الفَصل الخامِس: ذَبيحَةُ الإثْم

الفَصل الخامِس
ذَبيحَةُ الإثْم
5 : 14 – 26

أ- مقدّمة
لا يبدو واضحًا أنّ ذبيحة الإثم هي ذبيحةٌ بالمعنى الذي عرفناه في طقوس سفر اللاويّين، وقد صوِّرت في الفصول (1- 5). لا يذكر النصّ شيئًا عن الحيوان، أو الجزءِ المحروق منه، أو الدّمِ المرشوش. أيكون الكاتب قد استغنى عن ذكر هذه الأمور، بعد أن ذكرها في معرِض حديثه عن ذبيحة الخطيئة؟ ربّمَا. ولكن مهما يكن من أمر فالعنصرُ الرئيسيّ في ذبيحة الإثم ليس حيوانَ الذبيحة بل التعويضُ الماليّ.

ب- شرح الآيات الكتابيّة.
(آ 14-16) القرابين المقدّسة للربّ: كان سفر العدد (18: 8-23) قد قال: من مسَّ شيئًا يخصّ الله يكون قصاصه الموت. (يش 7: 1، 10- 11) . القرابين المقدّسة تخصّ الكهنة، من مسَّها يردّها ويدفع معها غَرامة.
(آ 17-19) خطيئة السَهو: إن كان شكّ في الخطيئة، يقدّم المؤمن ذبيحة إثم. الكلمة العبريّة "أشم" تدلّ على تَبعِة الخطيئة وعلى طريقة التكفير عنها.
(آ 20- 26) الإخلال بالوعود والأمانة:
بعد أن قرأنا الأخطاء المتعلّقة بالأمور الطقسيّة ، نقرأ أخطاء اجتماعيّة ضدّ القريب. لا يُسيء عملنا الشرير الى القريب فحسْب، بل إلى الله أيضًا. هذه الفكرة هي من نتاج التطوّر اللاهوتيّ اللاحق الذي يربط واجباتِ التعامل مع القريب بالله ربِّ الجميع.
عندما نُلحق ضررًا بالقريب، تفرض علينا ذبيحةُ إثم، لأنّ حقَّ القريب تكفَلُه شريعة الربّ. فقد قال سفرُ العدد (6:5): "أيُّ رجلٍ أو امرأة خطِىءَ فاختلس من أحد شيئًا، فهو مذنب أمام الربّ".

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM