خاتمة

خاتمة
هكذا ننتهي من الجزء الثاني من أنجيل لوقا، ولا ننتهي في تفسير هذا الإنجيل الذي هو أكبر الأناجيل بعدد آياته وكلماته. الأسلوب هو هو كما في أجزء الأول، وقد أردنا هذا الكتاب أن يتوجّه إلى الطالب في عالم اللاهوت وإلى العلماني المثقّف. إلى الكاهن والراهب والراهبة. وإلى كل مؤمن يودّ أن يتعرّف في العمق إلى كلام الله، فلا يبقى الإنجيل مجرّد آيات نردّدها غيباً، نضعها في مكانها وفي غير مكانها، ونسخرها لأغراضنا وونظرياتنا ومواقفنا.
كان عنوان هذا الجزء: صعود يسوع إلى أورشليم. وتوقّفنا فيه عند ثلاث محطات. في 9: 51، نجد عبارة احتفالية تدل على أهمية انتلاق يسوع إلى المدينة المقدّسة، حيث يتم سرّه الفصحي، سرّ آلامه وموته وقيامته. في 13: 22، يذكر لوقا مرة ثانية هذا الصعود، فكأني به يدلّ علة سنة ثانية من سنوات يسوع العلنية، وفيها يدلّ على اليهود الذين لم يؤمنوا بيسوع: "تُطردون أنتم إلى الخارج، بينما يأتي (الوثنيون) من المشرق والمغرب ويتّكئون في ملكوت الله" (13: 28- 29). وفي 17: 11 تبرز أمامنا محطة ثالثة في هذا الصعود إلى أورشليم التي تحمل تعليماً خاصاً بالتلاميذ.
كان هذا الجزءَ الثاني الذي ضمّ تعاليم نجدها متفرّقة عند متّى. جعلها لوقا في هذا الإطار ليكلّ على أهمّية الطريق التي تدلّ بالأحرى على نهج يسير فيه المسيح، لا ليصل إلى أورشليم كما عرفها اليهود في حجّهم خلال القرن الأول المسيحي. ل بيصل إلى فقط إلى جبل الجلجلة حيث سيُصلب يسوع. هذه الطريق هي طريق الرب الذاهب إلى الآب. وهي طريق التلميذ الذي يحمل صليبه ويسير على خطى المسيح، فيصل إلى أقاصي الأرض.
ولكن قبل ذلك، سيعلّم يسوع في أورشليم، وهناك سيكون موضع موته وقيامته. كل هذا سندرسه في الجزء الثالث من تفسير القديس لوقا الذي يبدأ بهذه العبارة: "ولمّا قال هذا، سار في المقدّمة صاعداً إلى أورشليم" (19: 28).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM