القسم الرابع: سفر اللاويين شريعة القداسة

القسم الرابع
سفر اللاويين
شريعة القداسة
17: 1- 27: 34

القداسة مدلول هام في سفر اللاويّين بشكل خاص، وفي التوراة بشكل عام. وهي قريبة من الطهارة. فالله يختلف كل الاختلاف عن الانسان، لهذا لا نستطيع أن نقرب منه، ولا أن نفهمه. وحين يدعو شعبه إلى القداسة، فهو يفصله عن سائر الشعوب لكي يستطيع أن يتّصل بالله القدوس. هناك قداس الأشخاص، وقداسة الأزمنة، وقداسة الأمكنة، وقداسة كل ما نستعمله من أجل خدمة المذبح. كيف يتمّ التقديس؟ يُفصَل المقدّس عمّا هو دنيويّ، يقدّس، يكرّس لكي يتّصل بالله. والانسان يلتزم بخدمة الله والعمل بمشيئته. ذاك هو مضمون شريعة القداسة التي تنهي سفر اللاويّين.

احترام الدمّ
17 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "تكلّمْ مع هرون وبنيه وكل بني اسرائيل، وقل لهم: هذا هو الأمر الذي يُوصي به الربُّ قائلاً: (3) كل انسان من بيت اسرائيل يذبح بقراً أو غنماً أو معزى في المخيّم، أو يذبح خارج المخيّم، (4) ولا يأتي به إلى باب خيمة الاجتماع ليقرّبه قرباناً قدّام الربّ، قدّام مسكن الربّ، يُحسب على ذلك الانسان دمٌ، كأنه سفك دماً بريئاً فيُقطع ذلك الانسان من شعبه. (5) لكي يأتي بنو اسرائيل بذبائحهم التي يذبحونها على وجه البرّية، يأتوا بها قدّام الربّ إلى باب خيمة الاجتماع، إلى الكاهن ويذبحوها ذبائح أقداس قدّام الربّ. (6) وبرش الكاهن الدم على مذبح الربّ، لدى باب خيمة الاجتماع، ويرتّب الشحم كرائحة طيّبة لاسم الربّ. (7) ولا يذبحوا بعدُ ذبائحهم للشياطين التي يزنون وراءها. هذه تكون لهم فريضة دهريّة في أجيالهم.
(8) وتقول لهم: كلُّ انسان من أهل بيت اسرائيل ومن الغرباء الذين ينزلون في وسطكم، يقرّب محرقة أو ذبيحة، (9) ولا يأتي بها إلى خيمة الاجتماع ليقرّبها قدّام الربّ، هذا الانسان يقطع من وسط شعبه. (10) وكل انسان من أهل بيت اسرائيل ومن الغرباء النازلين في وسطكم، يأكل دماً، أبّين حدّة غضبي على الانسان الذي يأكل دماً وأقطعه من شعبه. (11) فنفس الجسد هي في الدم. فأنا أعطيكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم، لأن الدم يكفّر عن خطايا النفس. (12) لذلك قلت لبني اسرائيل: لا تأكل نفسٌ دماً، ولا يأكل الغريبُ النازل في وسطكم دماً. (13) وكل انسان من بني اسرائيل ومن الغرباء النازلين في وسطكم، يصطاد صيداً، وحشاً أو طائراً يؤكل، يَسفِك دمَه ويغطّيه بالتراب، (14) لأن نفس كل جسد هي دمه. كل من أكله يُقطع. (15) وكل انسان يأكل ميتة أو فريسة، ابن البلد كان أو غريباً، يغسل ثيابه ويستحمّ بماء، ويبقى نجساً إلى المساء، ثم يكون طاهراً. (16) وإن لم يغسل ثيابه ولم يرحض جسده في الماء يحمل ذنبه".

احترام الزواج
18 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "تكلّم مع بني اسرائيل وقل لهم: أنا الربّ إلهكم! (3) لا تعملوا مثل أعمال سكّان أرض مصر الذين سكنتم معهم. ولا تعملوا كما يعمل سكان أرض كنعان حيث أدخِلكم، ولا تسلكوا حسب فرائضهم. (4) تعملون بأوامر أحكامي، وتحفظون فرائضي لتسلكوا فيها: أنا الربّ إلهكم! (5) فتحفظون فرائضي وأحكامي التي إذا فعلها الانسان يحيا بها. هكذا يتكلّم الربّ.
(6) "لا يقترب انسان من قريب له بالجسد، ليكشف عورته. هكذا يتكلّم الربّ. (7) لا تفضح عورة أبيك ولا عورة أمّك. إنها أمّك، فلا تكشف عورتها. هي عورة أبيك. (8) لا تفضح عورة امرأة أبيك. هي عورة أبيك. (9) عورة أختك، ابنة أبيك أو ابنة أمك، التي ولدها أبوك من امرأة أخرى، أو التي ولدتها أمك من رجل آخر، لا تفضح عورتها. (10) عورة ابنة ابنك أو ابنة بنتك، لا تفضح عورتهما. إنهما عورتك. (11) عورة بنت امرأة أبيك المولودة من أبيك، لا تفضح عورتها. إنها أختك. (12) عورة أخت أبيك لا تفضح، إنها قريبة أبيك بالجسد. (13) عورة أخت أمك لا تفضح. إنها قريبة أمك بالجسد. (14) عورة أخي أبيك لا تفضح وإلى امرأته لا تقترب. إنها عمتك. (15) عورة كنتك لا تفضح. إنها امرأة ابنك. لا تفضح عورتها. (16) عورة امرأة أخيك لا تكشف. إنها عورة أخيك. (17) عورة امرأة وبنتها لا تفضح. ولا تأخذ ابنة ابنها ولا بنت ابنتها لتكشف عورتهما. هما قريبتان بالجسد. وهذا يكون فجور. (18) ولا تأخذ امرأة مع أختها لتؤلمها فتكشف عورتها معها في حياتها.
(19) "ولا تقترب من امرأة في نجاسة طمثها لنكشف عورتها. (20) ولا تجعل مع امرأة صاحبك مضجعك لزرع، فتتنجّس بها (21) ولا تعطِ من بنيك فيُعبروهم بالنار قدّام صنم، ولا تدنّسوا اسم إلهكم، يقول الربّ، (22) ولا تضاجع ذكراً مضاجعة امرأة. فهذا رجس. (23) ولا نجعل مع بهيمة مضجعك فتتنجّس بها. ولا تقف امرأة أمام بهيمة لتنام معها. فهذه فاحشة.
(24) "بكل هذه لا تتنجّسوا. فبكل هذه تنجّس الشعوبُ الذين أنا طاردهم من أمامكم (25) نجّست الأرضُ. ذكرتُ ذنبها عليها، فطردتِ الأرضُ سكّانها. (26) أما أنتم فتحفظون شرائعي وأوامر أحكامي، ولا تعملون شيئاً من جميع هذه الرجاسات، لا إن البلد ولا الغريب النازل في وسطكم. (27) فجميع هذه الرجاسات قد عملها أهل الأرض الذين قبلكم، فتنجّست الأرض. (28) فإن نجّستم الأرض تقذفكم كما قزفت الشعوب الذين كانوا قبلكم. (29) وكلّ من عمل شيئاً من هذه الرجاسات، تُقطع الأنفس التي تعملها، من شعبها. (30) فتحفظون شعائري لكي لا تعملوا شيئاً من هذه العادات النجسة التي عُملت قبلكم، ولا تتنجّسوا بها. هكذا تكلّم الربّ إلهكم.

كونوا قدّيسين
19 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "تكلّم مع كل جماعة بني اسرائيل وقل لهم: كونوا قدّيسين لأني أنا قدوس في كلامي. هكذا يقول الربّ إلهكم. (3) ليتنبّه كل واحد منكم إلى كرامة أبيه وأمّه، واحفظوا سبوتي المقدّسة. هكذا يتكلّم الربّ إلهكم. (4) لا تضلّوا في عبادة الأوثان، ولا تصنعوا لكم أصناماً مسبولة. هكذا يقول الربُّ إلهكم. (5) إذا ذبحتم ذبيحة أقداس لاسم الربّ، فاذبحوها بحيث يُرضى عنكم. (6) تأكلونها يوم تذبحونها، وفي الغد، وما تبقّى إلى اليوم الثالث يُحرَق بالنار. (7) وإذا أكِلتْ في اليوم الثالث، فذلك نجاسة ولا تُقبَل برضى. (8) من أكل منها يحمل ذنبه، لأنه دنّس قرابين الربّ، فتُقطع تلك النفس من وسط شعبها.
(9) "وعندما تحصدون حصيد أرضكم، لا تكمّلوا حصاء آخر ثلم في حقلكم، ولا تلتقطوا لقاط حصيدكم. (10) وكرمكم لا تعلّلوه، وبثار كرمكم لا تلتقطوا، فتتركونه للمسكين والغريب. هكذا تكلّم الربّ إلهكم.
(11) "فيا شعبي بني اسرائيل! لا تسرقوا ولا تكذبوا ولا تغدروا الواحد بصاحبه. (12) ولا تحلفوا باسمي بالكذب، ولا تدنّسوا اسم ربّكم. هكذا يتكلّم الربّ.
(13) لا تستغلّ قريبك ولا تسلبه. ولا تَبِتْ أجرةُ أجبر معك إلى الصباح. (14) لا تشتم ذاك الذي لا يسمع، ولا تضع معثرة قدّام الذي لا يرى، بل تخافون ربّكم. هكذا تكلّم الربّ. (15) لا ترتكبوا جوراً في القضاء، ولا تأخذوا بوجه مسكين، ولا تراعوا وجه كبير. بالعدل تحكمون لقريبكم. (16) لا تمضِ وراء اللسان المثلّث لتطلب حظوة، ولا تصمت قدّام القضاة على دم قاتلي قريبك، حين تعرف أنه بريء في الحكم. قال الربّ. (17) لا تُبغض أخاك في قلبك. إنذاراً تُنذر صاحبك، ولا تحمل لأجله خطيئة. لا تمضِ وراء اللسان المثلّث الذي هو أقسى من سيف يضرب بجهتيه، بحدّيه، لكي تسيء إلى القريب. لا تمنع تبرئة قريبك حين تعرف أن براءته في جانبه، في المحكمة. وهكذا لا تُتّهم بذنب ضدّ دم أخيك. (18) لا تنتقموا، ولا تحقدوا على قريبكم. تحبّون قريبكم كما تحبّون أنفسكم. هكذا يتكلّم الربّ. (19) رسوم شريعتي تحفظون. لا تُنزّ بهائمك جنسين، وحقلك لا تزرع صنفين، ولا يكن عليك ثوب مصنّف من صنفين، من الصوف والكتّان. (20) وإذا اضطجع رجل مع امرأة اضطجاع زرع، وهي أمة مسعبدة لرجل، ولم تُفدَ فداء ولا أعطيت حرّيتها، ولا أعطيت كتاب تحرير، فقد تمرّدا وأذنبا. لا يموتان لأنها لم تكن بعدُ نالت حرّيتها. (21) ولكنه يأتي بقربان الاثم لاسم الربّ، لدى مدخل خيمة الاجتماع، بكبش كذبيحة إثم. (22) فيكفّر عنه الكاهن، قدّام الربّ بكبش الاثم، من خطيئته التي خطئ، فيصفح له ويسامح عن خطيئته التي خطئ.
(23) "ومتى دخلتم الأرض وغرستم كلّ شجر للطعام، تزيلون غرستها، ثمارها. ثلاث سنين تكون لكم شيئاً محرّماً. لا تأكلوا منها. (24) وفي السنة الرابعة، يكون كلّ ثمرها قدساً فيُفتدى لاسم الربّ. (25) وفي السنة الخامسة تأكلون ثمرها. وهكذا تنمو لكم ثمارُ الغلة، يقول الربّ إلهكم.
(26) "يا شعبي بني اسرائيل! لا تأكلوا فوق دم من حكم عليهم السنهدرين بالموت ولا تراقبوا الفأل والسحرة. (27) لا تقصّروا شعر رؤوسكم مستديراً، ولا تزيلوا طرفَ لحاكم. (28) لا تجرحوا أجسادكم لنفس ميت، ولا تصنعوا لكم وشماً. يقول الربّ. (29) لا تتأخّروا لتعطوا بناتكم للزواج لئلاّ تفجر الأرض، وتمتلئ الأرضُ بأولاد الفجور. (30) سبوتي المقدّسة تحفظون، وفي مقدسي تصلّون بمهابة. يقول الربّ. (31) لا تلتفتوا إلى الجان، لتسرّوا مع أولئك الذين يدعون الموتى فتتنجّسوا بهذه الممارسات. يقول الربّ إلهكم. (32) تقوم قدّام الحكماء الذين يتفوّقون عليك بالشريعة. تكرمون وجه المعلّم (رابي)، وتمتلئون مخافةً قدّام إلهكم. يقول الربّ.
(33) "وإذا نزل عندكم غريب في أرضكم، فلا تظلموه. (34) فالقريب النازل عندكم يكون مثل ابن البلد، فتحبّونه مثل أنفسكم، لأنّكم كنتم غرباء في أرض مصر. يقول الربّ إلهكم. (35) لا ترتكبوا جوراً في القضاء، في القياس، في الوزن، في الموازين. (36) تكون لكم موازين عادلة وقياسات عادلة، وهينات عادلة، وأوزان عادلة. يقول الربّ إلهكم الذي أخرجكم وحرّركم من أرض مصر. فتحفظون كل شرائعي وأوامر أحكامي وتعملون بها. يقول الربّ".

أحكام جزائية
20 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "وتقول لبني اسرائيل: كل انسان من بني اسرائيل ومن الغرباء النازلين في اسرائيل، أعطى واحداً من بنيه ليجعله يعبر (في النار) قدّام صنم غريب، يُقتل. يرجمه شعبُ الأرض بالحجارة. (3) وأنا أجعل حدّة غضبي على هذا الانسان وأقطعه من وسط شعبه، لأنه أعطى من بنيه ليعبروا بالنار قدّام صنم غريب، لأنه نجّسَ مقدسي ودنّس اسمي القدوس. (4) وإن أغمض شعب الأرض أعينهم عن ذلك الانسان فلم يقتلوه حين أعطى واحداً من نسل بنيه ليعبر بالنار قدّام صنم غريب، (5) فأنا أجعل حدّة غضبي على مثل هذا الانسان وعلى نسله فاقطعه مع جميع الذين يضلّون وراءه، فيضلّون وراء صنم غريب، (أقطعه) من وسط الشعب. (6) والنقس التي تلتفت إلى الجان والذين يدعون الموتى فيضلّون وراءهم، على هذه النفس أجعل حدّة غضبي وأقطعها من وسط شعبها. (7) تتقدّسون وتكونون قدّيسين، لأني أنا الربّ إلهكم. (8) وتحفظون فرائضي وتعملون بها. أنا الربّ مقدّسكم.
(9) "كل انسان استهان بكرامة أبيه وأمّه، يُقتل. قد ازدرى كرامة أبيه وأمّه. دمُه عليه. (10) وإذا نام رجل مع امرأة رجل (آخر)، وإذا زنى مع امرأة قريبه، يُقتل الرجل الزاني والمرأة الزانية. (11) وإذا اضطجع رجل مع امرأة أبيه، كشف عورة أبيه. كلاهما يموتان. ومسؤولية دمهما عليهما. (12) وإذا اضطجع رجل مع زوجة ابنه يموتان كلاهما. اقترفا رجساً، ومسؤوليّة دمهما عليهما. (13) وإذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة، فقد فعلا كلاهما رجساً. يُقتلان ومسؤولية دمهما عليها. (14) وإذا أخذ رجلٌ امرأة وأمّها، فهذا رجس. تحرقونهم في النار، هو والمرأتان لئلاّ يكون فجور في وسطكم. (15) وإذا جعل رجل مضجعه مع بهيمة، فإنه يُقتل والبهيمة تميتونها. (16) وإذا اقتربت امرأة إلى بهيمة تتجامع معها، تقتلون المرأة والبهيمة. إنهما تُقتلان ومسؤوليّة دمهما عليهما. (17) وإذا أخذ رجل أخته، بنت بيه أو بنت أمه، ورأى عورتها ورأت هي عورته، ذاك كان سماحاً قبلتُ به مع الرجال الأولين لكي أبني الكون. ولكن منذ الآن، الذين يفعلون هكذا يُقطعون أمام أعين بني شعبهم. إنه فضح عورة أخته، وينال عقاب ذنوبه. (18) وإذا اضطجع رجل مع امرأة طامث، وفضح عورتها ودنّس ينبوع دمها، وفضحت هي ينبوع دمها، يُِقطعان كلاهما من وسط شعبهما. (19) لا تفضح عورة أخت أمك ولا أخت أبيك، لئلاّ تفضح قرابتك بالجسد فتنال عقاب ذنوبك. (20) وإذا اضطجع رجل مع امرأة عمه، فضح عورة عمّه. يحملان ذنبهما ويموتان بلا أولاد. (21) وإذا أخذ رجل امرأة أخيه، فذلك نجاسة. فضح عورة أخيه. يكونان بلا أولاد.
(22) "فتحفظون جميع شرائعي، وكل أوامر أحكامي تعملونها، لكي لا تقذفكم الأرضُ التي أنا آتٍ بكم إليها لتسكنوا فيها. (23) ولا تسلكون في رسوم الشعوب الذين أنا طاردهم من أمامكم. لأنهم قد فعلوا كل هذه الرجاسات، كرههم كلامي. (24) وقلت لكم: ترثون أنتم أرضهم وأنا أعطيكم إياها لترثوها، أرضاً تنتج طيّب الثمار، نقيّة كالحليب، حلوة ولذيذة كالعسل أنا الربّ إلهكم الذي ميّزكم من الشعوب. (25) فتميّزون بين البهائم الطاهرة والنجسة، وبين الطيور النجسة والطاهرة. فلا تدنّسوا نفوسكم بالبهائم والطيور ولا بكلّ ما يدبّ على الأرض ممّا ميّزتُه لكم ليكون نجساً. (26) وتكونون قديسين لاسمي، أنا الربّ، لأني قدوس وقد ميّزتكم من الشعوب لتكوني لاسمي. (27) وإذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة أو أناس يدعون الموتى، فإنهم يُقتلون بالحجارة يرجمونهم ومسؤوليّة دمهم عليهم.

ترتيبات خاصّة بالكهنة
21 (1) وقال الربّ لموسى: "كلّم الكهنةَ بني هرون وقل لهم: لا يتنجّس عظيمُ الكهنة لشخص في شعبه مات، (2) إلاّ لأقربائه الأقرب إليه بالدم: أمه، أبيه، ابنه، ابنته، أخيه. (3) وأخته العذراء القريبة إليه، لأنها لم تتزوّج برجل، لأجلها يتنجّس. (4) رئيس شعبه لا يتنجّس لئلاّ يدنّس الكهنوت. (5) لا يجعلون علامات على رؤوسهم، ولا يحلقون أطراف لحاهم، ولا يجرحوا جراحة في أجسادهم. (6) يكونون مقدّسين قدّام إلههم ولا يدنّسون اسم إلههم، لأنهم يقربون قرابين الربّ، طعام إلههم، فيكونون مقدّسين. (7) لا يأخذون امرأة زانية، ضالة (في الزنى)، مدنّسة، ولا يأخذون امرأة مطّلقة من زوجها. يكونون قدّيسين قدّام إلههم. (8) فتحسبونهم مقدّسين لأنهم يقربون خبز إلهكم. مقدّسين يكونون عندك لأني قدوس، أنا الربّ مقدّسكم. (9) وإن ضلّت ابنة رجل كاهن وتدنّست، جعلت من أبيها زانياً، فتُحرق بالنار.
(10) "والكاهن الذي كبُر على اخوته، الذي صُبَّ على رأسه زيتُ المسحة، الذي رُسم ليلبس الثياب (المقدّسة)، لا يغطّي رأسه ولا يشقّ ثيابه. (11) ولا يأتي إلى نفس ميتة، ولا يتنجّس لأبيه أو أمّه. (12) ولا يخرج من المقدس لئلاّ يدنّس مقدس إلهه، لأن عليه إكليل زيت مسحة إلهه. يقول الربّ. (13) هو يأخذ امرأة يُشهد على (عذريّتها)؛ (14) أما الأرملة والمطلّقة والضالّة والمدنّسة، فلا يأخذ من هؤلاء، بل يتّخذ امرأة من شعبه. (15) ولا يدنّس نسله بين شعبه، لأني أنا الربّ قدّستهم".
(16) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (17) "تكلّم مع هرون قائلاً: لا يقتربْ انسان بين بنيك في أجيالهم، فيه عيب، فيقرّب خبز إلهه. (18) لأن كل رجل فيه عيب لا يقترب ليقرّب: الرجل الأعمى أو الأعرج. الأفطس والزوائدي. (19) رجل فيه كسر رجل أو كسر يد. (20) من يغطي حاجباه عينيه، أو من لا شعَر في حاجبيه. الأحدب أو القزم، من في عينيه بياض، الأجرب أو الأكلف أو مرضوص الخصى. (21) كل رجل فيه عيب من بني هرون الكاهن، لا يقترب ليقرّب خبز إلهه. فيه عيب فلا يقترب ليقرّب خبز إلهه. (22) يأكل خبز إلهه من قدس الأقداس ومن القدس، (23) لكن إلى الحجاب لا يأتي، وإلى المذبح لا يقترب، لأن فيه عيباً، لئلاّ يدنّس مقدسي، فأنا الربّ الذي يقدّسهم". (24) وتكلّم موسى مع هرون ومع بنيه ومع كل بني اسرائيل.

محرّمات تتعلّق بالذبائح
22 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "تكلّمْ مع هرون ومع بنيه. ليتنبّهوا إلى أقداس بني اسرائيل، التي يقدّسونها لاسمي. فلا يدنّسوا اسمي القدوس. أنا الربّ. (3) قل لهم: في أجيالكم، كل انسان من بنيكم اقترب إلى الأقداس التي يقدّسها بنو اسرائيل لاسم الربّ، ونجاسته عليه، تُقطع تلك النفس من أمامه قال الربّ. (4) كلُّ انسان من بني هرون وهو أبرص أو ذو سيل، لا يأكل من الأقداس حتّى يطهرُ. ومن اقترب من كل ما لمستْهُ جثةُ انسان جعلته نجساً أو من انسان حدث منه اضطجاع زرع، (5) أو من انسان اقترب من دبيب ينجّسه، أو من انسان تنجّس بإحدى هذه النجاسات، (6) فالانسان الذي اقترب منه يكون نجساً إلى المساء، ولا يقدر أن يأكل الأقداس إلا بعد أن يرحض جسده بماء. (7) فمتى غرُبت الشمس يكون طاهراً، ثمّ يأكل من الأقداس لأنها طعامه. (8) ميتةً أو فريسة لا يأكل فيتنجّس بها. يقول الربّ. (9) فيحفظون شعائري لكي لا يحملوا لأجلها (عقاب) خطيئة. إن دنّسوها يموتون، أنا الربّ الذي قدّسكم.
(10) "والعوام لا يأكلون الأقداس. ولا الضيف الوثني، ولا الأجير، يأكلان قدساً. (11) لكن إذا اشترى كأنهنٌ أحداً شراء فضة، فهو يأكل منه. والاناس الذين تربّوا في بيته يقدرون هم أيضاً أن يأكلوا من طعامه. (12) وإذا تزوّجت ابنة كاهن انساناً من العوام، لا تقدر أن تأكل من رفيعة الأقداس. (13) وأما ابنة كاهن صارت أرملة أو مطلّقة، ولم يكن لها أولاد، ورجعت إلى بيت أبيها، كما في صباها، فتأكل من طعام أبيها. ولكن أحداً من العوام لا يأكل منه. (14) وإذا أكل انسان قدساً، سهواً، يزيد عليه خمسَه ويدفع القدس للكاهن. (15) فلا يدنّسون أقداس بني اسرائيل التي يرفعونها لاسم الربّ. (16) فيحمِّلونهم ذنب إثم يأكلهم أقداسهم، لأني أنا الربّ مقدّسهم".
(17) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (18) "تكلّمْ مع هرون وبنيه وجميع بني اسرائيل، وقُل لهم: كل انسان من أهل بيت اسرائيل، ومن الغرباء في اسرائيل، قرّب قربانه من جميع نذورهم وجميع عطاياهم التي يقرّبونها لاسم الربّ محرقة، (19) يكون ذكراً بلا عيب من البقر أو الغنم أو المعزي، ليُرضى عنكم. (20) كل ما فيه عيب لا تقرّبوه، لأنه لا يُرضى عنكم. (21) وإذا قرّب انسان لاسم الرب ذبيحة أقداس وفاء لنذر أو عطيّة من البقر أو الغنم، تكون صحيحة ليُرضى عنكم. لا يكون فيها أي عيب. (22) الاعمى والكسور والمجروح والبثير والأجرب والأكلف، هذه لا تقرّبوها قدّام الربّ، ولا تجعلوا منها على المذبح كقربان لاسم الربّ. (23) وأما الثور أو الخروف الذي نقص منه عضو أو زاد، فتحتفظون به فيكون عطيّة، ولكن لا يُرضى عنه كنذر. (24) ومرضوص الخصيّة ومسحوقها ومقطوعها لا تقرّبوا لاسم الربّ، وفي أرضكم لا تعملوا مثل هذا. (25) ومن يد ابن الغريب لا تقرّبوا خبزَ إلهكم من جميع هذه، لأن فيها فسادها. فيها عيب فلا تُقبل برضى عنكم".
(26) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (27) "كان وقتٌ ذكرتَ فيه من أجلنا قرابيننا، من قرَّبناه نحن، وكان يُكفّر عن ذنوبنا. أما الآن وليس لنا بعدُ مكان فيه نقرّب من قطعاننا الغنمَ، يُكفَّر مع ذلك عن خطايانا. اختير الثورُ قدّامي ليذكر قدّامي استحقاق انسان الشرق (= ابراهيم) الذي تبارك في كل شيء، في شيخوخته. أسرعَ إلى حظيرته وجاء بعجل سحين ورخص. ورفعه إلى خادمه الذي أسرع فهيّأه. وخبز فطيراً وأطعم الملائكة. وفي الحال أعلن لسارة: ها أن سارة تلد اسحق. وبعد ذلك، اختير الخروفُ ليذكر استحقاق الانسان الفريد الذي رُبط (عُقد) على جبل مثل خروف، كمحرقة على المذبح. ولكن (الله) نجّاه برحمته الطيّبة. (وسيأتي) زمان فيه يصلّي أبناؤه ويقولون في ساعات ضيقهم: "استجبْنا في هذه الساعة، واسمعْ صوت صلاتنا، وأذكر من أجلنا عقادة (حين عُقد، ربط) اسحق أبينا". وبعد ذلك، اختير جديّ ليذكر استحقاق الانسان الكامل (= يعقوب) الذي جعل على يديه جلد الماعز وهيّأ طعاماً ليأكل أبوه فاستحقّ أن ينال سلسلة البركات. تلك هي القرابين الثلاثة للآباء الثلاثة، أي ابراهيم واسحق ويعقوب. لهذا كُتب بشكل خاص في كتاب شريعة الربّ: "متى وُلد عجل أو حمل أو جدي، تربّيه أمّه سبعة أيام. وفي اليوم الثامن وما بعده، يُؤهَّل ليقرّب قدّام الربّ". (28) "يا شعبي بني اسرائيل! لا تذبحوا بقرة ولا شاة مع ابنها في يوم واحد. (29) ومتى ذبحتم ذبيحة شكر لاسم الربّ، تذبحونها بحيث يُرضى عنكم. (30) في ذلك اليوم تُؤكل. لا تُبقوا منها إلى الغد. هكذا تكلّم الربّ. (31) فتحفظون وصايا شريعتي وتعملون بها. أنا الربّ الذي يمنح المجازاة الصالحة للذين يحفظون وصايا شريعتي. (32) ولا تدنّسون اسمي القدوس لكي يتقدّس اسمي الجليل في وسط شعبي اسرائيل. أنا الربّ الذي قدّسكم، (33) الذي افتداكم وأخرجكم وحرّركم من أرض مصر، لأكون لكم، بكلامي، إلهاً فادياً. أنا الربّ الذي افتدى آباءكم والذي يفتديكم".

أعياد بني اسرائيل
23 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (1) "تكلّمْ مع بني اسرائيل وقلْ لهم: (هذه) مواسم الربّ التي فيها تنادون بأيّام عيد ومحافل مقدّسة، وهذه أزمنة رسوم مواسمه. (3) ستّة أيام تعمل عملاً، واليوم السابع سبت عطلة، يوم عيد ومحفل مقدّس. عملاً ما لا تعملوا. إنه سبت وراحة قدّام الربّ في كل مكان تسكنون.
(4) "هذه مواسم الربّ، أيام العيد والمحافل المقدّسة التي تنادون بها في زمانها. (5) في الشهر الأول، في الرابع عشر من الشهر، في العشيّة، ذبيحة الفصح قدّام الربّ (6) وفي اليوم الخامس عشر من هذا الشهر، عيد الفطير قدّام الربّ. سبعةَ أيام تأكلون فطيراً. (7) في اليوم الأول يكون لكم عيد ومحفل مقدس. عمل العبيد لا تعملوا. (8) سبعة أيام تقربون القربان لاسم الربّ. في اليوم السابع يكون محفل مقدس. وعمل العبيد لا تعملوا".
(9) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (10) "تكلّم مع بني اسرائيل، وقل لهم: متى دخلتم إلى الأرض التي أنا أعطيكم وحصدتم حصيدها، تأتون بحزمةِ أوّل حصيدكم إلى الكاهن. (11) فيردّد الحزمة أمام الربّ فيُرضى عنكم. وبعد اليوم الأول من عيد الفصح، يردّدها الكاهن. (12) ويوم تردّدون الحزمة، تقربون حملاً حولياً، بلا عيب، كمحرقة لاسم الربّ. (13) وتكون تقدمته عُشرَين من دقيق ملتوت بزيت، قرباناً مقبولاً ذات رائحة طيّبة لاسم الربّ. وسكيبه ربع الهين من الخمر. (14) وخبزاً جديداً وطحيناً، وفريكاً سويقاً لا تأكلوا إلى أن تأتوا بقربان إلهكم. هي فريضة دهريّة في أجيالكم، في كل مكان تسكنون فيه.
(159 "ثم تحسبون لكم بعد اليوم الأول من عيد الفصح، من اليوم الذي فيه تأتون بحزمة الترديد، سبعة أسابيع كاملة. (16) إلى غد السبت السابع الذي حسبتم بعد اليوم الأول من عيد الفصح، تحسبون خمسين يوماً وتقرّبون تقدمة جديدة من الطعام قدّام الربّ. (17) ومن المكان الذي فيه تقيمون، تأتون، بشكل خبز الترديد، بكعكتين تكونان عُشرَين من الدقيق، تخبزان مع الخمير، باكورة لاسم الربّ. (18) وتقرّبون مع الخبز سبعة خراف حوليّة، لا عيب فيها وثوراً واحداً وكبشين، كمحرقة لاسم الربّ، مع تقدمتها وسكيبها كقربان مقبول برائحة طيّبة قدّام الربّ. (19) وتقربون أيضاً تيساً واحداً كذبيحة عن الخطيئة وخروفين حوليّين كذبيحة أقداس. (20) فيردّدها الكاهن مع خبز الباكورة كقربان ترديد قدّام الربّ مع الخروفين، فتكون قدساً لاسم الربّ، وتُسلّم كعطيّة للكاهن. (21) وتنادون في ذلك اليوم عينه، ما حييتم وما وُجدتم، بيوم عيد ويكون لكم محفل مقدّس. لا تعملوا فيه عمل العبيد. هذه فريضة دهريّة في كل مكان تقيمون فيه، في أجيالكم. (22) وعندها تحصدون حصيد أرضكم، لا تكمّلوا الحصاد إلى آخر ثلم يوجد في حقولكم، ولا تحصدوا لقاط حصيدكم، بل تتركونه للمسكين والغريب. هكذا يتكلّم الربّ إلهكم".
(23) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (24) "تكلّم مع بني اسرائيل قائلاً: في الشهر السابع في اليوم الأول من الشهر سبتٌ احتفالي، عيد تذكار مع هتاف بالبوق ويوم عيد ومحفل مقدّس. (25) لا تعملوا عمل العبيد، وقرّبوا القرابين قدّام الربّ".
(26) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (27) "أما اليوم العاشر من هذا الشهر السابع، فهو صوم التكفير، يكون لكم يوم عيد ومحفلاً مقدّساً. تصومون في ذلك اليوم وتقرّبون قرابينكم قدّام الربّ. (28) لا تعملوا عمل العبيد في هذا اليوم عينه، لأنه يوم صوم التكفير ليكفّر عنكم قدّام الربّ إلهكم. (29) فكل انسان يقدر أن يصوم ولا يصوم يوم صوم التكفير يُقطع من وسط الشعب. (30) وكل انسان يعمل عملاً ما في هذا اليوم، هذا الانسان أقطعه من وسط شعبي. (31) عملاً لا تعملوا في أجيالكم، في كل مكان تقيمون، هذه فريضة دهريّة في أجيالكم. (32) أنه لكم سبت عطلة كاملة، فيه تصومون، في اليوم العاشر من الشهر: من المساء إلى المساء التالي، تمارسون صيامكم وتسبون سبتكم وتحفظون أزمنة مواسمكم، في البهجة".
(33) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (34) "تكلّم مع بني اسرائيل قائلاً: اليوم الخامس عشر من هذا الشهر السابع هو عيد المظال، سبعة أيام قدّام الربّ. (35) في اليوم الأول، محفل مقدس. لا تعملوا عمل العبيد. (36) سبعةَ أيام تقرّبون قرابين قدّام الربّ. واليوم الثامن يكون لكم يوم عيد ومحفلاً مقدّساً، فتقرّبون قرابينكم قدّام الربّ. هو اجتماع فرح. لا تعملوا فيه عمل العبيد.
(37) "هذه هي مواسم الربّ التي فيها تنادون بأيام عيد ومحافل مقدّسة، لتقرّبوا قرابينكم قدّام الربّ: المحرقات والتقادم، الذبائح والسكائب. كل يوم بيومه. (38) عدا قرابين الربّ التي تقرّبونها في سبوت الربّ المقدّسة، عدا عطاياكم، عدا كل قرابينكم المنذورة، عدا كل عطاياكم الطوعيّة التي تجعلونها جانباً لاسم الربّ. (39) أما اليوم الخامس عشر من الشهر السابع، عندما تجمعون غلّة الأرض، تعيّدون عيداً قدّام الربّ، سبعةَ أيام. اليوم الأول يوم عيد ومحفل مقدّس، واليوم الثامن يوم عيد ومحفل مقدّس. (40) في اليوم الأول من العيد، تأتون بثمار الأشجار المسمّاة أرزاً ونخيلاً وأثلاً وصفصاف الوادي، وتبتهجون قدّام الربّ إلهكم، سبعةَ أيام. (41) تعيّدونه عيداً قدّام الربّ، سبعة أيام كلَّ سنة. هذه فريضة دهريّة في أجيالكم. في الشهر السابع تعيّدونه. (42) في مظال تسكنون سبعة أيام. كل أهل البلد في اسرائيل يسكنون في المظال، (43) لكي تعلم أجيالكم أني أسكنتُ بني اسرائيل في سحاب مجد الشكينة، في صورة مظال، لما أخرجتهم، محرّرين من أرض مصر. أنا هو الربّ إلهكم". (44) فقال موسى أوامر مواسم الربّ وعلّمها لبني اسرائيل.

ترتيبات بالنسبة إلى المقدس
24 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "أوصِ بني اسرائيل أن يأخذوا ويأتوا بزيت زيتون نقياً للضوء، لترتيب السرج دائماً. (3) خارج حجاب الشهادة في خيمة الاجتماع، يرتّبها هرون من المساء إلى الصباح أمام الربّ دائماً: هي فريضة دهريّة في أجيالكم. (4) على المنارة الطاهرة يرتّب السرج، دائماً.
(5) "وتأخذ دقيقاً وتخبزه، اثني عشر قرصاً. عُشران يكونان في كل قرص. (6) وتجعلها صفّين، ستّة أقراص في كلَّ صفّ على المائدة الطاهرة، قدّام الربّ. (7) وتجعل على كل صفّ لباناً نقياً فيكون للخبز تذكاراً (يقدّم) قدّام الربّ. (8) في كل يوم سبت يرتّبه أمام الربّ دائماً من عند بني اسرائيل فريضة دهريّة. هذا يكون لهرون وبنيه فيأكلونه في مكان مقدّس، لأنه قدس أقداس بين قرابين الربّ كأمر دائم".
(10) وخرج ابن امرأة اسرائيليّة، وهو ابن رجل مصريّ، في وسط بني اسرائيل. تخاصم ابن المرأة الاسرائيليّة ورجل اسرائيليّ في المخيّم. (11) فتلفّظ ابن المرأة الاسرائيليّة على الاسم القدوس بشتائم وتجديف. فأتوا به إلى موسى. كان اسم المرأة شلوميّة بنت دبري من سبط بني دان. (12) تلك هي قضيّة من القضايا الأربع حُملت قدّام موسى، فأقرّها باتفاق مع العلى. قال في هذه وتلك: "لم أسمع"! فمن النجسين الذين لم يستطيعوا أن يصنعوا الفصح، وفي قضيّة بنات صلفحاد، كان موسى سريعاً لأن قضاياهم كانت قضايا ماليّة. وفي قضيّة ذاك الذي نجّس السبت، عن معرفة، فجمع حطباً. وفي قضيّة المجدِّف الذي شتم الاسم القدوس ولعنه، تباطأ موسى لأن قضيتيهما كانتا من القضايا الرئيسية، ولكي يعلّم القضاة الذين سيقومون بعده أن يكونوا سريعين في القضايا الماليّة، وأن يتباطأوا في القضايا الرئيسيّة، بحيث لا يحكمون بالموت، يتسرّع، على ذاك الذي حُسب أهلاً لأن يموت في المحكمة، وذلك في حالة وُجدت في المحاكمة براهين تخفيفيّة، وبحيث لا يخجلون بأن يقولوا: "لم نسمع"، بما أن موسى معلّمهم قال: "لم اسمع"! فوضعوه في السجن إلى أن أعلنت لهم من قدّام الربّ الطريقة التي بها يجب أن يُقتل.
(13) فتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (14) "أخرِج الذي سبّ إلى الخارج، فيضع الذين سمعوه أيديهم على رأسه، ويرجمه كلّ شعب الجماعة. (15) ثم تكلّمْ مع بني اسرائيل قائلاً: كل من يجدّف على اسم الله ويعلن ينال (عقاب) ذنوبه. (16) من يجدّف على اسم الله ويلعنه، يُقتل قتلاً. يرجمه كلّ شعب الجماعة، الغريب كابن البلد، لأنه سبق اسم الله ولعن. (كل مجدِّف) يُقتل. (17) وإن تعدّى انسان على حياة بشريّة يُقتل. (18) من تعدّى على حياة بهيمة يعوّض عنها: حياة تعويضاً عن حياة. (19) وإذا أحدث انسان بقريبه عيباً، فكما فعل كذلك يُفعل به: (20) كسر بكسر، وعين بعين، وسنّ بسنّ. كما أحدث عيباً في الانسان كذلك يحدث فيه. (21) من قتل بهيمة يعوّض عنها، ومن قتل انساناً يُقتل. (22) حكمٌ واحد يكون لكم، للغريب ولابن البلد. فأنا الربّ إلهكم". (23) وبعد أن تكلّم موسى (هكذا) مع بني اسرائيل، أخرجوا الذي سبّ إلى خارج المخيّم ورجموه بالحجارة. ففعل بنو اسرائيل ما أمر الربّ موسى.

السنة السبتيّة
25 (1) وتكلّم الربّ مع موسى، على جبل سيناء، قائلاً: (2) "تكلّم مع بني اسرائيل وقل لهم: متى دخلتم إلى الأرض التي أنا أعطيكم، تسبتُ الأرضُ لاسم الربّ. (3) ستَّ سنين تزرعون حقولكم، وست سنين تقبضون كرومكم وتجمعون الغلّة. (4) وأما السنة السابعة، ففيها يكون للأرض سبت عطلة قدّام الربّ. لا تزرعوا حقولكم، ولا تقضبوا كرومكم. (5) زريع حصيدكم لا تحصدوا، وعنب كرومكم المتروكة لا تقطفوا، يكون للأرض سبتُ راحة تامّة. (6) ومحصول سبت الأرض يكون لكم طعاماً. لك ولبعدك ولأمتك ولأجيرك ولضيفك وللمهاجر الذي يسكن في وسطكم. (7) وكل محصول الأرض، يكون طعاماً لبهيمتك وللحيوان الذي في أرضك.

اليوبيل
(8) "وتعدّو سبعة سبوت سنين، سبع سنين سبع مرّات. فلتكن لكم أيام السبعة السبوت السنويّة تسعاً وأربعين سنة. (9) تُسمعون بوق الهتاف في الشهر السابع، في اليوم العاشر من الشهر في يوم صوم التكفير تسمعون صوت البوق في جميع أرضكم، (10) وتقدّسون السنة الخمسين، وتنادون بالعتُق في الأرض لجميع سكّانها. هذا يكون لكم يوبيلاً، فيرجع كلّ واحد إلى عشيرته. (11) يوبيلاً تكون لكم سنةُ الخمسين. لا تزرعوا ولا تحصدوا زريعها، ولا تقطفوا كرمها المتروك. (12) فهذا يوبيل. هذا يكون لكم شيئاً مقدّساً. من الحقل تأكلون الغلّة. (13) في سنة اليوبيل هذه، ترجعون كلٌّ إلى مُلكه. (14) فمتى بعتَ صاحبك مبيعاً أو اشتريت من يد صاحبك، فلا يغبن أحدكم أخاه. (15) حسب عدد السنين، بعد اليوبيل، تشتري من صاحبك، وحسب سنيّ الغلّة يبيعك. (16) على قدر كثرة السنين تكثّر ثمنه، وعلى قدر قلّة السنين تقلّل ثمنه، لأنه يبيعك عددَ الغلاّت. (17) فلا يغبن أحدكم صاحبه، بل خافوا الربّ. فأنا الربّ إلهكم. (18) فتعملون فرائضي وتحفظون أوامر أحكامي وتعملونها لتسكنوا على الأرض آمنين، (19) وتعطي الأرضُ ثمرها فتأكلون وتشبعون، وتسكنون عليها آمنين. (20) وإذا قلتم: "ماذا نأكل في السنة السابعة إن لم نزرع ولم نجمع غلّتنا"؟ (21) فإني آمر بيركتي لكم في السنة السادسة فتعمل الأرض ثمار غلّتها ثلاث سنين، (22) إلى أن تأتي ثمار غلّتها تأكلون من (الغلّة) العتيقة.
(23) "والأرض لا تباع البتّة، لأن الأرض هي لي، وأنتم غرباء ونزلاء قدامى. (24) في كل أرض ملككم، تجعلون مكاناً للأرض. (25) إذا افتقر أخوك فباع (جزءاً) من ملكه، يأتي قريبه الأقرب إليه ويفكّ مبيع أخيه. (26) ومن لم يكن له وليٌّ، إن نالت يده ووجد مقدار فكاكه، (27) يحسب سني بيعه ويردّ الفاضل للانسان الذي باع له، فيرجع إلى ملكه. (28) وإن لم تنل يدُه كفاية ليردّ له، يكون مبيعُه في يد شاربه إلى سنة اليوبيل. ثم يخرج في اليوبيل فيرجع إلى ملكه.
(29) "وإذا باع انسان موضع سكن في مدينة محاطة بسور، فيكون فكاكه إلى تمام سنة بيعه. فكاكه يدوم عدداً من الأيام. (30) وإن لم يُفكّ قبل أن تكمل له سنة كاملة وجب البيت الواقع في مدينة لها سور لشاريه في أجياله. لا يخرج (من سلطانه) في اليوبيل، (31) لكن بيوت القرى التي ليس لها سور حولها، فمع حقول الأرض تُحسب. يكون لها فكاك، وفي اليوبيل تخرج (من سلطانه). (32) وأما مدن اللاويّين، بيوت مدن ملكهم، فيكون لها فكاك مؤبّد للاويّين. (33) والذي يُفكّ من اللاويّين، ممّا بيعَ من بيت أو من مدينة ملكهم، يخرج في اليوبيل (من سلطان البائع) لأن بيوت مدن اللاويّين ملكهم في وسط بني اسرائيل. (34) وأما الحقول المرتبطة بمدنهم فلا تباع، لأنها ملك دهريّ لهم.
(35) وإذا افتقر أخوك وقصُرت يده عندك فاعضده، غريباً كان أو ضيفاً، فيعيش معك. (36) لا تأخذ منه ربى ولا مرابحة، بل خافوا إلهكم فيعيش أخوك معك. (37) فضّتك لا تعطها بالربى. وطعامك لا تعطه بالمرابحة. (38) أنا الربّ إلهكم الذي أخرجكم وحرّركم من أرض مصر لأعطيكم أرض كنعان يكون كلامي لكم إلهاً فادياً.
(39) "وإذا افتُقر أخوك عندك وباع نفسه لك. فلا تستعبده استعباداً يُشبه استعباد العبيد. (40) بل يكون عندك كأجير ونزيل. إلى سنة اليوبيل يخدم عندك. (41) ثم يخرج من عندك هو وبنوه معه، ويعود إلى عشيرته. وإلى ملك آبائه يرجع. (42) لأنهم عبيدي الذين أخرجهم محرّرين من أرض مصر. فهم لا يُباعون كما يُباع العبيد. (43) لا تستعيده بقساوة، بل تخافون إلهكم. (44) وفي شأن عبيدك وإمائك الذين يكونون لك، تشتري عبيدك وإماءك من الشعوب الذين حولك ومنهم فقط. (45) وأيضاً من بني المهاجرين النازلين عندكم، منهم تقتنون، ومن عشائرهم الذين عندكم الذين يلدونهم في أرضكم فيكونون مُلكاً لكم. (46) وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم، ميراث ملك. تعاملونهم كالعبيد. وأما أخوتكم بنو اسرائيل، يستعيد انسان أخاه بقساوة.
(47) "وإذا طالت يد غريب أو نزيل عندك، وافتقر أخوك عنده وبيع للغريب أو المهاجر الذي يقيم عندكم، أو نسل عشيرة القريب. (48) فبعد بيعه يكون له فكاك. يفكّه واحد من اخوته. (49) أو يفكّه عمّه أو ابن عمه. أو يفكّه واحد من أقربائه بالجسد، من عشيرته. أو إذا نالت يده، يفكّ نفسه. (50) فيحاسب شاربَه من سنة بيعه له إلى سنة اليوبيل، ويكون ثمنُ بيعه حسب عدد السنين. كأيام أجير يكون عنده. (51) إن بقي بعدُ كثيرٌ من السنين، فعلى قدرها يردّ فكاكه من ثمن شرائه. (52) وإن بقي قليلٌ من السنين إلى سنة اليوبيل، يحسَبُ له وعلى قدر سنيه يردّ فكاكه. (53) كأجير من سنة إلى سنة يكون عنده. لا يستعبده بقساوة أمام عينيك. (54) وإن لم يُفكّ بهؤلاء، يخرج في سنة اليوبيل هو وبنوه معه، (55) لأن بني اسرائيل هم عبيد اسمي. هم عبيدي الذين أخرجتهم وحرّرتهم من أرض مصر. أنا الربّ إلهكم".
26(1) لا تصنعوا لكم أوثاناً ولا صوراً، ولا تقيموا لكم نصباً. لا تجعلوا في أرضكم حجراً (بشكل صنم) مسبوك لتسجدوا قدامه. فأنا الربّ إلهكم. (2) تحفظون سبوتي المقدسة، وتصلّون بمهابة في مقدسي. أنا الربّ.

بركات الربّ
(3) "إذا سلكتم في فرائض شريعتي وحفظتم وصاياي وعملتم بها، (4) أعطي مطر أرضكم في حينه، وتعطي الأرضُ ثمارَ غلّتها، وتعطي أشجارُ الحقل أثمارها بوفرة. (5) ويلحق دراسُكم بالقطاف، ويلحق القطافُ بالزرع، فتأكلون خبزكم للشبع، وتسكنون في أرضكم آمنين. (6) وأجعل سلاماً في الأرض، فتنامون وليس من يُزعجكم، وأبيدُ من الأرض سلطان الممالك التي تشبه الوحوش، وسيف العدو لا يعبر في أرضكم. (7) تطردون أعداءكم فيسقطون أمامكم، وتضربونهم فيموتون بالسيف. (8) خمسة منكم يطردون مئة، ومئة منكم يطردون ربوة، ويسقط أعداؤكم أمامكم وتضربونهم فيموتون بالسيف. (9) أميل إليكم بكلامي الطيّب وأقوّيكم وأُكثركم وأقيم عهدي معكم. (10) فتأكلون (الغلّة) العتيقة المعتّقة، وتُخرجون العتيقة من وجه الجديدة. (11) وأسكن مجد شكينتي بينكم ولا ترذلكم نفسي. (12) يسير كلامي بينكم، يكون كلامي لكم إلهاً فادياً وأنتم تكونون شعب قدّيسين لاسمي. (13) أنا الربّ إلهكم الذي أخرجكم وحرّركم من أرض مصر، لئلاّ تكونوا لهم بعدُ عبيداً مستعبَدين. حطّمتُ نيرَ عبوديّة المصريين من فوقكم، (هذا النير) الذي ثقل عليكم كنير من حديد، وجعلتكم تمشون وقامتكم منتصبة.
(14) "ولكن إن لم تسمعوا لتعليم شريعتي ولم تعملوا كل هذه الوصايا. (15) وإن رفضتم فرائض شريعتي، وكرمتم أوامر أحكامي فما عملتم كل وصاياي ونقضتم عهدي، (16) فإني أعمل هذه بكم: أعيد عليكم بسرعة الهزال والحمّى التي تفني العينين وتتلف النفس، باطلاً تزرعون فيأكل زرعَكم أعداؤكم. (17) وأجعل وجهي ساخطاً عليكم سخط العنف فتنهزمون أمام أعدائكم، ويتسلّط عليكم مبغضوكم وتهربون وليس من يطردكم.
(18) "وإن كنتم، رغم هذه العقوبات، لا تسمعون لتعليم شريعتي، أزيد على تأديبكم سبع مرّات حسب خطاياكم، (19) فأخرب بيت مقدسي الذي هو قوّة جيشكم وأجعل السماوات التي هي فوقكم صافية كالحديد، لئلاّ تُنزل لكم ندى ولا مطراً، والأرض التي هي تحتكم قاسية كالنحاس، لئلا تنبت لكم نباتاً. (20) فتُفرَغ باطلاً قوّتكم لأن أرضكم لن تعطي ثمار غلّتها، أشجارُ الحقول ثمارها.
(21) "وإن سلكتم قدّامي بقساوة (قلب) وما أردتم أن تسمعوا تعليم شريعتي أزيد عليكم ضربات، سبعة أضعاف، حسب خطاياكم. (22) أُطلق عليكم وحوش البريّة فتحرمكم الأولاد، وتقرض بهائمكم وتقلّكم فتوحش طرقُكم.
(23) "وإذا كنتم لا تتأدّبون قدّام كلامي مع هذه العقوبات، وإن كنتم تسلكون قدّامي في قساوة (القلب)، (24) فإني أنا أيضاً أسلك معكم بقساوة، وأضربكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم. (25) أجلب عليكم سيفاً فينتقم منكم لأنكم نقضتم عهودي. حين تجتمعون في مدنكم، أرسل عليكم الوباء فتسلّمون إلى أيادي الأعداء. (26) حين أحطّم لكم سند الطعام، تخبز عشر نساء خبزكم في تنّؤر واحد، ويرددن خَبزكم بالوزن فتأكلون ولا تشبعون.
(27) "وإن كنتم مع ذلك لا تسمعون لتعليم شريعتي، بل تسلكون في قساوة (قلب)، (28) فأنا من جهتي أسلك معكم بغضب، بقساوة، وأؤدّبكم سبعة أضعاف، حسب خطاياكم. (29) فما أثقل الذنوب وما أخطر الخطايا التي فعلها آباؤنا في أورشليم فأكلوا لحم بنيهم، وأكلوا لحم بناتهم! (30) أخرّب مذابحكم، وأزيل أوثانكم، وألقي جثثكم على جثث رجاساتكم، وترذلكم نفسي. (31) وأصيّر مدنكم ضربة، وأدمّر مقادسدكم، ولن أقبل برضى رائحة قرابينكم. (32) وأدمّر أيضاً الأرض فيقيم فيها أعداؤكم ويُذهَلون. (33) وأذرّيكم بين الأمم، وأجرّد وراءكم السيف، فتصير أرضُكم موحشة، ومدنُكم تصير خربة. (34) حينئذ تسبتُ الأرض وتستوفي سبوتها. (35) كلَّ الأيام التي فيها تُحرم منكم تسبت ما لم تسبت من سبوتكم، حين سكنتم عليها. (36) والباقون منكم ألقي الجبانة في قلوبكم، في أرض أعدائكم. صوت ورقة تضرب جارتها وتسقط تلاحقهم، فيهربون كما من أمام السيف، ويسقطون دون أن يطاردهم أحد. (37) ويعثر بعضهم ببعض كما من أمام السيف، وما من يطاردهم. ولا يكون لكم قيام أمام أعدائكم. (38) فتهلكون بين الشعوب وتأكلكم أرضُ أعدائكم. (39) والباقون منكم يفنون بذنوبهم، في أرض أعدائهم، وأيضاً بذنوب آبائهم معهم، يفنون.

وإن تابوا
(40) "لكن إن أقرّوا بذنوبهم وذنوب آبائهم، في سلوكهم الكاذب قدّامي، وفي سْيرهم قدّامي في قساوة (القلب)، (41) فأنا أيضاً أسلك معهم بقساوة وأدخلهم إلى أرض أعدائهم. فقد يتحطّم قلبهم المعتدّ ويُقرّون بذنوبهم. (42) وأذكر كلام عهدي الذي أقمته مع يعقوب في بيت إيل، والعهد الذي أقمته مع اسحق على جبل موريا. وأذكر برحمةٍ العهد الذي أقمته مع ابراهيم بين قطع (ذبيحته)، وأذكر برحمة أرض اسرائيل. (43) يتركون الأرض فتستوفي سبوت عطلتها كلّ الأيام التي فيها ابتعدوا عنها. وهم يستوفون عن ذنوبهم، مكيالاً بمكيال وحكماً بحكم، لأوامر أحكامي التي رذلوها، ولفرائض شريعتي التي رفضوها. (44) ولكن مع ذلك، حين يُنفَون في أرض أعدائهم، لن أرذلهم في مملكة بابل ولن أطردهم في مملكة فارس بحيث أنقض عهدي معهم. فأنا الربّ إلهكم. (45) بل أذكر لهم العهد الذي أقمته مع الأوّلين، فأخرجتهم محرّرين من أرض مصر، أمام أعين الشعوب لأتون لهم بكلامي إلهاً فادياً. أنا الربّ".
(46) هذه هي الفرائض والأصنام وقرارات الشريعة التي وضعها الربّ بين كلامه وبني اسرائيل على جبل سيناء، بيد موسى.

تسعير النذور
27 (1) وتكلّم الربّ مع موسى قائلاً: (2) "تكلّمْ مع بني اسرائيل وقل لهم: إذا نذر انسان، لاسم الربّ، نذراً، حسب تقويمك نفوساً للربّ، (3) فإن كان تقويمك لذَكَر من ابن عشرين سنة إلى ابن ستين سنة، يكون تقويمُك خمسين شاقل فضّة على شاقل المقدس. (4) وإن كان أنثى، يكون تقويمك ثلاثين شاقلاً. (5) وإن كان من ابن خمس سنين إلى ابن عشرين سنة، يكون تقويمك للذكَر عشرين شاقلاً، ولأنثى عشرة شواقل. (6) وإن كان من ابن شهر إلى ابن خمس سنين، يكون تقويمك للذكَر خمسة شواقل فضّة، وللأنثى يكون تقويمك ثلاثة شواقل فضّة، (7) وإن كان ابن ستين وصاعداً، فإن كان ذكَراً يكون تقويمك خمسة عشر شاقلاً. وأما للأنثى فعشرة شواقل. (8) وإن كان فقيراً تجاه تقويمه، يقرّب قدّام الكاهن الذي يقوّمه. على قدر ما تنال يدُ الناذر يقوّمه الكاهن.
(9) "وإن كان بهيمة ممّا يقرّبونه قرباناً قدّام للربّ، فكل ما يُجعل جانباً لاسم الربّ يكون قدساً. (10) ولا يغيّره ولا يبدّله، جيداً برديء، أو رديئاً بجيّد. وإن أبدل بهيمة ببهيمة، تكون هي وبديلها قدساً. (11) وإن كان بهيمة نجسة ممّا لا يقرّبونه قرباناً قدّام الربّ، يوقف البهيمة أمام الكاهن. فيقوّمها الكاهن جيّدة أم رديئة. تكون حسب تقويم الكاهن. (13) فإن فكّها يزيد خمسها على تقويمك.
(14) "وإذا قدّس (= كرّس) انسان بيتَه قدساً لاسم الربّ، يقوّمه الكاهن جيّداً أو رديئاً. وكما يقدّمه الكاهن هكذا يقوم. (15) فإن كان المقدِّس يفكّ بيته، يزيد خُمس فِضَة تقويمك عليه فيكون له. (16) وإن قدّس (= كرّس) انسانٌ بعضَ حقلِ ملكه لاسم الربّ، يكون تقويمك على قدر بذاره. بذار حومر من الشعير بخمسين شاقل فضّة. (17) إن قدّس حقله من سنة اليوبيل، فحسب تقويمك يقوم. (18) إن قدّس حقله بعد سنة اليوبيل، يحسب له الكاهن الفضّة على قدر السنين الباقية الى سنة اليوبيل، فينقضّ من تقويمك. (19) فان فكّ الحقلَ مقدِّسُه، يزيد خُمس فضّة تقويمك عليه فيجب له. (20) لكن إن لم يفكّ الحقل وبيع لانسان آخر، لا يُفكّ بعدُ. (21) بل يكون الحقل، عند خروجه في اليوبيل، قدساً لاسم الربّ كحقل اقتطاع. للكاهن يكون ملكه.
(22) "وإن قدّس للربّ حقلاً من شرائه ليس من حقل ملكه، (23) يحسب له الكاهن مبلغ تقويمه إلى سنة اليوبيل، فيعض تقويماً، ذلك اليوم، قدساً لاسم الربّ. (24) وفي سنة اليوبيل، يرجع الحقل إلى الذي اشتراه منه، إلى الذي له ملك الأرض. (25) وكل تقويمك يكون على شاقل المقدس. عشرين جيرة يكون الشاقل.
(26) "لكن بكر البهائم الذي يُفرز لاسم الربّ، فلا يقدّسه أحد. ثوراً كان أو خروفاً، فهو لاسم الربّ. (27) وإن كان من البهائم النجسة، يفديه حسب تقويمك ويزيد خمسه عليه. وإن لم يفكّ، يباع حسب تقويمك. (28) أمّا كل مقتطع يجعله انسان جانباً لاسم الربّ، كل ما له من الناس والبهائم ومن حقول ملكه، فلا يُباع لا يُفك. إن كل مقتطع هو قدس أقداس لاسم الربّ. (29) كل محرَّم يحرَّم من الناس لا يُفدى، بل يُقتل قتلاً.
(30) "وكل عُشر الأرض، من حبوب الأرض وأثمار الشجر، فهو لاسم الربّ. هو قدسٌ لاسم الربّ. (31) وإن فكّ انسان بعض عشره، يزيد خمسه عليه. (32) وأما كل عشر البقر والغنم، فالعاشر من كل ما يمرّ تحت العصا، يكون قدساً لاسم الربّ. (33) لا يُفحَص، أجيّد هو أم رديء، ولا يبدَّل. وإن أبدله يكون هو وبديله قدساً ولا يُفكّ".
(34) هذه هي الوصايا التي أوصى بها الربّ موسى إلى بني اسرائيل، في جبل سيناء.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM