مات ابن الله على الصليب

يسوع مات. والذين رفضوا موته كانوا ضالِّين أو كاذبين أو مضلِّلين. وهؤلاء هم عديدون منذ الكورنثيِّين الذين هزئوا بالذين يتكلَّمون عن إله مصلوب. فالاعتراف الإيمانيّ بدأ باكرًا. قال الرسول: "ولمّا كنَّا ضعفاء مات المسيح من أجل الخاطئين في الوقت الذي حدَّده الله. وقلَّما يموت أحد من أجل إنسان بارّ... ولكنَّ الله برهن عن محبَّته لنا أنَّ المسيح مات من أجلنا، ونحن بعد خاطئون" (رو 5: 6، 8).

"فإذا كنّا متنا مع المسيح، فنحن نؤمن بأنَّنا سنحيا معه. ونعلم أنَّ المسيح، بعدما أقامه الله من بين الأموات، لن يموت ثانية، ولن يكون للموت سلطان عليه، لأنَّه بموته مات عن الخطيئة مرَّة واحدة، وفي حياته يحيا لله" (رو 6: 8-10)

ويحدِّثنا بولس عن مسيرة يسوع الذي هو صورة الله. أصبح إنسانًا، ثمَّ عبدًا طائعًا حتَّى الموت والموت على الصليب (فل 2: 8). أراد اليهود مرَّة أن يُلقوه من على رأس الجبل (لو 4: 29). "لكنَّه مرَّ من بينهم ومضى" (آ30). وحاولوا أن يرجموه (يو 8: 59)، "فاختفى عنهم وخرج من الهيكل". فلو رُجم يسوع لكان موته مرتبطًا بالعالم اليهوديّ. أمّا أنَّه صُلب، فالصلب مرتبط بالعالم الرومانيّ، بالعالم الوثنيّ. والجنود الوثنيُّون الذين كانوا عند الصليب هم الذين اعترفوا به أنَّه "ابن الله" (مر 15: 39). أمّا اليهود فرفضوا الاعتراف به، وفضَّلوا عليه من هو لصٌّ وقاتل. قال بيلاطس: "أيَّهما أريد أن أطلق لكم؟" أجابوا: "برأبَّا". فقال لهم بيلاطس: "وماذا أعمل بيسوع الذي يقال له المسيح؟" فأجابوا كلُّهم: "اصلبه". وكرَّروا الكلام: "اصلبه" (مت 27: 21-23).

"فأخذوا يسوع. فخرج وهو يحمل صليبه إلى مكان يُسمَّى الجمجمة... فصلبوه هناك وصلبوا معه رجلين" (يو 19: 16-18). كنّا في خلاف بعضنا مع بعض، فجاء المسيح "وأصلح بيننا وبين الله بصليبه، فقضى على العداوة وجعلنا جسدًا واحدًا" (أف 2: 16). بسبب خطايانا، أضعنا الاتّصال بالله، بل كانت عداوة. ولكنَّ المسيح "بدمه على الصليب حقَّق السلام" (كو 1: 20). فكيف نضع الصليب جانبًا. "فالمسيح صفح لنا عن جميع خطايانا... وأنزل الصكَّ (الذي يتَّهمنا) وسمَّره على الصليب" (كو 2: 13-14). وهكذا اقتاد السلطات "في موكبه الظافر" (آ15). سار حاملاً صليبه ودعانا لكي نتبعه.

 

رسالة القدِّيس بولس إلى أهل رومة 6: 2-11

فنحن الذين مُتنا عن الخطيئةِ، كيف نحيا فيها أيضًا؟ أَوَما عارفون أنتم أنَّنا نحن الذين اعتمَدْنا بيسوعَ المسيح إنَّما اعتمدْنا بموتِه. قُبرْنا معه بالمعموديَّةِ للموتِ حتّى كما قامَ يسوعُ المسيحُ من بينِ الأمواتِ بمجدِ أبيه، هكذا نحن أيضًا نسلكُ في حياةٍ جديدة. فإذا نُصبنا سويَّة معه في شبهِ موته، هكذا أيضًا في قيامتِه نكونُ. ونحنُ عارفونَ أنَّ إنسانَنا العتيقَ صُلبَ معه ليُبطَلَ جسدُ الخطيئةِ لكي لا نَخدُمَ الخطيئةَ بعد. لأنَّ ذاك الذي ماتَ حُرِّرَ من الخطيئة. فإذا مُتنا مع المسيحِ نُؤمنُ أنَّنا مع المسيحِ نفسِه نحيا.

ونحن عارفونَ أنَّ المسيحَ قامَ من بينِ الأموات، وهو غيرُ مائتٍ بعدُ ولا الموتُ مُتسلِّطٌ عليه. فإذ مات، للخطيئةِ ماتَ مرَّةً واحدة. وإذ هو حيٌّ، فهو حيٌّ لله. هكذا أنتم أيضًا، احسَبُوا أنفسَكم أنَّكم أمواتٌ للخطيئةِ وأحياءٌ لله بربِّنا يسوعَ المسيح.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM