، ومن قدّام الربّ يأتيه الجوابُ في صوت الرعد.
(20) وتجلّى مجد شكينة الربّ على جبل سيناء، على قمّة الجبل فدعا كلامُ الربّ موسى من الجبل، فصعد موسى. (21) ثم قال الربّ لموسى: "انزل وحذّر الشعب لئلا يقتحموا (الجبل) قدّام الربّ ليروا، فيسقط منهم جموع غفيرة. (22) والكهنة الذين يقفون للخدمة قدّام الربّ، ليتطهروا لئلاّ يكون عليهم الغضب من قدّام الربّ". (23) فقال موسى للربّ: "لا يقدر الشعب أن يصعد جبل سيناء، لأنك أنتَ حذَّرتنا قائلاً: أقم حدوداً للجبل وقدّسه". (24) فقال له الربّ: "امضِ وانزل، ثم تصعد أنت وهرون معك. ولكن لا يقتحم الكهنةُ والشعبُ (الجبل) ليصعدوا قدّام الربّ لئلاّ يكون الغضب عليهم". (25) فنزل موسى من الجبل إلى الشعب وقال لهم: "اقتربوا وتقبّلوا الكلمات (الوصايا) العشر"!

الوصايا العشر
20 (1) وتكلّم الربّ بكل هذه الكلمات (الوصايا) السامية قائلاً: (2) الوصيّة الأولى التي خرجت من فم القدّوس (تبارك اسمه) كانت مثلَ شرارات وبروق وأسرجة نار. سراج نار عن يمينه وسراج نار عن شماله: تطير وترتفع في هواء السماوات ثم تعود. رآها كلُّ اسرائيل فخاف. عادت وراحت تُحفَر على لوحي الوصايا وتقول: "شعبي، بني...". فعادت ودارت حول مخيّمات اسرائيل، ثم عادت وحُفرت على لوحي العهد وكلُّ اسرائيل يراها. فصاحت وقالت: "يا شعبي، بني أسرائيل! أنا الربّ إلهكم الذي افتداكم وأخرجكم وحرّركم من أرض مصر، من بيت العبوديّة". (3) والوصيّة الثانية التي خرجت من فم القدوس (تبارك اسمه) كانت مثل شرارات ومثل بروق ومثل سراجَيْ نار: سراج نار عن يمينها وسراج نار عن شمالها، تطير وترتفع في هواء السماء ثم تعود. رآها كل اسرائيل فخاف. وعادت وراحت تُحفَر على لوحي العهد قائلة: «شعبي، بني...». وعادت ودارت حول مخيمات اسرائيل. وحين عادت حُفرت على لوحي العهد حين كان كلُّ اسرائيل يراها. فصاحت هكذا وقالت: "يا شعبي، بني اسرائيل، لا يكن لك إله آخر خارجاً عني!
(4) "لا تصنعوا لكم تمثالاً ولا صنماً ولا صورة ممّا في السماوات، فوق، ولا ممّا على الأرض، تحت، ولا ممّا في المياه، تحت الأرض، في الأسفل. (5) لا تسجدون أمامهم تؤدّوا عبادة قدّامها، لأني أنا الربّ إلهكم، إله غيور ومنتقم، الذي ينتقم، بغيرة، من الأشرار على أبناء المعصية، على الجيل الثالث والجيل الرابع من الذين يبغضونني. حين يكمَّل الأودلاد في الخطيئة بعد آبائهم، أدعوهم أعدائي. (6) ولكني أحفظ اللطف والطبيعة لآلاف الأجيال لأصدقائي الابرار وللذين يحفظون الوصايا. (7) فيا شعبي، بني اسرائيل! لا يأخذ انسان اسم الربّ إله باطلاً، لأن الربّ، في يوم الدينونة العظيمة. لا يترك بدون عقاب ذاك الذي أخذ اسم الربّ إلهه باطلاً. (8) يا شعبي، بني اسرائيل! أذكروا يوم السبت لتتقدّسوه. (9) ستة أيام تعملون وتصنعون كلَّ عملكم. (10) واليوم السابع سبت وراحة قدّام الربّ إلهكم. لا تعملون فيه عملاً، أنتم ولا بنوكم ولا بناتكم ولا خدامكم ولا خادماتكم، ولا بهيمتكم ولا الغرباء الذين في مدنكم. (11) ففي ستّة أيام خلق الربّ السماوات والأرض، والبحار وكلَّ ما فيها، وكان سبت وراحة قدّامه في اليوم السابع. لهذا بارك الربّ اليوم السابع وأعلنه مقدّساً.
(12) "يا شعبي، بني اسرائيل! ليُراع كلُّ انسان كرامة أبيه وكرامة أمّه، لكي تكثر أيّامكم على الأرض التي يعطيكم الربّ إلهكم. (13) يا شعبين بني اسرائيل! لا تكونوا قتلة ولا ترافقوا القتلة ولا تشاركوهم، ولا تُرَ في جماعات اسرائيل زمرة القتلة لكي لا يتعلّم أبناؤكم الذين يقومون بعدكم أن يكونوا هم أيضاً زمرة قتلة. فسبب ذنوب القتلة يخرج السيفُ على العالم. (14) يا شعبي، بني اسرائيل، لا تكونوا زناة ولا رفاق الزناة ولا مشاركيهم، ولا تُرَ بينكم زمرة الزناة لكي لا يتعلّم أبناؤكم الذين يأتون بعدكم أن يكونوا هم أيضاً زمرة زناة. (15) يا شعبي، بني اسرائيل! لا تكونوا سارقين ولا رفاق السارقين ولا مشاركيهم، ولن تُرَ في جماعة اسرائيل زمرة السارقين لئلاّ يتعلّم أبناؤكم الذين يأتون بعدكم أن يكونوا هم أيضاً زمرة سارقين. فبسبب خطايا السارقين أتت المجاعة على العالم.
(16) "يا شعبي، بني اسرائيل! لا تكونوا شهود زور ولا رفاق شهود الزور ولا مشاركيهم، ولا يُرَ في جماعات اسرائيل أناسٌ يشهدون بالزور لئلاّ يتعلّم بنوكم الذين يقومون بينكم أن يكونوا أناساً يشهدون بالزور. فبسبب ذنوب الشاهدين بالزور تَحرم الوحوشُ أبناء البشر من أبنائهم. (17) يا شعبي، بني اسرائيل! لا تكونوا مشتهين ولا رفاق المشتهين ولا مشاركيهم، ولا يُرَ جماعات اسرائيل أناس يشتهون، لئلاّ يتعلّم أبناؤكم الذين يقومون بعدكم أن يكونوا هم أيضاً أناساً يشتهون. فلا يكن انسان بينكم يشتهي بيتَ صاحبه ولا امرأة صاحبه ولا خادمه ولا خادمته، ولا بقرته ولا حماره ولا شيء ممّا لصاحبه. فبسبب خطايا المشتهين تنقضّ الممالكُ على بني البشر".
(18) ورأى كلُّ الشعب الرعود وأسرجة (النار) وصوت البوق والجبل المدخّن. فلما رأى الشعبُ هذا ارتجف ولبث بعيداً. (19) وقالوا لموسى: "تكلّم معنا أنت فنسمعك. ولكن لا يُتكلَّم معنا من قدّام الربّ لئلاّ نموت"! (20) فقال موسى للشعب: "لا تخافوا. تجلّى لكم مجد شكينة الربّ لكي يمتحنكم، ولكي تكون مخافةُ الربّ على وجوهكم فلا تخطأوا". (21) ولبث الشعب بعيداً، حين اقترب موسى من الغمام حيث يقيم مجدُ شكينة الرب. (22) وقال الربّ لموسى: "هكذا تُكلّمُ بني اسرائيل: رأيتم أني تكلّمت معكم من السماوات. (23) لا تصنعوا قدّامي أصنام فضة، ولا تصنعوا أصنام ذهب. (24) تبنون من أجل اسمي مذبحاً مثبتاً بالأرض وتقدّمون عليه محرقاتكم وذبائح أقداسكم، غنمَكم وبقركم. في كل موضع تذكرون اسمي بالصلاة، اتجلّى لكم بكلامي وأبارككم. (25) فإن بنيتم لأجل اسمي مذبحاً من حجارة، فلا تبنوه بحجارة منحوتة، فإن مرّ عليها الحديد الذي يصنع السيف تُدنّسها. (26) وأما أنتم، ايها الكهنة بنو هرون الذين تقفون لتُتموا الخدمة على مذبحي، فلا تصعدوا بدرج على مذبحي لئلاّ ينكشف عريُ أحد عليه".

أحكام الشريعة
21 (1) "هذه هي الشرائع التي تَعرضها قدّامهم: (2) إذا اشتريتُ عبداً عبرانياً، يخدم ست سنوات قدّامك، وفي السنة السابعة ترسله حراً، مجاناً. (3) إن دخل وحده، فوحده يخرج. وإن اتخذ امرأة تخرج، امرأته معه. (4) إن أعطاه سيّده امرأة فولدت له بنين وبنات، تكون المرأة والأولاد لسيّده، وهو يخرج وحده. (5) وإن قال العبد قولاً: "أحبّ سيدي وامرأتي وأولادي، لا أخرج حراً، (6) يقوده سيّده على القضاة، ويقرّبه من الباب أو من القائمين. ثم يثقب له سيّده أذنه بالمثقب فيكون عبده، في العبودية، على الدوام. (7) إذا باع رجلٌ ابنته أمة، فلا تخرج حسب شرائع العبيد. (8) إن قَبُحت في عيني سيّدها الذي ما اختارها (امرأة له) وتركها تُفتدى، لا يُسمَح له أن يبيعها لوثني لأنه مارس حقّه عليها. (9) وإن خطبها لابنه، فبحسب حقّ البنات يفعل لها. (10) إن اتخذ لنفسه أخرى لا ينقص طعام (الأولى) ولا لباسها ومعاشرتها معاشرة زوجيّة. (11) إن لم يفعل لها هذه الثلاثة أشياء، يخرجها، حرّة، مجاناً، بلا ثمن.
(12) "من ضرب انساناً فمات، يُقتل قتلاً. (13) فمن لم يطلبه فنتج ذنبه عن إرادة الله الذي أتى به إلى يديه، أحدّد لكم مكاناً، مدينة ملجأ، حيث يقدر أن يهرب. (14) وإذا بغى انسان على صاحبه ليقتله بغدر، فلو كان عظيمَ الكهنة الخادم على مذبحين فأخذونه من هناك وتقتلونه. (15) من ضرب أباه أو أمّه يُقتل قتلاً. (16) من سرق انساناً وباعه أو وُجد في يده، يُقتل قتلاً. (17) من شتم أباه أو أمّه، يُقتل قتلاً. إذا تخاصم رجلان وضرب أحدهما الآخر بحجر أو بكلمة ولم يُقتل، بل سقط في الفراش وجُرح، (19) فإن قام وتمشّى خارجاً على عكّازته، يكون الضاربُ بريئاً. إلاّ أنه يعوّض أجرة عطلته وأجر الطبيب الذي داواه. (20) وإذا ضرب انسان بعصا، عبده أو أمته، فمات تحت يديه يُنتقم منه. (21) ولكن إن بقي حياً يوماً أو يومين، لا يُنتقم منه لأنه قنية ماله. (22) إذا تخاصم رجال وداسوا امرأة حبلى، فسقط ولدها ولم تحصل أذيّة يغرم (المذنب) بحسب ما يفرض الزوج، ويدفع بحسب قرار القضاء. (23)وأن حصلت أذيّة تعوَّض نفسٌ بنفس (24) عين بعين، سنّ بسنّ، يد بيد، رجل برجل، (25) حرق بحرق، جرح بجرح، رضّ برضّ. (26) وإذا ضرب انسان عين عبده أو عين أمته فأتلفها، يُطلقه حراً عوضاً عن عينه. (27) وإن أسقط سنَّ عبده أو سنّ أمته يطلقه حراً عوضاً عن سنِّه.
(28) "وإذا نطح ثورٌ رجلاً أو امرأة فمات، يَرجَم الثور رجماً. لا يُؤكل لحمة، ويكون صاحبُ الثور بريئاً. (29) ولكن إن كان ثوراً نطّاحاً من قبل، وقد نُبِّه صاحبه ولم يضبطه فقتل رجلاً أو امرأة، يُرجم الثور، ويُقتل أيضاً صاحبُه. (30) إن وُضعت عليه فديةٌ من فضّة يدفع فداء عن نفسه حسب كلِّ ما يُفرض عليه. (31) إن نُطح إبنٌ من بني اسرائيل أو ابنة من بنات اسرائيل، فبحسب هذا الحكم يُفعل. (32) إن نطح الثور عبداً أو أمة، يعطي سيّدَه ثلاثين شاقل فضّة والثور يُرجَم. (33) وإذا فتح انسان بئراً أو حفر انسان بئراً وما غطّاهان فوقع فيها ثور أو حمار، (34) يدفع صاحبُ البئر، ويردّ الفضة لصاحبه، وتعود إليه الإفادة من الحيوان الميت. (35) وإذا نطح ثورُ انسانٍ ثورَ صاحبه فمات، يبيعان الثور الحيّ ويقتسمان ثمنه. ويتقاسمان أيضاً الفائدة من الميت. (36) ولكن إذا عُلم أنه ثور نطّاح من قبل ولم يضبطه سيّده، يدفع دفعاً ثوراً بثور وتعود إليه الإفادة من الميت. (37) إذا سرق انسان ثوراً أو خروفاً، فقتله أو باعه، يعوّض عن الثور خمسة ثيران، وعن الخروف أربعة أغنام".

أضرار مختلفة
22 (1) "إن وُجد السارق وهو ينقب فضُرب ومات، لا تُحسَبُ له خطيئة سفك دم بريء. (2) وإن أشرقت عليه الشمسُ هناك له سفك دم بريء. يعوّض تعويضاً. وإن لم يكن له بيع بسرقته. (3) إن وُجدت السرقةُ في يده حيّة، بقراً كان أو حماراً أو خروفاً، يعوّض باثنين.
(4) "إن وضع انسان النار في حقل أو في كرم، وترك الحريق ينتشر بحيث يحترق بالنار حقلُ صاحبه، فمِن أجود حقله ومن أجود كرمه يعوّض. (5) إذا خرجت نار وأصابت شوكاً فاحترقت الأكداس أو زرع أو حقل، فالذي أوقد الوقيد يعوّض تعويضاً. (6) وإذا أعطى انسان صاحبه فضة أو أمتعة للحفظ، فسُرقت من بيت هذا الانسان فإن وُجد السارق يعوّض باثنين. (7) فإذا لم يُوجد السارقُ، يمضي صاحبُ البيت إلى القضاة، (ويُقسم) أنه لم يمدّ يده إلى مُلك صاحبه. (8) في كل دعوى جناية من جهة بقر أو خروف أو حمار أو ثوب أو مفقود ما يُقال إن هذا هو، تُقدّم دعوى الاثنين أمام القضاة: فالذي يحكم عليه القضاة يعوّض صاحبه باثنين. (9) إذا أعطى انسانٌ صاحبَه حماراً أو بقراً أو خروفاً أو بهيمة ما للحفظ، فمات أو انكسر أو نُهب وما رآه أحدٌ، (10) فيمين الربّ تكون بينهما، أنه لم يمدّ يده إلى مُلك صاحبه. فيقبل صاحبُه (القسم) ولا يعوّض. (11) وإن سُرق من عنده يعوّض صاحبه. (12) إن افتُرست (البهيمة) يُحضرها الشهود. لا يعوّض عن البهيمة التي قُتلت. (13) وإن استعار انسان من صاحبه (بهيمة) فانكسرت أو ماتت، فإن لم يكن صاحبها معه، يعوّض. (14) وإن كان صاحبُه معه لا يعوّض. إن كانت مستأجَرة يكتفي بسعر الأجار.
(15) "إذا اغتصب انسان عذراء غير مخطوبة واضطجع معها، يقدّم لها مهراً لتكون زوجتَه. (16) إن رفض ابوها أن يعطيه إياها، يزن له فضة حسب شريعة مهر العذارى. (17) يا شعبي بني اسرائيل! لا تدَعوا ساحراً يعيش ولا ساحرة. (18) كل من اضطجع مع بهيمة يُقتل قتلاً. (19) ومن ذبح قدّام آلهة أخرى، لا قدّام الربّ وحده، يُقتل.
(20) "لا تضطهدوا الغرباء ولا تضايقوهم، لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر. (21) يا شعبي بني اسرائيل! لا تسيئوا إلى أرملة أو يتيم. (22) فإن اسأتم إليهما وصرخا قدّامي عليك، أسمعُ صوت صلاتهما لأني حنون رحوم، (23) لئلاّ يشتعل غضبي وأقتلكم بالسيف، فتصير نساؤكم أرامل وبنوكم يتامى. (24) إن أقرضتَ فضّة لشعبي، للفقير الذي ملك لا تكُنْ له كالدائن الملحّ ولا تفرضْ عليه فائدة ولا ربى. (25) إن ارتهنت ثوب صاحبك، تردّه إليه قبل غروب الشمس، (26) لأنه غطاؤه الوحيد، وثوبه لجلد جسده. في ما ينام؟ فإن صرخ قدامي عليك، اسمع صوت صلاته لأني حنون رحوم.
(27) "يا شعبي بني اسرائيل! لا تحتقر قُضاتك ولا تلعن رئيسَ شعبك. (28) لا تتأخر لتجمع عُشرك وتقدمتك. الأبكار الذكور من بين أبنائك، تقدّسهم لاسمي (29) كذلك تفعل ببقرك وبغنمك: سبعة أيام يُربّى قرب أمّه، وفي اليوم الثامن يُفصَل من أجل اسمي (30) تكونون شعب قديسين لاسمي. لا تأكلوا لحماً من بهيمة قُتلت في الحقل، بل ترمونه للكلاب، أو ترمونه للغريب الوثني الذي يشبه الكلب".

واجبات المؤمنين
23 (1) "لا تقبل شهود زور، ولا تضع يدك مع الخاطئ فتكون له شاهد زور. (2) يا شعبي بني اسرائيل! لا تتبعوا الكثيرين لفعل الشرّ بل لفعل الخير. لا يُمنع أحدٌ منكم أن يأتي إلى المحكمة ببراهين تفيد قريبه، ولا تقولوا في قلوبكم: "العدالة تتبع الكثيرين". لا تتبع الكثيرين لفعل الشرّ. لا يمنعك أحدٌ في المحكمة أن تقول ما في قلبك عن قريبك بحيث لا تضلّ قائلاً: "العدالة الكاملة تتبع الكثيرين". (3) يا شعبي بني اسرائيل! لا تحابِ في المملكة الفقير الذي أذنب، لأنه يجب أن لا يكون محاباة للوجوه في المحكمة. (4) حين تصادف ثور عدوّك أو حماره شارداً، تردّه إليه. (5) إذا رأيت حمار عدوّك واقعاً تحت حمله، هل تمتنع ولا تحلّه معه؟ بل تترك جانباً كلّ ما في قلبك على صاحبك، فتحلّه وتحمّله معه. (6) لا تحرّف حقّ الفقير في دعواه. (7) ابتعدوا عن كلام الكذب. لا تقتلوا كل من عُرف بريئاً في المحكمة، والمذنبون لا يُعلَنون أبرياء قدّامي. (8) لا تقبلوا الرشوة، فالرشوة تعمي عيون أخذيها وتحمل أقوال الدينونة العادلة، بعيداً عن الحكم. (9) لا تضايقوا الغريب، لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر. (10) ستّ سنين تزرع أرضك وتجمع غلّتها. (11) وفي السنة السابعة تريحها وتعلنها حرّة، فيأكل منها فقراء شعبك، ويأكل وحشُ البرّ ما تبقّى. كذلك تفعلون بكرمكم وزيتونكم. (12) ستّة أيام تعملون عملكم، وفي اليوم السابع ترتاحون لكي يرتاح ثورك وحمارك، ويأخذ راحة ابنُ أمتَك اليهوديّة والغريب. (13) تنبّهوا إلى كل ما قلتُ لكم. لا تذكروا اسم آلهة أخرى ولا يُسمع بها من فمك.
(14) "ثلاث مرات تحجّون قدامي. (15) تحفظون عيد الفطير. سبعة أيام تأكلون الفطير، كما أمرتكم، في شهر أبيب، لأن فيه خرجتم محرَّرين من مصر. لا تُرَوا قدّامي فارغي الأيدي. (16) وعيد الحصاد (تأتي) ببواكير عمل يديك وبما رميت وزرعتَ في الحقول. وعمل يديك في عيد القطاف. في نهاية السنة حين تجمع غلاّتك من الحقول. (17) ثلاثَ مرّات كلَّ سنة يأتي كل ذكوركم ليطلبوا التعليم قدّام ربّ جميع الدهور يهوه (= الكائن، الربّ). (18) لا تذبحوا دم ذبيحتي المقدّسة مع خبز مختمر، وشحم عيدي لا يبيت الليلة إلى الصباح. (19) تأتون بأول بواكير ثمار غلّتكم إلى هيكل الربّ إلهكم. يا شعبي بني اسرائيل! لا تطبخوا ولا تأكلوا لحماً مُزج مع الحليب، لئلاّ يتقد غضبي عليكم فنُحرق قمحكم في الحزم، الحبّ والقش الممزوجان معاً.
(20) "ها أنا أرسل ملاك الرحمة قدامكم ليحفظكم في الطريق ويدخلكم إلى المكان الذي هيّأتُه. (21) تنبّهوا له واسمعوا صوته. لا تتمرّدوا على أقواله، لأن اسمي القدّوس يُلفَظ عليه فلا يسامح ولا يغفر خطاياكم لأن اسمي القدوس يلفظ عليه. (22) فإن سمعتم صوت كلامي وفعلتم كل ما يقوله (= الصوت)، أبغض من يبغضكم وأضايق من يضايقكم. (23) فملاكي يمضي قدّامكم ويُدخلكم إلى أرض الأموريّين والحثيّين والفرزيّين والكنعانيّين والحويّين واليبوسيّين وأنا أفنيهم. (24) لا تسجدوا قدّام أصنامهم ولا تتعبّدوا قدامها. لا تعملوا بحسب أعمالهم، بل تدمّرونها (= الأصنام) وتحطّمون أنصابهم. (25) بل تؤدّون عبادة قدام الربّ إلهكم فيبارك خبزكم وماءكم، ويبعد من بينكم الضربات المشؤومة. (26) لن يكون في أرضك امرأة تُسقط ولا امرأة عاقر. تُتمّون بسلام عدد أيامكم. (27) أُرسل رعدتي قدامكم وأضع البليلة في جميع الشعوب التي بينها ستأتون وأجعل قدّامكم كل أعدائكم برقابهم المحطّمة. (28) وأرسل الزنابير قدّامكم، فيطردون من قدّامكم الحويّين والكنعانيّين والحثيّين. (29) لا أطردهم قدّامكم في سنة واحدة لئلاّ تصير الأرض خربة، وتتكاثر عليكم وحوشُ البريّة. (30) قليلاً قليلاً أطردهم قدّامكم إلى أن تكثروا وتمتلكوا الأرض. (31) وأجعل تخومكم من بحر القصب إلى بحر الفلسطيين، ومن البرية غلى النهر الكبير، لأني أسلّم بين أيديكم كلَّ سكّان الأرض وأطردهم من أمامكم. (32) لا تقطعوا عهداً معهم ولا مع أصنامهم. (33) لا يسكنوا في أرضهم لئلاّ يجعلوكم تخطأون إليّ، لأنكم ستؤدّون عبادة لأصنامهم فيكونون لك حجر عثار".

العهد بين الله وشعبه
24 (1) وقال لموسى: "اصعد واطلب تعليماً من قدّام الربّ، أنت وهرون وناداب وأبيهو مع سبعين حكيماً من حكماء اسرائيل. تصلّون عن بعد (2) حين يقترب موسى وحده قدّام الربّ. أما هم فلا يقتربون، والشعب لا يصعد معه". (3) فأتى موسى وأخبر الشعب بكل أقوال الربّ وبكلّ أحكامه. فأجاب الشعب بصوت واحد وقال: "كلّ الأقوال التي قالها الربّ نفعل"! (4) فكتب موسى جميعَ أقوال الربّ. ثم نهض باكراً وبنى مذبحاً في اسفل الجبل واثني عشر عموداً لقبائل بني اسرائيل الاثنتي عشرة. (5) وأرسل فتيان بني اسرائيل فأعدّوا المحرقات وقرّبوا الثيران ذبائح أقداس قدّام الربّ. (6) فأخذ موسى نصف الدمّ ووضعه في الحوض ونصفَ الدمّ الآخر رشّه على المذبح. (7) ثم أخذ كتاب العهد وقرأه في آذان الشعب، فقالوا: "كل ما تكلّم به الربّ نعمله ونسمع له". (8) وأخذ موسى الدمّ ورشّ منه على الشعب وقال: "هذا هو دم العهد الذي قطعه الربّ معكم على كل هذه الأقوال".
(9) وصعد موسى مع هرون وناداب وأبيهو وسبعين حكيماً في اسرائيل. (10) فرأوا مجد شكينة الربّ وتحت موطئ قوميه شبهَ صنعة من العقيق الأزرق، ومثل رؤية السماوات حين تكون خالية من السحاب. (11) وما مدّ (الربّ) يده على فتيان اسرائيل، فرأوا مجد شكينة الربّ وابتهجوا بقرابينهم التي قُبلت وكأنهم يأكلون ويشربون.
(12) وقال الربّ لموسى: "اصعد إلى الجبل وكن هناك، فأعطيك لوحَي الحجر مع الشريعة والقاعدة اللتين كتبت لتعلّيمهم". (13) فصعد موسى مع يشوع خادمه. وصعد موسى الجبل الذي عليه تجلّى مجد شكينة الربّ. (14) وقال للحكماء: "البثوا هنا وانتظروني إلى أن أعود إليكم. ها هرون وهور معكم. فمن له خصومة يقترب منهما". (15) فصعد موسى الجبل وغطّى الغمامُ الجبل. (16) وحلّ مجد شكينة الربّ على جبل سيناء، وغطّاه السحاب ستّة أيام. وفي اليوم السابع، دعا موسى من وسط الغمام. (17) وكان منظرُ مجد شكينة الربّ مثل نار آكلة على رأس الجبل أمام عيون بني اسرائيل. (18) ودخل موسى في وسط الغمامة وصعد الجبل. وكان موسى على الجبل أربعين يوماً وأربعين ليلة.

داخل المسكن: التابوت والمائدة والمنارة
25 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "تكلّم مع بني اسرائيل وليأخذوا تقدّمات لاسمي. تأخذون تقدمة كل انسان حثَّه قلبُه. (2) وهذه هي التقدمة التي تتقبلونها منهم: ذهب، فضّة ونحاس، (4) سمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص ثمين وشعر معزى، (5) وجلود كباش حمراء وجلود نخس وخشب سنط، (6) وزيت للمنارة وأطياب لدهن المسحة وللبخور العطر، (7) وحجارة ثمينة وحجارة ترصيع للرداء والصدرة. (8) ويبنون لاسمى معبداً فأقيم مجد شكينتي في وسطهم. (9) بحسب جميع ما أريك من مثال المسكن ومثال جميع آنية هكذا تصنعون.
(10) "يصنعون التابوت من خشب السنط. طوله ذراعان ونصف، وعرضه ذراع ونصف، ويكون قياس ارتفاعه ذراعاً ونصف. (11) تغشّيه بذهب تقيّ. من داخل ومن خارج تغشّيه وتصنع عليه إكليلاً من ذهب حواليه. (12) وتسبك له أربع حلقات من ذهب وتجعلها على قوائمه الأربع: حلقتان على جانب، وحلقتان على الجانب الآخر. (13) وتصنع عصوين من خشب السنط وتغشّيهما بذهب. (14) وتُدخل العصوين في الحلقات على جانبي التابوت ليُحمل التابوتُ بواسطتهما. (15) تبقى العصوان في حلقات التابوت ولا تُنزعان منها. (16) وتضع في داخل التابوت العهد الذي أعطيك.
(17) "وتصنع غطاء من ذهب نقيّ: طوله ذراعان ونصف، وعرضه ذراع ونصف. (18) وتصنع كروبَين من ذهب. تصنعهما (من ذهب) مطروق من جانبي الغطاء. (19) وتصنع كروباً واحداً على الطرف من هنا، وكروباً آخر على الطرف من هناك. من الغطاء تصنعون الكروبَين على طرفيه. (20) ويبسط الكروبان أجنحتهما إلى فوق، مظلّلين بأجنحتهما الغطاء، ووجه الواحد يقابل الآخر. نحو الغطاء يكون وجه الكروبَين. (21) وتجعل الغطاء على التابوت من فوق. وداخل التابوت تضع العهد الذي أعطيك. (22) وهناك أعطي لكلامي موعداً معك وأتكلّم معك فوق الغطاء الذي على تابوت العهد بين الكروبين (لأقول لك) كل ما آمرك به إلى بني اسرائيل.
(23) "وتصنع مائدة من خشب السنط: طولها زراعان، وعرضها زراع، وقياس ارتفاعها ذراع ونصف. (24) وتغشّيها بذهب نقي وتصنع لها إكليلاً من ذهب حواليها. (25) وتصنع لها حاجباً على شبر حواليها. وتصنع لحاجبها إكليلاً من ذهب حواليها. (26) وتصنع لها أربع حلقات من ذهب وتجعل الحلقات على الزوايا الأربع التي لقوائمها الأربع. (27) عند الحاجب تكون الحلقات بيوتاً لعصوين لحمل المائدة. (28) وتصنع العصوين من خشب السنط وتغشّيها بذهب فتحمل بها المائدة. (29) وتصنع صحافَها وصحونها وكاساتها وجاماتها للبخور الذي يُستخدم. من ذهب نقيّ تصنعها. (30) وتجعل بترتيب على المائدة قدّامه (الرب) خبزَ التقدمة دائماً.
(31) "وتصنع منارة من ذهب نقيّ. تُصنع المنارة من ذهب مطروق، قاعدتها وساقها. تكون كاساتها وعجرها وأزهارها منها. (32) وتخرج ستُّ شعب من جانبيها. من جانبها الأول ثلاث شعب. ومن جانبها الثاني، ثلاث شعب المنارة. (33) في الشعبة الأولى ثلاث كاسات مرصّعة بعجرة وزهرة. وهكذا إلى الشعبُ الست الخارجة من المنارة. (34) وفي المنارة أربع كاسات مرصّعة بعُجَرها وأزهارها. (35) وتحت الشعبتين منها عجرة. وتحت الشعبتين منها عجرة إلى الشعب الست الخارجة من المنارة. (36) يكون عجَرُها وشُعَبها منها. جميعها يكون قطعة مطروقات من ذهب نقيّ. (37) وتصنع سرجها سبعة، وترتّب سرجها لتضيء إلى مقابلها. (38) وملاقطها ومنافضها تصنعها من ذهب نقيّ. (39) من وزنة ذهب نقيّ تُصنع مع جميع هذه الأواني. (40) وانظر واصنع على مثالها الذي تراه على الجبل".

المسكن
26 (1) والمسكن تصنعُه من عشر شقف بوص مبروم واسمنجوني وأرجوان وقرمز ثمين. بصوَرٍ، صنعة حائك حاذق تصنعها. (2) طول الشقّة الواحدة ثمان وعشرون ذراعاً. وعرض الشقّة الواحدة أربع أذرع. قياساً واحداً لجميع الشقق. (3) تكون خمس من الشقق بعضها موصول ببعض، وخمس شقق بعضها موصول ببعض. (4) وتصنع عرى من اسمنجونيّ على حاشية الشقّة الواحدة في الطرف من الموصَّل الأول. وكذلك تصنع في حاشية الشقّة الطرفيّة من الموصَّل الثاني. (5) خمسين عروة تصنع في الشقّة الواحدة، وخمسين عروة تصنع في طرف الشقّة الذي في الموصَّل الثاني. تكون العرى بعضها مقابل بعض. (6) وتصنع خمسين حلقة من ذهب، وفصل الشقتين بعضهما ببعض بالحلقتين فيصير المسكن واحداً.
(7) "وتصنع شققاً من شعر معزى لتغطّي المسكن. إحدى عشر شقّة تصنعها. (8) طول الشقّة الواحدة ثلاثون ذراعاً، وعرض الشقّة الواحدة أربع أذرع. قياساً واحداً للاحدى عشرة شقّة. (9) وتصل خمساً من الشقق وحدها، وستاً من الشقق وحدها. ونثني الشقّة السادسة في وجه الخيمة. (10) وتصنع خمسين عروة على حاشية الشقة الواحدة الطرفيّة من الموصِّل الأول، وخمسين عروة على حاشيه الشقّة من الموصّل الثاني. (11) وتصنع خمسين حلقة من نحاس. وتُدخل الحلقات في العرش. وتصل الخيمة فتصير واحدة. (12) والمدلّي الفاضل من شقق الخيمة، نصف الشقّة الموصِّلة الفاضل. فيدلّى على مؤخّر المسكن، نحو البحر. (13) والذراع من هنا والذراع من هناك من الفاضل في طول شقق الخيمة، تكونان مدلاّتين على جانبي المسكن من هنا ومن هناك لتغطّيه. (14) وتصنع غطاء الخيمة من جلود كباش محمَّرة وغطاء من جلود ونخس من فوق.
(15) "وتصنع الألواح للمسكن من خشب السنط قائمة. (16) طول اللوح عشر أذرع. وعرض اللوح الواحد ذراع ونصف. (17) وللوح الواحد رجلان مقرونة إحداهما بالأخرى. هكذا تصنع جميع ألواح المسكن. (18) وتصنع الالواح للمسكن عشرين لوحاً إلى جهة الجنوب، نحو التيمن. (19) وتصنع أربعين قاعدة من فضّة تحت العشرين لوحاً. تحت اللوح الواحد قاعدتان لرجله وتحت اللوح الواحد قاعدتان لرجليه. (20) ولجانب المسكن الثاني إلى جهة الشمال، (تصنع) عشرين لوحاً، (21) واربعين قاعدة لها من فضّة: تحت اللوح الواحد قاعدتان، وتحت اللوح الواحد قاعدتان. (22) ولمؤخّر المسكن، إلى الغرب. تصنع ستة ألواح. (23) وتصنع لوحين لزاويتي المسكن في المؤخَّر. (24) ويكونان مزدوجين من أسفل. وعلى سواء يكونان مزدوجين إلى رأسه، إلى الحلقة الواحدة. هكذا يكونان لكليهما فيكوّنان الزاويتين. (25) فتكون ثمانية ألواح وقواعدها من فضّة ستَّ عشرة قاعدة. تحت اللوح الواحد قاعدتان، ونحن اللوح الواحد قاعدتان.
(26) "وتصنع عوارض من خشب السنط. خمساً لالواح جانب المسكن الأول. (27) وخمسَ عوارضَ لألواح جانب المسكن الثاني. وخمسَ عوارض لألواح جانب المسكن، في المؤخّر، نحو الغرب. (28) والعارضة الثانية في وسط الألواح تنفذ من الطرف إلى الطرف. (29) وتُغشّي الألواح بذهب وتصنع حلقاتها من ذهب، بيوتاً للعوارض. وتغشّي العوارض بذهب. (30) وتقيم المسكن كرسمه الذي رأيت على الجبل.
(31) "وتصنع حجاباً من اسمنجونيّ وأرجوان وقرمز ثمين وبوص مبروم. يكون صنعة، حاذق مع صُوَر. (32) تجعله على أربعة أعمدة من سنط مغشّاة بذهب. رززُها من ذهب، على أربع قواعد من فضة. (33) وتجعل الحجاب تحت الحلقات، وتُدخل إلى هناك، داخل الحجاب، تابوت العهد، فيفصل لكم الحجاب بين القدس وقدس الأقداس. (34) وتضع المائدة خارج الحجاب، والمنارة مقابل المائدة على جانب المسكن نحو اليمين. وتجعل الغطاء على تابوت العهد داخل قدس الأقداس. (35) المائدة شمالاً على جانب الشمال. (36) وتصنع سجفاً لدخل الخيمة من سمنجوني وأرجوان وقرمز ثمين وبوص مبروم صنعهُ الطرَّاز. (37) وتصنع للسجف خمسة أعمدة من سنط وتغشّيها بذهب. تكون رززها من ذهب ونسبك لها خمس قواعد من نحاس".

داخل المسكن: المذبح والدار
27 (1) "وتصنع المذبح من خشب السنط: طوله خمس أذرع، وعرضه خمس أذرع. مربّعاً يكون المذبح، ويكون قياس ارتفاعه ثلاث أذرع. (2) تصنع قرونه على زواياه الأربع، من قياس ارتفاعه، منه تكون قرونه، وتغشّيه بنحاس. (3) وتصنع قدوراً لرفع رماده، ورفوشاً ومناكل ومناشل ومجامر. جميع آنيته تصنعها من نحاس. (4) وتصنع له شبّاكة صنعة الشبكة من نحاس. وتصنع على الشبكة أربع حلقات من نحاس على أربعة أطرافه. (5) وتجعلها تحت حاجب المذبح من أسفل. وتكون الشبكة إلى نصف المذبح. (6) وتصنع عصوين للمذبح، عصوين من خشب السنط، وتغشّيهما بنحاس. (7) وتُدخل العصوين في الحلقات، فتكون العصوان على جانبَي المذبح حيث يُحمَل. (8) مجوَّفاً تصنعه من ألواح. كما أريتك على الجبل هكذا يصنعونه.
(9) "وتصنع دار المسكن إلى جهة الجنوب، نحن التيمن. يكون للدار استار من بوص مبروم، مئة ذراع طولاً إلى الجهة الواحدة. (10) وأعمدتها عشرون، وقواعدها عشرون، من نحاس. رزز الأعمدة وقضبانها من فضّة. (11) وكذلك إلى جهة الشمال. في القول أستار مئة ذراع طولاً. وأعمدتها عشرون، وقواعدها عشرون، من نحاس. رزز الأعمدة وقضبانها من فضّة. (12) وفي عرض الدار، إلى جهة الغرب، أستار خمسون ذراعاً. أعمدتها عشرة وقواعدها عشر. (13) وعرض الدار إلى جهة الشرق، نحو الشروق، خمسون ذراعاً. (14) وخمس عشرة ذراعاً من الأستار للجانب الواحد. أعمدتها ثلاثة، وقواعدها ثلاث. (15) وللجانب الثاني خمس عشرة ذراعاً من الأستار. أعمدتها ثلاثة، وقواعدها ثلاث. (16) ولباب الدار سجفٌ: وعشرون ذراعاً من اسمنجوني وأرجوان وقرمز ثمين وبوص مبروم، صنعة مطرّز. أعمدتها أربعة، وقواعدها أربع. (17) لكل أعمدة الدار حواليها قضبان من فضّة. رززها من فضّة، وقواعدها من نحاس. (18) طول الدار مئة ذراع، وعرضها خمسون، وقياس ارتفاعها خمس أذرع من بوص مبروم، وقواعدها من نحاس. (19) جميع أواني المسكن في كل خدمته وجميع أوتاده وجميع أوتاد الدار من نحاس. (20) وأنت تأمر بني اسرائيل أن يقدّموا لك زيت زيتون مرضوض نقياً للضوء، لترتيب السرج دائماً. (21) في خيمة الاجتماع، خارج الحجاب، أمام العهد، يرتّبها هرونُ وبنوه من المساء إلى الصباح، قدّام الربّ: فريضة دهريّة لدى بني اسرائيل، على مدّ أجيالهم".

الكهنة ولباسهم
28 (1) "وقرّب إليك عرون وبنيه معه من بين بني اسرائيل ليخدموا قدّامه (= الرب) في الكهنوت السامي: هرون، ناداب، أبيهو، أليعازر، ابتاماريني هرون. (2) واصنَعْ ثياباً مقدّسة، لهرون أخيك، للمجد والبهاء. (3) وتتكلّم مع جميع حكماء القلب الذين ملأتُهم روحَ حكمة أن يصنعوا ثياب هرون المقدّسة ليخدم قدام (= الله) في الكهنوت السامي. (4) وهذه هي الثياب التي يصنعونها: صورة، رداء، جبّة، قميص مخرّم، عمامة، منطقة. يصنعون ثياباً مقدّسة لهرون أخيك ولبنيه ليخدموا قدامي في الكهنوت السامي. (5) وهم يتقبّلون الذهب والسمنجوني والأرجوان والقرمز الثمين والبوص.
(6) "فيصنعون الرداء من ذهب واسمنجوني وأرجوان وقرمز ثمين وبوص مبروم، صنعة صانع حاذق. (7) يكون له كتفان موصولان في طرفيه ليتّصل. (8) وزنّار الرداء الذي عليه يكون منه كصنعته: من ذهب واسمنجوني وقرمز ثمين وبوص مبروم. (9) وتأخذ حجرَين ثمينين وتنقش عليهما أسماء بني اسرائيل (10) ستة من أسمائهم على الحجر الأول، وأسماء الستة الباقين على الحجر الثاني حسب مواليدهم. (11) يكون الحجرَ عملّ صائغ، منقوشاً، محفوراً. تنقش الحجرين مع أسماء اسرائيل، وتحيطهما بطوقين من ذهب. (12) وتضع الحجرين على كتفَي الرداء، حجرَي تذكار صالح لبني اسرائيل، ويتقبل هرون أسماءهم قدّام الربّ على كتفيه كتذكار صالح. (13) وتصنع طوقين من ذهب، (14) وسلسلتين من ذهب نقيّ. مجدولتين تصنعهما صنعة الضفر. وتجعل سلسلتي الضفائر في الطوقين.
(15) "وتصنع صورة قضاء، صنعة حائك حاذق. كصنعة الرداء تصنعها. من ذهب واسمنجوني وأرجوان وقرمز ثمين وبوص مبروم تصنعها. (16) تكون مربّعة مثنيّة. طولها شبر وعرضها شبر. (17) وترصِّع فيها ترصيع حجر أربعة صفوف حجارة. الصفّ الأول: عتيق أحمر، ياقوت أصفر، زمرّد، عليها يُكتب بوضوح اسم ثلاث قبائل: رأوبين، شمعون، لاوي (18) الصف الثاني: يهرمان، ياقوت أزرق، عقيق أبيض. عليها يُكتب بوضوح اسم ثلاث قبائل: يهوذان يساكر، زبولون. (19) الصف الثالث: عين الهرّ، يشم، جمشت. عليها يُكتب بوضوح اسم ثلاث قبائل: دان، نفتالي، جاد. (20) الصف الرابع: زبرجد من البحر الكبير، جزع، يشب. يُكتب عليها بوضوح اسم ثلاث قبائل: أشر يوسف، بنيامين. تكون مطوّقة بذهب في ترصيعها. (21) وتكون الحجارة اثني عشر مع أسمائها. حسب أسماء بني اسرائيل تكون منقوشة، مع اسم يوافق الإثني عشر سبطاً.
(22) "وتصنع على الصدرة سلاسل مجدولة صنعة الضفر من ذهب نقيّ. (23) وتصنع على الصورة حلقتين من ذهب. وتجعل الحلقتين على طرفَي الصدرة. (24) وتجعل ضفيرتي الذهب في الحلقتين على طرفي الصورة. (25) وتجعل طرَفيَ الضفيرتين الأخريين في الطوقين. وتجعلهما على كتفَي الرداء إلى قدّامه. (26) وتصنع حلقتين وتضعهما على طرفي الصدرة، على حاشيتها التي إلى جهة الرداء من داخل (27) وتصنع حلقتين من ذهب، وتجعلهما على كتفي الرداء من أسفل من قدّامه عند وَصْله من فوق زنّار الرداء. (28) فيربطون الصورة بحلقتيها إلى حلقتي الرداء، (29) فيحمل هرون أسماء بني اسرائيل في صدرة القضاء على قلبه، عند دخوله إلى القدس للتذكار الصالح أمام الربّ دائماً. (30) وتجعل في صدرة القضاء الاوريم والتميم لتكون على قلب هرون عند دخوله قدّام الربّ، فيحمل هرون قضاء بني اسرائيل على قلبه أمام الربّ دائماً.
(31) "وتصنع جبّة الرداء الرداء كلّها من اسمنجونيّ. (32) وتكون فتحةُ رأسها في وسطها. ويكون لفتحتها حاشية حواليها صنعة الحائك. كفتحة الدرع يكون لها فلا تُشقّ. (33) وتصنع لها على أذيالها رمّانات من اسمنجوني وأرجوان وقرمز ثمين، على أذيالها حواليها. وجلاجل من ذهب بينها حواليها. (34) جلجل ذهب ورمّانة، جلجل ذهب ورمّانة على أذيال الجبّة حواليها. (35) فتكون على هرون للخدمة ليُسمَع صَوتُها عند دخوله إلى القدس أمام الربّ، وعند خروجه. هكذا لا يموت.
(36) "وتصنع صفيحة من ذهب نقيّ وتنقش عليها نقش خاتم: "قدس لاسم الربّ". (37) وتضعها على خيط سمنجوني لتكون على العمامة. إلى قدّام العمامة تكون. (38) فتكون على جبهة هرون فيحمل هرون إثم الاقداس التي يقدّسها بنو اسرائيل في جميع عطايا أقداسهم. وتكون على جبهته دائماً للعرض عنهم أمام الربّ. (39) وتخرّم القميصُ من بوص. وتُصنع العمامةُ من بوص، والمنطقة تصنعها صنعة الطرّاز.
(40) "ولبني هرون تصنع أقمصة. وتصنع لهم مناطق. وتصنع لهم قلانس، للمجد والبهاء. (41) وتُلبس هرون أخاك إياهاوبنيه معه، وتمسحهم وتتمّ قربان أياديهم وتقدّسهم فيخدمون قدّامه في الكهنوت السامي. (42) وتصنع لهم سراويل من كتّان لتكسوا لحم عريهم. من حوض الحقوين إلى الفخذين تكون. (43) فتكون على هرون وبنيه عند دخولهم إلى خيمة الاجتماع أو عند اقترابهم إلى المذبح للخدمة في القدس، لئلا يحملوا إثماً ويموتوا: فريضة أبديّة له ولأبنائهم من بعده".

الكهنة وتكريسهم
29 (1) "وهذا ما تصنعه لهم لتقدّسهم فيخدموا قدّامي (= الله) في الكهنوت السامي: خذ ثوراً واحداً ابن بقر وكبشين صحيحين لا عيب فيهما، (2) وخبز فطير وأقراص فطير ملتوتة بزيت ورقاق فطير مدهونة بزيت. من دقيق حنطة تصنعها، (3) وتضعها في سلّة واحدة وتقدّمها في السلّة مع الثور والكبشين.
(4) "وتقرّب هرون وبنيه إلى خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء. (5) وتأخذ الثياب وتُلبس هرون القميص وجبّة الرداء والرداء والصدرة، وتشدّه بزنّار الرداء. (6) وتضع العمامة على رأسه. وتجعل الاكليل المقدّس على العمامة. (7) وتأخذ زيت المسحة وتسكبه على رأسه وتمسحه. (8) وتقرّب بنيه وتُلبسهم أقمصةٍ، وتُنطّقهم بمناطق هرون وبنيه. وتشدّ لهم قلانس، فيكون لهم الكهنوتٌ فريضة أبديّة. وتكمّل قربانَ أيدي هرون وقربان أيدي بنيه.
(10) "وتقرّب الثور إلى قدّام خيمة الاجتماع. فيضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الثور. (11) فتذبح الثور أمام الربّ عند باب خيمة الاجتماع. (12) وتأخذ من دم الثور وتجعله على قرون المذبح باصبعك. وسائر الدم تصبّه إلى أسفل المذبح. (13) وتأخذ كلَّ الشحم الذي يغشّي الجوف وزيادة الكبد والكلتين والشحم الذي عليهما، وترتّبه على المذبح. (14) وأما لحم الثور وجلده وفرثه فتحرقها بنار خارج المخيّم. هو ذبيحة خطيئة.
(15) "وتأخذ الكبش الأول، فيضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الكبش. (16) فتذبح الكبش وتأخذ دَمَه وترشه على المذبح من كل ناحية. (17) وتقطع الكبش إلى قطعة. وتغسل جوفه وأكارعه وتجعلها على قطعه وعلى رأسه. (18) وترتِّبُ كلّ الكبش على المذبح. هو محرقة لاسم الربّ، رائحتها طيّبة. هو قربان قدّام الربّ.
(19) وتأخذ الكبش الثاني، فيضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الكبش. (20) فتذبح الكبش وتأخذ من دمه وتجعل على شحمة أذن هرون وعلى شحم آذان بنيه اليمنى وعلى أباهم أيديهم اليمنى. وترشّ الدم على المذبح من كلّ ناحية. (21) وتأخذ من الدم الذي على المذبح، ومن زيت المسحة، وتنضح على هرون وثيابه وعلى بنيه وثياب بنيه معه. (22) وتأخذ من الكبش الشحم والآلية والشحم الذي يغشّي الجوف وزيادة الكبد والكلتين والشحم الذي عليهما والساق اليمنى. إنه كبش الرسامة (23) (وتأخذ) رغيفاً واحداً من الخبز، وقرصاً واحداً من الخبز مغموس بزيت، ورقاقة واحدة من سلّة الفطير التي قدّام الربّ. (24) وتضع الجميع في يدي هرون وفي أيدي بنيه وتردّدها ترديداً أمام الربّ. (25) ثم تأخذها من أيديهم وتوقدها على المذبح فوق المحرقة. هي قربان قدّام الربّ.
(26) "وتأخذ صدر كبش الرسامة الذي لهرون وتردّده ترديداً قدّام الربّ، فيكون لك نصيباً. (27) وتقدّس صور قربان الترديد وساق القربان الذي رُدّد والذي اقتُطع من كبش الرسامة، ممّا لهرون ولبنبه، (28) فيكونان لهرون وبنيه فريضة أبديّة عن بني اسرائيل لأنهما قربان. ويكونان قربان اقتطاع من بني اسرائيل على ذبائح أقداسهم: يكون هذا قربانك المقتطع لاسم الربّ. (29) والثياب المقدّسة التي لهرون، تكون لبنيه بعده ليُمسَحوا فيها ولينالوا الرسامة معها. (30) سبعة أيام يلبسها الكاهن الذي يأتي بعده، حين يدخل إلى خيمة الاجتماع ليخدم في القدس.
(31) "وأما كبش الرسامة، فتأخذه وتطبخ لحمه في مكان مقدّس. (32) يأكل هرون وبنوه من لحم الكبش والخبز الذي في السلّة، على باب خيمة الاجتماع. (33) يأكلونها لأن بها كُفّر عنهم من أجل الرسامة لتقديسهم. (والانسان) العادي لا يأكل منها لأنها شيء مقدّس. (34) وإن بقي شيء من لحم الرسامة وخبز إلى الصباح، تُحرِقُ هذا الباقي بالنار. لا يؤكل لأنه شيء مقدّس. (35) وتصنع هكذا لهرون وبنيه حسب كل ما أمرتك: سبعة أيام ترسمونهم. (36) تتقرّبون ثوراً ذبيحة عن الخطيئة، كل يوم، لأجل الكفّارة. وتصنع تطهير المذبح حين تكفّر عنه وتمسحه لتقدّسه. (37) سبعة أيام تكفّر على المذبح وتقدّسه فيصير قدس أقداس. كل ما يلمس المذبح يكون مقدّساً.
(38) "يحسب هذا الطقس تقرّبون على المذبح: حملين حوليين، كلَّ يوم، دائماً. (39) أحد الحملان تقرّبونه في الصباح، والحمل الثاني تقرّبونه في العشيّة. (40) حسب هذا الطقس، تقرّبون مع الحمل الأول مكيال دقيق ملتوت مع ربع الهين من زيت الرضّ أو سكيب ربع الهين من الخمر. (41) أما الحمل الثاني فتقرّبونه في العشيّة. تقرّبونه: كتقدمة حمل الصباح وسكيبه. يُقبل كرائحة سرور، كقربان قدّام الربّ. (42) محرقة دائمة في أجيالكم عند باب خيمة الاجتماع قدّام الربّ حيث اجتمع بكم لكي أكلّمك. (43) أعطي كلامي هناك فيجتمع مع بني اسرائيل، فيتقدّس في وسط مجدي. (44) وأقدّس خيمة الاجتماع والمذبح. وأقدّس هرون وبنيه ليخدموا قدامي في الكهنوت السامي. (45) وأُسكن شكينتي في وسط بني اسرائيل ويكون كلامي لهم فادياً. (46) فيعرفون أني أنا الربّ إلههم الذي أخرجهم من أرض مصر، لكي يسكن مجدَ شكينتي في وسطهم، أنا الربّ إلههم".

مذبح البخور
30 (1) وتصنع مذبحاً لترتيب البخور. من خشب السنط تصنعه. (2) طوله ذراع وعرضه ذراع، مربّعاً يكون، وقياس ارتفاعه يكون ذراعين، ومنه تكون قرونُه. (3) تغشّيه بذهب نقيّ، سطحه وحيطانه حواليه وقرونه. وتضع له إكليلاً من ذهب حواليه. (4) وتصنع له حلقتين من ذهب. تصنعهما تحت إكليله، على جانبيه، لتكوّن الموضع للعصوين اللتين تحمله بهما. (5) وتصنع العصوين من خشب السنط وتغشّيهما بذهب. (6) وتجعله (= المذبح) قدّام الحجاب الذي أمام تابوت العهد، وقدّام الغطاء الذي على العهد حيث أعطي كلامي أن يجتمع بك. (7) ويرتب عليه هرون بخوراً ذات عطر طيّب. يرتّبه هرون كل صباح حين يُصلح السرج. (8) ويرتّبه هرون أيضاً حين يرتّب السرج في العشيّة، بخوراً دائماً قدّام الربّ، مدى أجيالكم. (9) لا ترتّبون عليه بخوراً غريباً ولا محرقة ولا تقدمة، ولا تسكبون عليه سكيباً. (10) ويصنع هرون عليه كفّارة، مرّة في السنة، على قرونه. من دم ذبيحة الخطيئة، (دم) الكفّارة، يصنع عليه كفّارة، مرة في السنة، على قرونه، مدى أجيالكم. هذا يكون قدس أقداس لاسم الربّ".
(11) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (12) "حين تأخذ الرقم الكامل لبني اسرائيل من أجل الاحصاء، يقدّم كلُّ انسان فدية عن نفسه، لاسم الربّ، حين تُحصيهم، لئلاّ تكون عليهم ضربةٌ مهلكة حين تحصيهم. (13) يعطون حسب هذه القاعدة: كل من عبر إلى الاحصاء، من نصف شاقل حسب شاقل المعبد، والشاقل يساوي عشرين جيرة. (يعطي) نصف شاقل كتقدمة منفصلة لاسم الربّ. (14) كل من عبر إلى الاحصاء، من ابن عشرين سنة وصاعداً، يعطي تقدمة فصل لاسم الربّ. (15) الغنيّ لا يكثر، والفقير لا يعطي أقلّ من نصف شاقل، حين تعطون تقدمة الفصل للربّ للتكفير عن نفوسكم. (16) وتأخذ فضة الفدية من بني اسرائيل وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع، فتكون لبني اسرائيل ذكرانة صالحة قدّام الربّ للتكفير عن نفوسكم".
(17) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (18) "وتصنع حوضاً من نحاس، وقاعدته من نحاس، للاغتسال. وتجعله بين خيمة الاجتماع والمذبح، وتجعل فيه ماء. (19) فيغسل هرون وبنوه أيديهم وأرجلهم فيه. (20) حين يدخلون إلى خيمة الاجتماع يغسلونها بماء لئلاّ يموتوا. وحين يقتربون من المذبح ليخدموا، وليرتّبوا القرابين قدّام الربّ، (21) يغسلون أيديهم وأرجلهم فلا يموتون هذه تكون لهم فريضة أبديّة، لهم وغسل بنيهم، في أجيالهم".
(22) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (23) "وأنت خُذ لك بخوراً من الصنف الأول، افخر الأطياب: من المرّ المختار، وزنَ خمس مئة شاقل. من التعرفة العطرة، نصف الوزن أي مئتين وخمسين. من القصب المعطّر، وزن مئتين وخمسين. (24) من السليخة، وزن مئتين وخمسين شاقلاً حسب شاقل المعبد، ومن زيت الزيتون هيناً كاملاً. (25) تجعل منه زيت المسحة المقدّسة، مزيج عطّار، صفة عطّار. هذا يكون زيت المسحة المقدّسة. (26) تمسح به خيمة الاجتماع وتابوت العهد، (27) والمائدة وكلّ آنيتها، والمنارة وآنيتها، ومذبح البخور، (28) ومذبح المحرقة وكل آنيته، والحوض وقاعدته. (29) تقدّسها فتكون قدس أقداس. كل من يقترب منها يكون مقدّساً. (30) وتمسح هرون وبنيه وتقدّسهم ليخدموا قدّامي في الكهنوت السامي. (31) ومع بني اسرائيل تتكلّم قائلاً: هذا يكون لي زيت المسحة المقدّسة، في أجيالكم. (32) على جسد انسان عادي لا يُسكب. وعلى مقاديره لا تصنعوا مثله. مقدّسٌ هو ويكون مقدّساً عندكم. (33) كل من ركّب مثله، ومن جعل منه على (انسان) عادي، يُقطع من شعبه".
(34) وقال الربّ لموسى: "خذ لك بخوراً من الدرجة الأولى، وخير الأعطار: ميعةً، وأظفاراً، وقنّة، ومراً وبخوراً نقياً. تكون أجزاء متساوية. (35) فتصنعها بخوراً، مزيجاً، صنعة عطّار، ممزوجاً، نقيّاً، مقدّساً، (36) وتسحق منه ناعماً، وتجعل منه قدّام العهد، في خيمة الاجتماع، حيث أعطي كلامي أن يجتمع بك. هذا يكون عندكم قدس أقداس (37) والبخور الذي تصنعه على مقاديره، لا تصنعوا لأنفسكم. هذا يكون لكم مقدّساً لاسم الربّ (38) كل من صنع مثله للذّته يُقطع من شعبه".

الصنّاع في المعبد
31 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: "أنظر، يا موسى، عيّنتُ ودعوتُه باسم معلّم كريم، بصلئيل بن أوري، بن حور، من سبط بني يهوذا. (3) ملأته بروح نبوءة مقدّسة من قدّام الربّ، (بروح) علم وحكمة ومعرفة، لكل صنعة، (4) ليعلّم الفنون وليصنع في صنعة الذهب والفضّة والنحاس، (5) في صنعة الحجارة الكريمة للترصيع، وفي نجارة الخشب ليعمل في كل صنعة. (6) وها أنا جعلتُ معه أهولياب بن أخيساماك من سبط بني دان وجعلتُ الحكمة في قلوب جميع حكماء القلب فيصنعون كل ما أمرتُك: (7) خيمة الاجتماع وتابوت العهد، الغطاء الذي عليه وكل آنية الخيمة، (8) والمائدة وآنيتها، والمنارة الطاهرة وكل آنيتها، ومذبح البخور، (9) ومذبح المحرقات وكلّ آنيته، والحوض وقاعدته، (10) والثياب المنسوجة والثياب المقدّسة لهرون الكاهن وثياب بنيه للخدمة، (11) وزيت المسحة، والبخور المعطّر للتقديس. تصنعون كلَّ ما أمرتك به".
(12) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (13) "وأنت تكلّمْ مع بني اسرائيل قائلاً: تحفظون حفظاً سبوتي المقدّسة، لأنها علامة بيني وبينكم، في أجيالكم، لتعلموا أني أنا الربّ الذي قدّسكم. (14) فتحفظون يوم السبت لأنه مقدّس لكم. من دنّسه يُقتل قتلاً، لأن كل انسان يعمل عملاً في هذا النهار، هذا الانسان يُقطَع من شعبه. (15) في ستّة أيام يُصنعُ العمل. واليوم السابع سبت عظيم، مقدّس قدّام الربّ، كل من صنع عملاً في يوم السبت يُقتل قتلاً. (16) إذن، يحفظ بنو اسرائيل يوم السبت، فيصنعون يوم السبت، في أجيالهم، مثل شهر أبديّ. (17) بين كلامه وبني اسرائيلن يكون السبتُ علامة دائمة، لأن الربّ خلق في ستّة أيام السماء والأرض، وفي اليوم السابع كان سبت وراحة قدّام الربّ". (18) ولما انتهى من الكلام معه على جبل سيناء، أعطى موسى لوحي الشهادة، لوحي حجر مكتوبين باصبع القدرة قدّام الربّ.

نقض العهد
32 (1) ورأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول. فاجتمع الشعب لدى هرون وقالوا له: "قم، اصنع لنا آلهة تسير أمامنا. فهذا موسى، الرجل الذي أخرجنا من أرض مصر، لا نعلم ما كانت نهايته". (2) فقال لهم هرون: "انزعوا حلق الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها". (3) فانتزع كلُّ الشعب حلقَ الذهب التي كانت في آذانهم، وأتوا بها إلى هرون. (4) فأخذها من أيديهم ورماها في القالب وصنع منها عجلاً من معدن مسكوب. فقالوا: "هذا إلهك، يا اسرائيل، الذي أخرجك من أرض مصر". (5) ورأى هرون هوراً النبيّ قدامه، فخاف وبنى مذبحاً قدّامه. ثم نادى هرون وقال: "غداً عيد قدّام للربّ" (6) فنهضوا باكراً في الغد وأعدّوا بقربهم المحرقات. وقدّموا ذبائح أقداس. فجلس الشعب ليأكلوا ويشربوا. ثم نهضوا ليمرحوا بفلتانٍ في عبادة الأصنام.
(7) فقال الربّ لموسى: اذهب، انزل! فشعبُك الذي أخرجتَه محرّراً من أرض مصر، قد فسُد. (8) مالوا سريعاً عن الطريق التي أمرتُهم بها. صنعوا لنفوسهم عجل معدن مسكوب وسجدوا قدّامه. وذبحوا له وقالوا: هذا إلهك، يا اسرائيل، الذي أصعدك من أرض مصر" (9) وقال الربّ لموسى: "هذا الشعب انكشف أمامي فإذا هو شعب قاس (لا) يقبل التعليم. (10) فالآن توقّف عن طلب الرحمة لأجلهم قدامي. اتّقد غضبي عليهم وأنا سأفنيهم. فلي سلطان قدّامي بأن أكوّن فيك شعباً أعظم وأقوى منهم". (11) فصلّى موسى قدّام الربّ إلهه وقال: لماذا يا ربّ، يتّقد غضبُك على شعبك الذي أخرجته وحرّرته من أرض مصر بقدرتك العظيمة وذراعك المرفوعة. (12) ولماذا يقول المصريّون: لكي يسيئ إليهم أخرجهم لكي يقتلهم في الجبال وليفنيهم عن وجه الأرض؟ فارجِعْ عن حدّة غضبك ولتكن ندامةٌ قدّامك على الشر الذي عزمتَ أن تأتي به على شعبك! (13) في رحمتك وخانك، أذكر ابراهيم واسحق واسرائيل عبيدك، الذين أقسمت باسم كلامك وقلت لهم: أُكثر بنيكم مثل كوكب السماء، وكل هذه الأرض التي تكلّمت عنها، أعطيها لبنيكم فيرثونها إلى الأبد". (14) فكانت ندامةٌ من قدّام الربّ عن الشرّ الذي عزم أن يأتي به على شعبه.
(15) فانصرف موسى ونزل من الجبل، ولوحا الشهادة في يده، وهما لوحان مكتوبان على جانبيهما. من هناك ومن هنا كانا مكتوبين. (16) كان اللوحان صُنعَ القدرة التي قدّام الربّ، وكانت الكتابة محفورة من قدّام الربّ منقوشة على اللوحين. (17) وسمع يشوع صوت الشعب المتحمّس. فقال لموسى: "هو صوت التجنيد للربّ في المخيّم". (18) فقال له: "ما هذا صوت محاربين منتصرين في القتال أسمعه، ولا هو صوت أناس منهكين هُزموا في القتال أسمعه. إنه صوت أناس يرقصون في عبادة الأوثان أَسمعه، صوت أناس يرقصون. (19) وكان أنه حين اقترب من المخيّم ورأى العجل والرقص، أنَّ غضبَ موسى اشتعل، فرمى اللوحين من يديه وكسّرهما في أسفل الجبل. (20) ثم أخذ العجل الذي صنعوه وأحرقه في النار وصحنه إلى أن صار ناعماً. فذرّاه على وجه الماء، وسقى منه بني اسرائيل.
(21) وقال موسى لهرون: "ماذا صنع بك هذا الشعبُ حتى جلبتَ عليه خطايا عظيمة؟". (22) فقال هرون لموسى: "لا يتّقد غضبُ سيدي. أنت تعرف الشعب وأنهم أشرار. (23) قالوا لي: اصنع لنا إلهاً يسير أمامنا! فهذا موسى الذي أخرجنا من أرض مصر، لا نعرف ما كانت نهايتة (24) وقال لهم: من معه ذهب فلينزعه عنه وليعطه! ورماه في النار فخرج منه العجل الذي ترى". (25) ورأى موسى أنّ الشعب جُرّدوا، لأنهم خسروا إكليل الذهب الذي كان على رؤوسهم، والذي نُقش عليه الاسم المقدَّس. ولأنهم لم يسمعوا لأقوال هرون، خلقوا لنفوسهم صيتاً رديئاً لأجيال الأجيال. (26) حينئذ وقف موسى على باب المخيّم وقال: "من عنده مخافة من قدّام الربّ فليأتِ إليّ!" فاجتمعت لديه كلُّ قبيلة لاوي. (27) فقال لهم: "هذا ما قال الربّ إله اسرائيل: ضعوا كلُّ واحد سيفه على فخذه. ومرّوا وارجعوا من باب إلى باب، في المخيّم، واقتلوا كلّ واحد أخاه، صاحبه، قريبه!". (28) فصنع بنو لاوي بحسب كلمات موسى، فسقط من الشعب، ذلك اليوم، قرابة ثلاثة آلاف رجل. (29) ثم قال موسى: "كملوا قربان أيديكم اليوم قدّام الربّ لأنكم ضربتم كلُّ واحد ابنه وأخاه، لكي يجعل اليوم عليكم البركات".
(30) وفي اليوم التالي، قال موسى للشعب: "اقترفتم خطايا كبيرة. والآن سأصعد وأتوسّل الرحمة قدّام الربّ. ربّما استطيع أن أكفّر عن خطاياكم". (31) فرجع موسى قدّام الربّ وقال: أطلب منك! اقترف هذا الشعبُ خطايا كبيرة، فصنعوا لأنفسهم إلهاً من ذهب. والآن، ليتك تسامح وتغفر خطاياهم! وإلاّ فامحُني من كتاب الشريعة الذي كتبتَ!". (33) فقال الربّ لموسى: "ذاك الذي خطئ قدّامي هو من أمحوه من كتاب شريعتي. (34) فالآن، اذهب، اهدِ هذا الشعب إلى المكان الذي قلتُ لك. وها ملاكي يسير أمامك، وفي اليوم الذي أتذكّرهم أستعيد عليهم خطاياهم" (35) وهكذا ضرب الربُّ الشعب لما صنعوا، مع العجل الذي صنعه هرون.

تجديد العهد
33 (1) وقال الربّ لموسى: "اذهب، اصعد من هنا، أنت والشعب الذي أصعدته محرراً من أرض مصر، إلى الارض التي اقسمتُ عليها لابراهيم واسحق ويعقوب قائلاً: لابنك أعطيها. (2) أنا ارسلُ ملاكاً قدّامك، وأَطرد الكنعانيّ والأموريّ والحثيّ والفرزيّ والحويّ واليبوسيّ. (3) (إصعد) إلى أرض تصنع ثماراً طيّبة، نقيّة مثل الحليب، حلوة مثل العسل. ولكنني لا أنزع مجد شكينتي من وسطكم، لأنكم شعب قاسٍ (لا) يقبل التعليم، لئلا أفنيكم في الطريق". (4) فلما سمع الشعبُ هذا الكلام القاسي، ناحوا وما وضع أحد زينته عليه. (5) فقال الربّ لموسى: "قل لبني اسرائيل: أنتم شعب قاسٍ (لا) تقبلون التعليم. فإن نزعتُ لحظة واحدة مجد شكينتي من وسطكم أفنيكم، والآن، لينزع كلُّ واحد زينته فأعرف ما يحب أن أفعل بكم". (6) فنزع بنو اسرائيل زينتهم التي نقش عليها الاسم المقدّس من جبل حوريب.
(7) وأخذ موسى الخيمة ونصبها خارج المخيّم، بعيداً عن المخيّم، ودعاها خيمة الاجتماع. وكلُّ من طلب تعليماً من قدّام الربّ، كانت يخرج إلى خيمة الاجتماع التي هي خارج المخيّم. (8) وحين خرج موسى من الخيمة، قام الناس كلهم، ووقف الرجل على مدخل خيمته، في نظر وراء موسى حتّى يدخل خيمته. (9) وحين يدخل موسى باب الخيمة ينزل عمود الغمام ويقف على باب الخيمة ويتكلّم مع موسى، (10) فيرى الشعب كلُّه عمود الغمام واقفاً على باب الخيمة. فيقف الشعب كله ويشرع في الصلاة، كلُّ رجل عند باب خيمته. (11) ويتكلّم الربّ مع موسى كلاماً تجاه كلام، كما يكلّم الرجل صاحبه، ثم يعود إلى المخيَّم. أمّا خادمه يشوع بن نون الغلام فلا يبرح من داخل الخيمة.
(12) وقال موسى قدّام الربّ: "أنظر. أنت قلتَ: أصعد هذا الشعب! ولكنّك ما أعلمتني من ترسل معي. ومع ذلك قلت: ها أنا عيّنتُ لك اسم المعلّم ووجدتَ حناناً ورحمة قدّامي. (13) والآن إن وجدتُ حناناً ورحمة قدّامك، أعلمني طرقك فأخافك لأني وجدتُ حناناً ورحمة في عينيك. وأنظر أيضاً أن هذه الأمّة العظيمة هي شعبك". قال: "مجدُ شكيني يسير في وسطكم وأهيّئ لكم مكان راحة". (15) فقال قدّام الربّ: "إذا كان مجد الشكينة ليس في وسطنا، فلا تُصعدنا من هنا! (16) فكيف نعرف الآن أني وجدتُ حناناً ورحمة قدامك، أنا وشعبك، إلاّ بأنَّ مجد الشكينة يسير معنا وتتمّ معنا معجزاتٌ ومذهلات، معي ومع شعبك، أكثر من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض؟" (17) فقال الربّ لموسى: "هذا الأمر الذي قلتَه أفعله أيضاً لأنك وجدتَ حناناً ورحمة في عينيّ فعيّنتك باسم معلم (رابي)". (18) قال: «فأرني مجدك". (19) فقال: ""ها أنا أُعبِرُ قوّامك كلَّ كمال حناني، واتحنّن على من هو أهل للحنان وأرحم من هو أهل للرحمة". (20) ثم قال: "لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الانسان لا يقدر أن يراني ويحيا، (21) وقال الربّ: "ها مكان مهيّأ بقربي، فتقف على الصخرة. (22) ويكون حين يمرّ مجده شكينتي أني أضعك في نقرة الصخرة وأبسط يدي عليك إلى أن تعبر جوقات الملائكة التي تراها. (23) أُعبر جوقات الملائكة التي تقف وتخدم قدّامي، وترى خطوة مجد شكينتي، ولكنك لا تقدر أن ترى وجه مجد شكينتي".

لوحان جديدان
34 (1) وقال الربّ لموسى: "انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين، فأكتبَ على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما. (2) وكن مستعداً للصباح. تصعد في الصباح على جبل سيناء وتقف هناك معي على قمّة الجبل. (3) لا يَصعدُ معك أحد ولا يُرى أحد في كل الجبل. حتّى الغنم والبقر لا تُرعى إلى جهة ذلك الجبل". (4) فنحتَ لوحين من حجر كالأوّلين. ثم نهض موسى باكراً وصعد على جبل سيناء كما أمره الربّ، وأخذ في يده لوحي الحجر.
(5) فتجلّى مجد شكينة الربّ في الغمام، ووقف هناك قربه. فصلّى هناك باسم كلام الربّ، (6) وحين عبر مجد شكينة الربّ، صلّى موسى فقال: "الربّ، الربّ! الله الحنون الرحوم الصبور، البعيد عن الغضب والقريب من الرحمة الكثير النعمة والحقّ، (7) الذي يحفظ الاحسان والحنان لآلاف الأجيال، الذي يغفر ويسامح الخطايا، الذي من يتوقّف عند المعصيات، ويكفّر الذنوب دون أن يبرّرها في يوم الدينونة العظيم. يذكر خطايا الآباء الأشرار في الأبناء وبني الأبناء العاصين إلى الجيل الثالث وإلى الجيل الرابع". (8) فأسرع موسى وسجد إلى الأرض، وامتدح (الربّ) ومجّده. (9) وقال: "إن وجدتُ حناناً ورحمة قدّامك، أيها الربّ ليَسِرْ في وسطنا مجدُك، يا ربّ، لأن هذا شعب قاسٍ (لا) يتقبّل التعليم. اغفر وسامح ذنوبنا وخطايانا واجعل منّا ملكك". (10) فقال: "ها أنا أقطع عهداً: قدّام كل الشعب أصنع معجزات ومذهلات لم تتمّ في أيّة ارض ولا في أيّة أمّة، فيرى كلّ الشعب الذي تسكن معه، أعمال الربّ. رهيبة تكون الأشياء التي أريك.
(11) "إحفظ ما أنا أوصيك اليوم. فها أنا أطرد قدّامك الأموريّين والكنعانيين والحثيّين واليبوسيّين. (12) احترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض التي إليها تدخلون، لئلاّ يكونوا بينكم حجر عثار. (13) بل تهدمون وسائل سحرهم، وتكسّرون أنصابهم، وتقطعون أوتادهم المقدّسة. (14) فأنتم لا تسجدون أمام إله آخر لأن الربّ اسمه "الغيور". هو إله غيور ومنتقم، وينتقم في غيرته. (15) ولا تعقدون عهداً مع سكّان الأرض، فيضلّون وراء أصنامهم ويذبحون لأصنامهم. يدعونكم فتأكلون من ذبائحهم. (16) يأخذون من بناتهم لبنيكم، فتضلّ بناتكم وراء أصنامهم ويجعلن بنيكم يضلّون وراء أصنامهم.
(17) "يا شعبي بني اسرائيل! لا تصنعوا لكم آلهة، أصناماً من معدن مسبوك. (18) تحفظون عيد الفطير. سبعة أيام تأكلون الفطير، كما أمرتُكم، في شهر أبيب، لأنكم في شهر أبيب خرجتُم محرّرين من مصر. (19) جميعُ الأبكار يكونون لاسمي، وكلُّ ذكر في مواشيكم يفتح الرحم من البقر والغنم. (20) تفتدون بحمل ما يفتح الرحم بين حميركم. وإن لم تفتدوه تقتلونه. تفتدون جميع الأبكار من بنيكم، ولا يظهرون أمامي بأيدٍ فارغة من كل فريضة. (21) ستّة أيام تعملون وفي اليوم السابع ترتاحون. في عيد القطاف وفي عيد الحصاد ترتاحون. (22) تصنعون لكم عيد الأسابيع أو عصرته، وبواكير حصاد القمح وعيد القطاف، في نهاية السنة. (23) ثلاث مرات في السنة، يحضر كلُّ ذكوركم قدّام سيّد جميع الدهور، الربّ، إله اسرائيل. (24) فأنا أفني الأمم قدّامكم وأوسّع تخومكم. وما من أحد، لا ملك ولا أمير، يشتهي أرضكم حين تصعدون لتظهروا قدّام الربّ إلهكم، ثلاث مرات في السنة. (25) لا تقرّبون مع خبز مختمر، دم ذبائح اقداسي، وذبيحةُ عيد الفصح لا تبيتُ الليلة، إلى الصباح (26) بواكير أرضكم تأتون بها إلى معبد الربّ إلهكم. يا شعبي بني اسرائيل! لا تطبخون ولا تأكلون من لحم ممزوج بحليب لئلاّ يتّقد غضبي فنطبخ حبوبَكم في حزمكم، فيُمزج الحبّ والقشّ معاً".
(27) وقال الربّ لموسى: "اكتبْ لك هذه الكلمات، فبحسب مدلول هذه الكلمات قطعتُ عهداً معك ومع اسرائيل". (28) وكان (موسى) هناك يطلب التعليم من قدّام الربّ، أربعين يوماً وأربعين ليلة. ما أكل خبزاً ولا شرب ماء، وكتب على اللوحين كلمات العهد، الكلمات العشر. (29) وكان أن موسى حين نزل من جبل سيناء، ولوحا الشهادة كانا في يد موسى حين نزل من الجبل، أن موسى لم يعرف أن بهاء مجد وجهه كان يشعّ، لأنه كان يتكلّم معه (= مع الربّ). (30) فنظر هرون وكلُّ بني اسرائيل موسى فإذا بهاء مجد وجه موسى يشعّ، فخافوا أن يقتربوا منه. (31) فدعاهم موسى: هرون وكل رؤساء الجماعة رحبوا إليه فتكلّم موسى معهم. (32) بعد هذا، اقترب كلُّ بني اسرائيل، فأوصاهم بكل ما أمره الربّ على جبل سيناء. (33) ولما فرغ موسى من الكلام معهم، جعل برقعاً على وجهه. (34) فحين كان موسى يدخل قدّام الربّ ليتكلّم معه، ينزع برقعه إلى أن يخرج. ثمّ يخرج ويقول لبني اسرائيل ما أمر به. (35) فرأى بنو اسرائيل وجه موسى، وأن بهاء مجد وجه موسى يشعّ. فيعيد موسى البرقع على وجه إلى أن يعود ليتكلّم معه.

سخاء الشعب ومهارة العمّال
35 (1) وجمع موسى كلَّ جماعة بني اسرائيل، وقال لهم: "هذه هي الأشياء التي أمر الربُّ أن تُصنع. (2) في ستّة أيام تعمل العمل. والسابع يكون مقدّساً لكم، سبتَ راحة قدّام الربّ. فمن عمل عملاً في هذا اليوم يُقتل. (3) في اليوم السابع لا تُشعلون ناراً في أي مكان من مساكنكم يوم السبت".
(4) وكلّم موسى كل جماعة بني اسرائيل، قائلاً: "هذا ما أمر الربّ قائلاً: تقبّلوا تقدمة فصل لاسم الربّ. كل انسان يقدّمها قلبُه طوعاً يأتي بها كتقدمة مفصوله للربّ: ذهب، فضّة، نحاس، (6) سمنجوني، أرجوان، قرمز، بوص، شعر معزى، (7) جلود كباش محمّرة وجلود نخس، وخشب سنط، (8) وزيت للضوء، وأطياب لزيت المسحة، وللبخور العطر، (9) وحجارة كريمة وحجارة لترصيع الرداء والصدرة. (10) ثمّ يأتي كلُّ حكيم القلب فيكم ويصنع كل ما أمر به الربّ: (11) المسكن وستاره وغطاءَه وحلقاته وألواحه وعوارضه وأعمدته وقواعده، (12) والتابوت وعصويه والغطاء وحجاب السجف، (13) والمائدة وعصويها وكل آنيتها وترتيب خبز التقدمة، (14) ومنارةَ الضوء وآنيتها وسرجها وزيت الضوء (15) ومذبح البخور وعصويه وزيت المسحة والبخور العطر وسجف الباب لمدخل المسكن، (16) ومذبح المحرقة وشبّاكة النحاس التي له وعصويه وكلَّ آنيته والحوض مع قاعدته (17) وأستار الدار وأعمدتها وقواعده وسجف باب الدار، (18) وأوتار المسكن وأوتار الدار وأطنابها، (19) والثياب المنسوجة للخدمة داخل المقدس، والثياب المقدّسة لهرون الكاهن، وشباب بنيه للخدمة".
(20) فخرج كلُّ جماعة بني اسرائيل من قدّام موسى. (21) ثم أتى كلُّ من دفعه قلبُه إلى السخاء، وكلُّ الذين دفعهم روحهم إلى السخاء أتوا بتقدمة مفصولة للربّ، لصنع خيمة الاجتماع ولكلّ الخدمة والثياب المقدّسة. (22) فجاء الرجال ترافقهم نساؤهم. كلُّ الذين دفعهم قلبُهم إلى السخاء، أتوا بسلاسل وحلق وخواتم وزمرّد وكل قناع من ذهب، وجميع الذين نذروا ذهباً لاسم الربّ. (23) وكلُّ من وُجد عنده سمنجوني وقرمز ثمين وبوص ملفوف وشعر معزى وجلود كباش محمّرة وجلود نخس، أتى بها، (24) وكل من وضع جانباً تقدمة فصل من فضّة أو نحاس، أتى بتقدمة مفصولة للربّ، وكل من وُجد عنده خشب السنط لصنعة ما للخدمة، أتى به. (25) وكل النساء الحكيمات القلب غزلن بأيديهنّ السمنجوني والأرجوان والقرمز الثمين والبوص. (26) وكل النساء اللواتي دفعهنّ قلبُهنّ إلى السخاء، غزلن بحكمة شعر المعزى. (27) وأتى الرجال بالحجارة الكريمة وحجارة الترصيع للرداء والصدرة، (28) وبالطيب والزيت للضوء، وبالزيت للمسحة وللبخور العطر. (29) كلّ الرجال وكل النساء الذين دفعهم قلبُهم ليأتوا (بشيء) طوعاً لكل صنعة أمر بها الربّ بواسطة موسى، بنو اسرائيل أتوا بتقدمة طوعيّة لاسم الربّ.
(30) وقال موسى لبني اسرائيل: "انظروا! عيّن الربُّ باسم معلّم بصلئيل بن أور بن حور من قبيلة بني يهوذا، (31) وسلّمه روحاً قدوساً من قدّام ربّ المعرفة والحكمة والعلم، لكل عمل. (32) ليعلّم الصنّاع ليعملوا في عمل الذهب والفضّة والنحاس، (33) في عمل الحجارة الكريمة للترصيع، في نجارة الخشب وللعمل في كل الأعمال الفنيّة. (34) وجعل في قلبه، هو واهولياب، بن أخيسامك من قبيلة بني دان، موهبةَ التعليم. (35) ملأهما حكمة ليضعا كل عمل النقاش والحائك الحاذق والطرّاز في السمنجوني والارجوان والقرمز الثمين والبوص، وعمَّال النسيج، صانعي كلّ صنعة ومعلّمين في الفنّ".

المسكن
36 (1) وصنع بصلئيل واهولياب وكلُّ رجل حكيم القلب جعل الربّ في قلبه علماً وحكمة ليعرف أن يصنع كلَّ العمل لخدمة المعبد، (صنعوا) بحسب كل ما أمر به الربّ. (2) ودعا موسى بصلئيل واهولياب وكلَّ حكيم القلب، وقد جعل الربّ في قلبه حكمة، كل الذين دفعهم قلبُهم ليتقدّموا إلى العمل ليصنعه. (3) أخذوا من قدّام موسى كل التقادم التي فصلها بنو اسرائيل لعمل خدمة المعبد لكي يصنعوه. وهم كانوا يأتون إليه كل صباح بتقادم طوعيّة. (4) فأتي كلُّ الحكماء الذين يصنعون كلَّ عمل في المقدس. كلُّ واحد في العمل الذي كان يعمله. (5) وقالوا لموسى: "يأتي الشعب بأكثر ممّا يتطلّبه العمل الذي أوصى الربّ بصنعه". (6) فأمر موسى أن ينفذوا نداء في المخيم قائلين: "لا يصنع الرجال والنساء عملاً لتقدمة الفصل في المقدّس". فامتنع الشعبُ عن الجلب. (7) كان العمل كافياً لكل العمل الذي يجب أن يُعمل. وحين عُمل بقيت (مواد).
(8) فصنع كلُّ حكيم القلب من صانعي العمل المسكن مع عشر شقق من بصّ مبروم، واسمنجوني وأرجوان وقرمز ثمين. صنعوها مع صور، صنعة حائك حاذق، (9) طولُ كل شقّة ثمان وعشرون ذراعاً، وعرضها أربع أذرع لكل ثقة، قياساً واحداً لجميع الشقق. (10) ووصل خمساً من الشقق بعضها ببعض. ووصل خمساً (أخرى) من الشقق بعضها ببعض. (11) وصنع عُرى من سمنجونيّ على حاشية الشقّة الواحدة في الطرف من الموصّل الواحد. كذلك صنع في حاشية الشقّة الطرفيّة من الموصّل الثاني. (12) خمسين عروة صنعَ في الشقّة الواحدة، وخمسين عروة صنعَ في طرف الشقّة الذي في الموصّل الثاني. مقابلةً كانت العرى بعضها لبعض. (13) وصنع خمسين حلقة من ذهب، ووصل الشقتين بعضهما ببعض بالحلقات، فصار المسكن واحداً.
(14) وصنع شققاً من شعر معزى، كفضاء يُفرش على المسكن. إحدى عشرة شقّة صنعها، (15) طولُ الشقّة الواحدة ثلاثون ذراعاً. وعرض الشقّة الواحدة أربع أذرع. قياساً واحداً للاحدى عشرة شقّة. (16) ووصل خمساً من الشقق وحدها، وستاً من الشقق (الأخرى) وحدها. (17) وصنع خمسين عروة على حاشية الشقّة الطرفيّة من الموصل الواحد. وصنع خمسين عروة على حاشية الشقّة الموصّلة الثانية. (18) وصنع خمسين حلقة من نحاس ليربط الخيمة لتصير واحدة. (19) وصنع للخيمة غطاء من جلود كباش محمّرة وغطاء من جلود نخس من فوق.
(20) وصنع الالواح للمسكن من خشب السنط قائمة. (21) طولُ اللوح عشر أذرع، وعرض اللوح الواحد ذراع ونصف. (22) وللوح الواحد رجلان مقرونة إحداهما بالأخرى، هكذا صنع جميع ألواح المسكن. (23) وصنع الالواح للمسكن عشرين لوحاً إلى جهة الجنوب نحو التيمن. (24) وصنع اربعين قاعدة من فضّة تحت العشرين لوحاً. تحت اللوح الواحد قاعدتان لرجليه. (25) ولجانب المسكن الثاني إلى جهة الشمال صنع عشرين لوحاً. (26) وأربعين قاعدة لها من فضّة. وتحت اللوح الواحد قاعدتان. (27) ولمؤخّر المسكن نحو الغرب، صنعَ ستة ألواح. (28) وصنع لوحين لزاويتَي المسكن في المؤخَّر. (29) وكانا مزدوجين من أسفل، وعلى سواء كانا مزدوجين إلى رأسه، إلى الحلقة الواحدة. هكذا صنع لكلتيهما، لكلتا الزاويتين. (30) فكانت ثمانية الواح وقواعدها من فضّة، أي ست عشرة قاعدة. قاعدتين قاعدتين تحت اللوح الواحد.
(31) وصنع عوارض من خشب السنط، خمساً لألواح جانب المسكن الواحد. (32) وخمس عوارض لألواح جانب المسكن الثاني. وخمس عوارض لألواح المسكن في المؤخّر، نحو الغرب. (33) وصنع العارضة الوسطى لتنفُذَ في وسط الألواح من الطرف إلى الطرف. (34) وغشّى الالواح بذهب. وصنع حلقاتها من ذهب، بيوتاً للعوارض، وغشّى العوارض بذهب. (35) وصنع الحجاب من سمنجوني وارجوان وقرمز ثمين وبوص مبروم، صنعة حائك حاذق مع صُوَر. (36) وصنع له اربعة أعمدة من سنط، وغشّاها بذهب مع رززها من ذهب. وسبك لها أربع قواعد من فضّة. (37) وصنع سجفاً لمدخل الخيمة من سمنجوني وارجوان وقرمز ثمين وبوص مبروم، صنعة الطرّاز. وأعمدته خمسة ورززها. وغشّى رؤوسها وقضبانها بذهب، وقواعدها الخمس من نحاس.

داخل المسكن
37 (1) وصنع بصلئيل التابوت من خشب السنط، طوله ذراعان ونصف، وعرضه ذراع ونصف. وقياس ارتفاعه ذراع ونصف. (2) وغشّاه بذهب نقيّ من داخل ومن خارج. وصنع له إكليلاً من ذهب حواليه. (3) وسبك له اربع حلق

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM