بطرس يخرج من أورشليم

31وكان سلامٌ في الكنيسة، في اليهوديَّةِ كلِّها وفي الجليل وفي السامرة، فكانتْ تُبنى وتسير في مخافةِ الله وتتكاثرُ في تعزيةِ الروحِ القدُس. 32وكانَ سمعانُ مُتجوِّلاً في المدن، ونزلَ أيضًا لدى القدّيسينَ الساكنينَ في مدينة اللدّ. 33فوجدَ رجلاً ما اسمُه إينياس، وكانَ مَرميًّا في الفراشِ ومُخلَّعًا منذُ ثماني سنين. 34فقالَ له سمعان: "يا إينياس، شافيك هو يسوعُ المسيح. قمْ وسوِّ فراشَك". ومن ساعتِه قام. 35فرأى كلُّ ساكني اللدِّ وشارون، فرجعوا إلى الله. 36وكانتْ تلميذةٌ ما في مدينةِ يافا، وكان اسمُها طابيثا. هذه كانتْ غنيَّةً بالأعمالِ الصالحة وبالصدقاتِ التي كانتْ عاملة. 37فمرضَتْ في تلك الأيّام وماتت، فغسلوها ووضعوها في العلِّيَّة. 38وسمعَ التلاميذُ أنَّ سمعانَ هو في مدينةِ اللدِّ التي هي إلى جانبِ يافا فأرسلُوا إليه رجلَينِ اثنين ليَطلبا منه بأن لا يتوانى بأنْ يأتيَ عندَهم. 39فقامَ سمعانُ وذهبَ معهما. ولمّا أتى أصعدوه إلى العليَّة، وكلُّ الأراملِ اجتمعنَ وقمنَ حولَه وهنَّ باكياتٌ ومبيِّناتٌ له القمصانَ والأرديةَ التي كانَتْ تَهبُها لهنَّ طابيثا وهي حيَّة. 40فأخرجَ سمعانُ الناسَ كلَّهم إلى الخارج، وقعدَ على ركبتيه وصلّى والتفتَ صوبَ الجثَّةِ وقال: "يا طابيثا، قومي." وهي فتحَتْ عينيها. ولمّا رأت سمعانَ جلسَت. 41فبسطَ لها يدَه فأقامَها ودعا القدّيسينَ والأراملَ وأعطاهم إيّاها وهي حيَّة. 42 وعُرفَتْ هذه (الآيةُ) في المدينةِ كلِّها، وكثيرون آمنوا بالربِّ. 43وكان في يافا أيّامًا غيرَ قليلة، وكان حالاًّ في بيتِ سمعانَ الدبّاغ. (أع 9: 31-43)

الخطر كبير أن يبقى رئيس الكنيسة في أورشليم. كان خطرٌ أوَّل حين أقام الرسل في العلِّيَّة والأبواب موصدة. حطَّم الروح القدس الأبواب، وخرج الرسل يعلنون البشارة. وانحصرت الرسالة في أورشليم وكأنَّ يسوع أرسلهم فقط إلى اليهوديّ، على ما نقرأ في مت 10: 6: "اذهبوا إلى الخراف الضالَّة من بني إسرائيل." كنيسة مقوقعة تموت بسرعة. وكذا نقول عن رعيَّة، عن أبرشيَّة، عن طائفة تحاول أن تحافظ على المؤمنين فيها، تحميهم من البرد وتجعلهم تحت جناحيها وكأنَّهم ما زالوا "صيصان" وربَّما ليكونوا لها دون سواها. تخاف أن يتركوها ويمضوا إلى هنا وهناك.

وتدخَّل الروح. مات إسطفانس شهيدًا، فتشتَّت المؤمنون. وراح فيلبُّس إلى السامرة. هل أفلتت الأمور من أيدينا؟ "لا تدخلوا مدينة سامريَّة" (آ5). ومضى بطرس ويوحنّا وختما البشارة بوضع الأيدي لينال "السامريُّون" الروح القدس كما أبناء الجليل واليهوديَّة. ويا ليت الأمور وقفت هنا؟ فالذين هربوا من أورشليم وصلوا إلى أنطاكية، فبشَّروا اليهود وغير اليهود. بشَّروا الوثنيِّين. أهم رسل؟ كلاَّ. أهُم من السبعة؟ كلاَّ. هم مؤمنون راحوا إلى "فينيقية وقبرص وأنطاكية" (أع 11: 19) الجنديّ بشَّر الجنديّ، والتاجر بشَّر التاجر والعبد بشَّر العبد. وأين وصيَّة الربّ: "لا تقصدوا مدينة وثنيَّة"؟ عندئذٍ أرسلوا برنابا.

أمام كلِّ هذا، فهم بطرس أنَّ عليه أن يخرج، أن ينطلق. راح إلى لدَّة، على شاطئ البحر. فعل ما فعل يسوع حين أقام مقعدًا. فاهتدى السكَّانُ كلُّهم إلى الربّ" (أع 9: 35). فرح بهذا النجاح. هل يواصل الطريق؟ ربَّما تردَّد. أمّا الرسالة فلا تنتظر، ولا الروح القدس.

 

في يافا امرأة ميتة، راح رجلان يدعوان بطرس. أقامها كما سبق ليسوع وأقام ابنة يائيرس رئيس المجمع. ها هو يعمل ما كان يسوع يعمل. والكنيسة تنمو (آ31). "كثير من الناس آمنوا" (آ42). أجل، حين نضع يدنا بيد الربِّ لا نعرف إلى أين يصل بنا. نودُّ أن نبقى مكاننا. ولكن وصل بطرس إلى شاطئ البحر، كما المسيح قال أمثاله عند الشاطئ. ومتى الوصول إلى رومة، يا بطرس؟

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM