الفصل الثالث والعشرون: الإنسان يسعى وراء رغباته

الفصل الثالث والعشرون
الإنسان يسعى وراء رغباته
18: 1 – 24

(18: 1) تشجب هذه الآية الإنسان اللاإجتماعي. إنّها تدلّ على نظرة يعبّر عنها أم ولاسيّما في 11: 10- 11 حيث حياة الإنسان والجماعة تتّصل بالآخرين. وهكذا يكون السلوك اللاإجتماعي من أكبر الخطايا. قالت السبعينية: الإنسان الذي ينفصل عن أصدقائه يجد عذرا، ولكنه أهل للوم دائمًا.
(آ 2) مقابلة بين عقل موزون وبلادة تبرز ذاتها (رج 10: 14؛ 12: 23؛ 13: 16؛ 15: 2)0 القلب هو مركز القوى العقليّة (7:7؛ 8: 5 ؛ 9: 4؛ 15: 4، 32).
(آ 3) عقاب الشرّير احتقار المجتمع له. تلك هي نتائج الجهالة (1: 2؛ 13:5؛ 6: 34- 35). قالت السبعينية والشعبية: حين ينزل الشرير إلى اعماق الشرّ يهزأ به، ولكن العار والهزء يتبعانه.
(آ 4) بعض الشرّاح يرون موازاة بين البيت الأول (الحكيم) والبيت الثاني (الحكمة)، وآخرون يجدون تعارضاً. يتكلّم البيت الأول عن رجل لا خبرة له تكون كلماته كمياه عميقة (ظلمة، خطر). ويتكلّم البيت الثاني عن الحكمة التي هي ينبوع يفيض حياة ونشاطاً.
(آ 5) رج 17: 15، 26. يرتبط هذا التعليم بفرائض الشريعة (رج لا 19: 15؛ تث 1 :17؛ 16: 19) وتعاليم الأنبياء (عا 5: 12؛ أش 1:23؛ إر 3:22 ؛ حز 22: 12).
(آ 6- 7) ثرثرة البلداء تغيظ المتكلّم والمجتمع. قال امينيموفي: يا ابني، إحفظ فمك ولا تقبل أن يكون سبب هلاكك. وقالت حكمة أني: يهلك الإنسان بسبب لسانه.
(آ 8) نجد هذا المثل في 26: 022 الصور مأخوذة من عالم الطعام. وسيعرض الكاتب شرور الافتراء والنميمة في 28:16؛ 28: 20.
(آ 9) التراخي في الحياة والتكاسل في النشاط (رج 6: 6؛ 10: 4 ؛ 12: 24- 27). ترجمنا "مشحيت " الشحاذ راجعين إلى العربية بدل الهدم. قالت السبعينية: الخوف يقتل الكسالى، أما نفوس المتخنّتين فتشعر بالجوع.
(آ 10- 11) آيتان تقدّمان لنا نظريتين حول الوسيلة التي بها نصل إلى الطمأنينة في الحياة: الثقة بالله، اقتناء الغنى المادي. وإذا كان الغنى عطيّة من الله، فنحن نرى في هاتين الآيتين وجهتين من حقيقة واحدة ولا تعارض بينهما.
في آ 10: اسم الربّ. هي المرة الوحيدة ترد هذه العبارة في سفر الأمثال، وهي تدلّ على طبيعة الله وقدرته.
في آ 11 البيت الثاني يقابل البيت الاول في 10: 15. هل يستطيع الغني أن يعتمد على غناه؟
(آ 12) نجد البيت الاول في 16: 18، والبيت الثاني في 15: 33 (ق مت 12:23 ؛ لو 11:14).
(آ 13) التسرّع ابن الحماقة (10: 14؛ سي 8:11). قال أحيقار: يا ابني، وجّه طريقك وكلامك. إسمع ولا تسرع في الاجابة.
(آ 14) ق 14: 30 ؛ 22:17.
(آ 15) الفهيم والحكيم يطلبان العلم ويكتسبانه.
(آ 16) رج 8:17. يلاحظ الحكماء الواقع ولا يستخلصون منه النتيجة.
(آ 17- 19) ثلاثة أقوال عن الخصومات في المحكمة.
في آ 17 يبدأ المتهم أو الملاحق بالكلام، ثم يتبعه المدافع. يطب تعليمُ الآباء من القضاة أن لا يعتبروا المتَّهِم والمتَّهَم خاطئين، وأن لا يؤخذوا ببلاغة الكلام. وشدّدت الحكمة المصرية على واجب سماع الناس بانتباه كلي. "لا تُبعد أي مشتكٍ دون أن تسمع كلامه ".
في آ 18 (رج 33:16). لا نجد مثلاً في العهد القديم عن استعمال القرعة في مثل هذه الظروف. قد يمارس القاضي هذه الوسيلة إن لم يجد سبيلاً أخرى، فيحسبها نداء من الله الذي يقرّر.
في آ 19 الأخ المجروح يعاند مثل مدينة حصينة. قالت السبعينية: الأخ الذي يدافع عنه أخوه هو مدينة حصينة ومرتفعة. إنّه قويّ مثل سور ملكي.
(آ 20- 21) نجد الفكرة عينها في 12: 14؛ 13: 2، وهي تشدِّد على أهمية الكلام في العلاقات الاجتماعيّة. فقد أعطي الإنسان موهبة الكلام من أجل التناغم والانسجام، لا من أجل الاختلاف.
(آ 22) يُبرز أم أهميةَ المرأة المخلصة في حياة العائلة، ويتحدّث عن الزانية (6: 20- 35؛ 7: 1 ي). المرأة الفاضلة درّة ثمينة وهي تحمل كل خير (31: 10- 31 ؛ سي 25: 8؛ 26: 1- 18؛ 40: 23). قال أحيقار: يا ابني، كالشجرة الغنية بثمارها وأوراقها وأغصانها، هكذا هو الرجل مع امرأة فاضلة، وثماره أبناء واخوة. زادت الشعبية اللاتينية: من طرد امرأة صالحة طرد السعادة، ومن احتفظ بالزانية فهو جاهل وكافر.
(آ 23) هذه حقيقة نختبرها في الحياة اليومية (رج 10: 15، 14: 20؛ 7:22، سي 3:13، 23). ولهذا تشدّد الحكمة المصرية على العطف على الفقراء. نقرا في فتاح حوتب: استماعٌ عطوف يُفرح القلب. ولكن يقال عن الذي يكون شرسًا مع الطالبين: ما الفائدة ممن يتصرَّف بهذا الشكل؟
(آ 24) رج 17:17 ؛ سي 8:6-17 ؛ 37: 1-6. وتنصح الحكمة المصريّة الفطنة بين الاصدقاء. قال فتاح حوتب: إذا طلبت الصداقة فلا تقم ببحث، بل اقترب من الرجل وابقَ بقربه. إمتحن قلبه في الحديث. فإنّ كشف ما رأى وان صنع شيئًا يصدمك، (تعرف كيف تتصرف). كن حذرًا في أجوبتك

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM