الروح... الربّ... يُسجَد له ويُمجَّد

ذاك ما قال قانون الإيمان كما أُعلن في المجمع المسكونيّ الثاني المنعقد في القسطنطينيَّة سنة 381. الروح شخص مثل الآب والابن. هو أقنوم كما نقول في اللغة اللاهوتيَّة. هو جوهر واحد مع الآب والابن، وإرادة واحدة وأزليَّة واحدة. لا بداية له ولا انتهاء. وكما كان الابن قبل الخلق، كذلك كان الروح الذي "رفَّ" على المياه وأخرج منها الحياة.

الروح هو "الربّ"، يهوه، كيريوس. هو اسم الله في العهد القديم دون تمييز بين الأقانيم. الآب هو الربّ. والابن هو الربّ. والروح هو الربّ. هو "الذي هو". لا اسم لله نسمّيه. هي صفة بشريَّة: الروح. وعمله كالريح، على ما قال الربّ: "الريح تهبُّ حيث تشاء وتسمع صوتها ولا تعرف من أين تجيء وإلى أين تذهب" (يو 3: 5). نحن لا نرى الهواء. ولكنَّنا نعرف أنَّه إن كان غير موجود نكاد نختنق. والريح نعرف بوجودها بعد مرورها. تحرِّك الأشجار... وكذلك الروح. نعرف بحضوره حين نكتشف الأثر الذي تركه بعد أن مرَّ. مثلاً، كيف حمل إيليّا. أو: كيف حمل فيلبُّس، أحد السبعة. قال عنه سفر الأعمال: بعد أن عمَّد وزير ملكة الحبشة "خطفه روح الربِّ فغاب عن نظر الرجل"، وزير ملكة الحبشة (أع 8: 39).

بما أنَّ الروح هو الله كالآب والابن، فهو ينال السجود الذي يناله الآب والابن. وكما نحن نمجِّد الآب لأنَّه خلق ونمجِّد الابن من أجل عمل الخلاص الذي أتمّ كذلك نمجِّد الروح الذي يقدِّس الكنيسة والمؤمنين. فالابن قال للآب في صلاته الأخيرة: "يا أبي، جاءت الساعة. مجِّدِ ابنك ليمجِّدك ابنك بما أعطيته من سلطان حتَّى يهب الحياة الأبديَّة للذين وهبتهم له" (يو 17: 1-2). وكان له خصوصًا أن يسمع صوت الآب. قال الابن: "يا أبي، مجِّد اسمك"، فقال صوت من السماء: مجَّدتُ وسأمجِّد أيضًا" (يو 12: 28).

كما الآب والابن، كذلك الروح ينال المجد. فدوره كبير في قيامة يسوع من بين الأموات وإعلانه كابن الله. قال الرسول: "الابن الذي من نسل داود، وفي الروح القدس ثبت أنَّه ابن الله في القدرة بقيامته من بين الأموات" (رو 1: 3-4).


 

إنجيل يوحنّا 3: 1-8

وكانَ هناكَ رجلٌ ما من الفرّيسيّين، اسمُه نيقوديمُس. وكان رئيسَ اليهود. فهذا أتى إلى يسوعَ في الليل، وقالَ له: "رابّي، نحن عالمونَ أنَّك من لدُنِ اللهِ أُرسِلتَ مُعلِّمًا، لأنَّ لا إنسانَ يستطيعُ أن يصنعَ هذه الآياتِ التي أنتَ صانعٌ، إلاّ مَن كانَ اللهُ معَهُ."

فأجابَ يسوعُ وقالَ له: "آمين آمين أنا قائلٌ لكَ: إذا الإنسانُ لا يُولَدُ من جديد، فهو لا يقدِرُ أن يرى ملكوتَ الله." فقالَ له نيقوديمُس: "كيفَ الرجلُ الشيخُ قادِرٌ أن يولَدَ؟ فهل هو قادِرٌ أيضًا أن يدخُلَ حشا أمِّه مرَّة ثانيةً ويُولَدَ؟"

فأجابَ يسوعُ وقالَ له: "آمين آمين أنا قائلٌ لك: الإنسانُ اللامولودُ من الماءِ والروح، غيرُ قادِرٍ أن يدخُلَ ملكوتَ الله. فالمولودُ من البشريِّ هو بشريٌّ والمولودُ من الروحِ روحٌ هو. لا تتعجَّبُ إذا قلتُ لك: ينبغي لكم أن تُولَدوا من جديد. فالريحُ تشبُّ في المكانِ الذي تريدُ، وأنتَ سامعٌ صوتَها ولكنَّك غيرُ عارفٍ من أينَ هي آتيةٌ وإلى أينَ هي ذاهبة. هكذا هو كلُّ إنسانٍ مولودٍ من الروح."


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM