وخلق الله الإنسان

حين الكلام عن الخلق، نقرأ كيف خلق النور: "فليكنْ نور"، فكان نور. ثمّ "ليكنْ جلَد"... فعمل الله الجلد. ثمَّ: "فعمل الله النيِّرين العظيمين"، أي الشمس والقمر... وحين انتهى من المخلوقات، رأى الله أنَّ هذا حسن، جميل. لا يمكن أن يدمَّر، أن يعود إلى العدم. فالله الذي خلق هذا الكون، يحفظ هذا الكون. وإن تبدَّل وجهه، كما يقول الكتاب، فهو باقٍ مع الله، مثل الإنسان في شكلٍ جديد.

ولكن قبل خلق الإنسان، توقَّف الله. تشاور الله. تشاور الآب مع ابنه والروح القدس. كيف نخلق الإنسان؟ نحتاج إلى صورة. فقدَّم الابن ذاته. هو يكون صورةَ الله غير المنظور. وهذه الصورة موجودة قبل خلق العالم، لأنَّ الابن هو الباكورة، هو الأوَّل. "فيه خُلق كلُّ شيء، ما في السماوات وما في الأرض، ما يُرى وما لا يُرى." فيه خُلق الإنسان، فيه خُلق الملائكة.

جعل الله، العائلة الإلهيَّة، صورةَ الابن المتجسِّد، وصنع الإنسان. خلقه من العدم. خلقَه جديدًا. لا شكَّ في أنَّه "جسد"، يعود إلى التراب، فاعتبر أنَّه من التراب. وأنَّه "روح". روح الله فيه وهو يرفعه إلى مستوى الألوهة.

جاءت النظريَّات تربط الإنسان بالخليقة. وهذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا. هو جزء من الخليقة، وهو رأس الخليقة وهو يسود عليها. سقط فسقطت معه الخليقة في الفساد. وهي تنتظر أن يرتفع الإنسان لكي ترتفع معه. قال الرسول: "هي تئنُّ منتظرة متى ينال الإنسان التبنِّي والخلاص." متى يعود الإنسان إلى المجد الذي ناله في البداية. وإذ خسره، استعاد المجد وازداد مجدًا على مجد مع تجسُّد الابن. هذا الابن الذي هو عمانوئيل، إلهنا معنا، الذي نزل من السماء إلى الأرض، وحين يرتفع يرفع البشر، ويرفع الأرض إلى السماء.


 

سفر التكوين 1: 24-31

وقال الله: "لتُخرج الأرض خلائق حيَّة من كلِّ صنفٍ: بهائم ودوابَّ ووحوش أرضٍ من كلِّ صنف"، فكان كذلك. صنع الله وحوشَ الأرض من كلِّ صنف، والبهائم من كلِّ صنف، والدوابَّ من كلِّ صنف. ورأى الله أنَّ هذا حسن.

وقال الله: "لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا. وليتسلَّطْ على سمكِ البحر وطيرِ السماء والبهائم وجميعِ وحوش الأرض وكلِّ ما يدبُّ على الأرض." فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقَ البشر، ذكرًا وأنثى خلقهم. وباركهم الله، فقال لهم: "انموا واكثروا واملأوا الأرض، وأخضعوها وتسلَّطوا على سمك البحرِ وطيرِ السماء وجميع الحيوان الذي يدبُّ على الأرض." وقال الله: "ها أنا أعطيتكم كلَّ عشبٍ يبزرُ بزرًا على وجه الأرض كلِّها، وكلَّ شجر يحملُ ثمرًا فيه بزر، هذا يكونُ لكم طعامًا. أمّا جميعُ وحوشِ الأرض وما يدبُّ على الأرض من الخلائق الحيَّة، فأعطيها كلَّ عشب أخضر طعامًا." فكان كذلك. ونظرَ الله إلى كلِّ ما صنعه، فرأى أنَّه حسنٌ جدًّا. وكان مساءٌ وكان صباحٌ: يوم سادس.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM