الخاتمة

الكتاب المقدَّس كتاب حكمة. من أجل هذا نقرأه. تعرَّفَ إلى حكمة بلاد الرافدين فطبعها بطابعها، وجعلها خاضعة لمخافة الله. فقيل: "رأس الحكمة مخافة الله والحمقى يحتقرون المعرفة والفهم". حكمة منطلقة من حياة الشعب اليوميَّة، توصل الإنسان إلى موقف يقفه أمام ظروف لا تبدو واضحة. وحكمة يتعلَّمها أولئك العائشون في بلاط الملك. فهو يحتاج إليهم من أجل أعماله واتِّصاله بالرعيَّة، كما يستشيرهم في الأمور الصعبة. وأسفار الحكمة وَجدَتْ تكليلها مع آخر أسفار العهد القديم، حين التقت توراة موسى مع فلسفة يونان. عندئذٍ طُرحَتْ مسائل وجوديَّة حول خلق العالم، حول النظرة إلى التاريخ... أمثلُ هذا الكتاب لا يحقُّ له أن يكون في مكتبتنا وفي مكان الصدارة؟ أمثلُ هذا الكتاب لا نقرأه وهو يحتوي خلاصة ما حمله الشرق القديم من نظرة إلى الله، من نظرة إلى الشرِّ والخير، إلى الموت والحياة؟ أجل، إلى ها هنا يوصلنا الكتاب.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM