الفصل الثاني والعشرون: النظم العباديّة القديمة

 

الفصل الثاني والعشرون

النظم العباديّة القديمة
9: 1 - 10

تحدّثت المقطوعة الأولى (8: 1 - 13) عن الخدمة القديمة والعبادة القديمة. وفي هذه المقطوعة (9: 1 - 10) نتطلع إلى النظم العبادية القديمة، على مستوى الخباء وأدوات العبادة، كما على مستوى شعائر العبادة التي هي مؤقتة وغير نافعة.
توقّف ف 8 عند الخدمة الكهنوتيّة في السماء (ليتورغيا) وعند العهد الجديد (دياتيكي). وها هو ف 9 يستعيد هذين الموضوعين، مقابلاً بين العهدين، وبين ليتورجية التكفير في العهد الأول كما في العهد الثاني. وهكذا تتمّ المقابلة التي ستتواصل حتى نهاية القسم الثاني، في 10: 18. وما يقال هو أن تطهير الضمائر بتقدمة دم المسيح في المعبد السماوي، يفعل أكثر ممّا يفعل التطهيرُ الذي نطلبه في ليتورجيا أرضيّة. ويأتي وصف الخباء وخدمة عظيم الكهنة في يوم التكفير (9: 1 - 10)، كردّ على ما قرأنا في 8: 1 - 5. أشار 8: 5 إلى ضعف هذا النظام. وسيشدّد 9: 8 - 10 على هذا الضعف، لأن هذه النظم ليست ناجعة، فلا بدّ من خدمة ليتورجيّة يقوم بها المسيح، عظيم الكهنة، الذي وحده يطهّر ضميرنا من الأعمال الميتة لنعبد الله الحيّ. ولكننا تجاوزنا آ 10، فوصلنا إلى 9: 11 - 14.

1 - تفسير الآيات
نجد في هذه المقطوعة شقين واضحين. نجد في الأول (آ 1 - 5) وصفًا للخباء الأرضي. لم يكن العهد القديم ناقصًا بسبب الوسائل العباديّة، بل كان فيه كل ما يحتاج إليه من أدوات لكي يصل إلى الكمال مع المسيح. ولكن خيانات العهد القديم جعلت الله يتطلّع إلى عهد آخر لا يكون وسيطه انسانًا من البشر، مثل موسى، بل انسانًا وإلهًا هو يسوع المسيح. ويصوّر الشق الثاني (آ 6 - 10) خدمة الكهنة وعظماء الكهنة في قسمي المعبد. أما التعليم الرمزي في كل هذا فتعليمان: من جهة، طريق السماء غير مفتوح، فلا يستطيع الشعب أن يصل إلى الله. ومن جهة ثانية، لم تتطهّر الضمائر، لأن الطقوس الماديّة لا تحمل إلاّ نتائج بشريّة، فالمسيح وحده يطهّر الضمائر. وهكذا ترتبط فاعليّة هذا الفداء بدخول حبرنا النهائي إلى المسكن السماوي.

أ - الخباء الأرضيّ (9: 1 - 5)
أولاً: معبد من هذا العالم (آ 1)
((مان)) من جهة، تقابل ((دي)) (من جهة أخرى) في آ 6. هذه البداية تدلّ على أن الكاتب أرسى أسس طرحه (7: 18، 27؛ 8: 1ي)، ويستعدّ لاستغلاله، لكي يبدأ توسيعًا أصيلاً. إن صيغة اللاكامل (أيخي، له) وصيغة الاحتمال (كاتاسكواستي، نُظم، آ 2) يشيران إلى إلغاء الطقوس الموسويّة التي شاخت (8: 13)، كما يدلاّن على أصلها العتيق...
وصف الكاتب بدقّة تصميم المعبد ومضمونه، لأن الله حدّد كل شيء فيه. لهذا كان التوقّف عند الرمزيّة. عادت عب إلى صيغة الحاضر (كما في الوصف). رج آ 6 - 10؛ ق 5: 1 - 4؛ 8: 3. ((ديكايوما))، فريضة، شريعة، رسم. ارتبط مع ((إنتولي)) (وصيّة). رج تث 6: 1؛ 7: 11؛ 10: 13؛ 2مل 17: 13؛ كما ارتبط مع ((نوموس)) (عد 15: 16؛ 1مك 2: 21، 22). هو ((ح ق. ح ق ه. م ش ف ط. اذن، يدل ((ديكايوما)) على الفريضة والشريعة الوضعيّة والعادة المتّبعة. أما هنا، فنحن أمام فرائض دينية، ليتورجيّة. يرد مرارًا مع المضاف إليه: فرائض الله (روم 1: 32). فرائض الرب (مز 19: 8). هكذا نكون أمام السلطة التي تأمر بهذه الفرائض. كان في العهد القديم مجموعة قواعد ليتورجيّة محدّدة من أجل ممارسة العبادة (لاترايا، ع ب د ه، خر 12: 25، 26؛ 13: 5) في المعبد الواحد.
امتلك العهد القديم معبدًا خاصًا به، وله قيمته. وقد برز دوره في الكلام عن طبيعة المعبد السماوي ولم يُصنع، أو خايروبوئيتوس. هي المرة الوحيدة في العهد القديم، حيث ((تو أغيون)) تعني المعبد المحلّي (ق د ش، خر 26: 33 ،34؛ 29: 30؛ عد 28: 7؛ م ق د ش، عد 3: 38؛ حز 45: 4 ،18؛ 48: 8. لذلك ترجم عند البعض: المقدس) دون التوقّف عند أقسامه.
هذا المعبد هو ((كوسميكون)) (كوسموس، الكون، العالم). اعتبر يوسيفوس أن هيكل أورشليم يمثّل الكون (العاديات 3: 122؛ الحرب 5: 212)، وأن عظيم الكهنة يقوم بخدمة ليتورجيّة باسم العالم كله (الحرب 4: 324). ورأى فيلون أن لباس عظيم الكهنة يرمز إلى العالم، وحجاب الهيكل إلى الكون. واستعاد هذه الرموز الذهبيّ الفم وتيودورس المصيصي وتيودوريتس ويوحنا الدمشقي، ففهموا أن الدخول إلى المعبد صار مفتوحًا للجميع، حتى الأمم الوثنيّة. غير أن الكاتب لم يكن يفكر بهيكل أورشليم بل بخباء البرية. لهذا يجب أن نعود إلى المعنى الأصلي: ما يخصّ العالم. رج ((ابيغايوس)) (ما على هذه الأرض)، يقابل ((إبورانيوس)) (8: 5؛ 9: 23، في السماوات). إذن، موضع عبادة العهد القديم هو على الأرض، وجزء من هذه الأرض. لهذا، فهو عابر.
ثانيًا: القدس وقدس الأقداس (آ 2 - 3)
اُخذ وصفُ المعبد وأثاثه من خر 25 - 26. صعدوا ونظّموا خيمة (سكيني، مسكن) أولى (كاتاسكواستي) رج 3: 3. هي القدس (جمع الحياد كما في خر 29: 30؛ 39: 1؛ حز 44: 9 ،11 ،15) ((هاغيا)). وقد سُميّ بعض المرات ((هـ ي ك ل)) (1مل 6: 5؛ 7: 50). حين ندخل إلى هذا الخباء، نجد إلى الجنوب (أي عن اليسار) المنارة (م ن و ر ه) بفروعها السبعة (خر 25: 31 - 39؛ 37: 17 - 24)؛ وعن اليمين ((المائدة النقية)) (لا 24: 6؛ تربازا كاتارا، سمّاها يوسيفوس في العاديات ((هيارا)) مقدسة) أو مائدة التقدمة (عد 4: 7). غُشّيت بالذهب وكانت عليها عرمتان من الخبز المكرس. وفي كل عرمة ست خبزات (تمثّل اسباط اسرائيل الاثني عشر)، رج ((خبز مقدس)) (ل ح م. ق د ش، 1صم 21: 5). كانت هذه الخبزات تبدّل كل سبت. يأكل الكهنة الخبزات القديمة (لا 24: 5 - 9) ويضعون موضعها الجديدة. كانت تُوضع أمام الله، شكرًا على جميع خيراته. لهذا سُمّيت خبز الوجه، الذي يوضع أمام وجه الله (خر 25: 30؛ رج مت 14: 4).
وانفصل القدس عن قدس الأقداس (ق د ش. هـ ق د ش ي م)، أي أقدس مكان، بحجاب (كاتابتسما، ف ر ك ت، رج 6: 19؛ خر 26: 31 - 35؛ مت 27: 1). هو ((الثاني)) بالنسبة إلى الأول الذي كان على مدخل القدس (خر 26: 36) والذي سمّاه فيلون ((كاليما)) (حياة موسى 2: 101). ميّزت عب خباءين ساعة تضمّن معبد موسى خباءً واحدًا، ينقسم قسمين. ولكن حين وُضع قدس الاقداس وراء الحجاب الثاني، تصحّح الوضعُ. يعبرون القدس أولاً، ثم يصلون إلى قدس الأقداس.
ثالثًا: أدوات العبادة (آ 4 - 5)
((تيمياتيريون)) (مراحدة في العهد الجديد): رج حز 8: 11: م ق ط ر ت. (قتّر في العربيّة). هي المبخرة. ميّز 2 أخ 29: 19 بين مبخرة البخور ومذبح البخور. كان يأخذ عظيم الكهنة الجمر (م ح ت ه، تيرايون، لا 16: 12، 18 - 20) عن مذبح المحرقات ويأخذه معه إلى قدس الأقداس، في يوم كيبور. يضع العطور على نار المبخرة، فيخرج الدخان ويخفي عن عينيه الغطاء (لا 16: 12 - 13؛ سي 50: 9).
يوضع مذبح العطور (البخور) في القدس، أمام الحجاب الذي يخفي تابوت الشهادة (خر 30: 6؛ 40: 26؛ حز 41: 21 - 22). وهناك تابوت العهد (أو الشهادة) المصنوع من خشب السنط (خر 25: 10؛ 38: 1 - 6) والمغشّى بالذهب من الداخل ومن الخارج. زال بزوال الهيكل سنة 587 ق.م. (إر 3: 16). وعصا هارون كانت شهادة عجائبيّة عن حقه في كهنوت يُحصر فيه وفي أبنائه (عد 17: 10). ولوحا العهد، أو لوحا الوصايا (ل و ح ت. هـ ب ر ي ت، خر 25: 16، 21؛ تث 10: 2 - 5؛ 2 كور 3: 7).
بعد أن تحدّث الكاتب عن خارج تابوت العهد وما فيه من أدوات عباديّة، أشار إلى كرامته: عرش الجلالة الالهيّة. الغشاء، موضع الرحمة، غشِّي بالذهب فغطّى تابوت العهد (خر 25: 17). كان الحبر يرشّ عليه دم الضحايا لكي ينال من الرب غفران خطايا شعبه (لا 16: 13ي). لهذا سُمّي ((ك ف ر ت)) (كفارة)، هيلستيريون، غطّى، كفّر، غفر. وكانت أجنحة الكروبين تظلّل الغشاء، وهذا الظلّ يدلّ على حضور الرب ومجده. فالمجد (دوكسا) يعني هنا الظهور الملموس لحضور الله في الخباء أو في الهيكل (خر 40: 34؛ 1صم 4: 21 - 22؛ 1مل 8: 10 - 11). اعتبر الله جالسًا على الكروبيم (أش 37: 16؛ مز 80: 2؛ سي 49: 8 - 9)، فيمدّ (جناحي) رحمته وقدرته من أجل شعبه.
كل هذا له مدلوله: أدوات العبادة الموسويّة. ترتيب المعبد. وحاول فيلون أن يكشف رمزية الكروبيم مثلاً (أسئلة حول الخروج 25: 22). وحاولت عب في خطاه (10: 20، كاتاباتسما، الحجاب). ولكنها قالت: ليس الآن وقت تفصيل الكلام. غير أننا نرى في كل هذا صورة عن المسيح: تابوت العهد (أش 42: 6؛ 49: 8)، الغشاء (1يو 2: 2)، المن (يو 6: 49 - 50)، مذبح البخور (رؤ 8: 3).

ب - الكهنة وعظماء الكهنة (9: 6 - 10)
تحدّث عن القدس وقدس الأقداس، فلا بد من كلام عمّن يخدم في القدس (الكهنة) ويخدم في قدس الأقداس (عظماء الكهنة). وهكذا نصل إلى الطقوس التي هي مؤقتة وغير فاعلة.
أولاً: الخباءان الأول والثاني (آ 6 - 7)
انتقل الكاتب، بعد هذا الوصف السريع، من موضع العبادة وأثاثه، إلى وصف شعائر العبادة، ولا سيّما في يوم التكفير (يوم كيبور) الذي تتوافق رمزيّته أفضل توافق مع تعليمه حول ذبيحة المسيح. أما هدفه، فإظهار النقص في العبادة القديمة، وهكذا يظهر سموّ ذبيحة المسيح. النقص الأول: يُجعل الكهنة في الجزء الاماميّ من الهيكل، ويمنعون من الدخول إلى قدس الأقداس حيث يتجلّى الحضور الالهي. حين ميّز بين القدس وقدس الأقداس، دلّ على التعارض بين ليتورجيا خاصة بتنظيم الكهنة، وأخرى بالكهنة الذين يدخلون دومًا إلى القدس (ديا بنتوس، مت 18: 10؛ أع 24: 16) ليمارسوا نشاطًا عباديًا متواصلاً، يقدّمون البخور صباح مساء، يسهرون على المنارة، يبدّلون خبز التقدمة أو خبز الوجوه. رج ((لاترايا))، عبادة. ((إبيتالايو))، الخدمة العبادية (8: 5).
في آ 7، نصل إلى قدس الأقداس، حيث يدخل عظيم الكهنة وحده (مونوس)، مرّة في السنة (هاباكس). وهكذا نكون أمام نقص ثان في العبادة القديمة. كان يدخل بحذر (لا 16: 2 - 16) ولا يتعدّى الطقوس لئلاّ يموت. ونصل إلى النقص الثالث: كان يأخذ معه دمًا يقرّبه. فيرش الدم مرّة أولى وثانية وثالثة. جمعت عب كل هذا، واعتبرت أن الفاعليّة محدودة، لأن هذا الرش لا يكفّر إلا خطايا الجهل أو الضعف (أغنوئيماتا، مراحدة في العهد الجديد. رج 5: 2). ولكن هذه الخطايا تغفر أيضًا بواسطة الكهنة (لا 4: 1 - 6: 7) بعد أن يُذبح ثور. لهذا، جعلوا ((خطايا الجهل)) خطايا بالمعنى العام (هامرتيا). ولكن يبقى أن عب ظلّت في خط المعلّمين، حيث تُغفر فقط خطايا الجهل. فما يكون مصير سائر الخطايا؟ وهكذا كانت الشريعة القديمة أضعف من أن تغفر جميع الخطايا (آ 13 - 14).
ثانيًا: طقوس عديدة وغير فاعلة (آ 8 - 10)
وها هو الكاتب يشرح الآن المعنى الرمزيّ لطقس التكفير، كما يكشفه الروح القدس بالترتيبات الليتورجيّة التي فرضها على موسى. نحن أمام مدلول روحيّ. بما أن المؤمنين لا يحقّ لهم أن يدخلوا القدس (لو 1: 9)، والكهنة قدس الأقداس (يدخله رئيس الكهنة وحده مرة في السنة)، فهذا يعني أن الطريق إلى المعبد (هاغيا) غير مفتوحة. لا معبد الله على الأرض، ولا المعبد السماويّ الذي بدا قدس الأقداس نسخة عنه. وبعبارة أخرى، إن العبادة القديمة مع كهنوتها وخبائها وناموسها وعهدها، لا تجعل الشعب يقترب من الله. وما زالت حاضرة (إخوسيس ستاسين)، فهي حاجز يمنع الاتّحاد بالله (آ 11؛ رج 8: 2): يدوم العهد الأول ما دام المعبد الأول، وهذا المعبد يدلّ على عدم امكانية الدخول إلى السماء، إلى المعبد الحقيقيّ. هذا ما عرّف به الروح القدس بشكل جليّ (1كور 1: 11؛ 3: 13) أو خفيّ (2: 27؛ 2 بط 1: 14). وفعل ((ديلوو)) يحمل هذين الوجهين.
وتفسّر آ 9 تعليم الروح القدس. ((هيتيس)) تشير إلى أثاث المعبد وليتورجيّته. فالطقس الموسوي هو مثل (بارابولي = تيبوس) أو رمز أو تعليم عن العبادة المسيحية والأزمنة المسيحانيّة: فتوزيع المعبد في خباءين، والفرائض المتعلّقة بالاحتفال، ترمز إلى دخول يسوع الحبر إلى السماء ليمارس هناك خدمته التكفيريّة عن الخطايا. وهو أيضًا درس دائم لمعاصري عب الذين يشاركون في الليتورجيا الموسويّة. نقرأ فعل ((إنيستيمي)). يدلّ على عمل يستمرّ، أو على واقع حاضر. يرتبط بـ ((هورا)) (ساعة)، ((خرونوس)) (زمن)، ((نيكتوس)) (ليل)، ((هيمارا)) (نهار).
وتعود آ 10 بحزن أو خيبة أمل، إلى عجز العبادة القديمة عن تطهيرنا من الداخل. مثل هذه الاحتفالات الليتورجيّة، والطقوس المقدسة، والادوات الثمينة والكريمة، لا تنفع، لا تنقّي الضمير من الخطيئة. فهي وسائل بشريّة (ساركوس، تجاه ((تقادم وذبائح)) )، ولا يمكنها أن تنفع النفس (سينايديسيس تقابل ساركس، اللحم والدم)، ولا يمكنها أن توصل إلى الهدف. هي ذبائح حيوان وتقادم ترافقها شرائع حول الاطعمة، وشتّى أنواع الغسل. ((إبي)) لا تدلّ على الأساس، بل على المعيّة والظروف (1 كور 9: 10؛ 2كور 9: 6؛ غل 5: 13). عاد الكاتب إلى القواعد اللاويّة حول التمييز بين أطعمة طاهرة وأطعمة نجسة (لا 11: 1ي)، حول منع أكل لحم الذبائح وشحمها (لا 7: 16 - 27)، وشرب الخمر والمسكر (لا 10: 8 - 11؛ عد 6: 3)، حول الاغتسال (خر 29: 4؛ لا 11: 25، 40؛ 14: 7؛ 15: 5؛ 16: 4 ،24، 28؛ عد 8: 7؛ 19: 7) الذي اهتمّ به التقليد المعاصر للرسامة اهتمامًا كبيرًا (مر 7: 2 - 4). كل هذه الرسوم الخارجيّة تفرض نفسها. رج فعل ((إبيكايماي))، وُضع هنا، فُرض. فكأننا أمام عقاب، وهي أمور ثقيلة، كما قال عنها الآباء اليونان. ولكن فاعليتها لا تقابل ثقلها، وهي مؤقتة إلى أن يأتي زمن الاصلاح، وها هو قد جاء مع يسوع المسيح في عهد جديد أبديّ.
نقرأ ((ديورتوسيس)) (مراحدة بيبليّة): ترتيب، تصحيح خطأ، إصلاح شرائع قديمة. بما أن النظام اللاويّ الذي يمثّله خباء موسى، لم يصل إلى هدفه، يجب أن يوجِّه أنظار البشر إلى نظام آخر، يكون فيه الحمل خفيفًا (مت 11: 29). هذا يعني أن العبادة القديمة هي نسبيّة بالنظر إلى الجديدة، هي انتظار لمجيء الكاهن المخلّص (11: 1ي).

2 - قراءة إجمالية
((فالعهد الأول إذن، كان له هو أيضًا رسوم عبادة ومعبد من هذا العالم)) (أرضي) (9: 1)
لا نجد لفظ ((عهد)). ولكن وُضع من أجل المعنى. العهد الأول أي العهد القديم تجاه العهد الجديد. هناك من تحدّث عن الخباء (الخيمة) الأول، أي المعبد الموسويّ في البرية، رج آ 2. غير أن الخباء الأول في آ 2 ،لا يدلّ على المعبد كله، بل على القسم الأول منه، على القدس (أو المكان المقدّس).
ما تقوله هذه الآية، هو أنه كان للعهد الأول رسوم عبادة، وهذه الرسوم اتخذت مكانها في معبد أرضي، في خباء البريّة. وصوّر الكاتب الاحتفال مع العهد الأول، فشرح تصميم المعبد وطقوسه. وفي النهاية، سوف يصل إلى خدمة المسيح الكهنوتيّة.
المعبد الأرضي (من هذا العالم، كوسميكوس): معبد من هذه الأرض. يقابل المعبد السماويّ الذي يخدم فيه حبرنا اليوم. جلس حبرنا في السماء (8: 1). فهو ليس على الأرض (8: 4). والمعبد الأرضي هو نسخة وظلّ عن المعبد السماويّ (8: 5؛ 9: 23). لم تصنعه الأيدي (9: 11)، أي ليس من هذه الخليقة، بل هو من السماء (9: 24).
نترك جانبًا ما قاله الآباء والمعلّمون اليهود حول هذا المعبد. أما عب فلا تهتمّ بالنظريات ((الكونيّة))، بل هي تريد أن ترى العلاقة بين خباء البرية والمعبد السماوي، مع عودة إلى معبد يدخله عظيم الكهنة، يوم التكفير، ليقدّم الذبائح عن الشعب ويدخله في حضرة الله. فمهما كان هذا المعبد الأرضي ((كاملاً))، فالكاتب يرى أنه ناقص، أنه عابر، ويدعو قرّاءه للتطلّع إلى المعبد السماوي، المعبد الحقيقيّ والمجيد، الذي دخله المسيح من أجلنا. فالمعبد الأرضيّ ينتمي بطبيعته إلى هذا العالم الحاضر. ولهذا، فهو يزول (مت 24: 35؛ 1يو 2: 17). أما الملكوت الذي لا يتزعزع فهو ملكوت الخليقة الجديدة (عب 12: 26ي).
((ونُصب الخباء الاول الذي يُقال له القدس. وكانت فيه المنارة والمائدة وخبز التقدمة. ووراء الحجاب الثاني الخباء الذي يُقال له قدس الأقداس، وفيه مستوقد البخور من الذهب، وتابوت العهد المغشّى بالذهب من كل جهة، وفيه إناء من ذهب فيه المنّ، وعصا هارون التي أورقت، ولوحا العهد. ومن فوقه كروبا المجد يظلّلان على الغشاء... وليس الآن مقام تفصيل الكلام في ذلك)) (9: 2 - 5)
فالمعبد أو الخباء الأول (آ 1) قُسم بواسطة حجاب إلى غرفتين (أو خدرين): القدس وقدس الأقداس. كان القدس الخباء الأول، وأمام الحجاب. ووراء الحجاب قدس القداس. وذُكرت ثلاث أدوات: المنارة التي تبقى مضاءة ليلاً نهارًا، خبز التقدمة الذي يتبدّل يوم السبت فيحلّ محله خبز جديد، مذبح البخور الذي كان في قدس الأقداس، لا في القدس.
مع آ 3 ، يبدأ الكلام عن الحجاب الذي هو حاجز يفصل القدس عن قدس الأقداس. لا يميّز الكاتب بين حجاب وحجاب، بل ينظر إلى الاثنين معًا. فالأول يُدخل الكهنة من الرواق إلى القدس، والثاني إلى قدس الأقداس، وهذا يعني مرورًا بالحجاب الأول.
جعل الكاتب مائدة الذبيحة، ومذبح البخور، وموضع الرحمة معًا، ليدلّ على التكفير الذي حدّده الله في يوم كيبور. ففي هذا اليوم، يحمل رئيس الكهنة دم الذبائح التي نُحرت على المذبح، والبخور عن مذبح البخور، وهو الذي يدلّ على صلاة الشعب. لماذا الربط بين الاثنين؟ لأن الدم الذي يقدّم عن الخطيئة، كان يُرش على مذبح الضحايا وعلى مذبح البخور (لا 16: 17ي؛ خر 30: 10). وحين نتذكر أن ما يريد الكاتب أن يركّز عليه هو يوم كيبور، وأن كمال كل هذا الاحتفال نجده في عمل كامل يقوم به المسيح الكاهن، يتّضح أمامنا ما عملته عب حين ربطت مذبح البخور بقدس الأقداس.
ويُذكر تابوت العهد، أهم غرض في قدس الأقداس. ولوحا العهد (25: 16) اللذان يدلاّن على عهد الله مع شعبه. فمن نقض الوصايا نقض العهد. وهما أيضًا لوحا الشهادة، لأن القداسة التي يطلبها الله من شعبه، تشهد ضدّ الذين عصوا فرائضه. لهذا، سُمّي أيضًا التابوت، تابوت الشهادة. نشير هنا إلى أن هذا التابوت (= الصندوق) زال بزوال هيكل أورشليم سنة 587 ق.م. ولما دخل الرومان إلى قدس الأقداس، في هيكل أورشليم، سنة 70 ب.م.، وجدوا المكان فارغًا، فحلّ محلّ تابوت العهد ((حجر الأساس)). ماذا يقال اليوم عن تابوت العهد؟ حمله الملائكة مع ما كان في قدس الأقداس (2با 6: 7)، أو أخفاه إرميا، مع مذبح البخور، في مغارة، على جبل شاهد منه موسى أرض الموعد (2مك 2: 4 - 8). أما السامريون فيقولون بأن موسى دفن التابوت على جبل جرزيم بانتظار عودة المسيح النبي الذي وعد به تث 18: 15ي (يوسيفوس، العاديات 18: 85 ي). أما يوحنا، صاحب سفر الرؤيا، فلم يجد تابوتًا أرضيًا بل ((تابوت عهد الله)) حين انفتح الهيكل في السماء (رؤ 11: 19).
وهناك إناء (جرّة) فيها المن (خر 16: 32 - 34) شهادة لأجيالهم. وعصا هارون كما في عد 17: 10 - 11. ويقول المعلّمون بوجود جزء من عمودي النحاس (خر 32: 19) ونسخة من التوراة والأسماء التي بها ينادي عظيم الكهنة الله. فكما أن منّ البرية هلك ومعه عصا هارون، فقد تطلّع المسيحيون إلى المنّ الخفيّ (2: 17)، إلى الطعام السماوي الذي به يحفظ الله خدّامه المؤمنين. ومع أن حياتنا الماضية أنتجت الأعمال الميتة (6: 1)، إلاّ أن اتحادنا بالمسيح يجعلنا حاملين ثمارًا صالحة لمجد الله (يو 15: 4 ،5، 8؛ غل 5: 22 - 23). فالقوّة التي جعلت عصا هارون تورق وتزهر وتعطي ثمارًا، ما زالت تعمل اليوم.
كروبا المجد. سمّيا كذلك لا لأنهما كانا مجيدين أو جميلين، بل لأن بينهما ظهر حضور الله المجيد فوق الغطاء، حسب خر 25: 22: ((فاجتمع بك هناك (يا موسى)، وأكلّمك من فوق الغطاء. من بين الكروَبين اللذين على تابوت العهد، بجميع ما أوصيك به إلى بني اسرائيل)). أجل، المعبد الذي في قدس الأقداس، هو شكينه، أي مجد الله، وحضور الله في وسط شعبه (خر 40: 34ي؛ لا 16: 2؛ 2صم 6: 2؛ 1مل 8: 10 - 11؛ 2أخ 5: 13 - 14؛ مز 80: 1؛ أش 37: 16).
((وإذ كانت الأشياء على هذا الترتيب، كان الكهنة يدخلون الخباء الأول، في كل وقت، للقيام بالخدمة. وأما الخباء الثاني (الآخر) فإنما يدخله رئيس الكهنة وحده، مرّة في السنة، وليس بلا دم يقرّبه عن نفسه وعن جهالات الشعب)) (9: 6 - 7)
قدّم الكاتب موجزًا عن بنية المعبد، وعمّا تضمّنه (رُتّبت، هيّئت، رج آ 2 حيث هُيِّئ الخباء، نُصب). وهو الآن يتطلّع إلى مسيرة الاحتفالات، ولاسيّما في قدس الأقداس. بدأ فقال إن الكهنة (كهنة النظام اللاوي بدون تمييز) يقومون بالخدمة (الليتورجيا) في كل وقت، يومًا بعد يوم، حسب ما طلب موسى، في الخباء (أو: الغرفة، الخدر) الأول، الذي أمام الحجاب الثاني، أي في القدس أو المكان المقدّس، لأنه خاص بالكهنة، ولا يحقّ للعوام أن يدخلوه. أما الفرائض الطقسيّة التي يقومون بها فثلاث: الاهتمام بالسراج الذهبي ليبقى مشتعلاً نهارًا وليلاً (خر 27: 20 - 21). إشعال البخور على مذبح البخور، صباحًا ومساء، ساعة يُوضع السراج (خر 30: 7 - 8). هذان واجبان يوميان. والواجب الثالث يتمّ كل أسبوع حين تبدَّل الخبزات على مائدة التقدمة، كل سبت (لا 24: 8 - 9). تضمّن سفر اللاويين فرائض مفصّلة حول وظائف الكهنة ومسؤولياتهم، ليس فقط في القدس بل في الأروقة المقدسة. ونجد ملخصًا عن كل هذا في 1أخ 23: 24 - 32.
واختلف الخباء الثاني أو قدس الأقداس فما عرف نشاطًا يوميًا أو اسبوعيًا، بل مرّة واحدة في السنة، في يوم كيبور، وهو اليوم العاشر من الشهر السابع (لا 16: 29)، أي شهر تشري (أيلول - تشرين)، في فصل الخريف. ويُسمح فقط لشخص واحد بأن يدخل قدس الأقداس، في هذه المناسبة السنوية، هو عظيم الكهنة. وما كان يدخل بلا دم. هذا يعني أن لا حقّ له بالدخول من نفسه، لأنه خاطئ، شأنه شأن الشعب، ويحتاج إلى تكفير. فقداسة هذا الموضع تحافظ عليها فرائض دقيقة تستبعد العوام والكهنة، وتحدّد دخول عظيم الكهنة. هذا يعني أن الطريق إلى حضرة الله كانت مغلقة بسبب حالة الخطيئة التي تفصل بني اسرائيل عن خالقهم. لهذا، يحتاجون إلى دم ذبيحة يقدّم عنهم لتكون لهم الرحمة والغفران.
في الوقت عينه، كان من الواضح أن الذبيحة الكاملة والكافية، لم تقدّم في النظام اللاوي، لأن الطريق إلى قدس الأقداس ظلّت مقفلة، وطقس يوم التكفير يتكرّر سنة بعد سنة. ثم إن الاحبار الذين تقدّموا أمام الله، لم يستطيعوا، بسبب عجزهم، أن يقوموا بالمصالحة النهائيّة التي يحتاجون إليها. فهم خطأة ويحتاجون إلى دم الذبيحة، وامتدّ النقص من الكاهن إلى الضحيّة. فالحيوان لا يحلّ محلّ الانسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله. وهكذا وجّهت كثرُة الذبائح أنظارنا إلى الذبيحة التامة التي ترفع خطايا العالم.
((وبذلك يشير الروح القدس إلى أن طريق المعبد لا يبرح غير مفتوح، ما دام المسكن الأول قائمًا. وهذا رمز إلى الزمن الحاضر، الذي فيه تُقام تقادم وذبائح لا قبل لها أن تصيّر خادمها كاملاً، حتى في ضميره، إذ ليس هناك سوى أطعمة وأشربة وشتّى أنواع الغسل، وكلها فرائض بشرية موضوعة حتى زمن الاصلاح فقط)) (9: 8 - 10)
الروح القدس الذي يعتبر ملهم النصوص المقدسة، هو الذي يقدّم بعض الحقائق عن المسكن الذي أعلم الله به موسى في ما يخصّ البناء وشعائر العبادة (8: 5). والواقع الذي يمنع الجميع، ما خلا عظيم الكهنة، من المرور في الحجاب إلى قدس الأقداس، وفي يوم واحد في السنة، يصل بنا إلى نتيجة سلبيّة، هو أن الطريق إلى المعبد غير مفتوح وأن لا امكانية للحضور أمام الله، ((حتّى الآن)). إذن، هناك أمل وانتظار بأن يأتي وقت يكون الطريق إلى عرش النعمة الالهيّة مفتوحًا للجميع. وقد أعطي هذا الأمل بشكل إيجابيّ بمواعد ونبوءات حول مجيء ذاك الذي يكون كاهنًا إلى الابد على رتبة ملكيصادق، وبتدشين العهد الجديد حين تكون شركة بين الله وشعبه، وبشكل سلبي مع عجز النظام اللاوي عن تأمين شفاء جذري للجنس البشريّ. ولكن هذه التتمة تنتظر، ما زال النظامُ القديم عاملاً. متى تُزال قوّة هذا النظام؟ حين يزول الحجاب الذي يغلق الطريق إلى قدس الأقداس، وهذا ما حصل مع موت يسوع على الصليب: كان التكفير كاملاً (1يو 2: 2)، فاستطاع البشر كلهم الدخول إلى حضرة الله.
وقال الكاتب: النظام القديم هو رمز إلى الزمن الحاضر الذي فيه تتمّ الصورة والظلّ. إن المدلول الرمزي للممارسات اللاويّة، قد نالت بعض انتباه الكاتب. وها هو يتوسّع فيها بالنظر إلى كمال الاحتفال بيوم التكفير، في المسيح. هناك تقادم وذبائح (5: 1) توجّه أفكارنا إلى حاجة الخطأة إلى غفران ومصالحة. فهذه الذبائح لا تستطيع أن تنقّي الضمائر (7: 18 - 19، 27؛ 10: 1 - 3). هي تتكرّر، وهي ذبائح حيوان.
الضمير هو معرفة الانسان لذاته ومسؤوليّته في كل ما يقوم به من عمل. فهو كخليقة مصنوعة على صورة الله، يقف أمام خالقه ويؤدّي حسابًا عن أعماله. وهو كخاطئ، لم يحفظ شريعة الله الحيّ. فيعي في باطنه أنه مذنب ويحتاج إلى تطهير وإصلاح. ما كان باستطاعة الطقوس اللاويّة أن تؤمّن المصالحة التامة وملء التبرير أمام الله، وتلك كانت حاجة الانسان الجذريّة. كانت فرائض موسى خارجيّة، لا باطنية، فلا تصل إلى الضمير، بل تتوقف عند أطعمة وأشربة واغتسال. تبقى على مستوى الجسد، على المستوى البشريّ.
هذه الفرائض لم تكن فرائض فارغة، بل شكّلت رمزًا إلى الحقيقة الآتية. ارتبطت بالعهد الموعود والنبوءة المسيحانيّة، فحرّكت المؤمن نحو الذبيحة التي يؤمّنها الله لشعبه. كانت ((سابقة)) للذبيحة الفريدة التي يقدّمها حبر على رتبة ملكيصادق. لهذا فُرضت حتّى وقت الاصلاح، حتى وقت يستقيم فيه كل شيء، فيحلّ الجوهر محلّ الظلّ. وقد أشارت نبوءة إرميا إلى أن زمن الاصلاح هو العهد الجديد وكماله في المسيح (عب 8: 7ي).
إن طبيعة عطايا الله لشعبه في حقبة العهد القديم، تظهر في الطريقة التي بها ترتبط هذه العطايا بعهد يعد ببركة تدوم. فأفق المؤمن لم يكن محدودًا في أمور خارجيّة من أرض موعد ومعبد أرضيّ يخصّ العالم الحاضر الذي هو زائل. فمع مواعيد الله التي ارتبطت بهذه العطايا، صارت هذه كلمات منظورة تتركّز على واقع أبديّ. لهذا، قال يسوع للفريسيين: ((أبوكم ابراهيم فرح حين رأى يومي. رآه فابتهج)) (يو 8: 56). وأعلنت عب 11: 10، 16 أن الآباء انتظروا وطنًا أفضل، الوطن السماوي (11: 16). فالله ما خيّب أملهم وهو الذي ((هيّأ لهم المدينة ذات الأسس)) (11: 10). وقالت في 11: 72 إن موسى ((عاين ما لا يُرى)). إن هذه العطايا الخارجيّة التي ترافقت مع المواعيد، فُهمت كعلامات لحقيقة روحيّة تدوم. فمع أنهم خلال حجّهم على الأرض لم ينالوا ما وُعدوا به، إلاّ أنهم ((رأوه من بعيد)) (11: 13). فتبريرهم، شأن تبريرنا، هو في المسيح، ويتأسّس على كمال عمله التكفيري. ففي مخطط الله، المسيح هو الحمل المذبوح منذ تأسيس العالم (رؤ 13: 8؛ 1بط 1: 19 - 20)، بحيث إن تبريرهم في المسيح أكيد مثل تبريرنا في وقت الكمال. تطلّعوا بالايمان إلى الامام، إلى الذبيحة المبرّرة. ونتطلّع إلى الوراء، إلى ذات الذبيحة. فبالمسيح نلنا الحياة، وهم نالوها. فيسوع المسيح هو هو، أمس واليوم وإلى الأبد.

خاتمة
انطلق الكاتب من لا 17: 11 ((الدم يكفّر عن النفس))، فبيّن أن دم المسيح يتفوّق على دم الثيران والتيوس. هي حياة انسان يذبح، لا حيوان. وهذا الشخص هو المسيح، ذاك الذي اختاره الرب ومسحه بالزيت وأرسله. هذا ما هيّأنا له 9: 1 - 10 الذي اعتبر النظم العباديّة قد عتقت وشاخت، فما استطاعت أن تفتح أمامنا طريق الوصول إلى الله. أجل، كانت هذه القطعة (8: 1 - 9: 10) نظرة سلبيّة إلى نظم العهد القديم، فهيّأتنا لتعليم إيجابي حول المسيح الذي قدّم نفسه على الصليب فكان الكاهن والضحيّة. هذا ما نتوقّف عنده في الفصل التالي.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM