مُلحَق نظام الجماعة - دراسة حول ملحق نظام الجماعة

دراسة حول ملحق نظام الجماعة
بعد نظام الجماعة، جاء ملحق نظام الجماعة أو نظام الحلقة، نظام الأخوّة. ثم كتاب المباركات. ماذا عن تأليف هذا الملحق ولاهوته؟

1- التأليف
لا يُذكر اسم الكاتب. غير أن مجمل المقال يدلّ على قرابة وثيقة مع نظام الجماعة ونظام الحرب والمدائح. أم الأسلوب فيقوم بأن نقطف الآيات الكتابيّة ونجمعها بشكل باقة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار موضع هذا النص في المخطوط، نستطيع القول إن كتابه هو معلّم البرّ ونظّم جماعة قمران.
فنظام الجماعة واحد من ثلاثة كتب. بدأ المؤلِّف فشرّع لجماعة صغيرة من أناس يتوقون إلى الكمال، فقادهم في حياة "رهبانية"، غير أنه فهم أن الشعب اليهوديّ كله لا يستطيع أن يدخل في هذه الحالة الرفيعة: إن أعضاء الجماعة مهيّأون ليكونوا قطباً يجتذب كل المؤمنين الحقيقيين ويجمعونهم حولهم. وأعطى الكاتب هذه الجماعة الموسّعة اللقب البيبلي "حلقة إسرائيل". وإذ أراد أن يجنّبها ساعة تأسيسها التردّدَ والحيرة، أعطاها نظاماً. واهتم بشكل خاص بأن تكون حرب التحرير (حين تندلع) موافقة لأقلّ تفاصيل الشريعة لتتأمّن للجماعة الحماية الإلهيّة... في هذا الإطار يكون "المدخل" قد دوّن مع "النظام"، أي حوالي 110 ق. م.
ويهتمّ الكاتب في "النظام"، كما في "الملحق"، كما في نظام الحرب بتفاصيل حول العمر والأولويّة والتراتبيّة، وينسى أموراً أكثر أهمية.

2- اللاهوت
لا يتطرق الكاتب إلى المسائل اللاهوتيّة في حدّ ذاتها. بل نجد عنده تلميحات تتيح لنا أن نكتشف فكره.
اهتم الكاتب كتاباً خاصاً بالمحافظة الأمنية على الشريعة، بمراعاة الطهارة بحسب الشريعة مراعاة دقيقة. واهتم بسموّ الكهنة الذين ينتمون إلى خطّ صادوق. فلهم المركز الأول في الجماعة.
لا يعارض الكاتبُ الزواج، بل يشرّع بشكل واضح لتنظيم عائلات عادية مؤلفة من رجال ونساء وأولاد. هذا يتعارض مع ما قاله فيلون الاسكندراني ويوسيفوس المؤرخ حول عزوبة أعضاء الجماعة. هنا نشير إلى أن هذه "الأخوة" لم توجد، بل الجماعة فقط.
انتظرت جماعة قمران مجيء نبيّ ومسيحين، مسيح هارون ومسيح إسرائيل (نج 9: 11؛ وثص 19: 10- 11؛ 20: 1؛ 12: 23- 13: 1). يبدو أن مسيح هارون هو الكاهن الأعظم. ومسيح إسرائيل هو مسيح البرّ (قد كرّس بشكل شرعي) وغرس داود، والمحارب الذي كلّف بإفناء جميع الأمم في حرب التحرير (كم 5: 20- 29). وذكرَ "ملحق نظام الجماعة" مسيحَ إسرائيل مع شخص آخر هو رئيس الكهنة. ولكن خاف الكاتب من "فرع داود" الذي يستفيد من امتيازاته العسكريّة ليكون له الدور الأول. لهذا، جعل له الكاتب المكان الأدنى في الاجتماعات وفي الطعام. وهكذا لا يكون فرع داود هو المسيح ومخلّص العالم وابن الله كما في الإنجيل، بل مسيحاً من مسيحين، كلّف بالأعمال الحربيّة والسياسيّة وطُلب منه أن ينفّذ التعليمات التي يعطيها الكهنة.
وقد نكون في منج أمام ولائم عباديّة قد حلّت محل الذبائح الرسميّة في الهيكل. لا شك في أن أهل فمران لم يعارضوا الاحتفالات الدينية، وهناك عدد من المقالات وُجدت في المغارة الرابعة تورد صلوات ليتورجية. غير أننا لا نستطيع أن نحدّد: هل مورست حقاً في قمران؟ أم هل وُضعت هنا للساعة التي فيها تعود العبادة الحقيقيّة إلى هيكل أورشليم؟ أما منج فلا يتحدّث عن فعل عباديّ بالمعنى الحرفيّ، بل ينظم الطعام بحسب تراتبيّة دقيقة. ويقول إن كل وجبة تسبقها صلاة وتتبعها أخرى. ولكننا لا نجد شيئاً يوضح هدف هذا الطعام. هل طعام الأخوّة، أم هو شعيرة عبادة كما في سفر اللاويين وغيره من الأسفار؟ ولكن لا ننسى أن الحياة كلها في قمران تنغمر في مناخ ديني، فلماذا نربطها بهذا العمل العبادي أو ذاك.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM