الكتب الباقية

والقسم الثالث من البيبليا أو الكتاب المقدَّس، دُعيَ "الكتب"، أي تلك التي لم تدخل في أسفار التوراة ولا في مجموعة الأنبياء.

سفر المزامير هو كتاب الصلاة. نمدح الله، نتوسَّل إليه، نقدِّم له حالنا وما فيها من ألم حزن، ومن نجاح وفرح. هو في العبريَّة: كتاب التهليل. أمّا الترجمة اليونانيَّة فشدَّدت على مشاركة الآلات الموسيقيَّة وأوَّلها المزمار ثمَّ الكنّارة والعود والقيثارة. هكذا يستقبل المؤمن الله في الصباح وفي المساء بل وفي كلِّ ساعات النهار.

سفر أيُّوب. فيه يتساءل الكاتب عن مجازاة الله في هذا العالم. كانوا يقولون: البارُّ يُعطَى المال الوفير والأبناء العديدين والحياة الطويلة البعيدة عن المرض. ولكنَّ الأمر هو عكس ذلك. وأيُّوب يمرُّ في المحنة. أيحقُّ له بعدُ أن يرفع عينيه ويكلِّم الله؟ ويسأل: هل الله على حقّ؟ وفي النهاية، يسمع هذا البارّ المتألِّم صوت الله من النبيِّ (أليهو) ويراه في السحاب. عندئذٍ يدخل في سرّ الله ويصمت مصلِّيًا.

الأمثال. هي مجموعة أقوال تدلُّ على الحكمة في هذا الشرق. جمعها رجال سليمان وحزقيّا، ففهمنا أنَّ الحكمة في الحياة تجد ذروتها في مخافة الله.

نشيد الأناشيد. أو أجمل نشيد على الأرض. حبُّ الرجل لامرأته والمرأة لزوجها. وفي السماء: حبُّ الله لشعبه ولكلِّ واحد منّا.

سفر الجامعة هي معلِّمة الحكمة تطرح السؤال الأساسيّ: ما الفائدة من الحياة والعمل على الأرض؟ والجواب: أن نفرح في الزمن الحاضر. ولا نتطلَّع إلى الماضي ولا إلى المستقبل. وفي النهاية، نجاح الحياة يقوم حين نعيش في مخافة الربّ.

وبقيَ كتابان وصلا إلينا من اليونانيَّة. سفر الحكمة الذي دُوِّن مباشرة في اليونانيَّة في قلب حضارة الإسكندريَّة، فأعاد قراءة سفر الخروج ودعا المقيمين هنا إلى حياة من البرارة تكون لها مكافأتها في السماء. فالإنسان خالد هو.

وحكمة يشوع بن سيراخ جاءت على مفترق طرق: هل يترك الشباب تقاليد الآباء منذ موسى، ويأخذون بالحضارة اليونانيَّة وفلسفتها؟ كان الكتاب في العبريّة خلال القرن الثاني ق.م. فنقله الحفيد إلى اليونانيَّة على ضوء الفكر الجديد الذي عرف الحياة في الآخرة. فالإنسان لا ينتهي في القبر، بل هو يكون مع الله بعد الموت. فلماذا البحث عن فلسفة خارج الكتاب المقدَّس؟


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM