الفصل الثاني والعشرون: لقمة يابسة مع اِلطمأنينة

الفصل الثاني والعشرون
لقمة يابسة مع اِلطمأنينة
17: 1 – 28

(17: 1) رج 16: 8. في 7: 14 عاد الكاتب إلى الوليمة يقيمها رجل عنده الكثير من لحوم الذبائح. ولكن الخصام يقع في هذه الوليمة كما يقع في غيرها.
(آ 2) هذا مثَل عن مبدأ نقرأه في 12: 24. يصل العبد إلى القمّة ويشارك سيّدَه برجاحة عقله، في الميراث. يستطيع الإنسان أن يتبنّى عبدًا ويجعله وارثًا له إن لم يكن له ابن من نسله (تك 2:15- 3). وقد يستطيع المرء أن يتخلّى عن ابنه إذا كان عقوقاً، فيسلمّه إلى شيوخ المدينة (تث 21: 18- 21)، وهكذا يتفرّد العبد بالميراث. ولنا مثل في مفيبوشت وعبده صيبا الذي شارك سيده في ميراثه، بل كاد يحرمه منه (2 صم 16: 1- 4؛ 24:19- 30).
(آ 3) يشبَّه عملُ تطهير القلوب بعمل البوتقة التي تنقّي الفضة والذهب (ق 2:16؛ سي 24:15). من ينقّي؟ الله نفسه (رج سي 2: 5؛ حك 6:3؛ مز 3:17).
(آ 4) الشرّير والكذّاب وحدهما يهتمان بالشر قالت السبعينية: أما البار فلا يهتمّ للشفاه الكاذبة.
(آ 5) وج 14: 31. واجب اللطافة تجاه الغير أمر معروف لدىْ الشعوب العديدة ومنها شعوب الشرق الاوسط. أما المثل هنا فينطلق من واقع الخلق. إحترام الخالق يدفعنا إلى احترام خليقته.
(آ 6) يعكس هذا القول الأهمية التي يعلّقها الإسرائيلي على العائلة. فالاولاد العديدون علامة بركة، وغياب الاولاد علامة عار وعدم رضى من قبل الرب. يعطي الله الاولاد، فيجازي الفضيلة والتقوى (أي 42: 16؛ مز 3:127- 5). ولكن سي 16: 1- 5 وحك 13:3؛ 4: 6، يفضّلان أن لا يكون للانسان أولاد من أن يكون له أولاد أشرار. وإن أهمية الأولاد في اتحادهم بعضهم ببعض (رج سي 3: 1- 16؛ 41: 6). يفرح الأهل إن رأوا أولادهم، ووضعُ الآباء ينعكس على البنين. زادت السبعينية: للانسان الأمين كل الغنى، أما الكافر فلا يصله فلس.
(آ 7) كلمة "نبل " (الجاهل) أقوى من كلمة "فتى" أو بسيط، لا خير له، وهي تدلّ على ضعف على المستوى العقلي والاخلاقي (1 صم 25: 25؛ 2 صم 33:3؛ أي 11: 10؛ مز 14: 1). "الامير". نشدّد هنا على المركز الرفيع، لا على نبل الطباع.
(آ 8) للوهلة الأولى يبدو هذا القول وكأنه يعارض المبدأ القائل بأن نهاية الأشرار شريرة ولاسيّما في شجب الرشوة في آ 23. ولكن الكلمة تعني الهديّة التي نقدّمها عندما نطلب خدمة أو رضى ممن هم أكبر منا. أما الرشوة السريّة التي تفسد العدالة فأمر آخر.
(آ 9) ق 10: 12؛ 11: 13؛ 28:16 ؛ 1 كور 14: 1. قال امينيموفي: إحفظ لسانك نقيًا من كلام السوء ليحبك الناس. وقال احيقار: يا ابني، ادفن واخبيء كلمتك في قلبك ولا تكشف سرك لصاحبك. فاذا كشفته له أبعدت صداقته عنك. يبقى أن الصداقة تدوم حين نسامح بعضنا بعضاً، ونتغاضى عن زلاّت الآخرين.
(آ 15) وسائل التأديب: التأديب أو العصا. كانت الشريعة تضع حدًا للجلد 39 جلدة، وتعتبر هذا العدد كافيًا (تث 3:25). قال احيقار: يا ابني، اضرب الإنسان بكلمة حكيمة لتكون في قلبه كالحمّى في الصيف. إذا ضربت الجاهل ضربات عديدة فهو لن يفهم. قالت السبعينية: التأنيب يذلّ قلب العاقل، أما إذا ضربت المجنون فهو لا يفهم.
(آ 11) يشير المثل إلى الضربات التي تصيب الأشرار. رسول (أو ملاك) لا يرحم هو مثل رسول الموت. في 14:16 يرسله الملك ليقتل من حاول التمرّد عليه.
(آ 12) ليس البليد خطرا على نفسه فقط، بل هو خطر على الآخرين (رج هو 8:13 ؛ 2 صم 8:17). قالت السبعينية: قد يحلّ الهمّ بالرجل العاقل، أما الجهّال فيضمرون الشرّ.
(آ 13) يعبّر المثل عن التعليم في المجازاة: العقاب يقابل الجريمة. راجع مثل نابال في 1 صم 25: 21- 25؛ رج إر 18:18- 29؛ مز 5:7؛ 109: 5. يُعطى مبدأُ الحكمة بشكل سلبيّ ويرتبط بالتهديد. أما في تث 25: 21- 22 فيُعطى بطريقة إيجابيّة، والله هو الذي يجازي.
(آ 14) تشير الصورة إلى سدّ تصدَّع فترك المياه تجتاح السهول. قالت الحكمة البابليّة: إذا كنت أمام الخصومة فلا تحاول ان تحلّها. وقال امينيموفي: أترك الخصام مع الغضوب... نم قبل ان تتكلّم وإلاّ جاءتك العاصفة كالنار في القشّ. قالت السبعينية: بداية البر أن نعطي سلطة للكلام، والخصام والمنازعة يسبقان الفاقة.
(آ 15) مبدأ العدالة هذا تذكّرنا به أسفارُ العهد القديم، وهو يرتبط بالله. هذا ما قالته أيضاً الحكمة الشرقيّة. قال أحيقار: لا تشد قوسك لترميَ سهمًا على البار، لئلا يسبقك الله ويوجّهه إليك.
(آ 16) هناك أناس ولدوا جهّالاً ولا ينفع التأديب ليعطيهم الحكمة. قالت الشعبيّة اللاتينيّة: من رج بيته عاليًا طلب الدمار، ومن أهمل التعليم سقط في الشقاء.
(آ 17) الصديق والاخ يدلان على المحبة والحياة الحميمة (2 صم 1: 26؛ مز 35: 14)0 الكلمتان مترادفتان (18: 24 ؛ 27: 10) وإن لم تكن العلاقات الاخويّة دومًا كاملة (18: 19؛ 19: 7). يمتدح المثل الصداقة الحقّة ويعارضها بالصداقة المزيّفة (18: 24 ؛ 7:19؛ سي 6: 14- 16؛ 23:22).
(آ 18) رج 6: 1- 5؛ سي 29: 14- 20.
(آ 19- 20) يصوّر الكاتب العنف والكبرياء والكذب بواسطة الأعضاء التي تعبّر عنها، ويربطها بالنتائج التي تسبّبها (17:6؛ 11: 2؛ 18: 12؛ 3:20؛ 29: 22). قال امينيموفي: لا تبدأ خصومة مع الغضوب ولا تلدغه بكلماتك.
(آ 21) رج 10: 1؛ 15: 20؛ 17: 25؛ سي 16: 1 ؛ 3:22. مثل هذه الخبرة عاشها أحيقار.
(آ 22) هناك تأثير الجسم على الاخلاق والعكس بالعكس (رج 13:15، 30 ؛ 18: 14). نجد الصور في 3: 8؛ 13: 4؛ 14: 30.
(آ 23) رج آ 8؛ 15: 25. يلمّح المثل إلى النظام القانوني (خر 8:23 ؛ تث 16: 19؛ سي 20: 30). ولقد قالت الحكمة المصرية: لا تحوّر الحق لأنك حين تلبس ثوبًا أبيض تشمئز من صاحب الثياب الوسخة. وقال أحيقار: يا ابني، لا تقبل هديّة لتشهد، لأن الهديّة تعمي عيون القضاة.
(آ 24) أمام وجهه، أي: قريبة منه، وفي علاقة حميمة معه. رج مز 8:16 ؛ تك 22:18.
(آ 25) رخو10: 1؛ 20:15؛ 17: 21؛ 13:19.
(آ 26) إذا قلنا إن الشرف هو نبل في الاخلاق، برزت الموازاة. وإن تحدثنا عن طبقة اجتماعيّة ضاعت الموازاة. يشير هذا المثل إلى تطبيق جائر لأحكام تفرض العقوبات (رج خر 21: 18-22؛ تث 19:22 ؛ تك 16:20 ؛ عا 8:2 ؛ 2 مل 17:12).
(آ 27- 28) اعتُبر الصمت والهدوء أفضل من الكلام والاضطراب (10: 19؛ سي 20: 1- 7). قال فتاح حوتب: إذا كنت ساكتاً كنت أفضل من نبتة كريمة. وقالت حكمة أني: لا تتكلم كثيرًا. كن صامتًا تبقَ سعيدًا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM