الأسرار السبعة

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتُس (1: 9-17)

 

9أمينٌ هو الله الذي بيدِه دُعيتُم إلى شَركةِ ابنِه يسوعَ المسيحِ ربِّنا. 10لكنّي أنا طالبٌ منكم يا إخوتي، باسمِ ربِّنا يسوعَ المسيح أن تكونَ كلمةُ جميعِكم واحدةً بحيثُ لا تكونُ فيكم انشقاقاتٌ بل تكونونَ مكمَّلينَ في فكرٍ واحدٍ وفي رأيٍ واحد. 11لأنَّ بيتَ خلوة أرسلوا لي عليكم، يا إخوتي، أنَّ هناك خُصوماتٍ بينَكم. 12فهذه قائلٌ أنا: منكم قائلٌ "أنا لبولس أنا". ومنكم قائلٌ "أنا لأبلُّوس أنا"، ومنكم قائلٌ "أنا لكيفا أنا"، ومنكم قائلٌ "أنا للمسيح أنا". 13ألعلَّ المسيحَ قُسمَ؟ أو لعلَّ بولسَ صُلبَ لأجلِكم؟ أو باسم بولسَ اعتَمدْتُم؟ 14شاكرٌ أنا إلهي أنَّ إنسانًا منكم ما عمَّدتُ إلاّ كْريسبُس وغايوس. 15لئلاّ يقولَ إنسانٌ إنّي عمَّدتُ باسمي (أحدًا). 16لكن عمَّدتُ أيضًا بيتَ إسطفانا، وأنا غيرُ عارفٍ بعدُ أنّي عمَّدتُ إنسانًا آخرَ. 17فالمسيح، ما أرسلَني للتعميدِ لكنْ للتبشيرِ، لا بحكمةِ الكلماتِ لئلاّ يُبطَلَ صليبُ المسيح.

*  *  *

حين كنّا في صفوف التعليم المسيحيّ، كانوا يسألوننا: "ما عدد أسرار الكنيسة؟" فنجيب: سبعة. ويطلبون منّا أن نعدِّدها، فنقول: المعموديّة، التثبيت، الإفخارستيّا (أو: القربان المقدَّس)، التوبة، مسحة المرضى، الكهنوت والزواج.

هذا العدد تثبَّت في الكنيسة الكاثوليكيّة في مجمع لاتران الرابع سنة 1215، واستعاده مجمع ليون (فرنسا) الثاني سنة 1274: والكنيسة الرومانيّة تعتقد وتعلِّم أيضًا أنَّ في الكنيسة سبعة أسرار: المعموديَّة التي تكلَّمنا عليها سابقًا، وسرُّ التثبيت الذي يمنحه الأساقفة بوضع الأيدي وبدهن المعمَّدين بالميرون. وسرُّ التوبة وسرُّ الإفخارستيّا، وسرُّ الكهنوت وسرُّ الزواج. وسرُّ المسحة الأخيرة التي قال الطوباويّ يعقوب إنّها تُعطى للمرضى.

وتحدَّثت الكنيسة الأرثوذكسيَّة عن سرِّ المعموديّة وسرِّ الإفخارستيّا وسرّ الكهنوت وسرّ الميرون وسرّ المسحة وسرّ التوبة وسرّ الزواج. ومثلها فعلت سائر الكنائس. أمّا الكنائس الإنجيليَّة فتحدَّثت عن سرَّين اثنين هما المعموديَّة والإفخارستيّا.

ينبغي أن نعرف أنَّ الرقم سبعة لم يكن كذلك منذ البدء. فاعتُبرت ما ندعوها اليوم "الرتب" هي أسرار مثل تبريك الرماد في بداية الصوم، وأغصان الزيتون في عيد الشعانين ورتبة عيد العنصرة... كما اعتُبر الجنّاز كذلك، وحفلة النذور عند الرهبان والراهبات.

وقال مجمع فلورنسا المنعقد سنة 1439: "أسرار الناموس الجديد سبعة هي المعموديّة والتثبيت والإفخارستيّا والتوبة ومسحة المرضى والكهنوت والزواج. وهي تختلف اختلافًا شديدًا عن أسرار الناموس القديم. فهذه لم تكن مصدرًا للنعمة، بل كانت صورةً لتلك التي كانت ستصدر عن آلام المسيح. أسرارُنا تتضمّن النعمة وتمنحها لمن يتقبّلها كما ينبغي.

ثلاثة من هذه الأسرار، أعني المعموديّة والتثبيت والكهنوت، تطبع الإنسان بطابعٍ خاصّ، ولهذا لا تتكرَّر في الشخص الواحد. يعني أنَّ المعمَّد في الكنيسة لا يُعمَّد مرّة ثانية إن هو انتقل إلى طائفة ثانية: أتُرى نعمة الربِّ لم تفعل مرّةً أولى؟ أو هي ليست صحيحة إلاّ بيد هذه الطائفة أو تلك؟ قال بولس الرسول: "أباسمي تعمَّدتم؟" بل باسم المسيح. ألعلّ بولس صُلب من أجلكم؟ ويعلن: "ألعلّ المسيح تجزّأ؟" عمليًّا نحن نجزِّئه.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM