الفصل السابع والثلاثون: أمثال عدديةالفصل السابع والثلاثون أمثال عددية 30: 15 – 33 يقدّم لنا هذا الم

الفصل السابع والثلاثون
أمثال عددية
30: 15 – 33

يقدّم لنا هذا المقطع نموذجًا عن استعمال الاعداد يعطي أقوال الحكماء أصالة تسترعي الأنتباه. نجد هذا الأسلوب في عا 1:3- 13؛ مي 5: 4 ؛ أي 19:5؛ 40: 5؛ أم 16:6؛ جا 11: 2 ؛ سي 16:23؛ 25: 1-2، 7؛ 28:26؛ 50: 25. كلّ هذه الأمثلة تنتمي إلى الفن الحكمي.
وما يميّز العقليّة الحكمية هو العودة إلى كائنات الطبيعة وظواهرها. يبدو أن سليمان عرفها (1 مل 13:5): تكلّم عن النبات من الارز الذي في لبنان إلى الزوفى التي تنمو في الحائط، وتكلّم أيضاً عن ذوات الأربع والطيور والزحافات والاسماك. ودلّ أيوب (28، 38- 42) كم أحبّ الحكماء أن يفاخروا بمعرفتهم لعناصر الكون والحياة.
لن نجد في كل هذه الأمثال عبرة أدبيّة مباشرة. إن آ 29- 31 تدخلنا إلى البلاط وتسمعنا مديحا يعظّم سموّ الملك. وتشدّد آ 24- 28 على أن النقائص تُوجد في الكائن الواحد، فلا ننطلق من ظاهرها لنحكم على قوتها وقيمتها وأهميتها. نحن هنا في محيط الكتّاب العلماء.
وهناك أمثال تتضمّن أمثولة أدبية مباشرة. تندّد آ 15- 16 بالحسد الذي لا يشبع. تُلفت آ 18- 20 انتباهنا إلى الظواهر الطبيعيّة لتدفعنا إلى الاشمئزاز من تصرّفات الزانية (رج 25:6- 35). وتشدد آ 21- 23 على الضلال الذي يعرفه المجتمع وتندّد به.
والطريقة الاخلاقية تظهر بصورة خاصة في آ 32- 33: إعرف أن تسكت حين يُقال لك كلمة تجرح كبريائك. وإلا اتّبعَ ذلك الغضبُ والخصام.
(30: 15- 16) مثل العلقة. هي ملاحظة الواقع: الجحيم (27: 20 ؛ أش 5: 14)، الرحم العقيمة (تك 16: 2؛ 20: 18؛ 30: 1). قال المثل الهندي: لا تشبع النار حطبا ولا الاوقيانوس من النهر ولا الموت من الأحياء ولا المرأة مع الرجل.
قالت السبعينية: كان للعلقة ثلاث بنات محبوبات، ولكن لم يكنّ ليرضنيها. والرابعة ما فتئت تقول: كفى. الجحيم، حب الزوجة، الأرض التي لا تشبع ماء، والنار التي لا تقول: كفى.
قرئت آ 15 أ بمعنى رمزي: الأختان هما الفردوس والجحيم.
(آ 17) الابن الذي لا يحترم والديه. يرتبط هذا المثل بالآية 10 وبسائر مجموعات الحكماء. فالعين هي علامة التشامخ (13:6). إن الإنسان الذي لا يحترم والديه يموت قبل أوانه (خر 12:20) ولا يُدفن (1 صم 44:17 ؛ 1 مل 14: 11؛ 4:16؛ 21: 24؛ إر 16: 4؛ حز 5:29؛ 17:39).
(آ 18- 20) مثل الصبيّة. يعلن أربعة أشياء ويتكلّم عن خمسة. هناك تفسيران. إذا أخذنا آ 20، تحدّد الخاتمةُ معنى المجموعة وتشير إلى علاقات خفيّة بين رجل وصبيّة أو بين رجل وزانية. أما إذا حسبنا آ 20 حاشية تحذف، يتّخذ المثل معناه من الشيء الرابع: طريق الرجل إلى بيت الصبيّة طريق سرية: هكذا يطير النسر في السماء (أي 26:39)، وتزحف الحية بلا أرجل (تك 3: 14)، وتتحرّك السفينة في الماء (حك 3:14- 4). كل هذا يبدو سريًا. ولكن ما يزيد السريّة هو العلاقة الزوجية التي تعطي الحياة (مز 13:39- 16؛ جا 11: 5). وهكذا نكون أمام فتاة متزوجة زواجًا شرعيًا.
(آ 21- 23) مثل الخادمة. مراقبة أمور عديدة في أوساط متنوّعة. وإذا تمّ تبديل، دبّت الفوضى في المجتمع. الملك (19: 10) تنبل أو جاهل (2 صم 33:3) في العالم العقلي (17: 7، 21) والاخلاقي والديني (تث 31: 6؛ حز 13: 3؛ أش 32: 5- 6). امرأة قبيحة وبالتالي متروكة (تك 29: 30- 33؛ 31: 15) أو مطّلقة (تث 24: 1- 4؛ إر 3: 1). أما الارث فيكون إرثًا شرعيًا (25: 5- 11) حين تزاحم الخادمة معلّمتها على قلب سيدها (تك 16: 4- 6؛ 29: 31- 30: 24) فتحرم سيّدتها من خيرات البيت.
(آ 24- 28) الحيوانات. يصوّر الحكيمُ الحيوانات، ويستخلص من تصرّفاتها عبرة: الحل، الوبار، الجراد، الأب بريص أو الحرذون.
(آ 29- 31) المشية الحلوة. تزيد السبعينية والسريانية: والرابع الذي يقف بمهابة على رجليه (أو يمشي مشية حلوة). وجرو الأسد أقوى الحيوانات الذي لا يعود إلى الوراء، ولا يخاف الحيوانات. والديك الذي يتمشّى بخيلاء بين الدجاج. والتيس الذي يسود على قطيع الماعز، والملك الذي يلقي خطابًا في شعبه.
(آ 32- 33) التكبّر. هل ترتبط الآية بالأخرى؟ من الصعب أن نؤكّد ذلك. آ 32 هي غامضة وتتحمّل تأويل: إذا كنت مجنونًا تغضب وتتأمّل في السرّ. إذا كنت جاهلاً فهذا فعل التكبّر، وإذا كنت حكيمًا وضعت يدك على فمك. المعنى العام: لا تتفاخر، إحفظ الصمت (أي 21: 5؛ 29: 9). قالت السبعينية: إذا تقدّمت إلى الفرح وبسطت يدك بالخلاف، تنال الاحتقار.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM