وبربٍّ واحد

ذاك ما نقول في "النؤمن" حين الكلام على يسوع المسيح. هو الربّ. واللفظ ترجمة "كيريوس" في اليونانيَّة. هكذا اعتاد الناس أن ينادوا يسوع حين يأتون إليه. فالأبرص سجد له، فنال الطهارة التامَّة، وبطرس الذي كاد يغرق، صاح: "يا ربُّ نجِّني." ومرتا احتجَّت لديه: "يا ربّ، أما تبالي أنَّ أختي تركتني أخدم وحدي؟" (لو 10). وواصل لوقا الكلام: "فأجابها الربّ". ويقول يسوع لهم: "كيف تدعونني يا ربّ يا ربّ، ولا تعملون بما أقول؟"

ينبغي أن نعرف أنَّ "كيريوس" في اليونانيَّة يقابل "يهوه" في العبريَّة، الإله الذي هو. هكذا أعطى اسمه لموسى. وقالوا في اليونانيَّة: الكائن. لا الذي كان في الماضي. بل هو الحاضر اليوم وكلَّ يوم لدى المؤمنين. لمَّا سأله اليهود: أنتَ أكبر من إبراهيم؟ أجاب: "قبل أن يكون إبراهيم، أنا هو، أنا الكائن، أنا يهوه. ولهذا، أمسكوا حجارة ليرجموه لأنَّهم اعتبروه يُجدِّف." لا بل هو في الحقيقة الله وابن الله والمساوي للآب في الجوهر. أمَّا لفظ الله فيقابل اللهمَّ في العبريَّة (ا ل ه ي م).

هنا نقرأ بولس الرسول يكلِّم الناس عن الآلهة الوثنيَّة حيث عبادتها تعني عبادة الشياطين. "لنا نحن إله واحد وهو الآب الذي منه كلُّ شيء وإليه نرجع، وربٌّ واحد وهو يسوع المسيح الذي به كلُّ شيء وبه نحيا" (1 كو 8: 6).

الآب، الابن، الله، الربّ. نحن في إطار الألوهة، فلا تطلبوا إلهًا آخر غير الآب، ولا ربًّا آخر غير الابن. والربُّ هو السيِّد. لا تبحثوا عن سيِّدٍ آخر غير يسوع المسيح. قال الربُّ: لكم أب واحد هو الآب السماويّ. لكم ربٌّ واحد هو المسيح. فلا تبحثوا عن المعلِّمين. لكم معلِّم واحد، فلماذا تروحون من الشرق إلى الغرب لتبحثوا عمَّن يعلِّمكم. فيسوع هو كلمة الآب وما بعدها كلمة.


 

رسالة القدِّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتوس 8: 1-6

أمّا على ذبائحِ الأوثانِ، فعارفون نحن أنْ في كلِّنا معرفةٌ ومعرفةٌ نافخة. أمّا الحبُّ فبانٍ. فإذا إنسانٌ ظانٌّ أنَّه عارفٌ شيئًا، فحتّى الآنَ هو غيرُ عارفٍ شيئًا كما هو واجبٌ له أن يعرفَ. وإذا إنسانٌ مُحبٌّ الله، فهذا عُرفَ منه. إذًا، على أكْلِ ذبائح الأوثان، عارفون نحن أنْ لا شيءَ هو الوثنُ في العالمِ وأنْ ليس إلهٌ آخرُ إلاّ الواحد. فإذا وُجِدَ مَنْ هم مدعوّون آلهة أو في السماء أو في الأرض، كما يُوجَدُ أيضًا آلهةٌ كثيرون وأربابٌ كثيرون. لكن لنا بشكلٍ خاصّ، واحدٌ هو الله الآبُ الذي الكلُّ منه ونحن به. وواحدٌ الربُّ يسوعُ الذي الكلُّ بيدِه ونحن أيضًا في يدِه.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM