للربِّ الأرض وما فيها من غنى

هكذا يبدأ المرتِّل نشيده (مز 24). للربِّ الأرض وهو من ملأها بغناه. للربِّ كلُّ الساكنين فيها. نحن للربِّ والربُّ لنا. ونتخيَّل هذا الكلام الذي اعتاد عليه العبرانيُّون: أنتَ إلهنا. علاقة حميمة بين الأرض والسماء، بين الله والإنسان وكلِّ إنسان. وبولس الرسول سوف يقول: "الجسد لله والله للجسد." وإنجيل يوحنّا يورد كلام يسوع: "هكذا أحبَّ الله العالم حتِّى إنَّه بذل ابنه الوحيد." فالهدف هو الخلاص من الهلاك. فالربُّ الذي أحبَّ العالم، أراد أن يمنع عنه الخراب. خصوصًا في الطوفان، لعب الشرُّ لعبته. ولكن أعاد الربُّ الطبيعة إلى ما كانت عليه، وأجمل: الزرع والحصاد، البرد والحرَّ أي الشتاء والصيف، النهار والليل.

هذه الأرض، "على البحر أسَّسها وعلى الأنهار ثبَّتها". لا شيءَ بعد اليوم يدمِّرها. والآلهة؟ آلهة هذه الأرض! تحدَّث عنهم المزمور (16) فقال المرتِّل: "كنتُ أُسَرُّ بهم، وأفرح بأن أسكب الخمر أمام مذابحهم وعلى أقدام تماثيلهم. بل لا أريد أن أذكر أسماءهم بشفتيَّ!" لهذا يهتف ونحن معه: "أقول للربِّ: أنتَ ربّي! لا سعادة لي إلاّ عندك."

فالأرض التي خلقها الربُّ مع السماء، صارت مثل شخصٍ حيّ، وهي تدعونا للتمثُّل بها. قال فيها المرتِّل: "امتلأت الأرض من الأمانة للربِّ، لأنَّها اكتشفت رحمته ولطفه." هي أمينة لخالقها. ويتواصل الكلام: "الأرض كلُّها تخاف الربَّ! فماذا تنتظر المسكونة لتعرف مخافة الربّ؟"

عندنا الملوك ونحن نخضع لهم، والأرض أيضًا! وإذا مات الملك، مات السلطان؟ أنتعبَّد للذي يأتي بعده؟ يقول الكتاب: "الربُّ هو الملك العظيم على الأرض كلِّها". هو العليّ، هو المخوف، هو من يُخضع الشعوب. ونحن: "يا جميع الأمم صفِّقوا بالأيادي: يا أيُّها المؤمنون اهتفوا لله بصوت الابتهاج."

هذه الأرض التي سيِّدها الربُّ، جعلها لبني البشر. فيا ليتهم يعرفون كيف يتعاملون معها!


 

سفر المزامير 24: 1-10

للربِّ الأرض وما عليها، الدنيا والمقيمون بها. على البحار أسَّسها، وعلى المياه ثبَّت أركانَها. من يصعدُ إلى جبل الربِّ ويقفُ في مقامه المقدَّس؟ هو النقيُّ اليدين الطاهرُ القلب، الذي لا يميل إلى السوء، ولا يحلفُ يمينًا كاذبة. ينالُ بركة من عند الربّ، وعدلاً من الله مخلِّصه. هكذا يكون من يطلب الربّ، من يلتمسُ وجهك يا إله يعقوب. ارفعي رؤوسك أيَّتها الأبواب، وارتفعي أيَّتها المداخلُ الأبديَّة. فيدخل ملكُ المجد. من هذا ملكُ المجد؟ هو الربُّ العزيز الجبّار، الربُّ الجبَّار في القتال. ارفعي رؤوسك أيَّتها الأبواب وارتفعي أيَّتها المداخل الأبديَّة. فيدخلَ ملك المجد. من هذا ملك المجد؟ الربُّ القدير هو ملكُ المجد.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM