البارقليط روح الحقّ

عرفت الكنيسة في تاريخها أكثر من "بارقليط". أيُّ تجديف عاشه ماني، صاحب جماعات أرادها أن تتحدَّى جماعات يسوع المسيح؟ وأيُّ جهل للذين يريدون استعمال الكلام اليونانيّ وهم لا يعرفون اليونانيَّة؟ أيُّ بلادة لدى الذين يريدون أن يجعلوا "الإنسان" إلهًا؟ هم يشبهون العالم اليونانيّ، الوثنيّ، الذي اعتاد أن "يؤلِّه" الأبطال بعد موتهم. إنسان "بارقليط" أي يقف بجانبي ويشجِّعني ويدافع عنِّي! يا ليته دافع عن نفسه ولم يمضِ إلى الموت!

على الأرض، بارقليط واحد هو الروح القدس. إنَّه يواصل عمل الابن. كما هو يدافع عن الابن الذي "قبل" أن يجدَّف عليه، وهو مستعدٌّ أن "يغفر". أمّا الروح القدس، فلا يقبل بالكذب. فقال فيه يسوع: "من جدَّف على الروح القدس لا يُغفَر له أبدًا" (مر 3: 29). ما يسكن في السماء هو "الحقّ"، "الحقيقة". ومن يكون ابن الكذب، ابن إبليس (يو 8: 44) لا يجد مكانه في السماء.

ذاك كان موقف اليهود بالنسبة إلى يسوع. وصعد إلى السماء وهم ما زالوا على ضلالهم. فجاء دور الروح القدس، روح الحقّ. ما يكون دوره بالنسبة إلى يسوع؟ "متى جاء البارقليط وبَّخ العالم على الخطيئة والبرِّ والدينونة".

أمّا على الخطيئة، فلأنَّهم لا يؤمنون بي. تلك هي خطيئة العالم الكبرى: لم يؤمنوا بيسوع. ويمنعون الناس من الإيمان به. وإذ يرفضون الإيمان به، يرفضون النور. قال يسوع: الدينونة هي أنَّ النور جاء إلى العالم. فأحبَّ الناس الظلام بدلاً من النور لأنَّهم يعملون الشرّ. "فمن يعمل الشرّ يكره النور" (3: 9). مساكين أبناء الظلمة. ومساكين جدًّا حين يحسبون نفوسهم في النور والآخرين في الظلام! ألا يرون أعمالهم وتصرُّفاتهم في الأسرة وفي المجتمع؟

أمّا على البرّ، فلأنِّي ذاهب إلى الآب ولن ترونني. اعتبروا نفوسهم أبرارًا وحكموا على يسوع بموت العار. أمّا البارّ فهو يسوع الذي انتقل إلى الآب عبر الصليب. من يشهد على برارة يسوع؟ الروح القدس. فهو يدلُّ أنَّ مشروع يسوع آتٍ من عند الله (أع 5: 35ي).

أمّا على الخطيئة فلأنَّ سيِّد هذا العالم أدين وحُكم عليه (يو 16: 8-11) فانتصار يسوع يتضمَّن بالضرورة اندحار إبليس (ومعه العالم الشرِّير) والحكم عليه حكمًا لا استئناف فيه.

ذاك هو عمل الروح في الدفاع عن يسوع وعن رسالته، وهو دفاع يمتدُّ حين يملك يسوع ويضع كلَّ أعدائه تحت قدميه (1 كو 15: 25).

إنجيل يوحنّا 16: 7-16

لكن أنا قائلٌ لكم الحقَّ أنا: أصلحُ لكم أن أذهب أنا، فإذا أنا غيرُ ذاهبٍ، البارقليطُ غيرُ آتٍ إليكم. لكن إذا أذهبُ أرسلُهُ إليكم. ومتى أتى فهو يوبِّخُ العالمَ على الخطيئة وعلى البرِّ وعلى الدينونةِ. على الخطيئة، لأنَّهم غيرُ مؤمنينَ بي. وأمّا على البرِّ، ولأنّي إلى أبي ذاهبٌ أنا وأنتم غيرُ رائينَ إيَّاي أيضًا. وأمّا على الدينونة، فلأنَّ رئيسَ هذا العالمِ مُدانٌ هو.

ولي أيضًا كثيرٌ أقولُ لكم، لكنَّكم غيرُ قادرينَ على الاحتمالِ الآن. أمّا متى أتى روحُ الحقِّ فهو يدبِّرُكم في الحقِّ كلِّه، لأنَّه لا يتكلَّم من ضميرِ نفسِه، بل كلَّ ما يسمعُ بذلك يتكلَّم، والعتيداتِ يُعلِّمُكم. وهو يمجِّدني لأنَّه يأخذُ ممّا لي ويظهرُه لكم. كلُّ شيءٍ يوجَدُ لأبي خاصَّتي هو. لأجلِ هذا قلتُ لكم يأخذُ ممّا لي ويظهرُه لكم. قليلاً ولا ترونني، وقليلاً أيضًا وترونني لأنّي ذاهبٌ أنا إلى الآب.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM