طريق الجلجلة

اللفظ اليونانيّ هو "جلجثة". جاء من الآراميَّة: "جلجلة"، أي الجمجمة. هكذا قالت الأناجيل. قال متَّى: "وبينما هم خارجون من المدينة، صادفوا رجلاً من قيرين (في ليبيا الحاليَّة) اسمه سمعان، فسخَّروه ليحمل صليب يسوع" (27: 32). إذًا، نحن خارج أورشليم. وسمعان القيرينيّ آتٍ من الحقل، كما قال مر 15: 21. وجاؤوا بيسوع إلى المكان المعروف بالجلجلة، أي مكان الجمجمة" (آ22). لماذا قالوا: "موضع الجمجمة" (مت 27: 33)، لأنَّ الموضع يشبه بشكله "الجمجمة" لأنَّه مستدير. يبدو أنَّ اليهود كانوا يدفنون هناك موتاهم، بعد أن وجدوا مقابر عديدة تحت كنيسة القيامة. نتذكَّر هنا الرواية التي تجعل على الجلجلة مدفن آدم. حمله نوح في السفينة وانتقل من يد إلى يد ليحطَّ رحاله في هذا الموضع.

على الجلجلة صُلب يسوع. والموقع عُرف في زمن قسطنطين الذي بنى فوقه كنيسة القبر المقدَّس. نشير هنا إلى أنَّ الأمبراطور أدريان حين قمع الثورة اليهوديَّة الثانية (132-135)، بنى فوق المكان ساحة أياليا (على اسم القائد أياليوس) كابيتولينا (نسبة إلى الكابيتول، التلَّة المقدَّسة في رومة، حيث معبد جوبيتر، إله الآلهة)، بحيث ضاعت المعالم بانتظار الأمبراطور قسطنطين.

انتهت آلام يسوع على الجلجلة. وهي بدأت في بستان الزيتون وتواصلت في المحاكمة حتَّى الصليب. أمّا النهاية "خارج المدينة" فاستخلصت منها العبرةَ الرسالةُ إلى العبرانيِّين: "ولذلك مات يسوع في خارج باب المدينة ليقدِّس الشعب بدمه. فلنخرجْ إليه إذًا، حاملين عاره..." (13: 12-13). وهكذا خرج المؤمنون من أورشليم المنغلقة على ذاتها، وراحوا يحملون البشارة إلى العالم كلِّه.

 


 

إنجيل لوقا 23: 26-35

وإذْ كانوا يقتادونه، أخذوا سمعانَ القيرينيَّ الآتي من القريةِ ووضعُوا علَيه الصليبَ لِيَحمِلَهُ وراءَ يسوع. وآتيًا كان وراءَه كثرةُ الشعبِ والنساء اللواتي كُنَّ نائحاتٍ ومُنتحباتٍ عليه. فالتفَتَ يسوعُ نحْوَهنَّ وقال: “يا بناتِ أورشليمَ لا تَبكينَ عليَّ، بل ابكِينَ على أنفسِكنَّ وعلى بَنيكُنَّ. فها آتيةٌ أيّامٌ فيها يقولون: طوباهنَّ العواقرُ والبطونُ التي ما ولدَتْ والثُدي التي ما أرضَعَتْ. حينئذٍ تبدأون تقولون للجبالِ: أُسقُطي علينا، وللتلالِ غَطِّينا. فإذا بالعودِ الرطِبِ هذه فاعلون، فباليابسِ ماذا يكونُ؟" وآتيَينِ كانَ معه اثنان آخران، صانعا شرور، ليُقتلا. وإذ أتَوا إلى المكانِ المدعوِّ الجُمجُمة، صلبوه هناك وصانعَي الشرورِ هذَينِ واحدًا عن يمينِه وواحدًا عن شمالِه. أمّا يسوعُ فقال: “يا أبي، اغفِرْ لهم لأنَّهم غيرُ عارفينَ ماذا يَصنعون.” وقسَمَوا ثيابَهُ ورمَوا عليها القرعةَ. وكانَ الشعبُ قائمًا وناظرًا، والحكّامُ أيضًا كانوا ساخرينَ منه وقائلين: أحيا آخرين، ليُحيِ نفسه إذا هو هو المسيحُ مختارُ الله.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM