يوسف في خطّ الأنبياء

قراءة من إنجيل لوقا (4: 23، 31-34، 38)

23أمّا يسوعُ فكان له حوالي ثلاثين سنة، ويُظنُّ أنَّه ابنُ يوسفَ، ابنِ عالي... 31ابنِ مليا، ابنِ ماني، ابنِ مطتو، ابنِ ناتان، ابنِ داود، 32ابنِ يسّى، ابنِ عوبيد، ابنِ بوعز، ابنِ سلمون، ابنِ نحشون، 33ابنِ عميناداب، ابنِ آرام، ابنِ حصرون، ابنِ فارص، ابنِ يهوذا، 34ابنِ يعقوب، ابنِ اسحق، ابنِ إبراهيم، ابنِ تارح، ابنِ ناحور... 38ابنِ أنوش، ابنِ شيت، ابنِ آدمَ الذي من الله.

*  *  *

منذ القديم تساءل الشرَّاح: لماذا نسب يسوع في مت 1 يختلف عند نسب يسوع في لو 3؟ في متَّى، ينطلق الإنجيل من إبراهيم وداود ليصل إلى "يوسف رجل مريم التي منها وُلد يسوع الذي يُدعى المسيح". أمّا في لوقا، فالطريق معاكسة: يكون الانطلاق من يسوع ليصل إلى "آدم، ابن الله" (لو 3: 38).

البداية مع متَّى هي إبراهيم، رجل الإيمان، في شعب من الشعوب. أمّا لوقا، فيصل إلى آدم، إلى بداية البشريَّة في شخصه. والد يوسف عند متَّى هو "يعقوب" الذي يذكّرنا بيعقوب أبي الآباء الاثني عشر. وفي لوقا، هو عالي الكاهن، الذي رافق صموئيل منذ مجيئه إلى الهيكل وسلَّمه الرئاسة من بعده. ويُذكَر "لاوي" صاحب السلالة الكهنوتيَّة، لا يهوذا، وصولاً إلى "عاموس" نبيّ مملكة الشمال. وابن داود، لا يكون سليمان في هذه السلسلة، بل "ناتان" النبيّ الذي وبَّخ داود على خطيئته.

طلبتم أن يكون يسوع "الملك، المسيح المنتظر". فكانَ جواب لوقا: هو من سلالة الكهنة وسلالة الأنبياء. فالكاهن يخدم الهيكل. أمّا الآن فالهيكل هو يسوع. لا فقط رمز حضور الله على الأرض، بل الله ذاته الذي يسكن فيه ملء اللاهوت جسديًّا. والنبيّ هو من يدخل في سرّ الله، ويكتشف مخطّطه. ذاك كان يوسف الذي عاش سرّ مريم ويسوع. ومن خلال السرّ، عزم أن يترك مريم، أن يبتعد عنها، لأنَّه غير أهل لأن يكون رفيقها، وبالتالي أن يكونَ مربّي يسوع المسيح وحارسه.

فهذا الذي ظنَّوه "ابن يوسف" هو في النهاية "ابن الله" (لو 3: 38). من هذا اللقب انطلق إبليس ليجرّب يسوع: "إن كنتَ ابن الله" (لو 4: 3). ما أعظم المجد الذي ناله يوسف: يسوع هو ابنه على الأرض، وهو ابن الله في السماء. وهكذا اتَّصلت السماء بالأرض، كما رأى ذلك يعقوب، في بيت إيل، وهو ماضٍ إلى خاله لابان، في حرَّان. ذاك كان حلمًا. أمّا مع يسوع، فالتلاميذ "سيرون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون من لدن ابن الله وينزلون على ابن الإنسان" (يو 1: 51)، ابن يوسف ابن عالي، وفي النهاية ابن آدم الذي شابهنا في كلِّ شيء ما عدا الخطيئة.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM