شاول على طريق دمشق

9  1أمّا شاولُ فكانَ حتّى الآنَ مُمتلئًا تهديدًا وغضَبَ قتلٍ على تلاميذِ ربِّنا. 2فسألَ عظيمَ الكهنةِ أن يُعطيَه رسائلَ إلى دمشق، إلى المجامع، حتَّى إذا وجدَ مَنْ يسلكونَ بحسبِ هذه الطريق، رجالاً ونساء، يُقيِّدُهم ويَأتي بهم إلى أورشليم. 3ولمّا كان ذاهبًا وابتدأ يصلُ إلى دمشق، لمعَ عليهِ بغتةً نورٌ من السماء. 4فسقطَ على الأرض وسمعَ صوتًا يقولُ له: "شاولُ، شاول، لماذا تضطهدُني؟ صعبٌ عليكَ أن ترفُسَ المناخسَ." 5فأجابَ وقال: "مَنْ أنتَ يا ربّ؟" فقالَ ربُّنا: "أنا، أنا يسوعُ الناصريُّ الذي أنتَ تضطهِدُ. 6 لكنْ قُمْ وادخلِ المدينةَ وهناكَ يُقالُ لك ماذا ينبغي لك أن تعملَ."

7والرجالُ الذين كانوا ذاهبينَ معه في الطريق، وقفوا مُندهِشين، لأنَّهم كانوا يسمعونَ الصوت، ولا يرونَ إنسانًا. 8فقامَ شاولُ عن الأرض وما كانَ يَرى شيئًا مع أنَّ عينيهِ كانتا مفتوحتَينِ. فأخذوه بيِدِه، وأدخلوه دمشق. 9وما كانَ يرى شيئًا ثلاثةَ أيّام، ولا يأكلُ ولا يشرَب. (أع 9: 1-9)

*  *  *

وبدأت صفحة جديدة في تاريخ الكنيسة، سبقها ما عمله إسطفانس وفيلبُّس. ذاك المضطهد الكبير الذي اسمه شاول (أو: بولس) سيعرف خطأه ويهتدي. وبطرس سيبشِّر كورنيليوس وأهلَ بيته بانتظار أنطاكية وأبعد من أنطاكية.

ما اكتفى شاول بالاضطهاد في أورشليم، فمضى إلى دمشق مع رسائل من رئيس الكهنة. وما مضى وحده، بل أخذ معه "جنودًا" ليقبضوا على المسيحيِّين هناك. كلُّه اندفاع. وهو جذريّ في موقفه. إذا كان الرسل مخطئين فيجب أن يلاحَقوا. ولكنَّ الصراع كان في الداخل: من ينتصر هو أم يسوع؟ في أيِّ حال: يسوع هو ميت! ذاك ما يقول اليهود. ولكن كيف يكون ميتًا والذين تبعوه يعلنونه حيًّا، وهو يعمل فيهم؟

في الطريق، نور أشرق. إذًا يسوع هو النور، نور العالم، ومعه لا نمشي في الظلام. نعم هو يتكلَّم والميت لا يتكلَّم، إذًا هو الحيّ. وسلطته سلطة إلهيَّة. فلم يبقَ لشاول سوى أن يسقط على ركبتيه ساجدًا. يسوع هو هنا. الله هو هنا. أُعميَتْ عيناه من هذا الضوء الساطع، سيطرت عليه المخافة. أين شجاعتك؟ أين رغبتك في الانتقام من أعداء الشريعة؟ كلُّ هذا سقط. لم يبقَ شيء من ذاك العنفوان. "شاول، شاول". هو يناديه باسمه. ويناديه مرَّتين دلالة على الإلحاح، "لماذا تضطهدني؟" أنا أضطهدك؟ أين رأيتك؟ من أضطهد المسيحيِّين اضطهد المسيح. فهمَ شاول. "ماذا تريدني أن أعمل؟" قيل له. فمضى واعتمد ورأى.

بقي عليه أن يمضي إلى الجماعات المسيحيَّة في حوران وجرش ليتعرَّف إلى يسوع من خلال الذين رأوه وسمعوه.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM