الفصل التاسع والثلاثون: المرأة القديرة

الفصل التاسع والثلاثون
المرأة القديرة
31: 10 – 31

وينتهي أم بصورة رسمها الكاتب باهتمام، وجعلها حسب الحروف الأبجدية. رج مز 9- 10؛ 25؛ 34 ؛ 37 ؛ 111؛ 119؛ 145؛ مرا 1- 4 ؛ نا 1:2-8. بعض هذه النصوص يرتبط بالادب الحكمي: مديح الشريعة في مز 119، مديح البار الناجح في مز 112. وهناك اهتمامات حكمية في مز 34؛ 37؛ 111.
نجد هنا مقدمة (آ 10- 12) وتوسيعًا يقدم لنا المرأة القديرة وسيدة البيت (آ 13- 18 أ) والعاملة السخيّة (آ 18 ب- 20)، وأم العائلة الكاملة (آ 21- 23)، والمرأة النشيطة والمقتصدة والطيبة والحازمة (24: 28). وفي النهاية يأتي كلام المديح لها (آ 29- 31).
نقابل بين هذه صورة وصورة الحكمة المشخَّصة (9: 1- 6). فكل من المرأتين ربّة بيت حاذقة. في ف 9 هي تدعو إلى بيتها، في ف 31 هي لا تدعو إلى بيتها، ولكن نشاطها موجّه إلى من تحب، زوجها وخدمها. إنها صورة من صور الحكمة.
(31: 10) الكلمة "حيل " العبرية تدل على القوّة العسكريّة والقدرة والامكانات الماليّة والموارد والثروة. في السبعينية: المرأة القوية. وكذلك في اللاتينية. في السريانية، كشيرتو أو الناجحة. الحيل في العربية: القوة، والحيلة: القدرة على التصرّف والحذق وجودة النظر. ولهذا قلنا: المرأة القديرة.
من الصعب أن نجد امرأة قديرة وفاضلة. ولكن إن وجدناها، فقيمتها تفوق قيمة اللآلئ (جا 28:7). هكذا شبّهت الحكمة، وهكذا تشبّه المرأة الفاضلة.
(آ 11- 12) قلب زوجها يثق بها وهو يجد فيها سعادة أكيدة.
(آ 13) الصوف والكتان. يستعملان لصنع الثياب (هو 2: 11؛ تث 22: 11).
(آ 14) عملها يجلب المال كعمل التاجر الذي يذهب إلى البعيد ولا يخاف مخاطر البحر.
(آ 15- 18) أولادها يكرّمونها، خدمها وخادماتها يتّكلون عليها من أجل الطعام واللباس، من أجل توزيع العمل. هي دائمًا نشيطة، تقوم قبل طلوع الفجر، ويمتد نهارها حتى الليل.
(آ 19) ونعود إلى الحياكة مع المكب والمغزل. قالت السبعينية: الأمور المفيدة.
(آ 20) هي لا تنسى الصدقة وعمل الخير مع المسكين والبائس.
(آ 21) يلبسون حلتين، لا القرمز (كما تقول السريانية). فالقرمز ثياب الأغنياء، ولكنه لا يقي الجسم من البرد. قالت السبعينية: لا يهتم زوجها لما يحدث في البيت حين يتأخر في أحد الامكنة، لأنها تُلبس كل عياله.
(آ 22) قد تكون الأغطية لباسًا لأولادها، أو ما يغطّي السرير من شراشف وحرامات.
(آ 23) المجالس. حرفيا: الأبواب. فعند أبواب (أو باب) المدينة كان يجتمع الشيوخ وأهل الرأي. زوجها معروف جدًا لأن امرأته قد رفعت صيته، رفعت رأسه.
(آ 24) القمصان. سدين أو الثياب الداخلية (قض 14: 12) أو ثياب زينة (أش 3: 23)0 التاجر. حرفيا: الكنعاني: أشتهر الكنعانيون ببيع "الكشة".
(آ 25) تلبس الفرو والبهاء. ق مز 93: 1: الرب ملك لبس العزة. هي لا تهتمّ للأيام الآتية، لأنها مستعدّة لها.
(آ 26) الحكمة أي الفطنة والحكم الصائب. قالت السبعينية: تفكّر قبل أن تفتح فها (بحسب الشريعة) وزيّنت لسانها بالفطنة.
(آ 27) نحن هنا في موقف يعارض الكسلان والبطّال الذي يتكلّم عنه مرارًا أم.
(آ 28) هنا قمة المديح. زوجها وأولادها يمتدحونها. نقرأ في السبعينية: تفتح فمها بحكمة وفطنة. رحمتها ربّت أولادها فاغتنوا ووافقها زوجها.
(آ 29) نساء. حرفيا: بنات (نش 2: 2؛ 6: 9). نحن أمام استعمال شعري. قدرة حين نعود إلى كلمة "حيل " رج آ 10.
(آ 30) الجمال الخارجي شيء والجمال الداخلي شيء آخر الحسن غرور ولا يبقى في النهاية إلا مخافة الله. قالت السبعينية: الاهتمام بالحسن غرور، وجمال المرأة باطل. المرأة الحكيمة تُمدح. لتمدح مخافةَ الرب.
(آ 31) وينتهي النشيد بمديح في الساحة العامة وفي المجالس، ليعرف فضلها كلُّ إنسان

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM