رذائل خمس

من رسالة القدِّيس بطرس الأولى 2: 1-10

 

أزيحوا إذًا عنكم كلَّ شرٍّ وكلَّ غشٍّ والأخذَ بالوجوهِ والحسدَ والنميمةَ. وكونوا مثلَ أولادٍ أطفالٍ، واشتهوا الكلمةَ كالحليبِ النقيِّ والروحيِّ بحيثُ تتربَّون للحياة، إذا أنتم استطعمتم ورأيتم أنَّ الربَّ صالحٌ هو. هذا الذي أنتم مُقرَّبونَ إليه، الذي هو الحجرُ الحيُّ الذي أهملهُ الناسُ وهو المختارُ والموقَّرُ لدى الله. وأنتم أيضًا مثلُ حجارةٍ حيَّة، بُنوا فصاروا هيكلاً روحيًّا وكهنةً قدِّيسين لإصعادِ ذبائحَ روحيَّة مقبولةٍ قدَّامَ الله بيدِ يسوعَ المسيح. فُمقالٌ هو في الكتاب: ها أنا واضعٌ في صهيونَ حجرًا مختارًا وثمينًا، في رأسِ الزاويةِ، والمؤمنُ به لا يَخزى. إذًا، لكم أيُّها المؤمنون، وُهبَ هذا الوقار، أمّا للاّ مُطيعين فهو حجرُ عثارٍ وصخرُ صدمةٍ ومُتعثِّرٌ به اللاطائعون. أمّا أنتم فسبطٌ مختارٌ أنتم، الذي هو كاهنٌ للملكوت، شعبٌ مقدَّسٌ، جماعةٌ مخلَّصة، تبشِّرونَ بمجدِ ذاك الذي دعاكم من الظلمةِ إلى نورِه الوفير. الذين ما كنتُم من قبلُ شعبًا، أمّا الآنَ فشعبُ الله، ولا كانَتْ عليكم أيضًا مراحمُ، أمّا الآنَ فأُفيضتِ المراحمُ عليكم.


 

أيُّها المسيحيُّون الذين كانت حياتهم غير لائقة بالذي دعاكم، والآن افتداكم الربّ، فتحوَّلوا عن سيرتكم الماضية. خمس رذائل: الخبث، المكر، الرياء. هي تتشابه في عمل الشرِّ إلى القريب على مستوى الكلام، أو العمل أو التصرُّف. نفكِّر بشيء ونقول آخر. نقول كلامًا ونعمل غير ما قلنا. ما كان يسوع قاسيًا إلاَّ ضدَّ "الكتبة والفرِّيسيِّين المرائين" (مت 23). يدعوهم "القبور المخفيَّة، والناس يمشون عليها ولا يعلمون". والرذيلة الرابعة الحسد. نحزن لخير ناله قريبنا. وأخيرًا، الافتراء حيث نقول شرًّا في الآخرين. والشرط الأساسيّ: ذقتم الربّ، على مثال ما قال مر 34: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الربّ!"

ما أجمل الطفل الذي ينتظر الحليب من أمِّه. وكذلك الذي وُلد من الله يحتاج إلى اللبن لكي يغتذي وينمو. وما هو الغذاء؟ هو كلمة الله التي أكلها النبيُّ حزقيال، ونحن نستطيع أن نأكلها. ولفظ "العقليّ"، يرتبط باللوغس، بالكلمة. "لبن الكلمة". هكذا ننمو. خذوا اللبن "الذي لا غشَّ فيه". واتركوا الطعام المزيَّف الذي يحمل السمَّ إلى المؤمن.

صار الابن طعامًا لنا. لبثنا نذوقه. وهو حجر الزاوية الذي نستند إليه. هو حجر الزاوية ونحن أيضًا حجارة مبنيَّة على "الحجر الحيّ". اختاره الله الآب، واختارنا نحن أيضًا. وحين يختارنا نصبح النسل، الكهنوت، الأمَّة، الشعب. ما كان الوثنيُّون شعب الله، فصاروا الآن شعب الله. وما كانوا مرحومين، والآن نالوا الرحمة. ونحن قد نصبح "وثنيِّين" بسلوكنا وأعمالنا. فهل نعود كالغصن إلى الكرمة، وكالعضو في جسد المسيح. كنَّا في الظلمة، دعانا الربُّ إلى النور فماذا ننتظر لنمشي في النور قبل أن يدركنا الظلام؟

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM