إسطفانس ويوسف بن يعقوب

 

    9"وآباؤنا هؤلاء حسدوا يوسفَ وباعوهُ إلى مصر، واللهُ كانَ معه. 10فخلَّصَه من مَضايقِه كلِّها ووهبَ له نعمةً وحكمةً قدّامَ فرعونَ ملكِ مصرَ فأقامَه رئيسًا على مصرَ وعلى بيتِه كلِّه. 11وكان جوعٌ وضيقٌ عظيمٌ في مِصرَ كلِّها وفي أرضِ كنعان، وما كانَ لآبائِنا شبَعٌ. 12ولمّا سمعَ يعقوبُ بأنَّ الحنطةَ موجودةٌ في مصر، أرسلَ آباءَنا مرَّةً أولى. 13ولمّا ذهبوا في المرَّة الثانية، عرَّفَ يوسفُ نفسَه لإخوتِه وعُرفَتْ عشيرةُ يوسفَ لدى فرعون. 14فأرسلَ يوسفُ فأتى بأبيهِ يعقوبَ وبكلِّ عشيرتِه، وكانَ عددُهم خمسًا وسبعينَ نفْسًا. 15ونزلَ يعقوبُ إلى مصرَ وماتَ هناك هو وآباؤنا. 16ونُقلوا إلى شكيمَ ووُضعوا في القبر الذي كان إبراهيمُ اشتراهُ بفضَّةٍ من بني حمُور." (أع 7: 9-16)

*  *  *

إسطفانس أمام رئيس الكهنة. هي الفئة اليونانيَّة في المحاكم، كما سبق وحصل للرسل. وفي أيِّ حال، ذاك كان وضع يسوع. أو نَقبل أن نُعامَل مثله أو نمضي في طريق أخرى مثل ذاك الشابّ الغنيّ؟ مضى حزينًا. لا، لا يمكن أن يكونَ هذا موقف إسطفانس. في أيِّ حال، لم يَعُد من عالم الأرض، فصار من عالم السماء. قيل عنه: بدا وجهه كأنَّه وجه ملاك. ومن هم الذين يقفون تجاهه؟ هم متعلِّقون بهذا العالم. بمصالحهم، بالشريعة التي تؤمِّن لهم دوام العزّ. الويل لمن يمسُّ بالتقاليد فيكونوا هم الخاسرين. أمّا إسطفانس، فإذ هو في العالم، عرف أنَّه ليس من العالم. صار من عالم آخر، عالم يسوع المسيح. وفي خطاه سوف يسير بولس الذي قال: حياتي هي المسيح والموت ربحٌ لي.

"اسمعوا". هكذا بدأت خطبة إسطفانس. وهم سمعوا ويا ليتهم لم يقسُّوا قلوبهم. فيا ليتهم رضوا أن يخرجوا من ذواتهم وممَّا تعلَّموه منذ مئات السنين وما أرادوا الخروج منه. وأعادهم إلى إبراهيم، رجل الإيمان. طلب منه الربُّ أن يترك أرضه فأطاع. فلماذا لا نفعل نحن كذلك؟ ويوسف بن يعقوب مرَّ في الصعوبات ونقل والده وإخوته وعيالهم إلى مصر قبل أن يعودوا إلى حيث كان إبراهيم. تاريخ طويل فرض على كلِّ واحد أن يسير مع الربِّ وأن لا يتوقَّف عند الأصنام... فماذا تنتظرون؟


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM