الفصل الثامن والعشرون: الكتيب الثالث : أقوال الحكماء

الفصل الثامن والعشرون
الكتيب الثالث : أقوال الحكماء
22: 17 – 23 : 14

من السهل أن نجد حدود هذا الكتيّب. فنحن نقرأ في 23:24: هذه أيضاً للحكماء أو تُنسب هذه الكلمات أيضاً إلى الحكماء. وهذا يعني أن قد سبقتها كلماتٌ مأخوذة من حكماء أغفلت اسماؤهم. والمترجمون الحديثون يقدّمون عنوانًا لهذا الكتيّب: أقوال الحكماء، مستندين إلى ما قرأوا في 22: 17 (إسمع أقوال الحكماء) وإلى عنوان 24: 23.
يقسم هذا الكتيب قسمين. قسم أول (17:22- 23: 14) يتضمّن مقدمة (17:22- 21) قريبة من مقدمة الكتاب العامة (11: 1- 6)، وأقوالاً فيها المنع والتحذير (22: 22- 23: 14). وقسم ثان (23: 15- 24: 22) يتضمّن نصائح اخلاقية وصورة للسكير (23: 29- 35). هي نصائح من أب إلى ابنه (23: 15، 19، 26 ؛ 13:24، 21، 22).
تعود بنا 17:22- 21 إلى 1: 1- 6 وإلى حكمة أمينيموفي. فالحكماء الذين يذكّرنا الكاتب البيبلي بتعليمهم (23:24، أجور المذكور في 30: 1، لموئيل المذكور في 3: 1) هم حكماء غرباء عن أرض إسرائيل قد جمع الكاتب الملهم أقوالهم. وإن السبعينية أقحمت أقوال أجور ولموئيل والأمثال العددية (30: 15- 33) في هذا الكتيّب الثالث: أقوال أجور (35: 1- 14) بين 24: 22 و 24: 23. أقوال لموئيل (31: 1- 9) بعد الأقوال العدديّة (30: 15- 33). كل هذا يأتي بعد ف 24 وقبل المجموعة السليمانية الثانية التي يعلن عنها 25: 1. وهكذا كوّن العبرانيّون "مجموعة غريبة" عن أرض إسرائيل يرتبط بما 15:30-33.
(17:22) يدعى التلميذ لكي يسمع ويفكّر. في السبعينية: مل بأذنك إلى أقوال الحكماء، وان كلامي، واجهد قلبك لتعرف أنها جميلة. إذا حسبنا أن "دبري حكيم " أقوال الحكماء" هي أصليّة في النصّ كما في 23:24 نقرأ: أمل أذنك واسمع ووجِّه قلبك إلى المعرفة (ترافقها الخبرة كما في التقليد الكتابي).
(آ 18) ويبرّر المعلم هذا التشديد: فالحكمة لذّة لفكر التلميذ وطمأنينة لكلمته. فعليه بدوره أن ينشر الحقيقة ويعطي جوابًا صحيحًا لمن أوكله بعمل.
(آ 19) يحدّد الحكيم الإسرائيلي هدفه حين يتّخذ أقوالاً من حكمة غريبة. إنه كالأنبياء وصاحب المزامير يريد أن يساعد تلميذه على الاتكال على الله. أما طريقه فغير طريق الأنبياء: هو يقدّم حكمة مسكونية لا ينحصر ينبوعها في وحي العهد.
(آ 20) النصّ غامضة. فالمكتوب "شلشوم " وقد تعني ثلاثة أيام. أما المقروء "ثلاثين ". وإذا عدنا إلى حكمة أمينيموفي فهي تقول: تطع في هذه الفصول الثلاثين: هي تفرح وتعلّم. هي في رأس كل الكتب وتجعل الجاهل عالما. قالت اليونانية: وانت، فأكتب هذه الأشياء لك ثلاث مرات من أجل النصيحة والمعرفة. وتزيد: على لوحة قلبك. وقالت السريانية: عرّفتك اياها اليوم، وكتبتها لك ثلاث مرات.
(آ 21) صحّة أقوال الحق. نقرأ في مقدمة أمينيموفي: التعليم هو أن تعرف كيف تردّ الجواب إلى من يسألك، كيف تحمل تقريرًا لمن يرسلك.
(آ 22- 23) هنا تبدأ سلسلة من النصائح بصيغة المنع: لا تقهر، لا تصاحب، لا تكن... أول موضوع: الدفاع عن الفقير: لا تسلبه، لا تظلمه في المحكمة، فالربّ يدافع عنه. لا تزح الحدود على حساب الارملة واليتيم...
لا تظلم احدًا (رج 27:3 ي؛ 14: 31 ؛ 23: 10 ي) في القضاء. حرفيا: عند الباب. فعند باب المدينة كانوا يجرون الحكم ويبحثون في الشؤون العامة. لماذا لا تقهر أحدًا؟ الجواب نجده في خر 22: 25- 23 ؛ 23: 6؛ تث 24: 14 ي؛ مز 68: 6؛ 7:146- 9؛ أم 14: 31.
(آ 23) تزيد السبعينية: تحرّر نفسك وتطمئن.
(آ 24- 25) تجنّب رجال العنف، والذين يحقدون (رج 18:15؛ 29: 22). قال أمينيموفي: لا ترتبط بالغضوب ولا تقترب منه لتحادثه.
(آ 26- 27) تحذير من الكفالة (رج 6: 1- 5؛ 18:17؛ 13:27).
(آ 28) الحدود (رج 15: 25؛ 23: 10- 11). قال أمينيموفي: لا تزح حدودًا لحقل مرزوع ولا تبدّل طول حبل القياس. لا تشتهِ ذراعًا من أرض، ولا تتعدّ على حدود الأرملة. من تعدى في الحقل ربطته قوة الاله تحوت، الاله القمر.
(آ 29) موضوع عن الحكمة الملكية. الماهر هو الكاتب (مز 45: 2). قال أمينوفي: الكاتب الماهر في عمله يصبح من رجال الحاشية.
(آ 30: 1- 3) اللياقات. الموقف الواجب اتخاذه في الولائم. حين تأكل مع الرئيس، وقد يكون ملكًا أو أميرًا، إنتبه إلى ما هو أمامك، لا تأكل بشراهة (سي 31: 12-13:32).
(آ 4- 5) الغنى. قال أمينوفي: لا تطلق قلبك ليبحث عن الغنى، ولا تتعب في طلب ما يزيد عن حاجتك. ويتابع: الغنى كالطير يطير بجناحين إلى السماء.
(آ 6- 8) الأكل مع رجل له نوايا سيّئة وكلام كاذب. لا تحكم عليه انطلاقًا من الطعام المقدّم على المائدة ولا من كلامه المعسول، بل من نواياه الحميمة. من الأفضل أن لا نذهب إلى مثل هذه الولائم لأن نهايتها التقيّؤ.
(آ 9) لا فائدة من التكلّم مع البليد، فهو لن يفهم دقائق كلامك.
(آ 10- 11) الحدود كما في 22: 028 الربّ نفسه يداخل عن حقّ اليتيم كما يداخل عن حقّ الارملة حسب حقوق الوراثة (رج تث 19: 14؛ 17:27؛ 1 مل 21: 1ي؛ أي 2:24؛ هو 5: 10).
(آ 12- 14) التأديب. قال أحيقار: ان ضربتُك يا ابني فلا تموت، وان تركتك تسير بحسب عاطفتك لن تحيا. الجحيم (أو الشيول) هو عالم الموت الذي يضمّ الأشرار والأخيار.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM