نور أم ظلمة؟

فصل من رسالة القدِّيس بولس إلى أهل أفسس (5: 3-13)

أمّا الزنى والنجاسةُ كلُّها والجشعُ فلا يُسمّى أيضًا تسميةً بينكم، كما هو لائقٌ بالقدّيسين. ولا التجاديفُ ولا كلماتُ السفاهةِ أو السخريةِ أو الهزل، هذه اللا مطلوبة، بل بدلَ هذه الشكرُ. لكن هذه كونوا عارفين: كلُّ إنسانٍ هو زانٍ أو نجس أو طمّاع الذي هو عابدُ أوثان، ليس له ميراثٌ في ملكوتِ المسيحِ والله. وهكذا إنسانٌ لا يغرُّكم بالكلماتِ الفارغة. فمن أجلِ هذه غضبُ الله آتٍ على أبناء العصيان. فمنَ الآنَ لا تكونونَ لهم مشاركين. فأنتم من قبلُ كنتم ظلمة، وأمّا الآنَ فأنتم نورٌ في ربِّنا. إذًا، كما أبناء النور هكذا اسلكوا. فثمارُ النورِ هي كلُّ صلاحٍ وبرٍّ وحقّ. وكونوا مميِّزين ما هو حسنٌ قدّامَ ربِّنا. ولا تكونوا مشاركينَ في أعمالِ الظلمةِ التي لا ثمارَ فيها، إنَّما كونوا موبِّخينَهم. فالشيءُ الذي هم صانعونَ في الخفية، قبيحٌ هو أيضًا التكلُّمُ به. فكلُّ شيء هو موبَّخٌ من النور ومُنجَلٍ، وكلُّ شيء مُجلَى نورٌ هو.

أين تكون حياتنا؟ في النور أم في الظلمة؟ قال لنا يسوع: أنتم نور العالم. وقال لنا: ليضئ نوركم أمام الناس فيروا أعمالكم الحسنة ويمجِّدوا أباكم الذي في السماء. وإذا أردنا الظلمة فلأنَّنا نستحي من حياتنا ومن أعمالنا.

والرسول ينبِّهنا بحيث لا نغشُّ أنفسنا. فالشجرة تُعرَف من الثمرة. نحسب نفوسنا كرمة تعطي أطيب الثمار. وقد تكون "شوكًا". فمن النور ينتج الصلاح، الأعمال الصالحة التي نعملها ولا ننتظر مكافأة إلاَّ من الآب السماويّ. وتنتج التقوى ومخافة الله، أو البرّ الذي هو العمل بمشيئة الله. وأخيرًا، الحقّ الذي يجب أن نعيشه في عالم مليء بالكذب. هكذا نكون مثل النيِّرات وسط مجتمع ملتوٍ ومعوجّ.

وماذا في عالم الظلام: الزنى، الفسق، الفجور. الكلام السفيه القريب من الشتيمة التي بها نجرح الآخرين. ما مصير هؤلاء؟ لا ميراث لهم في ملكوت الله. فنحن نختار إمّا الحياة في النور وإمّا الموت في الظلمة.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM