القداسة هبة من الروح

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي (4: 1-9)

إذًا يا إخوتي، نحن طالبونَ منكم ومتوسِّلون إليكم في ربِّنا يسوعَ أنَّكم كما قبلتُم منّا كيف هو لائقٌ بكم أن تسلكوا وتُحسنوا لله وبالأحرى تزدادوا. فأنتم عارفونَ أيَّةَ وصايا وهبْنا لكم في ربِّنا يسوع. فهذه هي مشيئةُ الله: قداستُكم. وأن تكونوا بعيدين عن كلِّ زنى. ويكونَ إنسانٌ إنسانٌ منكم عارفًا اقتناءَ إنائِه بالقداسة والوقار. لا في أهواء الشهوةِ مثلَ بقيَّة الشعوبِ أولئك غير العارفينَ الله، بحيثُ لا تكونون مرتَّبين للتجاوز والطمع الإنسانُ على أخيه في هذا الأمرِ لأنَّ ربَّنا هو المنتقمُ من هذه كلِّها كما قلنا لكم أيضًا من قبلُ وشهدنا. فاللهُ ما دعاكم إلى النجاسةِ بل إلى القداسة. إذًا، من هو ظالمٌ ما كان الإنسانَ ظالمًا بل الله، ذاك الذي وهبَ فيكم روحَه القدّوس.

أمّا على محبَّةِ الإخوة، فأنتم غيرُ محتاجين أن نكتبَ إليكم فأنتم أنفسُكم متعلِّمونَ من الله أن تحبُّوا الواحدُ الآخر.


 

كان أهل تسالونيكي نالوا البشارة في مكدونية بعد جماعة فيلبّي. ولكنَّ الرسول أُجبر سريعًا أن يترك المدينة بسبب الصعوبات. قلق. ما هي أحوال هذه الجماعة التي تركها على عجل؟ وجاءته الأخبار المفرحة، فهنَّأهم على ما هم من إيمان ناشط ومحبَّة جاهدة ورجاء ثابت.

هم يسيرون السيرة المسيحيَّة الحقَّة، فلا يتوقَّفوا ويكتفوا بما قاموا به حتّى الآن. يجب أن "يتقدَّموا" في طريق القداسة. في الانفصال عن العالم الوثنيّ ومغرياته، والتعلُّق بإنجيل المسيح.

ماذا طلب منهم؟ أن يكونوا قدِّيسين. ثمَّ قال لهم: الله دعانا إلى القداسة. فإن عاشوا هكذا نالوا "الروح القدس". فالقداسة هبة من الروح الذي ينفحنا بحياة الله من الداخل. هل يستطيع مؤمن أن يرفض هذا التعليم؟ هذا يعني أنَّه ترك روح الله وأخذ بروح الشرّ وصار عبدًا للخطيئة.

هذا يعني أنَّه اختار "النجاسة" التي تتمثَّل في هذه الحضارة الوثنيَّة بالزنى، بأن نتبع شهواتنا ونزواتنا وننسى الذي دعانا. بل نحن نصون جسدنا، كما يصون الإنسان إناء ثمينًا لئلاّ ينكسر. نحتفظ من التجربة، نعرف الكرامة التي دُعينا إليها. أجل، المؤمن يقف بين النجاسة والقداسة...

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM