المسيح و ابن الإثم

المسيح و ابن الإثم

الانتيكرست وظهوره
3 (1) في السنة الرابعة لهذا الملك، يظهر ابن الإثم قائلا: "أنا المسيح" مع أنه ليس (المسيح). (2) فلا تصدّقوه!
(3) فحين يأتي المسيح. يأتي كطير الحمامات. يحيط به إكليل حمامات. يسير على غمام السماء وتسبقه علامة الصليب. (4) يراه العالم كلّه كالشمس التي تشرق منذ مناطق المشرق إلى مناطق المغرب. بهذه الطريقة يأتي محاطًا بكل ملائكته.
(5) ويستعد ابن الاسم أيضًا ينتصب في المكان المقدّس. فيقول للشمس: "اسقطي"، فتسقط، ويقول: "اشرقي"، فتفعل. يقول: "كوني ظلمة" فتكون. (7) ويقول للقمر:"كن دمًا" فيفعل ويجول معهما في السماء. (8) يمشي على البحر وعلى الأنهار كما على الأرض اليابسة ويجعل الكسحان يمشون، والصمّ يسمعون، والبكم يتكلّمون، والعميان ينظرون، والبرص يطهرون. (9) ويشفي المرضى، ويخلّص من بهم شيطان وينجيهم. ويُكثر آياته ومعجزاته أمام الجميع. (10) وبفعل أمورًا فعلها المسيح، ما عدا إقامة الموتى. (11) بهذا تعرفون أنه ابن الإثم، لأن لا سلطة له على النفس.
(12) وأنا أقول لكم علاماته لكي تعرفوه: (13) هو فالج صغير، هو شاب بساقين نحيفتين. على رأسه من الأمام خصلة شعر أبيض كمن لا شعر له. تصل حواجبه إلى أذنيه. على يديه من الأمام لطخة برص. (14) يتحوّل أمامنا: فيصبح تارة شيخًا، وطورًا يصبح صبيًا. يتحوّل في كل علامات ، ولكنّه لا يقدر أن يحوّل علامات رأسه. (15) بهذا تعرفون أنه ابن الإثم.
المقاومة الأولى: عذراء طابيته
(16) فتسمع العذراء التي اسمها طابيته أن الوقح ظهر في المكان المقدّس. (17) فتلبس ثويها الكتاني وتسرع إلى اليهودية. (18) فأهانته حتّى أورشليم قائلة: (19) "أيها الوقح، يا ابن الاثم، يا عدوّ كل القدّيسين" (20) حينئذ يغضب الوقح على العذراء، ويلاحقها حتّى مناطق المغرب. (21) قيمصّ دمها في ساعة المساء ويرميه على الهيكل (22) فليصبح خلاصًا للشعب. (23) فتنهض في ساعة الصباح، وتكون حيّة وتهينه قائلة: "أيها الوقح، لا سلطة لك على نفسي ولا على جسدي، فأنا أحيا في كل وقت، في الربّ". (24) (وقالت) أيضًا: "رميت دمي على الهيكل فصار خلاصًا للشعب".
المقادمة الثانية: إيليا وأخنوخ
(25) حين سمع إيليا وأخنوخ أن الوقح ظهر في المكان المقدّس، نزلا ليقاتلان قائلين: أفما تستحي بأن تنضمّ إلى القدّيسين مع أنك غريب في كل زمان، (26) صرت عدوّ السماويّين، وصرت عدوّ الأرضيّين (27) وصرت (عدو) الملائكة. أنت غريب في كل زمان. (28) سقطتَ من السماء، مثل كواكب الصباح. (29) وتحوّلتَ فصارت قبيلتك ظلامًا. (30) أفما تستحي بأن تنضمّ إلى الله مع أنك شيطان"؟ (31) يسمع الوقح فيغضب ويقاتلهم في سوق المدينة العظيمة. ويظلّ يقاتلهم سبعة أيام، ثمّ يقتلهم. (32) ويظلّون ثلاثة أيام ونصف اليوم موتى، في السوق، فيراهم الشعب كله. (33) إلاّ أنهم ينهضون في اليوم الرابع ويهيئونه قائلين: "أيها الوقح، يا ابن الإثم، أفما تستحي بأن تطغي شعب الله الذي لم تتألّم لأجله؟ (34) أما تعلم أنّنا نعيش في الرب لكي نهينك كل مرّة تقول: "لي سلطان عليكم"؟ (35) سنترك لحم جسمك ونقتله دون أن يمكنك التكلّم في ذلك اليوم. (36) فنحن نعيش في الرب، في كل زمان، وأنت العدوّ في كل زمان". (37) يسمع الوقح ويغضب ويقاتلهم. فتحيط بهم المدينة كلّها. (38) في ذلك اليوم، يطلقون صراخ البهجة في السماء، ويشرقون، فيراهم العالم كلّه. (39) ولا يكون لابن الإثم سلطان عليهم.
اضطهاد القدّيسين
(40) فيغضب على الأرض ويطلب الخطيئة على حساب الشعب. (41) ويلاحق جميع القدّيسين فيأتون إليه مقيّدين مع كهنة الأرض. (42) فيقتلهم ويهلكهم. (43) ويأمر بأن تحرق عيونهم بمقدح من حديد، وينزع جلد رأسهم، كما يقتلع أظافرهم واحدًا واحدًا. (44) ويأمر بأن يصبّوا في أنوفهم الخلّ والكلس. (45) فالذين لا يستطيعون أن يحتملوا عذابات هذا الملك، يأخذون ذهبهم ويهربون نحو العابر قائلين: "اعبرونا الخاصة إلى الصحراء". (46) فيرقدون كإنسان تناعس. (47)فجمع الرب روحهم ونفسهم. ويصبح لحمهم كالحجر بحيث لا يأكله وحش البرّ حتى اليوم الأخير في الدينونة العظيمة. (48) ينهضون وينامون موضع راحة. ولكنّهم لا يكونون مع المسيح على مثال الذين احتملوا. (49) قال الرب: "ان الذين احتملوا أُجلسهم عن يميني. فينالون النعمة قبل الآخرين. (50) ينتصرون على ابن الإثم، ويرون زوال السماء والأرض وينالون عروش المجد والأكاليل".
المقاومة الثالثة: الستون بارًا
(51) في تلك الأيام، يسمع ستون بارًا أُعدّوا لهذه الساعة يتسلّحون بدرع الله، ويسرعون إلى أورشليم. ويقاتلون ضد الوقح قائلين(52): "لقد صنعتَ جميع المعجزات التي صنعها الأنبياء. ولكنك ما استطعت أن تقيم ميتًا، لأن لا سلطان لك على النفس. (53) بهذا عرفنا أنك ابن الإثم". (54) يسمع الوقح فيغضب. ويأمر بأن يقيَّد الأبرار ويوضعوا تحت المذابح ويحرقوا.
(55) في ذلك اليوم، يرتعد قلب الكثيرين. فيبتعدون عنه قائلين: "هذا ليس المسيح. فالمسيح لا يقتل الأبرار، ولا يضطهد الصادقين، بل يطلب أن يقنعهم بالآيات والمعجزات".
الأبرار في الفردوس
(56) في ذلك اليوم، يكون المسيح رحيمًا تجاه الذين يخصّونه. يرسل من السماء ملائكته الذين عددهم أربعة وستين ألفًا، ولكل واحد ستة أجنحة. (57) يهزّ صوتُهم السماء والأرض حين يمدحون ويمجّدون. (58) والذين كُتب على جباههم اسم المسيح، وكان الختم على يدهم اليمنى، (59) من الصغير إلى الكبير، فهم يأخذونهم على أجنحتهم ويحملونهم بعيدًا غن غضبه. (60) عندئذ يكوّن جبرائيل واورئيل عمود نار ويسيران أمامهم إلى أن يوصلهم إلى أرض القدس (أو: الأرض المقدّسة). فيطعمانهم من ثمر شجرة الحياة ويلبسانهم لباسًا أبيض. (61) ويسهر الملائكة عليهم، فلا يجوعون ولا يعطشون، ولا يكون لابن الإثم سلطان عليهم.
(62) وفي ذلك اليوم، تهتزّ الأرض، وتصبح الشمسُ ظلمة. ويؤخذ السلام بعيدًا عن الأرض والسماء، تُقتلع الأشجار وتسقط. وتموت في الاهتزاز الحيوانات البريّة والحيوانات الداجنة. (63) ويسقط العصافير موتى على الأرض. وتجفّ الأرض وتنضب مياه البحر.
المحاولة الأخيرة
(64) ويتأوّه الخطأة على الأرض قائلين: "ماذا عملت بنا، يا ابن الإثم، قائلاً: "أنا المسيح" وأنت ابن الإثم؟ لا تستطيع أن تخلّص نفسك. فهل تستطيع أن تخلّصنا (66) صنعت آيات باطلة أمامنا إلى أن جعلتنا غرباء عن المسيح الذي خلقنا. (67) الويل لنا لأننا أطعناك. وها نحن الآن نموت في الجوع وفي الضيق. (68) فأين الآن أثر البار لكي نكرمه؟ أو أين هو ذاك الذي يعلّمنا لكي ندعوه؟ (69) ها نحن نهلك بالغضب، لأننا عصينا الله. (70) مضينا إلى أماكن البحر العميقة، وما وجدنا ماء. (71) حفرنا ست عشرة ذراعًا في الأنهر وما وجدنا ماء".
(72) عندئذ يبكي الوقح في ذلك اليوم ويقول: "الويل لي أنا أيضًا لأن زمني قد مضى. (73) كنت أقول ان زمني لن يمضي. (74) صارت سنواتي أشهرًا، وزالت أيامي كما يزول الغبار (75) ها أنا أهلك معكم. فاركضوا إلى البرية، وامسكوا السارقين واقتلوهم. وجيئوا بالقدّيسين! (76) فبسببهم تعطي الأرض ثمارًا. وبسببه تشرق الشمس على الأرض. (77) وبسببهم يأتي الندى على الأرض". (78) فيبكي الخطأة ويقولون: "جعلتنا أعداء الله. فإن كان لك سلطة فقم ولاحقهم". (79) حينئذ يأخذ أجنحته النارية ويطير لملاحقة القدّيسين. (80) فيقاتلهم من جديد.
نهاية العالم، الدينونة والمجازاة
(81) في ذلك اليوم يسمح الربّ، فيأمر في غضب عظيم أن تنتج السماء والأرض النار (83) فتصل النار على الأرض إلى اثنتين وسبعين ذراعًا. فتلتهم الخطأة والشياطين مثل القش. (84) وتكون دينونة عادلة في ذلك اليوم. وتُسمع جبالُ الأرض صوتها في ذلك اليوم. (85) فتقول الطرق في ما بينها: "هل سمعتم اليوم صوت إنسان يمشي ولم يأتِ إلى دينونة ابن الله"؟ (86) فخطايا كل واحد تقف تجاهه في الموضع الذي اقترفها. أكان ذلك في الليل أو في النهار (87) فالذين يكونون بين الأبرار، والذين يكونون بين القدّيسين، يرون الخطأة في عقابهم، كما (يرون) الذين اضطهدوهم والذين أسلموهم إلى الموت. (88) حينئذ يرى الخطأة في عقابهم، موضع الأبرار وهكذا تكون عفو. (89). في تلك الأيام، يُعطى للأبرار ما طلبوه مرارًا. (90) في ذلك اليوم، يدين الربّ السماء والأرض يدين أولئك الذين تجاوزوا (وصاياه) في السماء، والذين عملوا (إرادته) على الأرض. يدين رعاة الشعب، ويسألهم حول قطيع الخراف. فيسلمون إليه ولا يستطيعون بعد أن يقتلوا بالحيلة. (91) بعد ذلك ينزل إيليا وأخنوخ ويتركان لحم العالم ويأخذان لحم الروح (92). يلاحقان ابن الاثم ويقتلانه دون أن يستطيع الكلام. (93) في ذلك اليوم يُعدم أمامهم كما الثلج تعدمه النار. (94) يهلك مثل تنين لا نسمة فيه. (95) فيقولون: "مضى زمانك ها إنك تهلك مع الذين يؤمنون بك". (96) يرمونهم في بئر الهاوية ويغلقونها عليهم.
(97) في ذلك اليوم، يأتي من السماء المسيح الملك مع جميع قدّيسيه. فيحرق الأرض ويقيم عليها ألف سنة. (98) وكما سيطر عليها الخطأة، يخلق (هو) سماء جديدة وأرضًا جديدة. ولن يعود فيهم شيطان ولا موت. (99) فيملك مع قديّسيه. يصعدون وينزلون يكونون مع الملائكة في كل وقت. يكونون مع المسيح خلال ألف سنة.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM