الطريق إلى الملكوت

من رسالة القدِّيس بطرس الأولى 1: 1-9

 

بطرسُ رسولُ يسوعَ المسيحِ إلى المختارينَ والغرباء المزروعينَ في البنطسَ وفي غلاطيةَ وفي كبادوكيةَ وفي آسيةَ وفي بِيثينية، الذينَ اختِيروا بسابقِ معرفةِ اللهِ الآبِ في قداسةِ الروحِ بحيثُ يكونونَ للطاعة، ولرشِّ دمِ يسوعَ المسيح، النعمةُ تَكثرُ لكم والسلام. مباركٌ هو اللهُ أبو ربِّنا يسوعَ المسيحِ ذاك الذي بحنانِهِ الكثيرِ ولَدَنا من جديدٍ بقيامةِ يسوعَ المسيح، لرجاء الحياة، ولميراثٍ لا مُفسَدٍ ولا مدنَّسٍ ولا ذاوٍ، ذاك المعدِّ لكم في السماء. إذ أنتم محفوظون بقدرةِ الله والإيمانِ للحياةِ المعدَّة أن تتجلّى في الأزمنةِ الأخيرة، التي فيها تفرحونَ إلى الأبد، مع أنَّكم في هذا الزمان مُعاقون قليلاً في التجاربِ المختلفةِ العائدةِ عليكم. لكي يُرى امتحانُ إيمانِكم الذي هو أفضلُ من الذهبِ الخالصِ الذي امتُحنَ في النارِ للمجدِ والوقارِ والتعظيمِ في تجلّي يسوعَ المسيح، ذاك الذي ما رأيتموهُ وأنتم محبُّونه، وبإيمانِه مبتهجون في فرحٍ مجيدٍ لامَوصوف. بحيثُ تقبلونَ مكافأةَ إيمانِكم حياةَ نفوسِكم.


 

بطرس. ذاك هو اسمه. صفته: رسول. هذا رسول هذا الملك. وذاك رسول آخر. أمّا بطرس فلا حصَّة له سوى أن يكون رسول يسوع المسيح. هو اختاره. هو أرسله. إلى من؟ إلى المختارين. هم في خطِّ يسوع المسيح الذي اختير قبل تأسيس العالم (1: 20). هو الابن ونحن الأبناء. هو الوارث ونحن الوارثون. وهكذا نكون "أمَّة مقدَّسة" (2: 9).

"المتغرِّبون"، العائشين في الغربة، الغرباء. في الشعب الأوَّل، كان كلام عن "الشتات" عن البعيدين عن أورشليم، والمسيحيُّون ما زالوا غرباء عن أورشليم السماويَّة. هم في الطريق إلى الملكوت.

من أين هم؟ من خمسة بلدان. والرقم خمسة هو رقم مقدَّس في العالم اليهوديّ (أربعة: أقطار الكون، والرقم واحد يدلُّ على الله الذي يحيط بأبنائه أينما كانوا). مسيحيُّون مشتَّتون، لا منغلقون على ذواتهم، "في العلِّيَّة" كما كان الرسل بعد القيامة. هم "مزروعون" وسط العالم الوثنيّ. هكذا يشهدون لله حيث هم. وليس هذا من قبيل الصدفة. فوجوده هنا هو نتيجة عمل الثالوث: قصد الله الآب، تقديس الروح، دم يسوع المسيح. لا. ليس المؤمنون وحدهم، في مكان بعيد حيث لا يجدون لهم سندًا. هم في "منظار" الآب. يرافق كلُّ واحد منهم كما الأمُّ ترافق أولادها بنظرها وبقلبها. والروح يقدِّسنا، يضع يده علينا ويعلِّمنا كيف نطيع يسوع المسيح. أمّا يسوع المسيح الذي سفك دمه لأجلنا، فهو يطهِّرنا "برشِّ دمه". هكذا كانوا يعملون في الشعب الأوَّل، ويعاودون العمل. أمّا يسوع، فافتدانا مرَّة واحدة بصلبه وقيامته وصعوده.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM