يوم الخميس (لو 14: 12-15) مَن تدعو إلى بيتك

12وقال أيضًا للذي دعاه: “حين أنت صانعٌ غداءً أو عشاء، لا تكونُ داعيًا أصدقاءَك ولا إخوتَك أيضًا أو أقرباءَك ولا جيرانَك الأغنياء لئلاّ يَدعوك أيضًا هؤلاء ويكونَ لك جزاءٌ هنا. 13لكن متى أنتَ صانعٌ وليمة، فادْعُ المساكينَ والمضرَّرينَ والعُرْجَ والعميان. 14وطوباك، إذ ليسَ لهم أن يجازوك، فيكونُ جزاؤُك في قيامةِ الصدّيقين.” 15فحين سمِعَ مُتَّكئٌ من هؤلاء المتَّكئين، قالَ لهُ: “طوباه مَنْ يَأكلُ خُبزًا في ملكوتِ الله.”

*  *  *

في الماضي كانوا يقولون: سنّ بسنّ وعين بعين. هذا على مستوى الحياة السلبيَّة: يأخذ لي سنّي آخذ له سنَّه. هي العدالة. رفض يسوع هذا المنطق. "لا تقاوموا الشرّ". من عاملك بالعنف، عاملْه باللطف. "الوجه الآخر". وها هي معادلة ثانية: من يسلّم عليّ أسلّم عليه. من يدعوني إلى طعام أدعوه. في المطعم أردُّ له الدعوة في المطعم. في البيت، أردُّ له الدعوة في البيت. هي المعاملة بالمثل. تدعو أصدقاءك فيدعونك. مكافأتك بشريَّة. لا تتعدَّى هذا العالم. وخصوصًا إذا دعَوتَ الجيران الأغنياء...

هذا المنطق رفضه يسوع بالنسبة إلى المسيحيّ. أو بالأحرى، هو لا يكفي. أين المجَّانيَّة؟ أين التقاسم في الخيرات؟ هل دعوتَ مرَّة مسكينًا إلى بيتك؟ أعمى؟ أعرج؟ أم تتهرَّب منه؟ يعدنا يسوع بالسعادة إن قمنا بمثل هذا العمل. "تكون سعيدًا". لأنَّ من يعطي الفقير يقرض الله حتَّى في هذه الحياة. أمّا في "قيامة الأبرار" فلا نستطيع أن نتخيَّل الاستقبال الذي نحصل عليه. فالفقراء هم الذين يستقبلوننا حين نمضي إلى السماء. هم على الباب، مع يسوع المسيح الذي صار فقيرًا من أجلنا ليجعلنا أغنياء بفقره.

*  *  *

"فمن رفع نفسه وُضع، ومن وضع نفسه رُفع"

 

لا أعتقد أنَّه يوجد أحد بحاجة إلى العون وإلى نعمة الله أكثر منّي. أشعر أحيانًا بأنَّني عاجزة وضعيفة جدًّا. لذلك، أظنُّ أنَّ الله يعمل من خلالي. وبما أنَّه لا يمكنني الاعتماد على قواي الشخصيَّة، فأنا أصبو إليه أربعًا وعشرين ساعة على أربع وعشرين. ولو كان اليوم يحوي ساعات أكثر، فأنا سأكون بحاجة إلى مساعدته ونعمته في كلِّ تلك الساعات. علينا كلِّنا أن نتشبَّث بالله من خلال الصلاة. إنَّ سرّي هو بسيط جدًّا: فأنا أصلّي. ومن خلال الصلاة، أعيش حالة من الحبّ مع المسيح. فقد فهمت أنَّ الصلاة هي محبَّة...

إنَّ الناس يعانون الجوع إلى كلمة الله التي تمنحهم السلام والوحدة ومن ثمَّ الفرح. غير أنَّه ليس بإمكاننا أن نعطي ما لا نملكه. لذا، علينا أن نُعمّق حياة الصلاة لدينا. كُن صادقًا في صلواتك. إنَّ الصدق هو التواضع، ولا يمكننا أن نصبح متواضعين إلاَّ إذا تقبَّلنا الإهانات الموجَّهة إلينا. كلُّ ما قيل عن التواضع لن يكفي لكي يعلّمك. لا نتعلَّم التواضع إلاَّ من خلال تقبُّل الإهانات الموجَّهة إلينا، وإنَّك لسوف تتلقَّى الإهانات طيلة أيَّام حياتك. إنَّ أكبر الإهانات هي عندما نعلم بأنَّنا لسنا بشيء؛ هذا ما نتعلَّمه عندما نلتقي بالله وجهًا لوجه في الصلاة.

غالبًا ما تكون نظرةٌ عميقة ووطيدة نحو المسيح من أفضل الصلوات. أنا أنظر إليه وهو ينظر إليَّ. عندما نلتقي بالله وجهًا لوجه، لا يمكن إلاَّ أن نعلم بأنَّنا لسنا بشيء ولا نملك شيئًا.

الأمّ تريزا دي كلكوتا

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM