نبيّ مثل موسى

        30"ولمّا كمُلَتْ هناك أربعونَ سنة، تراءى له في برِّيَّة جبلِ سيناء ملاكُ الربِّ في نارٍ متَّقدة في عُلَّيقة. 31فلمّا رأى موسى ذلك تعجَّبَ بالرؤيا، ولمّا اقتربَ ليرى قال له الربُّ في الصوت: 32أنا، أنا إلهُ آبائِك، إلهُ إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوب. وإذ كان موسى مُرتعدًا، ما كان يَتجرَّأ أن يُحدِّقَ في الرؤيا.

33"فقال له الربُّ: اخلَعْ نعلَيكَ من رجلَيك، لأنَّ الأرضَ التي أنتَ قائمٌ فيها مقدَّسة. 34رؤيةً رأيتُ ضيقَ شعبي في مصرَ وسمعتُ نواحَه فنزلتُ لأخلِّصَهم. والآنَ تعالَ أُرسلكَ إلى مصر. 35فموسى هذا الذي كفَروا به قائلين: مَنْ أقامَك علينا رئيسًا وقاضيًا، هو ذاك الذي أرسلَه اللهُ إليهم رئيسًا ومخلِّصًا، بيد الملاكِ الذي تراءى له في العلَّيقة. 36هذا هو الذي أخرجَهم إذْ صنعَ آياتٍ وعجائبَ ومعجزاتٍ في أرضِ مصر، وفي بحرِ سوف وفي البرِّيَّةِ أربعينَ سنة. 37هذا هو موسى الذي قال لبني إسرائيل: نبيًّا يُقيمُ لكم الربُّ الإلهُ من إخوتِكم مثلي، فله تسمعون. 38هذا هو الذي كان في الجماعة، في البرِّيَّة، مع الملاكِ الذي تكلَّم معه ومع آبائِنا في جبلِ سيناء. وهذا هو الذي تقبَّلَ كلماتِ الحياةِ لكي يُعطيَها لنا." (أع 7: 30-38)

*  *  *

وتواصلت خطبة إسطفانس في خطِّ ما اعتاد العالم اليهوديُّ أن يفعل. ينطلق من تاريخ الشعب لكي يصل إلى هدفه الأساسيّ. أمّا إسطفانس فتوخَّى أن يبيِّن للمؤمنين أنَّ الهيكل انتهى عهده، فلماذا أنتم متعلِّقون به؟ في زمن إرميا كانوا يهتفون هيكل الله، هيكل الله. فبدا هذا الهيكل حرزًا يتمسَّكون به وينتظرون منه أن يخلِّصهم. ولكن ماذا ينفع الهيكل إن لم يدلَّنا على وجه الله وعلى متطلِّباته؟

 

ووصلت الخطبة إلى موسى منذ العلَّيقة المشتعلة التي أفهمت موسى أنَّ الله حاضر حتّى في الصحراء، في أصغر نبتة وأحقرها، في علِّيقة. وما فائدة العلَّيقة؟ لا شيء. بل هي محتقرة إن نحن قابلناها مع كرم العنب وشجر التين والزيتون. ومع ذلك، كلَّم الله موسى من العلَّيقة. أفهذا الغنى في الهيكل دليل على حضور الله؟ كلاّ. بدون شكّ. وسوف يقول لداود إنَّه يفضِّل الخيمة على القصور المطليَّة بالذهب. وفي أيِّ حال، لم يعد الهيكل موضع حضور الله، بل يسوع المسيح، حيث قال: انقضوا هذا الهيكل وأنا أبنيه. الهيكل اليوم هو جسد المسيح القائم من الموت. ونحن نعبده بالروح والحقّ. ولا نحتاج إلى البقر والغنم لكي نعبده. لهذا طرحها يسوع كما طلب أن يؤخذ الحمام من هنا. بعد اليوم لا ذبيحة سوى ذبيحة الصليب.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM