احفظِ الوديعة الصالحة

 

فصل من رسالة القدِّيس بولس الثانية إلى تلميذه تيموتاوس (1: 6-14)

لأجلِ هذا أنا مذكِّرُك بأن توقظَ موهبةَ الله، تلك التي فيك بوضعِ يدي. فما وهبَ اللهُ لنا روحَ الخوف، بل القوَّةَ والمحبَّةَ والنصح. إذًا لا تخجلُ بشهادةِ ربِّنا ولا بي أنا أيضًا أسيرَه، بل احتملِ السيِّئاتِ مع الإنجيلِ بقدرةِ الله، الذي أحيانا ودعانا بالدعوةِ المقدَّسة، لا بحسبِ أعمالِنا، بل بحسبِ مشيئتِه ونعمتِه، تلك التي وُهبَتْ لنا بيسوعَ المسيحِ من قبْلِ زمنِ العالمين، وتجلَّت الآنَ بتجلّي محيينا يسوعَ المسيحِ الذي أبطلَ الموت وأظهرَ الحياةَ وعدمَ الفساد، بالإنجيل ذاك الذي وُضعتُ فيه أنا كارزًا ورسولاً ومعلِّمَ الشعوب. لأجلِ هذا أنا مُحتملٌ هذه وغيرُ خاجلٍ أنا، لأنّي عارفٌ بمَنْ آمنتُ وموقنٌ أنَّ وديعتي بالغةٌ إليه ليحفظَها لي إلى ذلك اليوم. الكلماتُ الصحيحةُ التي سمعتَ منَّي تكونُ لك مثالاً في الإيمانِ وفي المحبَّةِ التي في المسيحِ يسوع. احفظِ الوديعةَ الصالحةَ بالروحِ القدسِ الذي سكنَ فينا.

 


 

بولس في السجن. هو شاهد للمسيح بانتظار أن يكون الشهيد الذي يُقطَع رأسُه خارج رومة، على طريق أوستيا. استحى منه "الإخوة". هو في السجن. وتركوه وابتعدوا عنه لئلاَّ يصيبهم ما أصابه.

ولماذا يتألَّم بولس؟ أبسبب عمل يستحقُّ السجن والعقاب؟ بل من أجل البشارة، من أجل الإنجيل. تلك هي وظيفته منذ دعاه يسوع. قال لحنانيا: "اخترته (= بولس) رسولاً ليحمل اسمي إلى الأمم والملوك وبني إسرائيل، وسأريه كم يجب أن يتحمَّل من الآلام في سبيل اسمي" (أع 9: 15-16).

وها هو بولس يقوم بعمله "ولا يخجل". لماذا؟ لأنَّه يعرف على من اتَّكل. فالناس حولنا، بل الأصدقاء، يتركوننا في وقت الشدَّة والضيق. ولكنَّ الربَّ لا يتركنا. قد يتركنا أبونا وأمُّنا. ولكنَّ الربَّ لا يتركنا. لهذا نستند عليه كما العروس على زند عريسها. هي الثقة بحضور الربّ، بقدرة الربّ، لا بأعمال يمكن أن نعملها.

الربُّ دعا بولس فسار بولس ملبِّيًا هذه الدعوة، وما أراد أن يتراجع. حُمِّل "وديعة" ثمينة، وديعة الإيمان. وهو يحملها في إناء من خزف، سريع العطب. هل يخاف؟ كلاّ. لأنَّنا نعرف أنَّ الربَّ هو من يحفظ لي وديعتي، من يحفظ إيماني مهما تكن الصعوبات التي تجابهني. ونحن على ماذا نتَّكل، على من نتَّكل؟

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM