الفصل الثامن والثلاثون: أقوال لموئيل

الفصل الثامن والثلاثون
أقوال لموئيل
31: 1 – 9

ترتبط أقوال لموئيل بالحكمة الملكيّة. ولموئيل هو ملك. هل هو ملك غريب عن أرض إسرائيل؟ هذا ما ظنه بعضهم حين قرأوا ملك مسا. ولكننا لسنا نعرف بالحقيقة شيئًا عن لموئيل، كما لم نعرف شيئًا عن أجور. بما أن ليست من ملك إسرائيلي حمل هذا الاسم، نفترض أن هذا الشخص هو أحد الحكماء الشرق الذين قدّر بنو إسرائيل أقوالهم (1 مل 5: 10؛ إر 7:49؛ أي 1: 1؛ 2: 11؛ حز 14: 14). ولقد حصل لموئيل على حكمته من أمه. في الحالات العادية ينقل الأب تعليماته إلى ابنه. ولكن العالم الإسرائيلي أعطى الأم دورًا في تربية ابنها (1: 8، التوراة كأم ؛ 6: 20 ؛ 10: 1؛ 15: 20؛ 29: 15؛ 31: 26). ومهما يكن من أمر، فالحكيم في إسرائيل لا يتوجّه بنفسه مباشرة إلى الملك، كما يفعل الأنبياء. إنه يحسّ أن لا سلطة له في هذا الأمر. ولكننا نجد مع ذلك خطابًا موجهًا إلى الملوك (حك 6: 1- 9) ساعة لم يَعُد يُوجد ملك داودي في إسرائيل.
(31: 1- 2) وضع النصّ الماسوري علامة بين "ملك " و"مسا"، ولكن الكثيرين يعودون إلى 30: 1 ويقرأون "ملك مسا". أما السبعينية فالغت أسماء العلم وقالت: كلام من لدن الله. وحي الملك، علّمته إياه أمُه.
(آ 3) التنبيه الأول. تحذّر الأم ابنها من النساء (زانية، أو امرأة متزوجة). فالنساء يهلكن الملوك. قد يكون في هذه الآية تلميح خفيّ إلى مغامرات سليمان (1 مل 11: 1- 13).
(آ 4- 5) التنبيه الثاني: تحذّر الأم ابنها من مخاطر الخمر. السكر هو إحدى نتائج الشرب، وهو يحرّف قضاء الملك، ويمنعه من انصاف البائس الذي هو ضحيّة عادية لنزوات الملك. الوضع المفترض هنا نجده في خبر أستير حيث ترتبط شهوة القتل عند أرتحششتا بوليمة أقامها لرجاله. وكذا نقول عن هيرودوس الذي قتل يوحنا المعمدان (مر 6: 21 – 29).
(آ 6- 7) تشيران إلى حسنات الخمر والمسكر للبائس، فيجعلانه ينسى شقاءه بصورة موقتة.
(آ 8- 9) العدالة والرحمة تجاه المساكين والذين تضايقهم سلطة قاسية فلا يعرفون ان يدافعوا عن نفوسهم.
تشكّل كل هذه الأمثال مقتطفات من تعليم ملوكي قريب مما نجد في عالم حكمة الشرق.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM