أيَّ تعليم نعلِّم؟

فصل من رسالة القدِّيس بولس الأولى إلى تلميذه تيموتاوس (1: 1-8)

بولسُ رسولُ يسوعَ المسيحِ بأمرِ اللهِ محيينا والمسيحِ يسوعَ رجائِنا، إلى تيموتاوسَ الابنِ الحقيقيِّ في الإيمان، النعمةُ والرحمةُ والسلامُ من الله أبينا ومن المسيحِ يسوعَ ربِّنا. طلبتُ منك وأنا ذاهبٌ إلى مكدونيةَ أن تَمكثَ في أفسسَ وتوصيَ إنسانًا إنسانًا أن لا يُعلِّموا تعاليمَ مختلفةً، وأن لا يُصغوا إلى الخرافاتِ وحكاياتِ القبائلِ التي لا حدَّ لها، تلك التي هي بالأحرى صانعةٌ الخصوماتِ، لا البنيانَ في الإيمانِ بالله. فغايةُ الوصيَّةِ هي المحبَّةُ التي من قلبٍ نقيٍّ، ومن ضميرٍ صالحٍ ومن إيمانٍ حقيقيّ. وعن هذه زاغَ أناسٌ وانحرفوا إلى الكلامِ الباطلِ. وهم يطلبونَ أن يكونوا معلِّمي الناموسِ وهم غيرُ فاهمينَ الشيء المتكلِّمينَ به ولا الشيءَ الذي هم عليه مُتخاصمون. أمّا نحنُ فعارفون أنَّ الناموسَ حسنٌ هو إذا الإنسانُ يتدبَّر به كناموسٍ.

 


 

أيَّ تعليم نسمع؟ أيَّ تعاليم نعلِّم؟ تحدَّث الرسول عن "تعاليمنا". أي تعاليم الكنيسة كما نتسلَّمها من التقليد. قال الرسول في معرض الكلام عن الإفخارستيّا: سلَّمتُ إليكم ما تسلَّمت. وكذلك عن القيامة: المسيح مات من أجل خطايانا، وأنَّه قُبر وقام.

والباقي هو تعليم باطل. سواء جاء من العالم الوثنيّ الذي لم يكن يؤمن بالقيامة مع أنَّه آمن بأبطال صاروا "آلهة". اعتُبروا أنَّهم ما ماتوا. وفي أيِّ حال، لم يفترق عنهم العالم الحديث. هذا البطل، هذا المغنّي لم يمت. وننسى أنَّنا نحن أبناء القيامة لأنَّنا نرضى أن نحمل صليبنا ونسير وراء يسوع.

وتعليم الجماعات اليهوديَّة باطل هو. ماذا يعني الختان تجاه المعموديَّة؟ فقد تعدَّاه الزمن. إن خُتنَّا لا نزداد شيئًا وإن لم نُختَن لا ينقصنا شيء. والأطعمة الطاهرة أو غير الطاهرة. كلُّ شيء حسن. والربُّ جعل كلَّ الأطعمة طاهرة. فلماذا العودة إلى الوراء على ما قال الرسول: بعد أن نلتم الروح القدس تعودون إلى العمل بأحكام الشريعة. كم أنتم أغبياء!

أمّا الوصايا فيجب أن تعبِّر عن المحبَّة لكلِّ إنسان، لا في الخارج فحسب، وبصدقة "يراها" الناس، بل بقلب طاهر وضمير صالح. وما عدا ذلك خرافات وأخبار تميل بنا عن التعليم الصحيح. ونحن ما هو الخطُّ الذي نأخذه؟

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM