يوم الأربعاء (لو 14: 7-11) متى دعاك أحد

7فقالَ مثلاً تُجاه هؤلاء المَدعوّين هناك، على أنَّه كان يَراهم مُختارين أمكنةَ رأسِ المتَّكآت: 8“متى أنتَ مَدعوٌّ مِن قِبَلِ إنسانٍ إلى بيتِ الوليمة، لا تَذهبُ أنت ولا تَتَّكئ في رأسِ المتَّكأ لئلاّ يكونَ مَدعوًّا هناك رجلٌ أكرمُ منك. 9ويأتي ذاك الذي دعاكَ ويَقولُ لكَ: أعطِ المكانَ لذاك، فتَخزى حينَ تَقومُ أنتَ وتأخذُ أنتَ مَكانًا آخر. 10لكن متى دُعيتَ، اذهَبْ فاتَّكئ أنتَ في الآخِر. فمتى يأتي ذاك الذي دعاك، يقولُ لكَ: يا صديقي، تَعَلَّ إلى أعلى واتَّكئ، ويكونُ لك مجدٌ قُدّامَ كلِّ المتَّكئينَ معك. 11لأنَّ كلَّ مَنْ يَرفَعُ نفسَه يُواضَع، وكلَّ مَن يُواضعُ نفسه يُرفَع.”

*  *  *

ما أطيب يسوع حين ينظر إلى الناس وإلى تصرُّفاتهم! فهو وحده يعرف ما في قلب الإنسان. جاء المدعوُّون. ركضوا. اختاروا المكان الأفضل، المكان الأوَّل. هكذا يراهم الناس. ولكن بماذا ينتفعون إذا رآهم الناس؟ واليوم، فلان ظهر على التلفزيون، تكلَّم على الراديو. من يهتمُّ له؟ الأهل والأقارب. عاطفيًّا. يقولون: رأيناك. وانتهى الأمر. هذه السطحيَّة عند المسؤولين من كلِّ نوع. قرأوا أسماءهم...

دُعيتَ يا صاحبي! أخذت المتَّكأ الأوَّل. هل تعرف النتيجة؟ يأتي صاحب الدعوة. جاءني شخص آخر. ارجع إلى الوراء. وشخص آخر، إلى الوراء. هذه الكبرياء الفارغة. أكون أمام الآخرين وهم يكونون ورائي. لا أحد يغطّيني. قيل عن يسوع: أخذ المكان الأخير. وقال هو: الأوَّل يكون الآخِر وخادم الجميع. أتريد أن يرفعك الله، تواضعْ. أمّا إذا ترفَّعت فسوف يُفرَض عليك أن تتَّضع.

آداب المائدة؟ خذ الموضع الأخير. يراك صاحب الدعوة. هو يعرف أين يجب أن يكون موضعك. فيرفعك. "يا صديقي". يقول لك: ارتفع، تقدَّم. ونلاحظ صيغة المجهول: دُعيتَ. في معنى أعمق: هو الله يدعوك وينبّهك: "من اتَّضع ارتفع ومن ارتفع اتَّضع." هل أنت مستعدّ أن تكون مثل يسوع أم مثل آدم الذي أراد أن يكون "إلهًا"؟

*  *  *

امضِ إلى المقعد الأخير واجلسْ فيه

 

أيُّها الإخوة، لنحترس من كلِّ كبرياء ومن كلِّ مجد باطل. لنحترس من كلِّ حكمة هذا العالم ومن الحذر الأنانيّ. فإنَّ من هو عبد لميوله الأنانيَّة يبذل الكثير من الإرادة والجهد في إلقاء الخطب، ولكنَّه يبذل الأقلّ بكثير في العمل: فبدلاً من السعي وراء الديانة والقداسة الداخليَّتين بالروح، يريد ويرغب ديانة وقداسة خارجيّتين مرئيّتين جيّدًا في نظر البشر. وعن هؤلاء يقول الربّ: "الحقَّ أقول لكم، لقد نالوا أجرهم" (مت 6: 5). وبالعكس من هو مطيع لروح الربّ، يتوق إلى أن يميت هذا الجسد الأنانيّ ويذلَّه... فيجتهد في التواضع وفي الصبر، في البساطة الصافية وفي سلام الروح الحقيقيّ؛ فما يرغبه دائمًا وفوق كلّ شيء، هو مخافة الله، وحكمة الله، وحبّ الله، الآب والابن والروح القدس.

لنعُد كلّ الخيرات إلى الربّ الإله العليّ الكلّيّ السيادة؛ لنعترف أنَّ جميع الخيرات تخصُّه؛ فلنشكره على كلِّ شيء، بما أنَّ كلَّ الخيرات منبثقة منه. هو الإله العليّ والكلّيّ السيادة، الإله الحقيقيّ وحده، فلينَل، ولنؤدِّ له، وليقبَل كلَّ إكرام واحترام، كلَّ تسبيح وبركة، كلَّ تقدير وكلَّ مجد. كلُّ خير هو له، الصالح وحده.

مار فرنسيس الأسّيزيّ


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM