الفصل السابع والعشرون: الصيت أفضل من الغنى

الفصل السابع والعشرون
الصيت أفضل من الغنى
22: 1 - 16

إن الآيات الست عشرة الأولى من هذا الفصل هي القسم الأخير من الكتيّب الثاني الذي بدأ ببداية الفصل العاشر وتتطرّق هذه الآيات إلى المواضيع التالية: قيمة الحياة (آ 1)، الأغنياء والفقراء (آ 2، 7، 16)، التواضع (آ 4)، الاعوجاج (آ 5)، التربية (آ 6، 15)، نتائج الشرّ (آ 3، 8)، المحبّة (آ 9)، الساخر (آ 15)، المعرفة ص (آ 12)، البطالة والكسل (آ 13)، الزنى (آ 14).
(22: 1) الصيت (حرفيا: الاسم) الصالح أو الطالح هو باعث مهمّ في عالم التربية، لأنه ينبوع الكرامة وأساس الحياة والعلاقات، بل ينبوع فائدة (آ 14). قال فتاح حوتب: إذا كان صيتك حسناً لن تحتاج إلى أن تتكلّم لتكون لك وسائل عيش، ولا إلى أن توصّي بنفسك.
(آ 2) كل الناس متساوون أمام الله مهما كان وضعهم الاجتماعي (أي 34: 19؛ أم 29: 13؛ سي 11: 14). وهناك تفسير آخر: يلتقي الفقير والغني، لأن الواحد يحتاج إلى الآخر. هذا ما دبّرته العناية الالهية (سي 7:37- 15). قال المثل اليهودي: حين يُترع الجسد فأية فائدة للجلد. لتطلب العناقيدُ الأوراق، لأن العناقيد لا تثبت من دون الأوراق. قالت السبعينية: الذهب والفضة يخيّبان أمل الجهال. خير لنا أن نفضّل النعمة عليهما.
(آ 3) رج 27: 12. يقدّم لنا المثل ما رأى صاحبه فوق أي تقدير اخلاقي فيعبّر في شموليّته، عن فضل من يعرف أن يستفيد من الحكمة. تقول السبعينية: يرى الذكي عقاب الشرير فيفطن.
(آ 4) ثمرة التواضع هي مخافة الله والغنى... أو: التواضع ومخافة الله هما سببب هذه النتائج الطبيعيّة (33:15). فالتواضع فضيلة يعود إليها الأنبياء في علاقات الشعب مع الربّ ويعارضونها بالكبرياء (أش 2: 22 ؛ 8: 6- 7؛ 20: 5- 6 ؛ 30: 1- 5؛ إر 36:2- 37). ويشير المثَل إلى تواضع الحكماء في الحياة الخاصة (6: 16؛ 15: 25 ؛ 8:16، أي 37: 24، سي 10: 7، 16: 8). أما نتائج التواضع ونحافة الله اللذين يشكّلان جوهر الحكمة، فهي نتائج عاديّة (3: 16؛ 8: 18 ؛ 15: 33؛ 18: 12).
(آ 5) يعبّر المثل عن الخاطر التي تصادف كل سلوك شرير (4: 19 ؛ أي 18: 5- 20) والتي تخلّصنا منها الحكمة (3: 21- 26). هناك صورتان: الشوك (15: 19؛ هو 2: 8) والفخاخ (1: 18).
(آ 6) الطريق هي الطريق المستقيمة أو الطريق التي توافق استعدادات وامكانيّات الشاب أو توافق ما له يستعدّ. هذا مبدأ أساسيّ للتربية عرفه الحكماء. قال التلمود: من نما مع الشرّ شاخ معه الشرّ. وقال أحيقار: يا ابني، انتزع ابنك من الشرّ لتجعله مطمئنا في شيخوخته. علّمه واضربه ما دام صغيرًا.
(آ 7) يعرض البيت الاول واقعًا اجتماعيًا في نظرة عامة عبّر عنها الكاتبُ في وجهات مختلفة (18: 11، 23؛ 19: 4). ويقدّم البيت الثاني حالة خاصة تزيد هذه التبعيّة. قد نأخذ كلمة عبد حسب ما تنظّمه الشريعة (خر 2:21- 7 ؛ نح 5: 5) أو بمعنى التبعيّة بشكل عام. قالت السبعينية: والاماء يخدمن سيدهن.
(آ 8) عصا قوّته تكلّ. قالت السبعينية: يدخ عاقبة أعماله، ثم زادت: الله يبارك الإنسان الفرح والسخي، والانسان يدفع ثمن أعماله الباطلة.
(آ 9) يده خيّرة، حرفيا: عينه عطوفة، ضد حسودة (آ 6؛ 28: 22). ويقدّم البيت الثاني مثلاً عمليًا: يعطي من خبزه للفقير. الله يبارك مثل هذا الانسان، والناس يباركونه (10: 6؛ 11: 26). هذه النظرة إلى المحبة معروفة في العهد القديم (17:19 ؛ سي 32:7 ؛ تث 15: 7 ي؛ أش 7:58 ي؛ حز 7:18) وقريبة من العهد الجديد (مت 25: 35). قالت حكمة أني: لا تأكل خبزك حين يكون الآخر في فاقة، بل مد له يدك خبزًا. وقالت الحكمة البابلية: اعط خبزًا للطعام، اعط خمرًا للشراب...
(آ 10) لا سبيل إلى تأديب الساخر، لأنه يرفض كل نصح ومشورة. فهو يحمل الخصام والنزاع والبغض.
(آ 11) قالت السبعينية: الله يحبّ أنقياء القلوب ويرضى عن الناس الذين لا عيب فيهم. وتزيد: إن الملك يقود الرعية بشفتيه. والقبطية: يكون الملك في قدرته. وقالت السريانية: من طهّر قلبه أحب الله، ورحمَته شفاهُ مراحم الملك.
(آ 12) المعرفة هي معرفة الله، وعنايته تحفظ البار من كلام الغادرين.
(آ 13) رج 26: 13. من الصعب أن نجد الاسد في شوارع المدينة، ولكن المثل يقدم كلامه مع بعض السخرية. فيما يتعلق بالبطال رج آ 6- 9؛ 10: 26 ؛ 4:13؛ 19:15 ؛ 24:19؛ 4:20؛ 25:21؛ 30:24 ؛ 13:26-16.
(آ 14) يعبّر الفم عن سحر المرأة الغريبة، المرأة العاهرة (2: 16). تستعمل حكمة أني أيضاً عبارة "حفرة عميقة" لتعبّر عن الفكرة عينها. قالت: احذر المرأة الغريبة المجهولة في مدينتها... إنها مياه عميقة لا تعرف حدودها.
(آ 15) تأكيد عام لضرورة التربية للولد. والعقاب الجسدي كان معروفًا. قال أحيقار: لا تمنع العصا عن ابنك والا لما استطعت أن تحميه من الشرّ.
(آ 16) الله هو الذي يعوّض على الفقير. لهذا نقول: من ظلم الفقير زاده غنى

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM