امتنعوا عن الشهوات الجسديَّة

من رسالة القدِّيس بطرس الأولى 2: 11-17

 

يا أحبّائي، أنا طالبٌ منكمُ الآن، مثلَ ضيوفٍ ومثلَ غرباء، افترقوا من كلِّ ملذّاتِ الجسد، هذه الصانعةِ حربًا قبالةَ النفس. وتكون تصرُّفاتكم حسنةً قدَّامَ الناسِ كلِّهم، والذين هم مُتكلِّمون عليكم كلماتٍ شرّيرة، يرون أعمالَكم الحسنة ويمجِّدونَ اللهَ في يومِ الامتحان. وكونوا خاضعينَ للناسِ كلِّهم لأجلِ الله، للملوكِ لأجلِ سلطانِهم، وللقضاةِ لأجلِ أنَّهم مُرسَلون لملاحقةِ الجهّال ولمدحِ صانعي الصالحات. لأنْ هكذا هي مشيئةُ الله: تُغلِقون بأعمالِكم الحسنةِ فمَ الجهّال، أولئك اللاعارفينَ الله. مثل أحرار، لا مثلَ أناسٍ صَنعتْ لهم حرِّيَّتُهم غطاءً لشرِّهم، بل مثلَ عبيدِ الله. الناسَ كلَّهم وَقِّروا، إخوتَكم أحبُّوا، ومن اللهِ خافوا، والملوكَ وقِّروا.

 


 

إذا كان الله اختار المسيحيِّين لكي يكونوا جزءًا من الهيكل الروحيّ الذي أساسه يسوع المسيح، فلكي يعلن أعمال ذاك الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب (2: 4-10). وهكذا يبدأ الإرشاد الثاني (2: 11-2: 12) الذي يُعلن بشكل عامّ السلوك الذي نسلكه وسط الوثنيِّين: "امتنعوا عن الشهوات الجسديَّة"، على مستوى اللحم والدم، الضعف البشري. هي تحارب الإنسان في أعماقه، في نفسه. فالربُّ قال: خافوا ممَّن يهلك النفس والجسد في جهنَّم. تلك هي الوجهة السلبيَّة. والوجهة الإيجابيَّة: تكون السيرة حسنة وسط الأمم. مثل هذه السيرة تشهد للمسيح في العالم. ثمَّ، يُسكتون الافتراءات. كانوا يقولون أمورًا وأمورًا عن المسيحيِّين، وأوَّلها: هم ملحدون. لا إله لهم، لأنَّهم لا يعبدون آلهة المدينة. ثمَّ إنَّ الذبيحة التي يقومون بها هي ذبيحة "طفل" حقيقيّ. هكذا كانوا يتناقلون الكلام في شأن المسيحيِّين.

يرون الأعمال، يمجِّدون الله "حين يأتي". فالربُّ آتٍ. والمؤمن يكون النور الذي يدلُّ على المسيح (مت 5 16): "يرون أعمالكم الحسنة ويمجِّدون الآب الذي في السماء". ذاك كلام الربِّ في عظة الجبل. هكذا نفهم أنَّ كلام يسوع لا ينحصر في الأناجيل الأربعة، بل هو موجود في كلِّ العهد الجديد، بعد أن "أكلته" الكنيسة وأعطتْه لبنًا للمؤمنين بانتظار الطعام القويّ.

في آ13، تأتي سلسلة من الواجبات. وأوَّلها تجاه "الملك" والذين يعملون تحت يده. ويعود بطرس: "هكذا تُسكتون الجهَّال" أي الذين يعتبرون أنَّ الله غير موجود (مز 14: 1)، أنَّه لا يرى أفعال البشر. لا حاجة إلى الخطابات الطويلة والكلام الرنَّان لنشهد للمسيح. الأعمال الحسنة هي كافية. فالمسيح عمل ثمَّ علَّم. ونحن نتبعه في هذه الطريق.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM