فصل من رسالة القدِّيس بولس إلى أهل أفسس (6: 1-9)

أيُّها الأبناءُ أطيعوا آباءَكم في ربِّنا، فهذا عدلٌ. وهذه هي الوصيَّةُ الأولى الموعودُ فيها: أكرمْ أباكَ وأمَّك. بحيثُ يكونُ لك ما هو حسنٌ وتطولُ حياتُك على الأرض. أيُّها الآباء، أنتم لا تُغضِبونَ أبناءَكم، بل ربُّوهم بالتأديبِ ويتعليمِ ربِّنا.

أيُّها العبيدُ، أطيعوا أسيادَكم البشريّينَ بخوفٍ ورعدةٍ وببساطةِ القلبِ كما للمسيح. لا بمرأى العينِ كما لو كنتم (متصرِّفين) حسنًا تجاهَ البشر، بل مثلَ عبيدِ المسيحِ الصانعينَ مشيئةَ الله. واخدموهم من كلِّ أنفسِكم بالمحبَّةِ كما لربِّنا، لا كما للناس. إذْ عارفونَ أنتم أنَّ الشيءَ الحسنَ الذي الإنسانُ صانعُه هو مكافأ عليه من ربِّنا، إذا عبدٌ هو أو حرٌّ. وأنتم أيضًا أيُّها الأسيادُ هكذا كونوا صانعينَ لعبيدِكم. كونوا تاركينَ لهم الجهالةَ لأنَّكم عارفونَ أنَّ ربَّكم الذي هو في لاسماء ليس لديه أيضًا أخذٌ بالوجوه.

كيف تكون العلاقات داخل الأسرة؟ بين الكبار والصغار؟ بين الآباء والأولاد، بين "الأسياد والعبيد" أو الخدم الذين يساعدوننا لكي نتدبَّر حياتنا اليوميَّة؟ لا مكان للقوَّة تجاه الضعف. لا مكان للعنف مهما سيطر علينا الغضب تجاه بلادة الذين هم حولنا من عمّال وخدم وصغار.

أمّا المبدأ الأساسيّ فهو المحبَّة. نحبُّ الآخرين كما نحبُّ نفسنا. والطريقة؟ الوصايا. فالوصيَّة الرابعة تدعو الأبناء (والبنات) أن يطيعوا والديهم. مع مكافأة آتية: نوال الخير مع العمر الطويل. ولكن للوصيَّة ما يقابلها من واجبات الأهل تجاه أولادهم. هنا يبدو الرسول وكأنَّه عائش في القرن الحادي والعشرين. قال: "لا تثيروا غضب أبنائكم (وبناتكم)، ولا تجعلوهم يثورون، يتمرَّدون على مواقفكم التي لا منطق فيها، التي هي تعويض عن فشلكم في الحياة. أنتم آباء في خطِّ الآب السماويّ. هل تصفُّون غضبكم على أولادكم أم تؤدِّبون بحسب وصايا الله؟

والعبيد يخضعون. والويل لهم إن لم يخضعوا. فالقصاص ينتظرهم في الماضي كما اليوم، لأنَّنا من المؤسف، نعامل الخدم عندنا مثل العبيد، فلا يحقُّ لهم بالراحة ولا بالنوم. المحبَّة تجعل الخادم يخدم "سيِّده" كما يخدم الربَّ، بصدق وأمانة. والربُّ هو الذي يجازي. ولكن ليعرف "السيِّد" أنَّ هناك سيِّدًا فوقه، وهو لا يفضِّل السيِّد على العبد. بل يجازي كلَّ واحد بحسب أعماله. ونحن الوالدين كيف نعامل أولادنا؟ والأسياد! كيف نعامل الذين يعملون معنا ويخدموننا؟