تحليل رؤيا ايليا

تحليل رؤيا ايليا

تقسم رؤيا إبراهيم ثلاثة أقسام رئيسية: عرض إرشادي. وهذا العرض يهيّئ القسم الثاني الذي هو لوحة واسعة عن أحداث تعلن نهاية الأزمنة وتستبقها. ويتكوّن القسم الثالث من "حكاية الانتيكرست" أو المناوئ للمسيح، وينتهي بالدينونة وإعادة خلق العالم.
* يبدأ القسم الأول بدعوة النبيّ التي تشبه دعوة الأنبياء في العهد القديم. كلّف النبي بأن يحثّ الشعب على أن لا يضيف خطايا على خطايا لئلا يبتلعه الشيطان. ويدعو الشعب ليعود إلى خالقه الذي هيّأ العروش والأكاليل للذين يسمعون له. وهم قد ختموا بختمه، فلن يجوعوا ولن يعطشوا، ويقيمون وسط الملائكة. فهم الخطأة فيذهبون إلى الموت.
ثم يعلن مجيء عدد من معلّمي الضلال في نهاية الأزمنة. هم ينكرون الصوم. فيبرّر الكاتب الصوم الذي أسّسه الله، ويعدّد حسناته. وفي النهاية، لا يكون الإنسان بقلب وقلب، فيترك الشكّ يلج حياته.
* ونعبر بدون انتقالة من الإرشاد في القسم الأول إلى القول النبويّ في القسم الثاني. فالذين يخصّون الرب ينبّهون أن ليس لهم أن يخافوا من حرب. وتذكر هذه الحرب بشكل سريع: ملك أشوري هو ملك الجور (أو اللابّر) زرع البلبلة في مصر، فتمنّى العديدون موته.
ثم جاء ملك السلام من مناطق الغرب. قتل ملك الجور وأعاد السلام وقال: "واحد هم اسم الله". وأعاد بناء الأماكن المقدّسة. ولكنه ارتدّ عن مدن مصر بحيلة وسجن حكماء الأرض وعظماء الشعب في العاصمة التي هي على شاطئ البحر.
ويصوّر الحرب والاضطهاد. فلا يبقى للشعب المضطهد من أمل سوى الموت، فيقوم ثلاثة ملوك لدى الفرس فيعيدون اليهود من مصر إلى أورشليم. ويُقطع الخبر بإعلان المجيئ القريب لابن الهلاك للأثيم.
وتعود حرب تدوم ثلاث سنوات بين ملوك الفرس وملوك الأشوريين في مصر. ويتدخّل ملك جديد جاء من مدينة الشمس. واستطاع ملوك الفرس بحيلة أن يقتلوا الملك الاشوري، ويعيدوا النظام إذ يقتلون الوثنيين والأشرار ويعيدون بناء المعابد ويقولون: "واحد هو اسم الله". والذين نجوا من هذا الزمان القلق يعيشون بعد ذلك في سلام.
* ويضع القسم الثالث حدًا لحقبة السلام هذه. تبدأ بمجيء ابن الإثم الذي يأتي إلى أورشليم بشكل مسيح (أو ملك ممسوح) فيتمّ عددًا من المعجزات ما عدا قيامة الموتى. بهذا يستطيع الأبرار أن يتأكّدوا أنه ليس المسيح، بل ابن الإثم، وهذا الشخص الذي سمِّي أيضًا "الوقح" قد عرفته طابيته التي سينتقم منها فيقتلها ويمصّ دمها. غير أن العذراء ستقوم ويصبح دمها ينبوع خلاص للشعب.
وينزل إيليا وأخنوخ ليحاربا ابن الإثم. دام القتال سبعة أيام. ظلاّ ميتين خلال ثلاثة أيام ونصف اليوم في ساحة أورشليم، ولكنّهما نهضا في اليوم الرابع ليعلنا للوقح أنهما سيغلبانه.
فدخل الوقح في غضب كبير، ومارس الدمار في الأرض وعذّب القدّيسين والكهنة هرب بعضهم إلى البريّة وحُفظ إلى يوم الدينونة. فجاء ستون بارًا بسلاحهم. أهلكهم الوقح بالنار. لكن فناء الأبرار زرع الشكّ في قلب المتشيّعين له العديدين. ثم تدخّل الملائكة ليحموا الأبرار بقيامة جبرائيل واورئيل في الأرض المقدّسة حيث يأكلون ثمار شجرة الحياة ويرتدون الثياب البيضاء ولا يتألمون من جوع ولا من عطش.
وكانت كوارث طبيعية، زلازل، ظلمة، جفاف. ضربت الخطأة الذين تابوا لأنهم تبعوا الوقح، وطلبوا ماء فما وجدوا. فهم الوقح أن نهايته قرُبت، فقام بحرب أخيرة ضد القدّيسين والملائكة. ولكنّ الرب أمر الأرض والسماء بأن تشتعلا فتحرق الخطأة والشياطين، في هذا الوقت، تمّت الدينونة التي حضرها الخطأة والأبرار ورعاة الشعب. ثم جاء إيليا وأخنوخ مرّة ثانية. فقتلا ابن الإثم وطرحاه في الهاوية مع كل الذين آمنوا به. وأخيرًا، جاء المسيح من السماء وبعد أن جدّد الأرض، أقام فيها خلال ألف سنة وسط القدّيسين والملائكة.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM