يوم السبت (لو 1: 46-55)

46فقالَتْ مريمُ: “معظِّمةٌ نفسي الربَّ. 47وابتهجَتْ روحي بالله مُحييَّ 48لأنَّه نظرَ إلى وَضاعةِ أمتِه. فها منَ الآن الطوبى تُعطِي لي القبائِلُ كلُّها. 49لأنَّه صنعَ نَحوي عظائم، ذاك الذي هو قَديرٌ وقدُّوسٌ اسمُه 50وحنانُهُ لأجيالٍ وقبائلَ على الذين يَخافونَهُ! 51صنَعَ انتصارًا بذراعِه، وبدَّدَ المُفتخرينَ بفِكرِ قلوبِهم. 52قلَبَ الأقوياءَ عن عروشِهم ورفَعَ الوضعاء. 53الجياعَ أشبعَ خَيراتٍ والأغنياءَ أطلقَ فارغِين. 54عضَدَ إسرائيلَ عبدَه، وتذكَّرَ حنانَهُ. 55كما قيلَ مع آبائِنا، مع إبراهيمَ ومع نسلِه للأبَد.” 56وبقيَتْ مريمُ عندَ إليشبَعَ قُرابةَ أشهرٍ ثلاثة، ورجعَتْ إلى بيتِها.

*  *  *

هذا النشيد المريميّ مبنيّ على التعارضات بين الانحدار والرفعة. أعلنت مريم عظمة الله. هو الكبير الكبير ويجعل أبناءه كبارًا. هو القويّ والقدير وعمل في مريم أشياء عظيمة، كبيرة. ذراعه قويَّة كما نعرف من العهد القديم. قال الربُّ لشعبه: "أخرجكم من أثقال المصريّين... وأخلّصكم بذراع ممدودة" (خر 6: 6). وينشد المرتّل الخلاص: "بيد قديرة وذراع ممدودة، لأنَّ إلى الأبد رحمته" (مز 136: 12). وفي مز 89: "بذراعك القويَّة بدَّدت معاديك". الذين يعادونك، الذين يرفضونك. ويقول بعد ذلك: يا ربّ، لك ذراع قديرة، يد قويَّة. كم تحتاج هذه الفتاة الوضيعة إلى مثل هذه القدرة! فهي تحمل في حشاها جبَّار العالمين.

هذه اليد القديرة تقلب الأمور رأسًا على عقب. المتكبّرون يتشتَّتون فلا يعود الناس يرونهم. المقتدرون الجالسون على العرش، ينزلهم الربُّ عن عروشهم ويجعلهم على الحضيض. الأغنياء الذين يملكون الكثير، يجرّدون من كلّ ما يملكون. يصبحون فقراء ويمضون يتسوَّلون لقمة خبز: مقابل هذا، الوضعاء يُرفعون، هكذا رُفعت مريم. هكذا رُفع صيَّادو السمك. الجائعون ينالون كلَّ خير. لأنَّ الربّ يشبعهم وهو مَن عندَه ينبوع الحياة. ذاك هو كلام الربّ من إبراهيم إلى يسوع وصولاً إلى كلِّ واحد منَّا.

*  *  *

"حفظتها من كلِّ خطيئة بالنعمة الآتية أصلاً من موت ابنك"

حقًّا إنَّه عادلٌ وصالح أن نمجّدك، وأن نقدّم لك فعل امتناننا في كلِّ يوم وفي كلِّ مكان، لك، أيُّها الآب الكلّيّ القداسة، الربُّ الأزليّ والكلّيّ القدرة.

لأنَّك حفظتَ العذراء مريم من عواقب الخطيئة الأولى، وملأتها من النعمة (لو 1: 28) لتعدَّ لمجيء ابنك والدةً جديرةً به وأهلاً له: من خلالها، أعطيتَ صورة مسبقة عن الكنيسة، العروس التي لا دنسَ فيها ولا غضن والرائعة الجمال (أف 5: 27).

هذه العذراء النقيَّة هي التي ستعطينا المخلّص، حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم (يو 1: 29). وهذه المختارة من بين النساء جميعهنَّ، تتدخَّل لصالح شعبك، وتبقى في نظره مثال القداسة.

لذا، فإنَّنا مع ملائكة السماء أجمعين، وملؤنا الفرح، نرنّم: قدُّوس! قدُّوس! قدُّوس الله، ربُّ الكون!...

من الليتورجيّا اللاتينيَّة

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM