افتُديتم بدم ثمين

من رسالة القدِّيس بطرس الأولى 1: 17-21

 

وإذا أنتم داعون أبًا ذاك الذي ليس قدَّامه أخْذٌ بالوجوه، ودائنٌ كلَّ إنسان بحسب أعمالِه، فتصرَّفوا بمخافةٍ في زمنِ تغرُّبكم هذا. إذْ أنتم عارفون أنَّكم لا بالفضَّة البالية ولا بالذهب افتُديتم من أعمالِكم الفارغةِ تلك التي قبلتُم من آبائِكم. لكن بدمٍ ثمين (دمِ) الحملِ الذي ليس فيه وصمةٌ ولا لطخة، الذي هو المسيح. ذاك الذي مُقدَّمًا كان مفصولاً لهذه من قَبلِ أساساتِ العالم وتجلّى في نهاياتِ الأزمنةِ من أجلِكم. أنتم الذين بيدِه آمنتُم بالله، ذاك الذي أقامَه من بينِ الأموات، ووهبَ له المجدَ بحيثُ يكونُ على الله إيمانُكم ورجاؤكم.


 

بعد كلام عن مخطَّط الخلاص (1: 3-12)، انطلق الإرشاد الأوَّل الموجَّه إلى مسيحيِّين من أصل وثنيّ، ليدعوهم إلى الابتعاد بشكل نهائيّ عن سيرتهم الماضية (1: 13-2 10). ومن يستطيع القول إنَّ سيرته تُرضي الربَّ كلَّ الرضى؟ أما نصلِّي: "اغفر لنا". فإن لم يكن من خطايا، لماذا نقول: "اغفر لنا"؟ ولماذا يبخِّرنا الكاهن في الاحتفالات، وننشد صلاة الغفران (في اللغة الطقسيَّة: الحسَّاية)؟ هو نداء إلى القداسة بالنظر إلى الرجاء الذي اقتناه يسوع لنا (آ13-21).

أنتم تدعون الله "أبًا"، ماذا تريدون بعد ذلك؟ هل تحسبون أنَّه "يحابي"، يفضِّل شعبًا على شعب وفردًا على فرد؟ لا. هو لا يعاملنا بهذه الطريقة. فكلُّنا أبناؤه وبناته. لا ينظر إلى الوجه، بل إلى القلب. ولا يتوقَّف عند القول والكلام، بل يريد العمل. بأعمالكم تعرفون أنَّكم أبناء الله. أنتم على الأرض غرباء. ولكنَّكم تبدون قريبين من الله. فالربُّ افتداكم كما افتدى غيركم. فمن أجلنا ومن أجل البشر، تألَّم ومات وقبر. وقال بولس: يريد خلاص الجميع ولا يستثني أحدًا.

"افتداكم" المسيح كما افتدى غيركم. كانوا يدفعون الفضَّة والذهب ليفتدوا عبدًا من العبيد أو أسيرًا من الأسرى. لبثت الصورة في المسيحيَّة لأنَّنا صرنا عبيدًا للخطيئة بعد أن فعلنا الخطيئة (8: 34)، فوجب على يسوع أن يفتدينا. "بدم كريم افتدانا". هكذا كانوا يفعلون في العهد الأوَّل: "يقدِّمون حملاً لا عيب فيه". والآن، جعل يسوع نفسه الحمل الذي "يرفع خطيئة العالم". وأيُّ حمل يضاهي هذا الحمل الذي كان على الصليب يوم الجمعة العظيمة، ساعة كانت تُذبح الحملان من أجل العيد (يو 19: 31ي). ما كان يكسر لحمل الفصح عظم. ويسوع لم يكسروا ساقيه كما فعلوا للصَّين اللذين كانا عن يمينه وعن يساره، بل طعنوه بحربة فخرج دم وماء.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM